هدى حسين
يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار مما يجعله في حالة راحة نهاراً، في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب. في أول أيام العيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول يعاني الكثير من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي قد حملناه لجهازنا الهضمي دون سابق تمهيد أو إنذار. فترى أقسام الطوارئ بالمستوصفات والمستشفيات قد استنفرت كل أجهزتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من حالات "التلبك المعوي" وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. بالإضافة إلى كل ذلك كثيرا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة للتسمم الغذائي في أول أيام العيد.
يقول د. رفيق شوقي علي: لكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل تغذوية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام، يجب عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد، فأكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر الكعك والبسكوت و"البيتفور"، وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة، منبها أن الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن حوالي 50 جراما تحتوي على 280 سعرا حراريا تقريبا، أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في خبزه زنة مائة جرام، مما يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوب بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى، حيث تتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
ويحذر د. رفيق من تناول كمية كبيرة من هذه الحلوى تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي يشتهر به مجتمعنا، وللخروج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلا من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية، موجها عند زيارة منزل صديق أو قريب، إلى الاعتدال في تناول الحلوى والشكولاته وكعك العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن.
وأضاف د. رفيق أنه لا توجد بين القواعد الصحية للتغذية حكمة واحدة تصلح لجميع الأعمار وجميع المناسبات أكثر من قول الله تعالى «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» فاتباع هذا القول هو سبيلك إلى الصحة والسلامة، أي الاعتدال أيضاً في إقامة الولائم بالمنزل، وفي تلبية الدعوات إليها من قبل الآخرين.