نجحت البحرين مجدداً في اختتام العرس البحريني السنوي باستضافة النسخة الـ15 من سباق الفورمولا1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2019، والسباق الليلي السادس الذي احتضنته حلبة البحرين الدولية، والسباق رقم 999 ضمن بطولة العالم للفورمولا1، وكثاني جولة في تقويم الموسم الجديد للفورمولا1 للعام 2019، المكون من 21 سباقاً في تقويم الاتحاد الدولي للسيارات.

واختتمت حلبة البحرين الدولية فعالياتها أمام حضور متميز من المواطنين والمقيمين والزائرين من الدول الخليجية والعربية ودول العالم والذي كالعادة فاق التوقعات، حيث أعلنت حلبة البحرين الدولية أن عدد الجماهير التي حضرت أكبر حدث رياضي واجتماعي في الشرق الأوسط بلغ 97 ألف شخص في الأيام الأربعة للسباق ملأت أروقة الحلبة، الذي أظهر العمل الخالص لكل من شارك وساهم وتطوع لإنجاح هذا السباق، الذي أظهر الولاء الوطني من أجل رفعة المملكة ونهضتها في مثل هذا المحفل الرياضي العالمي.

وقال الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية: "في نهاية هذا الأسبوع، تمكن سباق جائزة البحرين الكبرى مرة أخرى من تقديم سباق وترفيه مذهل للجميع، لم يكن هذا ممكناً بدون العمل المذهل لفريقي هنا في حلبة البحرين الدولية، أشكرهم على كل جهودهم المتواصلة لشهور عديدة من العمل الدؤوب الذي شهدنا نتيجته اليوم".

وقال "نقدم شكرنا إلى الرعاة والشركاء، وخصوصًا طيران الخليج، الذين ساندونا في رحلتنا ضمن سباقات الفورمولا1 منذ 15 سنة وحتى الآن، ونحن الآن نتطلع إلى سباق الصين ونتمنى لجميع المشاركين في سباقات الفورمولا1 كل النجاح في الاحتفال بالسباق الـ 1000 لبطولة العالم".

واستمتعت الجماهير بأيام حافلة ومتميزة في سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1، وشهدت "قرية الفورمولا1" في منطقة الترفيه حضوراً جماهيرياً كبيراً لمعايشة أجواء الحدث الرياضي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والاستمتاع بكافة الفعاليات الممتعة الموجهة للأفراد والعائلات حيث بلغ مجموع يوم الأحد السباق 34 ألف شخص.

وأكد رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية عارف رحيمي، قائلاً: " أهنئ فريق مرسيدس على الفوز المتميز في السباق ضمن السباق الليلي الرائع بحضور جماهيري بلغ عدده 34 ألف شخص اليوم و97 ألف شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع، ونحن سعداء للغاية لكسر جميع الأرقام القياسية ليوم السباق وحضور عطلة نهاية الأسبوع حيث منذ عام 2013 ارتفع إجمالي حضور السباق بنسبة 33%، مما يعكس النمو الكبير في شعبية رياضة السيارات في المنطقة".

أما المدير التنفيذي للشؤون التجارية بحلبة البحرين الدولية شريف المهدي، أكد أن الذكرى الخامسة عشرة لاستضافة سباق الفورمولا1 شهدت نجاحاً كبيراً يؤكد التطور الكبير لاحتضان البطولة عاماً بعد عام.

وتمكنت حلبة البحرين الدولية مرة أخرى من تقديم سباق رائع في الموسم 2019، إلى جانب ختام الجولة الثانية لبطولة العالم للفورمولا1، ومنافسات السباقات المصاحبة كالفورمولا 2، وتحدي سيارات البورش جي تي 3 الشرق الأوسط.

يذكر أن هذا كله لم يكن ممكناً بدون العمل الكبير لجميع العاملين في حلبة البحرين الدولية، شاكراً الجميع على كل ما قدموه من جهود مضنية لشهور متواصلة، ومشيراً إلى أن هذا النجاح يأتي بالعمل الحقيقي لرجال الصحافة والإعلام.

