فاطمة عبدالله
أكد الباحث والأخصائي الاجتماعي بجامعة الخليج العربي والمهتم في مجال تربية الأطفال ومؤلف للعديد من المناهج والدورات والإصدارات التربوية والمهارية للأطفال والشباب أحمد الساعي، أن الأجهزة التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية أفرزت جيلاً من الأطفال عديم الإدراك والإحساس بالمسؤولية.
وأضاف، أن السبب الرئيس في هذه الظاهرة الخطيرة هو الآباء والأمهات، لأنهم هم من سمحوا لأطفالهم باقتناء هذه الأجهزة بل ووفروها لهم بمحض إرادتهم، معللين ذلك بالانشغالات الكثيرة ومشاهدة الآخرين والتظاهر بالتطور والمظاهر الزائفة، وفي النهاية الخاسر الأكبر هو الطفل، قلة وعي وقلة إدراك وخمول وعدم التفاعل والانعزال والانطواء والتأثير على القدرات العقلية والسلوكية.
وقال إن الاهتمام في مجال الإبداع والابتكار لدى الأطفال والاهتمام في تنمية المهارات والمقدرات يغلف عليه الجانب الروتيني والتمارين الاعتيادية أكثر من التمارين التنموية المبتكرة، بحيث أصبح الطفل يستمتع بالألعاب الإلكترونية ومشاهدة البرامج المرئية بدرجة كبيرة ولا يشعر بالمتعة أثناء القراءة أو اللعب في كتب التسالي، ومن هذا المنطلق قمت بتأليف كتابي الأخير "التفكير الإبداعي" لأصنع الفرق وأنقل فكرة مغايرة لولي الأمر والطفل في مجال الترفيه والتعليم الجميل، والحمد لله أسمع وأرى أصداء جميلة عن هذه التجربة.
وأشار إلى أن هدفه الأساسي والأسمى، يتمثل في إيجاد وسائل تعليمية إبداعية ومبتكرة في مجال التسلية والترفيه والتعليم في عالم الطفل، يدمج بين تنمية المهارات والقدرات والمرح.. وفيما يلي نص اللقاء:
لماذا اخترت مجال الإبداع للأطفال وتنمية شخصيته؟
أعتقد أن الاهتمام بتنمية مهارات الأطفال الاجتماعية والنفسية والعقلية التي تصب في مجال الإبداع والابتكار باتت ضرورة ملحة مع الغزو الثقافي والإلكتروني التي تشهده الأطفال، والذي سبب لهم نوع من الخمول وعدم التفاعل مع المحيط الذي يعيشون فيه.
كم منتجا فكريا استطعت إصداره حتى الآن؟ وما هو القادم؟
كإصدارات شخصية قمت بتأليف كتابين، الأول لأولياء الأمور والمربين بعنوان "اكتشف طفلك من الولادة إلى البلوغ" والذي جمعت فيه خلاصة خبرتي في مجال تربية الأطفال منذ عام 2000م، والثاني للأطفال بعنوان "التفكير الإبداعي مئة تمرين وتمرين".
أما كإصدارات عامة للأطفال بين كتيبات قصيرة ونشرات فقد ساهمت في تأليف أكثر من 20 إصداراً تربوياً تعليمياً للأطفال وأولياء الأمور.
القادم هو إصدار كتاب لألعاب تفاعلية جماعية للأسرة والمراكز التربوية والمدارس، وإصدار حقائب تعليمية تفاعلية للمؤسسات المختلف التي تعنى بمجال تربية الأطفال.
أي الكتابين الأقرب إلى نفسك؟ ولماذا؟
ربما يكون كتابي الثاني الأقرب لأنني استمتعت كثيراً في تأليفه والاهتمام بجميع تفاصيله من تصميم وتأليف التمارين وإعدادها، والذي تحمست في إعداده وألفته في أقل من ثلاثة شهور، وكان بالنسبة لي إنجاز عظيم غمرته بحب العمل والتفاني من أجل تحقيقه.
