سماهر سيف اليزل
يسعى العالم لاستكشاف اقتصادات ذات مفاهيم وتطبيقات تساهم في حل الكثير من مشاكل التعايش البشري بكل أنواعه ، والارتقاء بنظرة الإنسان إلى الإنسان، وحتى طبيعة ومستوى وجودة حياته، وتعزيز الثقة في الذات أو الثقة بين البشرية. ولذا انتشرت مفاهيم جديدة ومنها اقتصاد (اقتصاد الإبداع) و(اقتصاد التعلم) و(اقتصاد الريادة) إلا أن تطبيقاتها ظلت محدودة، واستمرت سيطرة الرأسمالية وبعض تطبيقات اقتصاد المعرفة الغالبة على الانتشار الإعلامي والتي يعرفها المجتمع.
ومع استمرار الأزمات العالمية الاقتصادية التي تهز المجتمعات وتصنع الحروب وتنشر السلبية، ومع زيادة ظاهرة الإتكالية على الموارد بكل أنواعها ، يأتي مفهوم (اقتصاد الإلهام) ليعالج الكثير من التحديات والأزمات في المجتمعات ، ويربطها بالقدرات التي تعتمد على استكشاف النفس وطرق تعظيم الاستفادة منها.
د محمد بوحجي يعرف اقتصاد الإلهام اختصارا بأنه ذلك الاقتصاد الذي يحرك المجتمعات والمؤسسات لتكون أكثر إلهاما وإصرارا وتجددا على تحقيق الفارق في الأثر من خلال عملة الإلهام التي تقوم على ممكنات الإلهام (مصادر وروح وفرص الإلهام). فهو اقتصاد يقلل الفوارق الاصطناعية بين الناس ويقيس الأداء بما نقدمه نحو المجتمعات من تغيير ونماذج ناجحة ومتجددة.
حاورت الوطن د. دنيا أحمد رئيسة جمعية اقتصاد الإلهام التي أسست مع زوجها الدكتور محمد بوحجي هذه الجمعية التي تفتح الأبواب على مفاهيم تملك القدرة على تغيير فكر الإنسان والمجتمع في آن واحد.. فإلى التفاصيل..
* ما هو اقتصاد الإلهام ، وما مدى معرفة المجتمع البحريني به ؟
بداية يجب أن نذكر أن " اقتصاد الإلهام " نشأ من بحرينيين لكنه فكر عالمي ، لذالك يجب توثيق ذلك حيث كان دكتور محمد بو حجي هو مؤسس فكر اقتصاد الإلهام .
واقتصاد الإلهام هو أن يقوم الفرد بتغير الأمور لكن بشرط عدم وجود موارد أو بأقل موارد ممكنة بدون نفوذ ، تعزيزا لفكر انه بأشياء صغيرة يمكن تحقيق أمور كبيرة ، وان إبداء بالتغير ، كما انه تغير لطريقة الفكر من التفكير الرأسمالي إلى التحول في النظر للقدرات الموجودة وتحويل كل مشكلة لفرصة وإبداء بحلها .
المجتمع البحريني المجتمع البحريني واع ، كان دائما سباقا في العديد من الأمور بالمنطقة ، ولكن نحن هنا نتحدث عن فكر جديد و فكر يلقى مقاومة من العديدين وخصوصا من أصحاب التعليم ، حيث أن ارتباط الشخص بنظريات معينه وإيمانه بها ، يجعل من الصعب عليه تقبل فكر مبني على النظرة للأمور بجانبيها الاقتصادي والاجتماعي معا ، والإيمان بالتفكير الموسوعي ، وعدم التخصصية في مجال معين ، لذالك فان المجتمع البحريني به الكثير ممن يرغبون بالتعلم ن وكانت لهم مشاركات عديدة في السبع ملتقيات السابقة ، مما يدل على وعيهم وحبهم للتعلم ، لكن إلى ألان لم يتم الوصول إلى اكبر شريحة ممكنة ، وكلما تعرف المجتمع البحريني على هذا الكونسبت كلما كانت هذه هي العملة التي يعمل بها ، ويكون المجتمع البحريني وضع بصمته الخاصة من خلال هذه الإضافة .
