سماهر سيف اليزل
روضة الحاج.. شاعرة سودانية تألقت في مضمار التسابق الشعري، جالت بشعرها في فضاء الإنسانية، خاطبت العقول والقلوب، حصدت المراتب الأولى لتملكها اللغة العربية الفصيحة.
ولعمق اختياراتها كلمة وقصيدة وعنوانا، ولحسن تعبيرها ووصفها، تكلمت بلسان المرأة العربية أوصلت حالها وباحت بمشاكلها ومعاناتها، وحققت بذلك انتصارا جديدا للمرأة في ميدان الشعر، ترجمت لها قصائد بالفرنسية والإنجليزية ومنها وصلت للعالمية، مزجت بين الشعر الكلاسيكي القديم والشعر الحديث، سبحت بين العمود والتفعيلة وأجادت كلا اللونين، حيث اعتبرها كثير من النقاد أنها من أهم الأصوات الشعرية الشابة في الوطن العربي، حاصلة على عدد من الألقاب والجوائز ولها خمسة دواوين.
التقت الوطن بالشاعرة السودانية روضة الحاج وكان الحوار..
كيف كانت بداية مشوارك مع الشعر ومن أين وجدت الدعم؟
بدايتي كانت تقليدية كمعظم الناس في السودان، من المدرسة من حصة التعبير وطابور الصباح، من الجمعية الأدبية بالمدرسة، وأظن أن هذه كانت بداية تلمسي لسحر الكلمة وللاقتراب من هذا العالم الجميل عالم الأدب والشعر، والوقت الذي كنت فيه بالمرحلة الابتدائية كان آخر الزمن الجميل، آخر زمن كان للناس صلة قوية فيه بالكلمة والشعر الأدب، حيث أن ثورة الاتصالات لم تكن قد انفجرت بعد لذلك كان الكتاب هو الأقرب للناس.
كيف يستطيع الإنسان أو الشاعر تنمية مواهبه للوصول إلى العالمية؟
أعتقد أن سعي المبدع إلى اكتشاف صوته الخاص والتعبير بصدق عن تجربته بعيدا عن محاولة اقتفاء أثر شخص ما مهما كان فهذه هي الخطوة الأولى الصحيحة، وبعد ذلك وجود الموهبة الحقيقية، وكل شيء آخر يكون مكتسبا.
فبعد وجود الموهبة يمكن للفرد التدرب على اللغة والإلقاء ومواجهة الجمهور، والأصل في الأمر أن يتبع المبدع صوته الداخلي الحقيقي وأن يحاول ما استطاع إليه سبيلا أن يكون متفردا فالفرادة شيء مهم للوصول .
ما هي طقوسك في الكتابة؟
ليست لدي طقوس ..!، أنا أسمع وأحترم ذلك جدا فمنذ قديم الشعر كانت هناك قصص تصل إلى حد الندرة والطرفة أن بعض الشعراء يوصف بتقلبه كمن لسعته حية قبل كتابته للشعر.
وما زال هناك بعض الناس لديهم طقوس كتابية لكن أنا لا أدري هل أقول للأسف أو من حسن حظي، فليس لدي طقوس أعتقد أن القصيدة تداهمني في أي وقت، وبعض القصائد الجميلة طردتها لأنها جاءت في وقت غير مناسب وللقصائد أنفة زائدة فالقصيدة التي تطرق بابك ولا تفتح لها لا تعود مرة أخرى، ولذلك فكثير من القصائد ضاع لعدم وجود طقس استحضار خاص.
التحديات التي تواجه المرأة الشاعرة؟
هي ذات التحديات التي تواجه المرأة المبدعة بشكل عام، صحيح أنني أظن أن المبدعات قطعن شوطا جيدا نحو تكوين المشروع الإبداعي النسائي العربي وملامح هذا المشروع باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى.
ولكن مع ذلك هنالك عقبات منها "شخصنة الأدب"، بمعنى إذا كتبت روائية قصة مباشرة يقال إن هذه القصة هي حياتها أو أن هذه الشخصية في الرواية هي الكاتبة، وهذا الفضول مزعج للكاتبة خاصة في البيئات التي نعيش فيها وهي محافظة إلى حد كبير.
وكثير من المبدعات ظلت تطاردهن لعنة كتابة الآخرين فإذا تفردت كاتبة ما يبحث الناس عمن يكتب لها وكأنهم لا يصدقون أن الشاعرة يمكن أن تكتب نصا بهذا الجمال.
ما هي أقرب أعمالك على قلبك؟
كل الأعمال عندي سواء، ولكل عمل خصوصية.
هل اختلاف العقود أثر على الشعر قراءة وكتابة ؟ وهل تؤثر الظروف الاجتماعية على طبيعة الشعر المكتوبة؟
بطبيعة الحال نعم، لا أتوقع بعد مرور ألف وخمسمائة سنة يكتب شاعر ما كتبة إمرىء القيس، ولابد أن متغيرات الحياة ستؤثر على المنتج الإبداعي بالضرورة، ولكن في تقديري عظمة الشعر هي أن يظل محافظا على الروح الإنسانية، بمعنى أن أستطيع الإحساس بالشعور الذي لازم الكاتب حين كتابته هذا النص.
