فاطمة السليم

أقامت أسرة الأدباء والكتاب ضمن، احتفائها باليوبيل الذهبي محاضرة أدبية للناقد والأديب والروائي والأكاديمي السعودي المدير العام لمعهد العالم العربي بباريس البروفيسور د.معجب الزهراني بعنوان "تجربتي بين الإبداع و النقد"، حيث أدارت المحاضرة د.ضياء الكعبي في مقر الأسرة بمنطقة الزنج وبحضور النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو والعديد من المثقفين والمهتمين بالكتابه والأدب.

يذكر أن الزهراني حصل على عدة شهادات ويتحدث ويتقن 4 لغات وهي العربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية وشارك في عدة دول.

وأكدت الكعبي أنها التقت الزهراني في عدة فعاليات، حيث تعتبره من قلة النقاد في الدول العربية وهو محرر الموسوعة الثقافية السعودية عن مكتبة عبد العزيز في الرياض، وعضو لجنة تحكيم جائزة سلطان وجائرة زايد وله أبحاث وأبرز كتبه المملكة في عيون الفرنسين، و،سيرة الوقت، و"رواية رقص" وتختلف عن الروايات وشارك في عدة من المؤتمرات.

وقال الزهراني، إن مايميز مملكة البحرين الماء وعلاقة الناس وتمسكهم به، وتحدث عن كتابة سيرته الذاتية ومسار حياته و عن جيله الذي اسماه بأبناء الطبيعه والمدرسة التي تعد الإنسان لتفصله عن الطبيعه ويبدأ برحلة الاغتراب للدراسات العليا وتبدأ الصدمات الثقافية توقظ سيرورة الوعي بالاختلاف والذات الفردية ومواصلة البحث عن هذه الخصوصية ويبدأ الإنسان بالانفصال عن الأسرة ويتحول إلى نوع من الذات التي تواجه سيرورة الوعي وان الوعي يتحول الى قلق ولكتابة مختلفة عن طريق اكتشاف النقص والخلل. وقال إنه محظوظ بأنه من الجيل الذي حظي بإتاحة الفرص التعليمية.

وبين أن ظاهرة شراء الشهادات التعيسة وكأنها تعني سند للذات عند البعض، وكأن الجامعة هي مدرسة تقليدية وتهيئ الانسان للحصول على الشهادة فقط ويبدأ الطلاب بالتعلم ليس في الجامعة وحدها بل في المتاحف والمقاهي وجميع فضاءات الدول لتصبح الشهادة العليا الهدف البسيط من المكاسب التي لا تقدم بشهادة أو درجة معينة.

وأكد الزهراني عن عمله في النقد، حيث كتب عن الجسد ليكون شيء مختلف يطرحه وفرق بين الخطاب النقدي وإفراد النقاد، فالناقد الشاب لا يستطيع النقد دون نشر الكتب.. في الخليج مازالت الخطابات لم تتكون بعد في مجال الخطاب وغيرها".

وعن الأعمال الجماعية التي تضع الأسس وتسمى بالثقافات المعرفيو ومن خلال الوعي، اقترح الدوسري الموسوعة الشاملة في المملكة العربية السعودية التي تم العمل عليه لمدة 3 سنوات ولكن عدم وعي المتلقي يجعلها تتحول إلى مخزونات في المكتبة فقط دون وجود مرجعيه لها.

وقال الزهراني "هناك دولة معينة تتحول المعلومات التقليدية بها والأوهام إلى زاد يومي، حيث تحدث عن ظاهرة توجد لدينا، وهي إذا كنت تتحدث مع صياد تجد لديه منطق أكثر من طبيب لديه شهادات عليا، فالوعي يجعل الانسان يجابه هذه الافعال وتعد معضله حضاريه اذ يتحول التعليم إلى عبء، فكم منهم يحملون الشهادات ولا يقدمون شيئاً مختلفا وجديا للمجتمع.

