أقام مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية فعاليته الأخيرة بفندق ذاغروف أمواج، بمناسبة عيد الأسرة العربية الذي يصادف 21 مارس من كل عام وسط احتفالية بهيجة عمّت فيها روح الفرح والسرور على كافة الأجواء والحضور الكريم.

وهدفت الفعالية إلى تكريم عدد من القامات والهامات في كافة الدول العربية ممن كان لهم الفضل والدور الأكبر في إنجاح أسرهم، وتكوين أسر ناجحة تستحق أن تكون نماذج رائدة للشباب المقبل على الزواج.

وقالت اللجنة الإعلامية المشرفة على تنسيق الفعالية، إن الاحتفال بعيد الأسرة العربية يعد احتفالاً ذا نكهة خاصة؛ كونه يترجم مشاعر الود والعطاء والرحمة والانتماء بين أفراد الأسرة الواحدة، ويشجع الجميع على تبادل المشاعر الطيبة التي استمرت في النماء والعطاء على مدار العام، فهو بحق قطف لثمار المحبة وتقديمها للوالدين في يوم تذكاري يتعاون فيه الجميع على إظهار مشاعر الود والحنان، فهنيئاً لكل أسرة كدّت واجتهدت من أجل إنجاح البناء الأسري، هنيئاً لكل أسرة بذلت الغالي والنفيس من أجل تقديم نماذج ريادية تساهم في استمرارية بناء وعطاء الأمومة والأبوة، هنيئاً لكل أسرة أخذت على عاتقها مهمة تقديم نواة صالحة للمجتمع تسعى لتحقيق تطلعات وطموحات وطنها في الجد والإصلاح.

وأقيم الاحتفال الكبير بعيد الأسرة العربية برعاية المهندسة أميرة الحسن مؤسس مجلس خوات دنيا، وسط حضور عدد كبير من الشخصيات الهامة على مستوى الوطن العربي، وبحضور لفيف كبير من رجال الأعمال، والقيادات التنفيذية، والرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى، ورؤساء البنوك، والقضاة، ورجال السلك الدبلوماسي.

وعلى هامش الحفل تم تكريم عدد من الشخصيات العربية التي جاءت للمشاركة في هذا العرس المجتمعي بمملكة البحرين؛ منهم اللواء أركان حرب مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة، د.صلاح بن علي عبدالرحمن وزير الدولة الأسبق لشؤون حقوق الإنسان، د.فاطمة بنت محمد البلوشي وزير التنمية الاجتماعية الأسبق، د.عبداللطيف آل محمود رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية، المستشار الشيخ دعيج الخليفة الصباح، د.عبدالرحمن جواهري الرئيس التنفيذي شركة جيبك لصناعة البتروكيماويات، القاضي د.منى جاسم الكواري عضو المحكمة الدستورية العليا، د.فوزية الجيب الأمين العام المساعد للإعلام والبحوث والدراسات، العميد منى عبدالرحيم مدير الإدارة العامة للشرطة النسائية، العميد فواز الحسن مدير مديرية شرطة المحرق، رحاب عفيفي عبدالقادر عقيلة السفير الفلسطيني، الفنان الكبير أحمد الجميري، أسرة الفنان الراحل إبراهيم بحر، الأستاذة فائزة الزياني رئيس جمعية المرأة المعاصرة، د.لولوة المطلق الرئيس المؤسس والرئيس التنفيذي شركة جولدن تراست وسهى الغوزي سيدة أعمال وصاحبة مجلس الغوزي النسائي، إلى جانب العديد من الشخصيات المجتمعية الهامة.