وهنا يأتي خلود الشعر وأنه قادر على التعبير عن النفس الإنسانية بغض النظر عن الوقت الذي عاشت فيه، لكن هذا لا يمنع أن يحدث تطور شكلي على النص على مستوى تقنية الكتابة وتكنيكها ودخول ألوان جديدة .
كيف ترين الشعر في الحقبة الحالية؟
أراه بخير جداً، عكس كثير من الناس الذين يعتقدون أن الشعر تراجع، فأنا أظن أن القصيدة الآن في أحسن أحوالها وأن الشعر دخل إلى فضائات وعوالم جديدة، وكانت تعقيدات الحياة مانحة لدخول الشعر في مغامرات جديدة ، وتعدد أسماء الشعراء وكثرتهم لا يضر فالجيد والمميز يبقى جيدا ومميزا حتى لو كثر العدد.
أين ترين النساء في خارطة الشعر؟
أراهن موجودات بقوة وأثبتن وجودهن من خلال إصدارتهن من الدواوين والكتب، وأصبحت لديهن كلمة وصار لديهن حضور وقدرن أن يضعن بصمتهن في المشهد الثقافي العربي.
لمن تقرئين وإلى أي مدرسة شعرية تميلين ؟ ولماذا؟
أقرأ لكل شاعر وكاتب وفي مجالات مختلفة ليس الشعر فقط، أنتمي إلى مدرسة "تفعيلة" وهي مدرسة حديثة قديمة مدرسة لم تنفصم من عرى القصيدة التقليدية ولم تدخل إلى الحداثة كليا ولكنها كانت في منزلة من المنزلتين لذلك فأنا شاعرة تفعيلة أكثر من إني شاعرة عمودية .
هل هناك مؤلفات جديدة وما هي آخر الأعمال؟
لدي ديوان يكاد يكتمل الآن وقيد الطبع، وهناك ديوان شعر للأطفال قديم لكن سيتم طبعة في الأيام القادمة.
وفي الختام، أتمنى أن تكون القصيدة رسالة سلام بين الشعوب في كل العالم لأن الشعر بشكل عام موجود في كل الثقافات واللغات ويمكن أن يكون لغة عالمية للمحبة والتسامح والتواصل وهو جدير بأن يقوم بهذا الدور.
روضة الحاج.. شاعرة سودانية تألقت في مضمار التسابق الشعري، جالت بشعرها في فضاء الإنسانية، خاطبت العقول والقلوب، حصدت المراتب الأولى لتملكها اللغة العربية الفصيحة.
ولعمق اختياراتها كلمة وقصيدة وعنوانا، ولحسن تعبيرها ووصفها، تكلمت بلسان المرأة العربية أوصلت حالها وباحت بمشاكلها ومعاناتها، وحققت بذلك انتصارا جديدا للمرأة في ميدان الشعر، ترجمت لها قصائد بالفرنسية والإنجليزية ومنها وصلت للعالمية، مزجت بين الشعر الكلاسيكي القديم والشعر الحديث، سبحت بين العمود والتفعيلة وأجادت كلا اللونين، حيث اعتبرها كثير من النقاد أنها من أهم الأصوات الشعرية الشابة في الوطن العربي، حاصلة على عدد من الألقاب والجوائز ولها خمسة دواوين.
التقت الوطن بالشاعرة السودانية روضة الحاج وكان الحوار..
كيف كانت بداية مشوارك مع الشعر ومن أين وجدت الدعم؟
بدايتي كانت تقليدية كمعظم الناس في السودان، من المدرسة من حصة التعبير وطابور الصباح، من الجمعية الأدبية بالمدرسة، وأظن أن هذه كانت بداية تلمسي لسحر الكلمة وللاقتراب من هذا العالم الجميل عالم الأدب والشعر، والوقت الذي كنت فيه بالمرحلة الابتدائية كان آخر الزمن الجميل، آخر زمن كان للناس صلة قوية فيه بالكلمة والشعر الأدب، حيث أن ثورة الاتصالات لم تكن قد انفجرت بعد لذلك كان الكتاب هو الأقرب للناس.
كيف يستطيع الإنسان أو الشاعر تنمية مواهبه للوصول إلى العالمية؟
أعتقد أن سعي المبدع إلى اكتشاف صوته الخاص والتعبير بصدق عن تجربته بعيدا عن محاولة اقتفاء أثر شخص ما مهما كان فهذه هي الخطوة الأولى الصحيحة، وبعد ذلك وجود الموهبة الحقيقية، وكل شيء آخر يكون مكتسبا.
فبعد وجود الموهبة يمكن للفرد التدرب على اللغة والإلقاء ومواجهة الجمهور، والأصل في الأمر أن يتبع المبدع صوته الداخلي الحقيقي وأن يحاول ما استطاع إليه سبيلا أن يكون متفردا فالفرادة شيء مهم للوصول .