أين تجد نفسك أكثر في مجال التأليف للطفل أو تقديم الدورات التدريبية المتخصصة للطفل؟
أعتقد أن المجالين مكملان لبعضهما، فمن الممكن تحويل المادة المؤلفة إلى وسيلة عرض وتقديم بأسلوب تفاعلي عملي، وأنا حقيقة أستمتع في الجانبين، ولكن مجال التدريب فيه متعة أكثر لأنه يتيح لي الفرصة للاحتكاك مباشرة مع الأطفال والتفاعل معهم واكتشاف قدراتهم وتطويرها.
هل التعامل مع الطفل أصعب من التعامل مع البالغ؟ وما هي مميزات الاثنين؟
لكل خصائصه وسماته، ولكل فرد فروقه الفردية التي تختلف باختلاف الأطباع والثقافات، لكني أؤمن بأن الطفل من السهل "ترويض" سلوكه وتطوير قدراته وأفكاره، لأنه في هذه الفترة مجبول على حب الاكتشاف والتلقي والتفاعل أكثر من البالغ، الذي قد يواجه صعوبة في اكتشاف نفسه وقدراته إذا لم ينميها ويكتشفها منذ الصغر.
كيف يستطيع كل أب وأم تنمية شخصيات الأطفال؟
في وقتنا الحالي، أؤمن بأن الصداقة مع الطفل هي أفضل وسيلة لتنمية شخصيته، فعندما يرتاح الطفل لشخص سيكون قريباً منه، وبعدها سيسمع كلامه، ومن ثم سيقلد سلوكه، وبعدها سيحترم توجيهاته وسيأخذها بعين الاعتبار، وفي نهاية المطاف سيستطيع التأثير فيه للأحسن والأفضل، وستصبح العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة ومحبة واحترام يتشاركون اللعب والأكل والبرامج والأنشطة المختلفة.
ولكن عندما نأخذها بشيء من التفصيل فإن الطفل يحتاج للتقدير والاحترام والثقة والاعتماد على النفس كي يحقق ذاته وطموحه، ويمكن توفير هذه الاحتياجات عن طريق إعطائه مجموعة من المسؤوليات وتقديره على أفعاله الإيجابية ومدحه والثناء على تصرفاته، كي يثق بنفسه وقدراته ويسعى لتطويرها واكتساب معارف جديدة ومختلفة.
ما رأيك في إنتاجات المكتبة العربية في مجال إبداعات الأطفال؟
في حقيقة الأمر لست مطلعا كثيراً في هذا الجانب، ولكن من متابعاتي وإطلاعي المتواضع أرى أن الاهتمام في مجال الإبداع والابتكار لدى الأطفال والاهتمام في تنمية المهارات والمقدرات يغلب عليه الجانب الروتيني والتمارين الاعتيادية أكثر من التمارين التنموية المبتكرة، بحيث أصبح الطفل يستمتع بالألعاب الإلكترونية ومشاهدة البرامج المرئية بدرجة كبيرة ولا يشعر بالمتعة أثناء القراءة أو اللعب في كتب التسالي، ومن هذا المنطلق قمت بتأليف كتابي الأخير "التفكير الإبداعي" لأصنع الفرق وأنقل فكرة مغايرة لولي الأمر والطفل في مجال الترفيه والتعليم الجميل، والحمد لله أسمع وأرى أصداء جميلة عن هذه التجربة.
هل تستفيد وزارة التربية والتعليم من الكتب المؤلفة حديثاً في مجال إبداعات الطفل؟ وهل لديك تنسيق شخصي معهم؟
في حقيقة الأمر، لم أتواصل مع المعنيين في الوزارة ولم أسوق كتابي لديهم لمعرفتي أنهم ملتزمون بمناهج معينة وتشكيل فرق متخصصة من قبلهم، فلهم سياسة معينة قد لا أتوافق مع بعض حيثياتها، ولكني ولله الحمد أستطيع الوصول لعدد من المدارس الخاصة وإيصال فكرتي ومشروعي وحصلت على ردود فعل إيجابية وتم الاستفادة من كتابي في بعض المدارس. والشيء بالشيء يذكر أرى من وجهة نظري أن مناهج وزارة التربية والتعليم في الكثير من المواد تفتقر للجانب الإبداعي والابتكاري، سواء على مستوى التمارين أو الرسومات أو التصاميم التي للأسف نجدها في بعض الكتاب من عشراء السنين لم تتغير! والعجب أننا في عصر حديث ومتطور تطورت فيه أغلب التقنيات والوسائل، وهذه دعوة للاستفادة من التجارب التنموية والإبداعية في مجال التربية من خلال العرض والتقدير والوسائل المطروحة التي من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية وتطوير المهارات والقدرات.