ونحن نستهدف جميع الفئات ، من صناع قرار كونهم المنفذين ، وكذلك الأكاديميين لقيامهم بنشر الأوراق العلمية والأبحاث ، والشباب كونهم المطبقين والمتواجدين في المراحل المستقبلية ، كما نستهدف الأطفال كونهم ممثلي المستقبل ، ويتم التخاطب مع كل فئة بلغتها الخاصة .
انتشار المفهوم
* ما هي الطرق التي تتخذها الجمعية لنشر وتعزيز ثقافة اقتصاد الإلهام ؟ وجعل المجتمع البحريني مساهما في هذا المجال ؟
الطرق التي نستخدمها كثيرة منها اللقاءات الدورية التي تزيد عن مرتين شهريا ، تكون أحيانا بتقديم دعوى للأشخاص ، أو من خلال القيام بالزيارات لبعض الجمعيات ، بالإضافة للقاءات التي تتم خلال السفرات وتجوالنا في مختلف دول العالم ، ومن خلال اللقاء محاضرات مختلفة المحاور مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات ، والضلع الجديد لنا والأكثر فاعلية هو " السوشيال ميديا " فنحن لنا العديد من الحسابات النشطة ، التي يتم توثيقها بشكل مباشر لكل السفرات والتفاعليات والأنشطة التي تقوم بها الجمعية ، بالإضافة للنشر العلمي من خلال بث فكرنا بها .
* ما هي المشاريع التي تم تبنيها ؟ وما هي الشروط التي يجب توفرها ؟
نحن لا نتبنى المشاريع بل نقوم بالذهاب لها، أو نستقبل الشباب الراغبين بعمل المشاريع ، ونقوم بالتقييم وتقديم المساعدات، ولا نقوم بعمل شيء بدل الشخص ، بل نضع مع التكنيكات المختلفة التي تتيح له تأسيس المشروع ليقوم بالهدف المرجو منه ويكون فاعلا وخادما أكثر للمجتمع ويجمع الفكريين الاجتماعي والاقتصادي معا ، وكان هناك تعاون بين مختلف الجمعيات العالمية ، بالإضافة إلى التعاون مع المشاريع المحلية ، ونحن على أتم الاستعداد لمساعدة كل مقدمي المشاريع .
اقتصاد المعرفة
* دولة الإمارات تعمل بمفهوم " اقتصاد المعرفة " لتنمية المجتمع فهل " اقتصاد الإلهام " في البحرين مفهوم مشابه للعمل على التنمية ؟ وما الفرق بينهما ؟
نحن لدينا مؤشرات إن تواجدت في الدول والمؤسسات ، أوجدت أفرادا ملهمين ، ومؤسسات ملهمة وشخصيات مساهمين في اقتصاد الإلهام ، واقتصاد الإلهام أعم بشكل أكبر ، واقتصاد المعرفة فرع أصغر لاقتصاد الإلهام .
* ما هي مختبرات الإلهام ؟ وما هو دورها وما هي المنهجيات التي تقوم عليها ؟
في بداية انطلقنا بدأنا بمختبرات موجودة في البحرين ، حيث كان هناك مشاريع قائمة على هذه المختبرات ، وخارج نطاق الجمعية كانت تسمى بالمختبرات التنافسية ، وقمنا بالانتقال بها لتكون مختبرات اقتصاد الإلهام ، والمختبر هو أن يكون لدى الفرد أو المؤسسة مشروع قائم يتم من خلال المختبر العمل عليه وإعادة هندسته حتى يتغير وينطلق بمفهومة الجديد ويكون بطريقة أفضل .