وأرجع متابعون هذا النجاح الكبير الذي يتجدد مع كل نسخة تنظمها المملكة من السباق على أرض المملكة إلى عدة عوامل رئيسية، منها: الرعاية الكريمة والدعم اللامحدود من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وبمساندة الحكومة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء والدعم والمتابعة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، التي جعلت من مملكة البحرين وجهة عالمية فريدة في رياضة السيارات، الذي كان له المردود الواضح على تطور وارتقاء البنية التحتية الرياضية وساهم بشكل كبير في دعم المجالين التجاري والسياحي، الذي كانت عوائده كبيرة على الاقتصاد الوطني.

وتجلى هذا النجاح المبهر إثر العمل الجبار في التحضير والإعداد منذ ختام الموسم الماضي من سباق 2018 وتسخير كل الترتيبات وتذليل كل العقبات من جانب العاملين في حلبة البحرين الدولية وكافة الأجهزة المعنية وما كسبوه من خبرة على مدار 15 عاماً متتالية من السباقات الناجحة، مما جعلت البحرين واحدة من الدول القليلة التي ينتظر سنوياً موعد السباق على أرضها ضمن أجندة سباقات الفورمولا1.

وبجانب النجاح المتحقق لهذا الحدث الدولي الذي يتابعه الملايين من دول العالم فقد تمكنت المملكة من إظهار قدرات كوادرها الوطنية وإبراز مقومات بنيتها الأساسية في استضافة السباق طيلة السنوات الماضية قياسا بدول أخرى.

ولم يكن غريبًا في ضوء ذلك أن يشهد السباق مساء أمس هذا الإقبال الكبير على فعالياته، التي تواصلت طوال الأيام الأربعة الماضية، فبحسب الشيخ خالد بن حمود آل خليفة الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، فإن سباق الفورمولا1 في مملكة البحرين أصبح رافداً من روافد الدخل الوطني، ومصدراً مهماً من مصادر حركة السياحة، ويعزز من مكانة البحرين الرياضية والسياحية.

وكانت الأرقام الأولية لحركة زوار المملكة خلال الأيام القليلة الماضية أظهرت انتعاشاً في القطاع الفندقي ككل بنسبة لا تقل عن 80 %، وبنحو 90 % في الفنادق ذات الخمسة نجوم، الأمر الذي أدى إلى انتعاش كبير في قطاعات الضيافة والمواصلات والتجزئة والمعارض وغيرها، وينتظر أن تدر هذه الحركة والرواج الاقتصادي عوائد لا تقل عن 95 مليون دولار سنوياً بحسب المتابعين ونتائج الاستطلاعات الأخيرة.

وأكد هذا المعنى أيضاً جهاد أمين رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة البحرينية، الذي أشار إلى أن سباق فورمولا1 في المملكة وفعالياته المختلفة بات واحداً من أهم الفعاليات على أجندة السياحة البحرينية، ووضع المملكة على خارطة السياحة والاستثمار العالمية، حيث ارتفعت معدلات الحركة السياحية بنسبة 80 % خلال شهر مارس مقارنة بشهري يناير وفبراير.

ويزيد على ذلك هذا الرواج الكبير في الحركة التجارية بالبلاد، حيث يرتبط بهذا الحدث السنوي المهم أكثر من 90 نشاطاً تجارياً تمس صميم الأمن الاقتصادي للمملكة ككل، وهو ما جعل حلبة البحرين الدولية وشوارع المملكة وميادينها ومجمعاتها أشبه بالعرس البهيج من خلال العروض الجميلة والفرق المشاركة والألعاب التي صاحبت هذا السباق السنوي للفورمولا1.

كما أن الإدارة العامة للمرور نجحت في تطبيق الخطة المرورية التي نفذتها بمناسبة استضافة مملكة البحرين لسباق جائزة البحرين الكبرى الفورمولا1، رغم صعوبة الأحوال الجوية وكثافة الحركة المرورية إلا أن التواجد المروري المنظم والموضوع حسب الخطة ساهم في تأمين سلامة خروج الجمهور خلال 55 دقيقة عبر تنفيذ خطة الحركة المرورية ذات خط سير الاتجاه الواحد، إلى جانب تسيير الحركة المرورية على كافة الشوارع والطرق المؤدية لموقع الحدث بكل انسيابية، مما ساهم في عدم تسجيل أية حوادث تذكر في محيط شوارع الحدث طيلة أيام السباق.

