"إن التقدم لا تصنعه لحظات أو فترات معينة من عمر الشعوب، وإنما هو حصيلة تراكم الإنجازات في كل العهود، وان استمرارها يستند إلى الأسس السليمة والثوابت الراسخة التي قام عليها وجود هذا الوطن".. بهذه الكلمات سطّر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أحد برامج عمل الحكومة، إدراكاً من سموه لطبيعة الوقائع المتغيرة في عصر يتسم بالتسارع في التشكل والتغير.

كما يأتي ذلك، أملاً من سموه في الوصول إلى إقامة مجتمع حديث يؤّمن مستويات العيش الكريم لكل المواطنين، ويعمل على حماية وترسيخ الأمن والاستقرار باعتبارهما صلب الأساس لكل تقدم وإنجاز.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، حققت مملكة البحرين المقومات التي أهلتها إلى أن تقطع أشواطاً كبيرة في مسيرتها التنموية، وأن ترسخ مكانتها الرائدة بين الدول في تحقيق أهداف ومتطلبات التنمية المستدامة برؤية تكاملية تدرك أهمية هذه الأهداف في توطيد أركان النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة.

كما تعززت هذه الرؤية عبر الإيمان بأن تحقيق الغايات النبيلة للتنمية المستدامة شرط رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار العالمي، وهو ما من شأنه أن يوفر للمجتمعات والشعوب أجواءً تعزز من قدراتها في الحفاظ على ما أنجزته من مكتسبات والبناء عليها لصالح أجيالها الحالية والمستقبلية.

واستطاعت مملكة البحرين تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن تحقق غالبية أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ومن قبلها الأهداف الإنمائية للألفية في ترجمة واقعية وصادقة لمدى الجهود التي بذلتها المملكة على هذا الصعيد، لتسطر قصة نجاح بين الدول ولتنال اشادة وتقدير كبيرين من مختلف المنظمات والهئيات الاقليمية والدولية، والتي أدركت أن تجربة البحرين في مجال التنمية المستدامة من القوة والتميز ما يؤهلها لأن تكون أنموذجًا حري تطبيقه في بقية الدول.

فالبحرين رغم مساحتها الجغرافية الصغيرة ومواردها الطبيعية المحدودة تمكنت من أن تقطع أشواطًا كبيرة في التنمية ارتكازا على ارادة سياسية صلبة من جهة، وعلى ما لديها من ثروة بشرية مؤهلة من جهة أخرى.

وخلال مسيرتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حرصت البحرين على أن يكون تنفيذ هذه الأهداف وفق آليات تضمن لها الاستدامة وتضمن لها تحقيق المردود المتوقع في النهوض بالاقتصاد الوطني ومجمل الأوضاع الاجتماعية والبيئية في البلاد.

وحرصت الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، على أن يتم إدماج هذه الأهداف في برامج عمل الحكومة من أجل ضمان تحقيقها بالشكل الأمثل وللتأكد من مدى التقدم في تنفيذها، وعملت بشكل دؤوب على ترسيخ وتيرة النمو والسعي لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة بالشكل الذي يلبي تطلعات المواطن ويعزز من سمعة ومكانة المملكة كدولة رائدة في التنمية المستدامة على الساحة العالمية.

ودائما ما يؤكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على "أن هدفنا بناء وطن آمن ومستقر ينعم بثمار التقدم.ويرسخ وتيرة النمو المستدام. لهذا الجيل وللاجيال القادمة".

وخطت البحرين بوتيرة متسارعة نحو تبني نماذج تنموية شاملة قائمة علي التنوع والابتكار من أجل تحقيق النمو المستدام طويل الأمد بوصفه المحور الرئيس لجميع خطط وبرامج التنمية بمختلف أبعادها وهي في مجملها تطلعات تجسدها مملكة البحرين ضمن جهودها في تحقيق الاهداف التنموية.

كما ساهمت جائزة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة في إحداث متغيرات إيجابية في المسارات الحضرية لتحسين مستوي معيشة الأنسان عبر أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لما لذلك من تأصيل لثقافة التنمية الإنسانية. بل وتحولت أهداف الجائزة إلى منصة سنوية مساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهو ما أكدته الإشادات الواسعة التى حظيت بها الجائزة خلال العديد من الزيارات علي المستوي الاقليمي والدولي لعدد من المراكز والمؤسسات المعنية بالعمل التنموي، بجانب الالتقاء بالعديد من الشخصيات ذات التأثير المباشر في خدمة العمل الإنساني.