حدثنا عن الأهداف التي تنشدها من إنتاج كتابك الأخير؟
هدفي الأساسي والأسمى هو إيجاد وسائل تعليمية إبداعية ومبتكرة في مجال التسلية والترفيه والتعليم في عالم الطفل، يدمج بين تنمية المهارات والقدرات والمرح.
هل المجتمع والآباء والأمهات والمسؤولون المعنيون عن مجالات التربية والتعليم في كل محفل لديهم الإلمام الكافي والإدراك الحقيقي لأثر الأساليب العلمية الحديثة في تنشئة الطفل؟ وهل يزاولونها بالشكل المطلوب والصحيح؟
في واقع الأمر هناك قلة من المربين الذين يسعون لوضع بصمة في هذا المجال، والحق يقال إنهم في ازدياد في السنوات الأخيرة ولله الحمد، ولكن الواقع يقول بأنهم هم من صنعوا الفارق وهم من سعوا للتطوير بشكل شخصي وليس بتوجيه ودعم من الجهات المعنية، وللأسف فإن الكثير من المدرسين "وهنا قلت المدرسين وليس المربين لأن المربي هو الذي يسعى للتربية والتعليم وينظر للمادة التعليمية بأنها وسيلة للتربية" همه تطوير الجانب المعيشي وتنفيذ المهمة من غير تطوير أو تجديد لأنه لا يحصل على الحافز المطلوب أو التقدير الحقيقي من الجهات المعنية. ومهما قلنا فإننا جميعاً مقصرون مع هذه الفئة والشريحة المهمة التي نعوّل عليها بناء الأجيال القادمة، ونحتاج للاهتمال بوسائل التعليم والتربية وتطوير مختلف القدرات للنهوض بالوطن والأمم.
ما هي أهم المعضلات التي تعترضك كباحث في مجال تنمية شخصية الطفل؟
عن نفسي أرى أنني حر بتطوير ذاتي وقدراتي في هذ المجال، ولله الحمد أحقق أهدافي التي أصبوا إليها بعزيمتي وإمكانياتي المتاحة، ولا أتحجج بالظروف، فأنا من أتحكم بها وأسير بخططي بحسب المعطيات المتوفرة، وأهم شيء أن يحب الإنسان ما يعمل لأجله، لأن الحب أساس الأعمال العظيمة وهو ضروري لكل من يسعى إلى الإبداع، فإن لم أحب وأستمتع في عملي فمن المستحيل أن أبدع فيه وأنجح.
لو قدر لك أن تكون المسؤول الإداري الأول عن تنمية شخصية الأطفال؟ فما هي أول وأهم الخطوات التي ستتخذها؟
سأقنن جميع المواد النظرية في المدارس، وسنعتمد بشكل أكبر على الجوانب النظرية والعملية والتطبيقية في التعليم، سأعزز وأستحدث المواد والوسائل الإبداعية والمبتكرة في طرق التعليم، ووسائل التعليم عن طريق حل المشكلات والمعضلات، والتربية عن طريق اللعب والممارسة، وهذه الوسائل الثلاث "التعليم الإبداعي – الابتكاري – حل المشكلات" هي الوسائل الأساسية التي تتبعها أغلب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم في الدول المتقدمة في هذا المجال مثل فنلندا وكندا واليابان، فحب التعليم القائم على أسس صحيحة في التربية هي أهم مقومات تنمية شخصية الطفل وتطوير قدراته.
يقول البعض إن الأجهزة التقنية ووسائل التواصل أفرزت جيلاً من الأطفال عديم ولإحساس بالمسؤولية.. ما تعليقك؟
كلام صحيح 100%، وهذا هو الواقع الذي نشاهده ونعايشه بشكل يومي في حياتنا، والسبب الرئيس في هذه الظاهرة الخطيرة هي الآباء والأمهات، لأنهم هم من سمحوا لأطفالهم باقتناء هذه الأجهزة بل ووفروها لهم بمحض إرادتهم، معللين ذلك بالانشغالات الكثيرة ومشاهدة الآخرين والتظاهر بالتطور والمظاهر الزائفة، وفي النهاية الخاسر الأكبر هو الطفل، قلة وعي وقلة إدراك وخمول وعدم التفاعل والانعزال والإنطواء والتأثير على القدرات العقلية والسلوكية.
