حوراء الصباغ
واقع الصحة في البحرين وكيفية النهوض بالقطاع الصحي لتحقيق تغطية صحية شاملة تزامناً مع شعار اليوم العالمي للصحة كان موضع نقاش مع عدد من رؤساء الجمعيات الطبية، الذين أكدوا أن البحرين تبوأت مراكز متقدمة في المجال الصحي.
وأكدوا لـ"الوطن" أن التقدم الطبي لم يعد الآن حصراً على دول معينة، ما يستدعي ضرورة المنافسة لاستحداث الأجهزة والتقنيات.
من جانبه، أشاد عضو مجلس الشورى ورئيس جمعية أصدقاء مرضى الكلى البحرينية الدكتور أحمد سالم العريض في تصريح "للوطن" بالإنجازات الرائدة التي تحققت في القطاع الصحي والخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مؤكداً أن مملكة البحرين قد تبوأت مراكز متقدمة في المجال الصحي، وعلى وجه الخصوص العناية بالأمراض المزمنة فهي تعد سباقة بين الدول بتغطية صحية ورعاية أولية شاملة تعادل الدول المتقدمة عبر المنشآت الطبية التابعة للدولة والمراكز الصحية في مختلف مناطق البحرين.
وأشار د.العريض إلى أن ذلك يجب أن يمنح المجال لحافز تطوير الخدمات الصحية بصورة أكبر ومنافسة الدول المتقدمة والمجاورة على تحقيق تغطية صحية شاملة من جميع النواحي ومواكبة التقنيات الحديثة، لافتاً إلى أن التقدم الطبي لم يعد الآن حصراً على دول معينة، ما يستدعي ضرورة المنافسة لاستحداث الأجهزة والتقنيات، فأصبحت العمليات الجراحية الآن تجرى من خلال الريموت اللاسلكي. وهذا ما يستدعي ضرورة وجود طاقم إداري متكامل مؤهل من جميع النواحي لوضع الاستراتيجيات الصحيحة التي تواكب العصر والسعي لتطبيقها لتحقيق نهضة طبية أكبر في القطاع والمحافظة على المستويات المتقدمة التي تحظى بها مملكة البحرين، إلى جانب القيام بعملية التخطيط السليم حيث أن مملكة البحرين تزخر بكوادر وطواقم طبية وطنية يشهد لها في جميع التخصصات الطبية قادرة على الإنجاز.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان الدكتور عبدالرحمن فخرو أن يوم الصحة العالمي يعد يوماً عالمياً مهماً لزيادة الوعي الصحي بين الناس من كافة الفئات العمرية، مشيرا إلى أن أمراض السرطان تصنف من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها من ضمن الأمراض غير السارية ، إذ تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسة وهي الأمراض القلبية والوعائية والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة والسكري والتي مازالت تمثل مشكلة للقائمين على القطاع الصحي ليس في البحرين فحسب بل وفي كافة دول العالم. وأضاف إلى أنه يجب التركيز على تقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض السرطان من خلال إتباع نهج الرعاية الصحية الأولية لتعزيز الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب هي من أهم العوامل التي تحد من التعامل مع المرض و الحد من انتشاره إذا تم توفيرها مبكراً للمرضى ويمكن أن تقلل من الحاجة إلى علاج أكثر تكلفة وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.
وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد وإتباع وتنفيذ نهج شامل يتطلب من جميع القطاعات بما في ذلك الصحة والتمويل والتعليم والتخطيط وغيرها التعاون للحد من المخاطر المرتبطة بالسرطان لتعزيز التدخلات المبكرة والسيطرة على المرض، لافتاً إلى أن المسؤولية لا تقع على عاتق الأفراد لاتخاذ الاختيار الصحي. وبدلاً من ذلك، من الواجب التوقع من الحكومات توجيه السياسات والأولويات وجعل الاختيارات الصحية هي الأساس بالنسبة لمواطنيها.