الصورة التكاملية
* ما هي الفوائد التي يمكن أن تعود على الدولة والمجتمع بعد إتباع والعمل باقتصاد الإلهام ؟
الفوائد كثيرة ، خصوصا عندما نتحدث عن عالم يواجه ضغط في الميزانيات ، موارد أكثر لكن التفكير التقليدي يرى أن "هذه الكيكة صغيرة ولن تكفي الجميع " ، وهنا يأتي دور اقتصاد الإلهام الذي يمكن الفرد من التعاطي والتعامل مع هذه الموارد بصوره مختلفة ، وفي كثير من الدول التي اعتمدت على راس المال الموجود خلقت لنفسها مشاكل اجتماعية ، ودول قامت بالعكس ، وفكر الإلهام يساعد المجتمع على النظر للأمور بصورة تكاملية حيث يحقق النجاح في الجانبين بالتكافؤ ، وكلما تبني هذا الفكر كلما تحققت النجاحات .
* ما هو الرابط بين اقتصاد الإلهام والأهداف الأممية ؟
الأهداف الأممية الموجودة في مختلف دول العالم وتتبعها مملكة البحرين ، تتماشى مباشرة مع فكر اقتصاد الإلهام ، حيث يعتمد اقتصاد الإلهام على التفكير الموسوعي الذي يشمل التفكير في البيئة مع الصحة مع المرأة وغيرها من الأمور في وقت واحد ، وبهذا فإن اقتصاد الإلهام يحتوي على جميع أهداف التنمية الأممية ، ودائما أهداف التنمية المستدامة نصب أعيننا ، والبحرين تستأهل أكثر ، والبحرينيين يمكنهم تحقيق كل هذه الأهداف وأكثر، فقط يحتاجون لتغير طريقة التفكير في التعاطي مع الأمور .
الفرد الملهم
* ما هي صفات الفرد الملهم ؟ وما دور القطاعات المختلفة في تعزيز الإلهام كأسلوب ممارسة وحياة؟
دور القطاعات كبير ، ويقع العاتق الأكبر على قطاع التعليم ، تليها القطاعات الخدمية التي عودت الأشخاص على بالتعبير المجازي "على الطرارة"، وان الفرد بدل أن يسعى لإنشاء مشروعه يهب لتسجيل اسمه لتلقي البدل ، فالجهات الخدمية من خلال الخدمات الزائدة التي توفرها ساهموا في تحبيط الفكر الإلهامي ، ومن خالا تعاطي القطاعات مع الأفراد يتم تكوين الأفكار ، فكلما تعاطوا مع الشخص أخرى سيكون رد الفعل مختلف .
وفيما يتعلق بالأفراد وصفات الأشخاص الملهمين هي التي لا تجد طريقها للفشل ، وتستخدم مبادئ اقتصاد الإلهام وتصنع من كل مشكلة حل وتقوم بحل الأمور بدون موارد بدون تفكير رأسمالي ونفوذ ، وهذه هي الشخصية الملهمة المتجددة ، وليست الاستدامة في النجاح بس في بطرح كل جديد .
والمرأة هي مصدر الإلهام ، ولا نقصد الإلهام بمفهومة العادي بل عن اقتصاد الإلهام حيث تفكر الأم بالعملية التربوية والتنموية مع بعض ، نحن نرى أن الأهالي يأخذون دور الرعاية بدل التربية ، ويتجاهلون الدور التنموي الذي يجب أن يوضع في الأطفال ، لذلك فإن للأسر دورا كبيرا في تغير طريقة التفكير من خلال تحفيز الأبناء على الاجتهاد والعمل وعدم انتظار الفرص حتى تأتي إليك ، وكذلك المعلم والمربي والمسؤول في العمل، فالآية انقلبت وبعد أن كنا نبحث عن المعرفة في الكبار ، أصبحنا ألان نجدها في الصغار ، ونحن في عالم متغير ، سابقا كانت المعرفة محتكرة على الأكبر سنا لوجودها في موسوعات وكتب ، لكن اليوم المعرفة متوفرة في متناول اليد ، لذلك يجب أن يؤمن الجميع أن الأجيال القادمة متنورة ومطلعة، والتعامل بفوقية لم يعد الطريقة المثلى للتعامل .