يجب التوازن في استخدام هذه الوسائل، ووضع الشروط والقوانين التي تحمي الطفل وتطور من ملكته الفكرية والعقلية، ولا شك بأن بعض تطبيقاتها مفيدة، ولكن لكل أمر مخاطر يجب الحذر منها.
أي فئة من الأطفال التي تستهدفها من إنتاجك الفكري وبرامجك التدريبية؟ وأي سن يكون فيه الأمر سهلاً على تطويع شخصية الطفل وتنميتها؟
أخاطب فئة الأطفال من 6 إلى 12 سنة على وجه الخصوص، وأستمع أكثر بالعمل مع الأطفال من 9 إلى 12 سنة، أما بشأن تطويع شخصية الطفل وتنميتها فهي تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة من 3 إلى 6 سنوات وتتضح ملامحها أكثر في الطفولة الوسطى من 6 إلى 9 سنوات وتكون في أوجهى في الطفولة المتأخرة من 10 إلى 12 سنة، وباختصار كلما نشأ الطفل من نعومة أظفاره على تطوير قدراته وإمكانياته المختلف استطاع على بناء شخصية متكاملة ومتزنة، وهذا لا يعني بأنه لا يمكن تدارك الأمر مع تقدم السن، ولكن البداية الصحيحة تسهل العملية بشكل كبير.
هل لديك قناة أو حساب في وسائل التواصل الاجتماعي؟
نعم، لدي حساب على الإنستغرام بعنوان " @discover_ur_child" الذي أنشأته عام 2017 مع إصدار كتابي الأول، وسأطرق فيه عن كل ما يحتاج له المربي وولي الأمر في تربية طفله بأسلوب جميل ومفيد وممتع، من خلال النصائح والمقاطع المرئية والتصاميم، ولله الحمد عدد المتابعين في ازدياد وأحصل بشكل مستمر على ردود أفعال إيجابية على القضايا التي أطرحها.
أكد الباحث والأخصائي الاجتماعي بجامعة الخليج العربي والمهتم في مجال تربية الأطفال ومؤلف للعديد من المناهج والدورات والإصدارات التربوية والمهارية للأطفال والشباب أحمد الساعي، أن الأجهزة التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية أفرزت جيلاً من الأطفال عديم الإدراك والإحساس بالمسؤولية.
وأضاف، أن السبب الرئيس في هذه الظاهرة الخطيرة هو الآباء والأمهات، لأنهم هم من سمحوا لأطفالهم باقتناء هذه الأجهزة بل ووفروها لهم بمحض إرادتهم، معللين ذلك بالانشغالات الكثيرة ومشاهدة الآخرين والتظاهر بالتطور والمظاهر الزائفة، وفي النهاية الخاسر الأكبر هو الطفل، قلة وعي وقلة إدراك وخمول وعدم التفاعل والانعزال والانطواء والتأثير على القدرات العقلية والسلوكية.
وقال إن الاهتمام في مجال الإبداع والابتكار لدى الأطفال والاهتمام في تنمية المهارات والمقدرات يغلف عليه الجانب الروتيني والتمارين الاعتيادية أكثر من التمارين التنموية المبتكرة، بحيث أصبح الطفل يستمتع بالألعاب الإلكترونية ومشاهدة البرامج المرئية بدرجة كبيرة ولا يشعر بالمتعة أثناء القراءة أو اللعب في كتب التسالي، ومن هذا المنطلق قمت بتأليف كتابي الأخير "التفكير الإبداعي" لأصنع الفرق وأنقل فكرة مغايرة لولي الأمر والطفل في مجال الترفيه والتعليم الجميل، والحمد لله أسمع وأرى أصداء جميلة عن هذه التجربة.