وأبرزت زيارة لجنة "جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان للتنمية المستدامة" برئاسة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، الى سويسرا والنمسا مؤخرا ولقاءاتها الثلاثة مع مدير عام منظمة الصحة العالمية، ومركز "بان كي مون للمواطنة العالمية"، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات دور الجائزة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يوليها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء اهتمامًا بالغًا، فضلا عن توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية مع تلك المراكز بهدف دعم جهود التنمية المستدامة وبلورة الخطط لدفع بالسياسات العامة نحو تحيق الأهداف المنشودة من العملية النموية في مختلف البلدان علي شتى بقاع الأرض.

وأظهرت الزيارة ما وصلت إليه الجائزة من مكانة وما أصبحت تتمتع به من ثقة دولية متزايدة، وهو ما تجلى من خلال تصريحات كبار المسئولين الدوليين الذين التقت بهم إدارة الجائزة، بالإضافة إلى ما تمخض من نتائج خلال الاجتماعات المشتركة واتفاقيات التعاون التي جرى توقيعها بين الجائزة وعدد من المنظمات والمراكز الدولية، حيث ركزت جميعها على تعزيز التعاون من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة التي يسعى إليها الجميع، وبحث سبل إحداث تقارب في الرؤى والأفكار من أجل عالم يسوده السلام والاستقرار والتنمية.

ويبدو ذلك جليًا في تصريحات رئيس النمسا السابق د.هاينز فيشر، الذي عبر عن اعجابه بالجهود التي يقوم بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في دعم ومساندة جهود المجتمع الدولي في مجال التنمية المستدامة، ودور جائزة سموه في مواجهة التحديات التى تعرقل مسيرة التنمية وقدرتها علي تعزيز مكانتها كإحدى الجوائز المرموقة التي تعمل على تحفيز ودعم الدول والمؤسسات والأفراد لمواصلة العطاء الانساني في مجال التنمية المستدامة.

وأكد فيشر أن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، استطاعت أن تعزز من مكانتها كإحدى الجوائز المرموقة التي تعمل على تحفيز ودعم الدول والمؤسسات والأفراد لمواصلة العطاء الانساني في مجال التنمية المستدامة.

وفي السياق ذاته، جاءت تصريحات د.تيدروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال اللقاء الذي عقده مع الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة في جنيف بسويسرا، لتؤكد على المكانة الكبيرة التي تحظى بها جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة باعتبارها إحدى المبادرات الهامة التي تعكس حرص البحرين عموماً، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بالخصوص على مساندة جهود المجتمع الدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل عالم يسوده الامن والسلام، مشيدا كذلك بجهود سمو رئيس الوزراء في تحقيق خطوات رائدة في تطوير مختلف القطاعات خاصة القطاع الصحي.

كما أكد فيصل بن معمر الأمين العام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات خلال لقائه الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة في العاصمة النمساوية فيينا، على الدور الرائد الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ومساعي سموه الحثيثة لتوجيه أنظار المجتمع الدولي إلى ترسيخ أسس نظام عالمي يسوده الامن والاستقرار لمساندة جهود التنمية، مؤكدا أن هذه الرؤى من سموه تعكس ما يتمتع به من إدراك ووعي كبير لطبيعة التحديات التي يمر بها العالم، مرحبا بالتعاون مع جائزة "صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة"، في ظل ما تكتسبه الجائزة من مكانة دولية كبيرة بعد النجاحات التي حققتها في دعم جهود الدول والأفراد في مجال التنمية المستدامة.

وعكس التجاوب الكبير مع لجنة جائزة صاحب السمو الملكي للتنمية المستدامة خلال زيارتها الأخيرة مدى أهمية أهداف الجائزة ومجالاتها المتعددة والهادفة إلى التوسع في نطاق الإبتكارات والحلول المنشودة في مجال التنمية المستدامة وربطها بالعوامل الإجتماعية والبيئة لزيادة الوعي والالتزام بدعم الجهود الإنسانية في العمل التنموى لدى المجتمعات فضلاً عن تحفيزها لكافة الفئات علي مواصلة العطاء الإنساني في مختلف المجالات من أجل استقرار الأوطان والشعوب.

إن الإشادات بجهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي جاءت من كبار المسؤولين في المنظمات الدولية والاقليمية، تعكس مدى التقدير الأممي لمسيرة الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في مجال تنفيذ اجندة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، انطلاقا من التزام حكومة المملكة بتنفيذ هذه الأهداف كجزء من استراتيجيتها التنموية التي شملت شتى مناحي الحياة، وجعلت منها نموذجاً تنموياً رائدا في المنطقة، تتطلع العديد من دول العالم للاستفادة منه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما لديها من قصص نجاح وخبرات كثيرة وانجازات على ارض الواقع في مجال التنمية المستدامة ساهمت في تعزيز المسيرة التنموية للمملكة.