يسعى العالم لاستكشاف اقتصادات ذات مفاهيم وتطبيقات تساهم في حل الكثير من مشاكل التعايش البشري بكل أنواعه ، والارتقاء بنظرة الإنسان إلى الإنسان، وحتى طبيعة ومستوى وجودة حياته، وتعزيز الثقة في الذات أو الثقة بين البشرية. ولذا انتشرت مفاهيم جديدة ومنها اقتصاد (اقتصاد الإبداع) و(اقتصاد التعلم) و(اقتصاد الريادة) إلا أن تطبيقاتها ظلت محدودة، واستمرت سيطرة الرأسمالية وبعض تطبيقات اقتصاد المعرفة الغالبة على الانتشار الإعلامي والتي يعرفها المجتمع.
ومع استمرار الأزمات العالمية الاقتصادية التي تهز المجتمعات وتصنع الحروب وتنشر السلبية، ومع زيادة ظاهرة الإتكالية على الموارد بكل أنواعها ، يأتي مفهوم (اقتصاد الإلهام) ليعالج الكثير من التحديات والأزمات في المجتمعات ، ويربطها بالقدرات التي تعتمد على استكشاف النفس وطرق تعظيم الاستفادة منها.
د محمد بوحجي يعرف اقتصاد الإلهام اختصارا بأنه ذلك الاقتصاد الذي يحرك المجتمعات والمؤسسات لتكون أكثر إلهاما وإصرارا وتجددا على تحقيق الفارق في الأثر من خلال عملة الإلهام التي تقوم على ممكنات الإلهام (مصادر وروح وفرص الإلهام). فهو اقتصاد يقلل الفوارق الاصطناعية بين الناس ويقيس الأداء بما نقدمه نحو المجتمعات من تغيير ونماذج ناجحة ومتجددة.
حاورت الوطن د. دنيا أحمد رئيسة جمعية اقتصاد الإلهام التي أسست مع زوجها الدكتور محمد بوحجي هذه الجمعية التي تفتح الأبواب على مفاهيم تملك القدرة على تغيير فكر الإنسان والمجتمع في آن واحد.. فإلى التفاصيل..
* ما هو اقتصاد الإلهام ، وما مدى معرفة المجتمع البحريني به ؟
بداية يجب أن نذكر أن " اقتصاد الإلهام " نشأ من بحرينيين لكنه فكر عالمي ، لذالك يجب توثيق ذلك حيث كان دكتور محمد بو حجي هو مؤسس فكر اقتصاد الإلهام .
واقتصاد الإلهام هو أن يقوم الفرد بتغير الأمور لكن بشرط عدم وجود موارد أو بأقل موارد ممكنة بدون نفوذ ، تعزيزا لفكر انه بأشياء صغيرة يمكن تحقيق أمور كبيرة ، وان إبداء بالتغير ، كما انه تغير لطريقة الفكر من التفكير الرأسمالي إلى التحول في النظر للقدرات الموجودة وتحويل كل مشكلة لفرصة وإبداء بحلها .
المجتمع البحريني المجتمع البحريني واع ، كان دائما سباقا في العديد من الأمور بالمنطقة ، ولكن نحن هنا نتحدث عن فكر جديد و فكر يلقى مقاومة من العديدين وخصوصا من أصحاب التعليم ، حيث أن ارتباط الشخص بنظريات معينه وإيمانه بها ، يجعل من الصعب عليه تقبل فكر مبني على النظرة للأمور بجانبيها الاقتصادي والاجتماعي معا ، والإيمان بالتفكير الموسوعي ، وعدم التخصصية في مجال معين ، لذالك فان المجتمع البحريني به الكثير ممن يرغبون بالتعلم ن وكانت لهم مشاركات عديدة في السبع ملتقيات السابقة ، مما يدل على وعيهم وحبهم للتعلم ، لكن إلى ألان لم يتم الوصول إلى اكبر شريحة ممكنة ، وكلما تعرف المجتمع البحريني على هذا الكونسبت كلما كانت هذه هي العملة التي يعمل بها ، ويكون المجتمع البحريني وضع بصمته الخاصة من خلال هذه الإضافة .