وأشار إلى أن هدفه الأساسي والأسمى، يتمثل في إيجاد وسائل تعليمية إبداعية ومبتكرة في مجال التسلية والترفيه والتعليم في عالم الطفل، يدمج بين تنمية المهارات والقدرات والمرح.. وفيما يلي نص اللقاء:
لماذا اخترت مجال الإبداع للأطفال وتنمية شخصيته؟
أعتقد أن الاهتمام بتنمية مهارات الأطفال الاجتماعية والنفسية والعقلية التي تصب في مجال الإبداع والابتكار باتت ضرورة ملحة مع الغزو الثقافي والإلكتروني التي تشهده الأطفال، والذي سبب لهم نوع من الخمول وعدم التفاعل مع المحيط الذي يعيشون فيه.
كم منتجا فكريا استطعت إصداره حتى الآن؟ وما هو القادم؟
كإصدارات شخصية قمت بتأليف كتابين، الأول لأولياء الأمور والمربين بعنوان "اكتشف طفلك من الولادة إلى البلوغ" والذي جمعت فيه خلاصة خبرتي في مجال تربية الأطفال منذ عام 2000م، والثاني للأطفال بعنوان "التفكير الإبداعي مئة تمرين وتمرين".
أما كإصدارات عامة للأطفال بين كتيبات قصيرة ونشرات فقد ساهمت في تأليف أكثر من 20 إصداراً تربوياً تعليمياً للأطفال وأولياء الأمور.
القادم هو إصدار كتاب لألعاب تفاعلية جماعية للأسرة والمراكز التربوية والمدارس، وإصدار حقائب تعليمية تفاعلية للمؤسسات المختلف التي تعنى بمجال تربية الأطفال.
أي الكتابين الأقرب إلى نفسك؟ ولماذا؟
ربما يكون كتابي الثاني الأقرب لأنني استمتعت كثيراً في تأليفه والاهتمام بجميع تفاصيله من تصميم وتأليف التمارين وإعدادها، والذي تحمست في إعداده وألفته في أقل من ثلاثة شهور، وكان بالنسبة لي إنجاز عظيم غمرته بحب العمل والتفاني من أجل تحقيقه.
أين تجد نفسك أكثر في مجال التأليف للطفل أو تقديم الدورات التدريبية المتخصصة للطفل؟
أعتقد أن المجالين مكملان لبعضهما، فمن الممكن تحويل المادة المؤلفة إلى وسيلة عرض وتقديم بأسلوب تفاعلي عملي، وأنا حقيقة أستمتع في الجانبين، ولكن مجال التدريب فيه متعة أكثر لأنه يتيح لي الفرصة للاحتكاك مباشرة مع الأطفال والتفاعل معهم واكتشاف قدراتهم وتطويرها.
هل التعامل مع الطفل أصعب من التعامل مع البالغ؟ وما هي مميزات الاثنين؟
لكل خصائصه وسماته، ولكل فرد فروقه الفردية التي تختلف باختلاف الأطباع والثقافات، لكني أؤمن بأن الطفل من السهل "ترويض" سلوكه وتطوير قدراته وأفكاره، لأنه في هذه الفترة مجبول على حب الاكتشاف والتلقي والتفاعل أكثر من البالغ، الذي قد يواجه صعوبة في اكتشاف نفسه وقدراته إذا لم ينميها ويكتشفها منذ الصغر.
كيف يستطيع كل أب وأم تنمية شخصيات الأطفال؟
في وقتنا الحالي، أؤمن بأن الصداقة مع الطفل هي أفضل وسيلة لتنمية شخصيته، فعندما يرتاح الطفل لشخص سيكون قريباً منه، وبعدها سيسمع كلامه، ومن ثم سيقلد سلوكه، وبعدها سيحترم توجيهاته وسيأخذها بعين الاعتبار، وفي نهاية المطاف سيستطيع التأثير فيه للأحسن والأفضل، وستصبح العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة ومحبة واحترام يتشاركون اللعب والأكل والبرامج والأنشطة المختلفة.
ولكن عندما نأخذها بشيء من التفصيل فإن الطفل يحتاج للتقدير والاحترام والثقة والاعتماد على النفس كي يحقق ذاته وطموحه، ويمكن توفير هذه الاحتياجات عن طريق إعطائه مجموعة من المسؤوليات وتقديره على أفعاله الإيجابية ومدحه والثناء على تصرفاته، كي يثق بنفسه وقدراته ويسعى لتطويرها واكتساب معارف جديدة ومختلفة.