ويقول الدوسري "الدول العربية لديها تمجيد للأسلحة والوعي بهذا مازال قليل، ضارباً المثل بالصين التي تعد من أقدم دول العالم ولديها عدة تحديات ولا يلجؤون إلى منطق القوى وعلينا كعرب الرجوع إلى هذه الطريقة".

وتمنى أن ينشأ جيل يكره ثقافة الحروب ويتكون جيل يتصارع بالافكار والحوار، مبيناً أن المثقفين العرب في كل مبدع داخله شاعر والفنون الأخرى غائبه في ثقافتنا.

وزاد باثقول "ثقافتنا الشعر والكلام البليغ والعرب عرفوا بالبيبان، ومن المغرب العربي هنالك مليون شاعر ويبقى الشعر من الذات للذات".

وبين الدوسري، أن السيرة الذاتيه مبنية على طريقة خاطئة وهي ليس التعريف بنفسك بل التعريف عن الآباء والأجداد، مؤكداً أننا كائنات صغيرة وكل ماوعى الانسان بنقصه يظل جزء من حياة اي مبدع او مثقف لترك أثر حتى أخر لحظة في حياته.

وتساءل الشاعر كريم رضي في مداخلة، عن الولع بالانتماء إلى القبيله أو عائلة وعن ظاهرة التحول بالاهتمام بالراوية، ليجب الزهراني بالقول إن "الجغرافية صنعت التاريخ والفضائات العربيه أغلبها صحراء ويتفاقم التصحر منذ سنوات وأن البيئة الجغرافية تلعب الدور الكبير في الانسان". ونصح بقرأة الروايات الجريئة للكاتبات.

وفي مداخلة للشاعر علي عبدالله خليفة عن التمدرس وماهو المخرج أو العلاج، أجاب الزهراني بأن ألمانيا متخلفة عن سويسرا وبريطانيا وفرنسا في ميدان التعليم الجامعي إلى القرن التاسع عاشر واستعان الإمبراطور بمفكر مقيم في فرنسا للعمل على تطبيق خطة لتطوير جامعة ألمانيا وتحتاج إلى قرارات ووعي والتعلم لا يكفي بفتح مدارس او معاهد بل هناك تعليم جامعي واحترام الفكرة من التعليم وعدم تكريس الثقافة العتيقة.

وفي مداخلة أخرى من د.شاعر نجم عن كيفية تأثير الحضارة الغربية عليه واصطدام الحضارات، أجاب الدوسري، بأن هناك دول شاركت في صناعه التاريخ وأخرى لم تشارك في صناعته، في حين تحولت بعض الشعوب إلى صناعة التاريخ.

فيما تساءل د.عبد الفتاح يوسف عن المثقف العربي لتجاوز الكتل المتماسكة وفتح الأبواب المغلقة في المجتمع المتماسك ثقافياً، ليجيبه الزهراني بالقول "علينا التخلص من الأحلام والأهداف الكبرى لأنها تعد كارثة".

وعن إعادة تشكيل الوعي العربي، قال "إنها مسألة معقده وتحتاج وقتاً طويلاً، فالمثقف يحتاج إلى تحقيق الأحلام الصغيرة، التي وضعها دون بناء أحلام كبرى ويحصل المثقف على نوع من الإحباط، فالمثقف الجاد لديه مبادئ بسيطة وعلى المثقف عند الكتابة أو التحدث في المقام الأدبي أن يستمع إلى عقله وضميره.

وتساءل عبدالله زهير - وهو أحد الحضور - عن الفروق في البيئة الأكاديمية بالمشرق والمغرب العربي وهل ينطبق على المشهد الشعري والتجارب الشعرية وملامح الفروق، حيث أجاب الزهراني أن المفكر يجبر عن التراجع عن الضمير حتى تنهار صورة المثقف ومثقفو المغرب العربي لديهم نوع من الوعي.