ما هي طقوسك في الكتابة؟
ليست لدي طقوس ..!، أنا أسمع وأحترم ذلك جدا فمنذ قديم الشعر كانت هناك قصص تصل إلى حد الندرة والطرفة أن بعض الشعراء يوصف بتقلبه كمن لسعته حية قبل كتابته للشعر.
وما زال هناك بعض الناس لديهم طقوس كتابية لكن أنا لا أدري هل أقول للأسف أو من حسن حظي، فليس لدي طقوس أعتقد أن القصيدة تداهمني في أي وقت، وبعض القصائد الجميلة طردتها لأنها جاءت في وقت غير مناسب وللقصائد أنفة زائدة فالقصيدة التي تطرق بابك ولا تفتح لها لا تعود مرة أخرى، ولذلك فكثير من القصائد ضاع لعدم وجود طقس استحضار خاص.
التحديات التي تواجه المرأة الشاعرة؟
هي ذات التحديات التي تواجه المرأة المبدعة بشكل عام، صحيح أنني أظن أن المبدعات قطعن شوطا جيدا نحو تكوين المشروع الإبداعي النسائي العربي وملامح هذا المشروع باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى.
ولكن مع ذلك هنالك عقبات منها "شخصنة الأدب"، بمعنى إذا كتبت روائية قصة مباشرة يقال إن هذه القصة هي حياتها أو أن هذه الشخصية في الرواية هي الكاتبة، وهذا الفضول مزعج للكاتبة خاصة في البيئات التي نعيش فيها وهي محافظة إلى حد كبير.
وكثير من المبدعات ظلت تطاردهن لعنة كتابة الآخرين فإذا تفردت كاتبة ما يبحث الناس عمن يكتب لها وكأنهم لا يصدقون أن الشاعرة يمكن أن تكتب نصا بهذا الجمال.
ما هي أقرب أعمالك على قلبك؟
كل الأعمال عندي سواء، ولكل عمل خصوصية.
هل اختلاف العقود أثر على الشعر قراءة وكتابة ؟ وهل تؤثر الظروف الاجتماعية على طبيعة الشعر المكتوبة؟
بطبيعة الحال نعم، لا أتوقع بعد مرور ألف وخمسمائة سنة يكتب شاعر ما كتبة إمرىء القيس، ولابد أن متغيرات الحياة ستؤثر على المنتج الإبداعي بالضرورة، ولكن في تقديري عظمة الشعر هي أن يظل محافظا على الروح الإنسانية، بمعنى أن أستطيع الإحساس بالشعور الذي لازم الكاتب حين كتابته هذا النص.
وهنا يأتي خلود الشعر وأنه قادر على التعبير عن النفس الإنسانية بغض النظر عن الوقت الذي عاشت فيه، لكن هذا لا يمنع أن يحدث تطور شكلي على النص على مستوى تقنية الكتابة وتكنيكها ودخول ألوان جديدة .
كيف ترين الشعر في الحقبة الحالية؟
أراه بخير جداً، عكس كثير من الناس الذين يعتقدون أن الشعر تراجع، فأنا أظن أن القصيدة الآن في أحسن أحوالها وأن الشعر دخل إلى فضائات وعوالم جديدة، وكانت تعقيدات الحياة مانحة لدخول الشعر في مغامرات جديدة ، وتعدد أسماء الشعراء وكثرتهم لا يضر فالجيد والمميز يبقى جيدا ومميزا حتى لو كثر العدد.
أين ترين النساء في خارطة الشعر؟
أراهن موجودات بقوة وأثبتن وجودهن من خلال إصدارتهن من الدواوين والكتب، وأصبحت لديهن كلمة وصار لديهن حضور وقدرن أن يضعن بصمتهن في المشهد الثقافي العربي.
لمن تقرئين وإلى أي مدرسة شعرية تميلين ؟ ولماذا؟
أقرأ لكل شاعر وكاتب وفي مجالات مختلفة ليس الشعر فقط، أنتمي إلى مدرسة "تفعيلة" وهي مدرسة حديثة قديمة مدرسة لم تنفصم من عرى القصيدة التقليدية ولم تدخل إلى الحداثة كليا ولكنها كانت في منزلة من المنزلتين لذلك فأنا شاعرة تفعيلة أكثر من إني شاعرة عمودية .
هل هناك مؤلفات جديدة وما هي آخر الأعمال؟
لدي ديوان يكاد يكتمل الآن وقيد الطبع، وهناك ديوان شعر للأطفال قديم لكن سيتم طبعة في الأيام القادمة.
وفي الختام، أتمنى أن تكون القصيدة رسالة سلام بين الشعوب في كل العالم لأن الشعر بشكل عام موجود في كل الثقافات واللغات ويمكن أن يكون لغة عالمية للمحبة والتسامح والتواصل وهو جدير بأن يقوم بهذا الدور.