ما رأيك في إنتاجات المكتبة العربية في مجال إبداعات الأطفال؟
في حقيقة الأمر لست مطلعا كثيراً في هذا الجانب، ولكن من متابعاتي وإطلاعي المتواضع أرى أن الاهتمام في مجال الإبداع والابتكار لدى الأطفال والاهتمام في تنمية المهارات والمقدرات يغلب عليه الجانب الروتيني والتمارين الاعتيادية أكثر من التمارين التنموية المبتكرة، بحيث أصبح الطفل يستمتع بالألعاب الإلكترونية ومشاهدة البرامج المرئية بدرجة كبيرة ولا يشعر بالمتعة أثناء القراءة أو اللعب في كتب التسالي، ومن هذا المنطلق قمت بتأليف كتابي الأخير "التفكير الإبداعي" لأصنع الفرق وأنقل فكرة مغايرة لولي الأمر والطفل في مجال الترفيه والتعليم الجميل، والحمد لله أسمع وأرى أصداء جميلة عن هذه التجربة.
هل تستفيد وزارة التربية والتعليم من الكتب المؤلفة حديثاً في مجال إبداعات الطفل؟ وهل لديك تنسيق شخصي معهم؟
في حقيقة الأمر، لم أتواصل مع المعنيين في الوزارة ولم أسوق كتابي لديهم لمعرفتي أنهم ملتزمون بمناهج معينة وتشكيل فرق متخصصة من قبلهم، فلهم سياسة معينة قد لا أتوافق مع بعض حيثياتها، ولكني ولله الحمد أستطيع الوصول لعدد من المدارس الخاصة وإيصال فكرتي ومشروعي وحصلت على ردود فعل إيجابية وتم الاستفادة من كتابي في بعض المدارس. والشيء بالشيء يذكر أرى من وجهة نظري أن مناهج وزارة التربية والتعليم في الكثير من المواد تفتقر للجانب الإبداعي والابتكاري، سواء على مستوى التمارين أو الرسومات أو التصاميم التي للأسف نجدها في بعض الكتاب من عشراء السنين لم تتغير! والعجب أننا في عصر حديث ومتطور تطورت فيه أغلب التقنيات والوسائل، وهذه دعوة للاستفادة من التجارب التنموية والإبداعية في مجال التربية من خلال العرض والتقدير والوسائل المطروحة التي من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية وتطوير المهارات والقدرات.
حدثنا عن الأهداف التي تنشدها من إنتاج كتابك الأخير؟
هدفي الأساسي والأسمى هو إيجاد وسائل تعليمية إبداعية ومبتكرة في مجال التسلية والترفيه والتعليم في عالم الطفل، يدمج بين تنمية المهارات والقدرات والمرح.
هل المجتمع والآباء والأمهات والمسؤولون المعنيون عن مجالات التربية والتعليم في كل محفل لديهم الإلمام الكافي والإدراك الحقيقي لأثر الأساليب العلمية الحديثة في تنشئة الطفل؟ وهل يزاولونها بالشكل المطلوب والصحيح؟
في واقع الأمر هناك قلة من المربين الذين يسعون لوضع بصمة في هذا المجال، والحق يقال إنهم في ازدياد في السنوات الأخيرة ولله الحمد، ولكن الواقع يقول بأنهم هم من صنعوا الفارق وهم من سعوا للتطوير بشكل شخصي وليس بتوجيه ودعم من الجهات المعنية، وللأسف فإن الكثير من المدرسين "وهنا قلت المدرسين وليس المربين لأن المربي هو الذي يسعى للتربية والتعليم وينظر للمادة التعليمية بأنها وسيلة للتربية" همه تطوير الجانب المعيشي وتنفيذ المهمة من غير تطوير أو تجديد لأنه لا يحصل على الحافز المطلوب أو التقدير الحقيقي من الجهات المعنية. ومهما قلنا فإننا جميعاً مقصرون مع هذه الفئة والشريحة المهمة التي نعوّل عليها بناء الأجيال القادمة، ونحتاج للاهتمال بوسائل التعليم والتربية وتطوير مختلف القدرات للنهوض بالوطن والأمم.