ونحن نستهدف جميع الفئات ، من صناع قرار كونهم المنفذين ، وكذلك الأكاديميين لقيامهم بنشر الأوراق العلمية والأبحاث ، والشباب كونهم المطبقين والمتواجدين في المراحل المستقبلية ، كما نستهدف الأطفال كونهم ممثلي المستقبل ، ويتم التخاطب مع كل فئة بلغتها الخاصة .
انتشار المفهوم
* ما هي الطرق التي تتخذها الجمعية لنشر وتعزيز ثقافة اقتصاد الإلهام ؟ وجعل المجتمع البحريني مساهما في هذا المجال ؟
الطرق التي نستخدمها كثيرة منها اللقاءات الدورية التي تزيد عن مرتين شهريا ، تكون أحيانا بتقديم دعوى للأشخاص ، أو من خلال القيام بالزيارات لبعض الجمعيات ، بالإضافة للقاءات التي تتم خلال السفرات وتجوالنا في مختلف دول العالم ، ومن خلال اللقاء محاضرات مختلفة المحاور مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات ، والضلع الجديد لنا والأكثر فاعلية هو " السوشيال ميديا " فنحن لنا العديد من الحسابات النشطة ، التي يتم توثيقها بشكل مباشر لكل السفرات والتفاعليات والأنشطة التي تقوم بها الجمعية ، بالإضافة للنشر العلمي من خلال بث فكرنا بها .
* ما هي المشاريع التي تم تبنيها ؟ وما هي الشروط التي يجب توفرها ؟
نحن لا نتبنى المشاريع بل نقوم بالذهاب لها، أو نستقبل الشباب الراغبين بعمل المشاريع ، ونقوم بالتقييم وتقديم المساعدات، ولا نقوم بعمل شيء بدل الشخص ، بل نضع مع التكنيكات المختلفة التي تتيح له تأسيس المشروع ليقوم بالهدف المرجو منه ويكون فاعلا وخادما أكثر للمجتمع ويجمع الفكريين الاجتماعي والاقتصادي معا ، وكان هناك تعاون بين مختلف الجمعيات العالمية ، بالإضافة إلى التعاون مع المشاريع المحلية ، ونحن على أتم الاستعداد لمساعدة كل مقدمي المشاريع .
اقتصاد المعرفة
* دولة الإمارات تعمل بمفهوم " اقتصاد المعرفة " لتنمية المجتمع فهل " اقتصاد الإلهام " في البحرين مفهوم مشابه للعمل على التنمية ؟ وما الفرق بينهما ؟
نحن لدينا مؤشرات إن تواجدت في الدول والمؤسسات ، أوجدت أفرادا ملهمين ، ومؤسسات ملهمة وشخصيات مساهمين في اقتصاد الإلهام ، واقتصاد الإلهام أعم بشكل أكبر ، واقتصاد المعرفة فرع أصغر لاقتصاد الإلهام .
* ما هي مختبرات الإلهام ؟ وما هو دورها وما هي المنهجيات التي تقوم عليها ؟
في بداية انطلقنا بدأنا بمختبرات موجودة في البحرين ، حيث كان هناك مشاريع قائمة على هذه المختبرات ، وخارج نطاق الجمعية كانت تسمى بالمختبرات التنافسية ، وقمنا بالانتقال بها لتكون مختبرات اقتصاد الإلهام ، والمختبر هو أن يكون لدى الفرد أو المؤسسة مشروع قائم يتم من خلال المختبر العمل عليه وإعادة هندسته حتى يتغير وينطلق بمفهومة الجديد ويكون بطريقة أفضل .