وتابع د.فخرو: "علينا نحن كمنظمات أهلية غير حكومية وغير ربحية عاملة وفاعلة في مكافحة السرطان أن نعمل جنباً إلى جنب وأن نساعد الحكومات في ذلك ومساعدة المواطنين على فهم معنى التغطية الصحية بشكل أفضل والكشف عن الخدمات والدعم الذي ينبغي توفيرها وأين وكيفية الحصول على الرعاية الصحية، إذ نتطلع إلى تعزيز التعاون القائم بين جمعية البحرين لمكافحة السرطان ووزارة الصحة والعاملين في المجال الصحي الذين يضطلعون بدور مهم في مكافحة السرطان، فضلاً عن كوننا على استعداد تام لمساعدة صانعي القرار في مجال الصحة لإدراك ما يحتاجه الناس من حيث الرعاية، لا سيما على مستوى الرعاية الأولية".
ووجه د.فخرو رسالة إلى عموم المواطنين مفادها: "الرعاية الصحية هي حقك وحق عائلتك ونؤكد للمسؤولين عن القطاع الصحي أن كل الناس يستحقون رعاية صحية جيدة. تحدث إلى أخصائي الصحة حول الحصول على المعلومات والدعم الذي تحتاجه لرعاية صحتك وصحة عائلتك. كن على ثقة بأن جودة الرعاية الصحية جيدة لصحتنا وللمجتمع بشكل عام وللحكومة، دعونا ندعو المسؤولين لجعل الصحة للجميع حقيقة واقعة. إلى جانب رسالة للعاملين في القطاع الصحي تتلخص في وجوب التعاون مع الزملاء كونهم الصوت الصادق للمريض"، مشيراً إلى أنه يجب على العامل في القطاع الصحي أن يجعل المسؤولين يعلمون أنه يعمل من أجل الصحة للجميع كونه يتمتع بالقدرة على تغيير حياة الآخرين من خلال تقديم المشورة والرعاية الصحية الجيدة وتبادل الخبرات والمهارات والتعرف على احتياجات المرضى وتوعيتهم.
وجاءت توجيهات د.فخرو لصناع القرار عبر التنويه بالحاجة إلى مزيد من الاستثمار من الرعاية الصحية وتطويرها للتمكن من استهداف الموارد وإجراء التغييرات حيثما كانت هناك حاجة ماسة إليها، فضلاً عن الاستئناس بالخبرات التي تتمتع بها منظمات المجتمع المدني للوصول إلى مجتمع صحي أفضل. ونصح د.فخرو العاملين في الحقل الإعلامي بالمساعدة عبر تكثيف وزيادة التغطية الإعلامية المتعلقة بالصحة وكذلك الشفافية والمساءلة البناءة في صنع السياسات الصحية.
وفي ذات الشأن، قال رئيس جمعية التوحديين البحرينية سيد زكريا هاشم، إن القطاع الصحي في مملكة البحرين يعاني من تقصير واضح وجلي في حق ذوي الإعاقات الذهنية، وخصوصاً التوحديين والمصابين بمتلازمة داون والشلل الدماغي، لافتاً إلى أن الأولوية في الحصول على الرعاية الصحية يجب أن تكون دائماً لذوي الإعاقات الذهنية كونهم حالات خاصة لا تتحمل عناء الانتظار نظراً لخصوصية حالتهم إذ قد منهم سلوكيات خاطئة وفرط زائد في النشاط. وأضاف أنه يدعو إلى تطبيق نظام الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة في المنشآت الصحية الكبرى كمستشفى السلمانية، إذ تم تطبيقه في المراكز الصحية فقط. كما وأشار إلى افتقار القطاع الصحي الحكومي لبعض أنواع العلاجات التي يحتاجها مرضى التوحد للسيطرة على الاضطرابات كعدم وجود تحاليل البصمة الغذائية في المنشآت الحكومية، ما يجعلهم مضطرين للجوء للمستشفيات الخاصة وإنفاق مبالغ طائلة.
ولفت سيد هاشم، إلى أن العديد من الكوادر الطبية في المنشآت الحكومية تفتقر للجانب التوعوي والتثقيفي فيما يتعلق بالمصابين بإعاقات ذهنية، وعدم امتلاكهم خلفية واضحة ما يجعلهم يعاملونهم معاملة المرضى الطبيعيين، متناسين أن هؤلاء فئات خاصة وبحاجة إلى معاملة دقيقة وخاصة نظراً لسلوكياتهم. وأشار إلى أنه يجب على جميع المنظمات الأهلية والحكومية في مملكة البحرين تفعيل واستغلال اليوم العالمي للصحة في نشر الثقافة الصحية والتوعوية قدر الإمكان.