ما هي أهم المعضلات التي تعترضك كباحث في مجال تنمية شخصية الطفل؟
عن نفسي أرى أنني حر بتطوير ذاتي وقدراتي في هذ المجال، ولله الحمد أحقق أهدافي التي أصبوا إليها بعزيمتي وإمكانياتي المتاحة، ولا أتحجج بالظروف، فأنا من أتحكم بها وأسير بخططي بحسب المعطيات المتوفرة، وأهم شيء أن يحب الإنسان ما يعمل لأجله، لأن الحب أساس الأعمال العظيمة وهو ضروري لكل من يسعى إلى الإبداع، فإن لم أحب وأستمتع في عملي فمن المستحيل أن أبدع فيه وأنجح.
لو قدر لك أن تكون المسؤول الإداري الأول عن تنمية شخصية الأطفال؟ فما هي أول وأهم الخطوات التي ستتخذها؟
سأقنن جميع المواد النظرية في المدارس، وسنعتمد بشكل أكبر على الجوانب النظرية والعملية والتطبيقية في التعليم، سأعزز وأستحدث المواد والوسائل الإبداعية والمبتكرة في طرق التعليم، ووسائل التعليم عن طريق حل المشكلات والمعضلات، والتربية عن طريق اللعب والممارسة، وهذه الوسائل الثلاث "التعليم الإبداعي – الابتكاري – حل المشكلات" هي الوسائل الأساسية التي تتبعها أغلب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم في الدول المتقدمة في هذا المجال مثل فنلندا وكندا واليابان، فحب التعليم القائم على أسس صحيحة في التربية هي أهم مقومات تنمية شخصية الطفل وتطوير قدراته.
يقول البعض إن الأجهزة التقنية ووسائل التواصل أفرزت جيلاً من الأطفال عديم ولإحساس بالمسؤولية.. ما تعليقك؟
كلام صحيح 100%، وهذا هو الواقع الذي نشاهده ونعايشه بشكل يومي في حياتنا، والسبب الرئيس في هذه الظاهرة الخطيرة هي الآباء والأمهات، لأنهم هم من سمحوا لأطفالهم باقتناء هذه الأجهزة بل ووفروها لهم بمحض إرادتهم، معللين ذلك بالانشغالات الكثيرة ومشاهدة الآخرين والتظاهر بالتطور والمظاهر الزائفة، وفي النهاية الخاسر الأكبر هو الطفل، قلة وعي وقلة إدراك وخمول وعدم التفاعل والانعزال والإنطواء والتأثير على القدرات العقلية والسلوكية.
يجب التوازن في استخدام هذه الوسائل، ووضع الشروط والقوانين التي تحمي الطفل وتطور من ملكته الفكرية والعقلية، ولا شك بأن بعض تطبيقاتها مفيدة، ولكن لكل أمر مخاطر يجب الحذر منها.
أي فئة من الأطفال التي تستهدفها من إنتاجك الفكري وبرامجك التدريبية؟ وأي سن يكون فيه الأمر سهلاً على تطويع شخصية الطفل وتنميتها؟
أخاطب فئة الأطفال من 6 إلى 12 سنة على وجه الخصوص، وأستمع أكثر بالعمل مع الأطفال من 9 إلى 12 سنة، أما بشأن تطويع شخصية الطفل وتنميتها فهي تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة من 3 إلى 6 سنوات وتتضح ملامحها أكثر في الطفولة الوسطى من 6 إلى 9 سنوات وتكون في أوجهى في الطفولة المتأخرة من 10 إلى 12 سنة، وباختصار كلما نشأ الطفل من نعومة أظفاره على تطوير قدراته وإمكانياته المختلف استطاع على بناء شخصية متكاملة ومتزنة، وهذا لا يعني بأنه لا يمكن تدارك الأمر مع تقدم السن، ولكن البداية الصحيحة تسهل العملية بشكل كبير.
هل لديك قناة أو حساب في وسائل التواصل الاجتماعي؟
نعم، لدي حساب على الإنستغرام بعنوان " @discover_ur_child" الذي أنشأته عام 2017 مع إصدار كتابي الأول، وسأطرق فيه عن كل ما يحتاج له المربي وولي الأمر في تربية طفله بأسلوب جميل ومفيد وممتع، من خلال النصائح والمقاطع المرئية والتصاميم، ولله الحمد عدد المتابعين في ازدياد وأحصل بشكل مستمر على ردود أفعال إيجابية على القضايا التي أطرحها.