الصورة التكاملية
* ما هي الفوائد التي يمكن أن تعود على الدولة والمجتمع بعد إتباع والعمل باقتصاد الإلهام ؟
الفوائد كثيرة ، خصوصا عندما نتحدث عن عالم يواجه ضغط في الميزانيات ، موارد أكثر لكن التفكير التقليدي يرى أن "هذه الكيكة صغيرة ولن تكفي الجميع " ، وهنا يأتي دور اقتصاد الإلهام الذي يمكن الفرد من التعاطي والتعامل مع هذه الموارد بصوره مختلفة ، وفي كثير من الدول التي اعتمدت على راس المال الموجود خلقت لنفسها مشاكل اجتماعية ، ودول قامت بالعكس ، وفكر الإلهام يساعد المجتمع على النظر للأمور بصورة تكاملية حيث يحقق النجاح في الجانبين بالتكافؤ ، وكلما تبني هذا الفكر كلما تحققت النجاحات .
* ما هو الرابط بين اقتصاد الإلهام والأهداف الأممية ؟
الأهداف الأممية الموجودة في مختلف دول العالم وتتبعها مملكة البحرين ، تتماشى مباشرة مع فكر اقتصاد الإلهام ، حيث يعتمد اقتصاد الإلهام على التفكير الموسوعي الذي يشمل التفكير في البيئة مع الصحة مع المرأة وغيرها من الأمور في وقت واحد ، وبهذا فإن اقتصاد الإلهام يحتوي على جميع أهداف التنمية الأممية ، ودائما أهداف التنمية المستدامة نصب أعيننا ، والبحرين تستأهل أكثر ، والبحرينيين يمكنهم تحقيق كل هذه الأهداف وأكثر، فقط يحتاجون لتغير طريقة التفكير في التعاطي مع الأمور .
الفرد الملهم
* ما هي صفات الفرد الملهم ؟ وما دور القطاعات المختلفة في تعزيز الإلهام كأسلوب ممارسة وحياة؟
دور القطاعات كبير ، ويقع العاتق الأكبر على قطاع التعليم ، تليها القطاعات الخدمية التي عودت الأشخاص على بالتعبير المجازي "على الطرارة"، وان الفرد بدل أن يسعى لإنشاء مشروعه يهب لتسجيل اسمه لتلقي البدل ، فالجهات الخدمية من خلال الخدمات الزائدة التي توفرها ساهموا في تحبيط الفكر الإلهامي ، ومن خالا تعاطي القطاعات مع الأفراد يتم تكوين الأفكار ، فكلما تعاطوا مع الشخص أخرى سيكون رد الفعل مختلف .
وفيما يتعلق بالأفراد وصفات الأشخاص الملهمين هي التي لا تجد طريقها للفشل ، وتستخدم مبادئ اقتصاد الإلهام وتصنع من كل مشكلة حل وتقوم بحل الأمور بدون موارد بدون تفكير رأسمالي ونفوذ ، وهذه هي الشخصية الملهمة المتجددة ، وليست الاستدامة في النجاح بس في بطرح كل جديد .
والمرأة هي مصدر الإلهام ، ولا نقصد الإلهام بمفهومة العادي بل عن اقتصاد الإلهام حيث تفكر الأم بالعملية التربوية والتنموية مع بعض ، نحن نرى أن الأهالي يأخذون دور الرعاية بدل التربية ، ويتجاهلون الدور التنموي الذي يجب أن يوضع في الأطفال ، لذلك فإن للأسر دورا كبيرا في تغير طريقة التفكير من خلال تحفيز الأبناء على الاجتهاد والعمل وعدم انتظار الفرص حتى تأتي إليك ، وكذلك المعلم والمربي والمسؤول في العمل، فالآية انقلبت وبعد أن كنا نبحث عن المعرفة في الكبار ، أصبحنا ألان نجدها في الصغار ، ونحن في عالم متغير ، سابقا كانت المعرفة محتكرة على الأكبر سنا لوجودها في موسوعات وكتب ، لكن اليوم المعرفة متوفرة في متناول اليد ، لذلك يجب أن يؤمن الجميع أن الأجيال القادمة متنورة ومطلعة، والتعامل بفوقية لم يعد الطريقة المثلى للتعامل .