{{ article.visit_count }}
واقع الصحة في البحرين وكيفية النهوض بالقطاع الصحي لتحقيق تغطية صحية شاملة تزامناً مع شعار اليوم العالمي للصحة كان موضع نقاش مع عدد من رؤساء الجمعيات الطبية، الذين أكدوا أن البحرين تبوأت مراكز متقدمة في المجال الصحي.
وأكدوا لـ"الوطن" أن التقدم الطبي لم يعد الآن حصراً على دول معينة، ما يستدعي ضرورة المنافسة لاستحداث الأجهزة والتقنيات.
من جانبه، أشاد عضو مجلس الشورى ورئيس جمعية أصدقاء مرضى الكلى البحرينية الدكتور أحمد سالم العريض في تصريح "للوطن" بالإنجازات الرائدة التي تحققت في القطاع الصحي والخدمات الصحية ذات الجودة العالية، مؤكداً أن مملكة البحرين قد تبوأت مراكز متقدمة في المجال الصحي، وعلى وجه الخصوص العناية بالأمراض المزمنة فهي تعد سباقة بين الدول بتغطية صحية ورعاية أولية شاملة تعادل الدول المتقدمة عبر المنشآت الطبية التابعة للدولة والمراكز الصحية في مختلف مناطق البحرين.
وأشار د.العريض إلى أن ذلك يجب أن يمنح المجال لحافز تطوير الخدمات الصحية بصورة أكبر ومنافسة الدول المتقدمة والمجاورة على تحقيق تغطية صحية شاملة من جميع النواحي ومواكبة التقنيات الحديثة، لافتاً إلى أن التقدم الطبي لم يعد الآن حصراً على دول معينة، ما يستدعي ضرورة المنافسة لاستحداث الأجهزة والتقنيات، فأصبحت العمليات الجراحية الآن تجرى من خلال الريموت اللاسلكي. وهذا ما يستدعي ضرورة وجود طاقم إداري متكامل مؤهل من جميع النواحي لوضع الاستراتيجيات الصحيحة التي تواكب العصر والسعي لتطبيقها لتحقيق نهضة طبية أكبر في القطاع والمحافظة على المستويات المتقدمة التي تحظى بها مملكة البحرين، إلى جانب القيام بعملية التخطيط السليم حيث أن مملكة البحرين تزخر بكوادر وطواقم طبية وطنية يشهد لها في جميع التخصصات الطبية قادرة على الإنجاز.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان الدكتور عبدالرحمن فخرو أن يوم الصحة العالمي يعد يوماً عالمياً مهماً لزيادة الوعي الصحي بين الناس من كافة الفئات العمرية، مشيرا إلى أن أمراض السرطان تصنف من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها من ضمن الأمراض غير السارية ، إذ تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسة وهي الأمراض القلبية والوعائية والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة والسكري والتي مازالت تمثل مشكلة للقائمين على القطاع الصحي ليس في البحرين فحسب بل وفي كافة دول العالم. وأضاف إلى أنه يجب التركيز على تقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض السرطان من خلال إتباع نهج الرعاية الصحية الأولية لتعزيز الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب هي من أهم العوامل التي تحد من التعامل مع المرض و الحد من انتشاره إذا تم توفيرها مبكراً للمرضى ويمكن أن تقلل من الحاجة إلى علاج أكثر تكلفة وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.
وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد وإتباع وتنفيذ نهج شامل يتطلب من جميع القطاعات بما في ذلك الصحة والتمويل والتعليم والتخطيط وغيرها التعاون للحد من المخاطر المرتبطة بالسرطان لتعزيز التدخلات المبكرة والسيطرة على المرض، لافتاً إلى أن المسؤولية لا تقع على عاتق الأفراد لاتخاذ الاختيار الصحي. وبدلاً من ذلك، من الواجب التوقع من الحكومات توجيه السياسات والأولويات وجعل الاختيارات الصحية هي الأساس بالنسبة لمواطنيها.