وأصبح سباق الفورمولا1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2019 محطاً للأنظار وساهم في تحقيق الكثير من النتائج على الصعيد الاقتصادي والسياحي، ويبشر بالكثير من الخير، ومن ذلك إعلان شركة طيران الخليج ـ الناقل الرسمي للفورمولا1 ـ أنها حققت أرقاماً قياسية هذا الشهر تفوق جميع نتائج شهر مارس منذ عام 2012 سواء في إشغال المقاعد أو عدد الركاب.

كما أن هذه النتيجة جاءت مع تحقيق أعلى عامل لإشغال المقاعد بنسبة بلغت 75.7 % أو ما يقدر بـ 479.595 مسافراً في شهر فبراير 2019 منذ العام 2014.

ونظراً لأن حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الوسط تستضيف نحو 400 حدث متنوع من الفعاليات طوال العام، وذلك بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية سعادة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، اعتبرت الحلبة مورداً اقتصادياً من موارد الدخل الوطني، الأمر الذي يجعلها تحظى ليس فقط باهتمام كبير من جانب أجهزة الدولة المختلفة التي عملت على توفير كافة التجهيزات اللازمة لإخراج السباق في أبهى صورة له، وإنما من جانب المواطنين والمقيمين أيضاً، الذين باتوا ينتظرون موعد السباق سنويا للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة البحرينية الرياضية الكبيرة.

ونذكر هنا أيضاً حضور عشاق رياضة السيارات وهدير المحركات لفعاليات سباق الفورمولا1 خلال الأيام الماضية سواء عند إقامة التجارب الحرة، أو خلال الفعاليات الأخرى التي أقيمت على هامشه، أو خلال اليوم الأخير من السباق مساء أمس الذي حفل بالعديد من المتابعين والمهتمين الذين اكتظت بهم جنبات الحلبة وشتى أركانها، وتزينت بهم أروقتها ومدرجاتها، فضلاً عن ساحتها التي امتلأت بالعديد من الفعاليات الترفيهية والألعاب والحفلات الموسيقية واجتمع عليها كل العوائل والشباب والأطفال.

وعن ردود الفعل المرحبة التي تلت فعاليات السباق، كانت تثلج صدر كل محب لهذه الأرض الطيبة حيث اعتبر زوار ومقيمون حضروا فعاليات السباق أن حلبة فورمولا1 هذا العام كانت من بين الأروع على الإطلاق، خاصة مع أجواء الزينة والفرح التي انتشرت على أعمدة الإنارة وفوق الجسور وعبر الطرق المؤدية للحلبة، فضلاً عن الألعاب النارية التي انطلقت عقب إعلان الفائز بالسباق، وشاهدها الكثيرون في ربوع المملكة.

ومع توالي نجاحات حلبة البحرين الدولية خاصة عقب ختام استضافة المملكة لسباق النسخة 15 من فورمولا1، أثبتت البحرين بالفعل أنها تعد موطناً لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، ليس فقط لأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستضيف هذا السباق على أرضها واحداً من أهم سباقات الفورمولا في الأجندة الدولية للاتحاد الدولي للسيارات، وإنما لأنها نجحت في أن تكون مصدر إلهام لعشاق رياضة السيارات السريعة داخل البحرين أو خارجها.

وبالتأكيد، فإن الخبرة التي اكتسبتها حلبة البحرين الدولية والكوادر الوطنية المؤهلة العاملة فيها، والزخم الذي تشهده البحرين طوال أيام السباق وحتى نهايته، تعد نتائج مهمة غير مباشرة لأي فعالية يمكن أن تستضيفها البحرين، وتسعى إليها بكل جد الكثير من الدول لإدراكها مدى أهمية مثل هذه الأحداث والفعاليات المهمة في الترويج للدول وحشد التأييد والدعم لصورتها ومعالمها السياحية.

وعبر الكثيرون ممن تابعوا فعاليات سباق الفورمولا1 في البحرين وحتى ختامه عن ابتهاجهم بأجواء الترحيب وحسن الاستقبال لأهل البحرين وعبر الأجواء المفرحة والجميلة فإنها تمثل حقيقة المجتمع البحرين الكريم والمضياف وقدرته على تنظيم مثل هذه الفعالية الرياضية الدولية، التي حملت المنافسة القوية التي شهدها مضمار سباق حلبة البحرين الدولية، وأثارت بشكل ملحوظ الاهتمام الإعلامي المرئي والمسموع والمقروء وفى مواقع شبكات التواصل الاجتماعي ووسط كافة الحضور والمتابعين لسباق الفورمولا1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2019.