وفي كلمتها التي ألقتها بهذه المناسبة، قالت أميرة الحسن مؤسس مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية: "أوضح القرآن الكريم أن السبيل الوحيد لتكوين الأسرة الصالحة هو الزواج بأسس والتزامات؛ تحفظ من خلالها الحرمات والأنساب، وتلبي بين ثناياها الغرائز الفسيولوجية والنفسية؛ التي تحفظ للمجتمع عفته، وطهارته، ويتحقق لطرفي الزواج ما يبحثان عنه من السكن والاستقرار، وامتنّ الله عليهما بإسباغ المودة والرحمة على تلك العلاقة الشريفة" وقالت "ولقد أكد الإسلام على أهمية المودة والتراحم بين أفراد الأسرة؛ لخلق مجتمع سوي خالي من الأمراض النفسية؛ تظللهم المودة والرحمة، وتعلوهم طاعة الرحمن؛ بل وجعل ركيزة المودة والرحمة هي الأمر بالصلاة عماد الدين وقوام الحياة، فتلك هي القوامة، تلك هي الرجولة، تلك هي المبادئ، لمن يبحث عن حقوق المرأة وتحررها؛ من عبودية مزعومة لم توجد يوما قط في ديننا الحنيف، الذي وفر للمرأة حياة كريمةً؛ بنتاً، وزوجةً، وعمةً، وخالةً وأماً، وجدةً" وأضافت "بهذه القوانين الإلهية والسنن الكونية، قوّم الباري عباده، وسنّ لهم طرقاً سويةً، تنصلح بها أحوالهم، فأشبع غرائزهم بالطريق القويم، وحفظ النسل من الضياع، وصان المرأة عن أن تكون كلأً مباحاً لكل راتع". وفي ختام كلمتها قالت: "وفي الختام لا يسعني إلا أن أرفع إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك مملكة البحرين المفدى، أسمى آيات التقدير والإمتنان على ما شهدته المرأة من إنجازات حضارية وانطلاقات فكرية راقية جعلت المرأة تحلق في عصره الإصلاحي في عنان السماء، وأصبحت أنموذجاً يحتذى به في الدول المتطورة ممن لها ركائز رصينة في التطور والانفتاح، فإنجازات المرأة البحرينية شاهدة على العصر، وفي الوقت ذاته أتقدم باسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفه رئيس المجلس الأعلى للمرأة، على ما حققته المرأة من قفزات نوعية في ظل قيادة سموها لمسيرة عطاء المرأة وتحقيق ما تصبو إليه المرأة من طموح وأماني".

من جانبه، قال فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية، إن "الرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، وبناء الأسرة المسلمة المتوازنة عملية تربوية ليست بالهينة، ومهمة شاقة ينبغي على طرفي المعادلة في الأسرة أن يحسنا التنظيم والبناء فيها حتى ينعم الله عليهما بالنبت الصالح، فالأولاد غرس من غراس الدنيا، كلما وضع فيه الخير والنماء كلما أثمر بالبر والعطاء، ونحن في ظل هذا العالم المنفتح نحتاج إلى التمسك بكتاب الله وهدي نبينا حمد صلوات ربي عليه كي نؤدي الأمانة التي استخلفنا الباري جل في علاه إياها".

وفي الوقت ذاته قالت د.فوزية الجيب الأمين العام المساعد للإعلام والبحوث والدراسات بمجلس الشورى، إن "بناء الأسرة السوية المتزنة أمر يطمح إليه الجميع؛ إلا أن المرء لا يدرك الحقائق بالأماني فقط لذا ينبغي علينا أن نسعى سعياً حثيثاً لترجمة الأماني إلى واقع ملموس، وبناء شخصية الأبناء مهمة وطنية ينبغي علينا أن نعطيها جل وقتنا فأولادنا هم من سيحمل شعلة العطاء وتحقيق النجاح والطموح للوطن، فلنتحد جميعاً من أجل بناء أسرة قادرة على تلبية طموحات وإنجازات الأوطان".

واشتمل الحفل على العديد من الفقرات الشعرية والنثرية بالإضافة إلى فقرات موسيقية أضفت أجواء الطرب الأصيل على الحضور إلى جانب المسابقات والجوائز التي تخللت فقرات الحفل.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية يهدف إلى السعي الدائم للمشاركة في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في تمكين المرأة عددياً وعملياً بما يتواءم ومتطلبات المرحلة المعاصرة. المساهمة في إنشاء حراك مجتمعي يحقق المزيد من الألفة والتعاون ويساهم في تفعيل قيم المواطنة والانتماء. خلق جيل واعي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية. إقامة الجلسات الحوارية الهادفة لمعالجة قضايا المرأة التخصصية. عقد المؤتمرات وورش العمل الهادفة لتطوير قدرات منتسبات المجلس بما يساهم في تطوير المستوى المهاري الإنتاجي. المساهمة في تفعيل التمكين الاحترافي لقدرات المرأة بالمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع المحلي من خلال الأنشطة والمشاركات المجتمعية. تطبيق مبادئ التكافل الاجتماعي بين مكونات المجتمع الواحد الأمر الذي يحافظ على تماسك المجتمع وترابطه. تنظيم فرق عمل تطوعية تساهم في تطوير البنية الاستراتيجية للمجتمع (القضاء على الأمية -القضاء على البطالة). خلق بيئة خصبة لاحتضان المواهب ودعمها فكرياً ومادياً من أجل تطوير المجتمع. فتح فصول تحفيظ القرآن الكريم لكافة المراحل العمرية. توفير خدمات استشارية لكافة مناشط الحياة (الجانب النفسي - الديني - القانوني). إنشاء أبعاد جديدة للتسويق بالمساهمة الجادة في تسويق منتجات الأسر المنتجة. وفي الختام نتمنى أن نراكم قريباً في احتفالات مبهجة جعل الله أيامنا كلها أعياداً وتوفيقاً.