وتابع د.فخرو: "علينا نحن كمنظمات أهلية غير حكومية وغير ربحية عاملة وفاعلة في مكافحة السرطان أن نعمل جنباً إلى جنب وأن نساعد الحكومات في ذلك ومساعدة المواطنين على فهم معنى التغطية الصحية بشكل أفضل والكشف عن الخدمات والدعم الذي ينبغي توفيرها وأين وكيفية الحصول على الرعاية الصحية، إذ نتطلع إلى تعزيز التعاون القائم بين جمعية البحرين لمكافحة السرطان ووزارة الصحة والعاملين في المجال الصحي الذين يضطلعون بدور مهم في مكافحة السرطان، فضلاً عن كوننا على استعداد تام لمساعدة صانعي القرار في مجال الصحة لإدراك ما يحتاجه الناس من حيث الرعاية، لا سيما على مستوى الرعاية الأولية".
ووجه د.فخرو رسالة إلى عموم المواطنين مفادها: "الرعاية الصحية هي حقك وحق عائلتك ونؤكد للمسؤولين عن القطاع الصحي أن كل الناس يستحقون رعاية صحية جيدة. تحدث إلى أخصائي الصحة حول الحصول على المعلومات والدعم الذي تحتاجه لرعاية صحتك وصحة عائلتك. كن على ثقة بأن جودة الرعاية الصحية جيدة لصحتنا وللمجتمع بشكل عام وللحكومة، دعونا ندعو المسؤولين لجعل الصحة للجميع حقيقة واقعة. إلى جانب رسالة للعاملين في القطاع الصحي تتلخص في وجوب التعاون مع الزملاء كونهم الصوت الصادق للمريض"، مشيراً إلى أنه يجب على العامل في القطاع الصحي أن يجعل المسؤولين يعلمون أنه يعمل من أجل الصحة للجميع كونه يتمتع بالقدرة على تغيير حياة الآخرين من خلال تقديم المشورة والرعاية الصحية الجيدة وتبادل الخبرات والمهارات والتعرف على احتياجات المرضى وتوعيتهم.
وجاءت توجيهات د.فخرو لصناع القرار عبر التنويه بالحاجة إلى مزيد من الاستثمار من الرعاية الصحية وتطويرها للتمكن من استهداف الموارد وإجراء التغييرات حيثما كانت هناك حاجة ماسة إليها، فضلاً عن الاستئناس بالخبرات التي تتمتع بها منظمات المجتمع المدني للوصول إلى مجتمع صحي أفضل. ونصح د.فخرو العاملين في الحقل الإعلامي بالمساعدة عبر تكثيف وزيادة التغطية الإعلامية المتعلقة بالصحة وكذلك الشفافية والمساءلة البناءة في صنع السياسات الصحية.
وفي ذات الشأن، قال رئيس جمعية التوحديين البحرينية سيد زكريا هاشم، إن القطاع الصحي في مملكة البحرين يعاني من تقصير واضح وجلي في حق ذوي الإعاقات الذهنية، وخصوصاً التوحديين والمصابين بمتلازمة داون والشلل الدماغي، لافتاً إلى أن الأولوية في الحصول على الرعاية الصحية يجب أن تكون دائماً لذوي الإعاقات الذهنية كونهم حالات خاصة لا تتحمل عناء الانتظار نظراً لخصوصية حالتهم إذ قد منهم سلوكيات خاطئة وفرط زائد في النشاط. وأضاف أنه يدعو إلى تطبيق نظام الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة في المنشآت الصحية الكبرى كمستشفى السلمانية، إذ تم تطبيقه في المراكز الصحية فقط. كما وأشار إلى افتقار القطاع الصحي الحكومي لبعض أنواع العلاجات التي يحتاجها مرضى التوحد للسيطرة على الاضطرابات كعدم وجود تحاليل البصمة الغذائية في المنشآت الحكومية، ما يجعلهم مضطرين للجوء للمستشفيات الخاصة وإنفاق مبالغ طائلة.
ولفت سيد هاشم، إلى أن العديد من الكوادر الطبية في المنشآت الحكومية تفتقر للجانب التوعوي والتثقيفي فيما يتعلق بالمصابين بإعاقات ذهنية، وعدم امتلاكهم خلفية واضحة ما يجعلهم يعاملونهم معاملة المرضى الطبيعيين، متناسين أن هؤلاء فئات خاصة وبحاجة إلى معاملة دقيقة وخاصة نظراً لسلوكياتهم. وأشار إلى أنه يجب على جميع المنظمات الأهلية والحكومية في مملكة البحرين تفعيل واستغلال اليوم العالمي للصحة في نشر الثقافة الصحية والتوعوية قدر الإمكان.