أجرت الحوار - حوراء الصباغ
استطاع أن ينقل تراث مملكة البحرين إلى دول أوروبا بأسلوبه الخاص.. وتميز بأساليبه المختلفة والخارجة عن نطاق المعتاد إذ مكنته من تحقيق إنجازات دولية وتمثيل البحرين وإيصال رسالته الفنية رغم صغر سنه..
"الوطن" حاورت عضو جمعية الخالدية الشبابية الشاب والفنان التشكيلي والنحات عبدالله الحايكي الذي لم يجاوز الـ"26 عاماً"، حيث أكد أن التراث من أكثر الأعمال التي تلامس قلبه في الفن ويجد نفسه فيها.
وأشار إلى أنه يخطط لتنظيم معارض فنية تهدف للحفاظ على التراث والمهن الحرفية القديمة عبر استخدام الفن التشكيلي والنحت كوسيلة لذلك ويطمح لإنشاء متحف متكامل يحوي منحوتات لجميع المباني والقطع الأثرية والتراثية في البحرين.
ولفت الحايكي إلى ضرورة التفات الجهات الرسمية لدعم الفنانين عند تمثيلهم البحرين في المحافل الدولية، إلى جانب أهمية توفر مراكز خاصة يتم فيها نقل وتبادل الخبرات بين الفنانين في البحرين.
واستعرض الحايكي بداية انطلاقاته وأبرز إنجازاته في المجال الفني وتحدث عن واقع الفن في مملكة البحرين.
وفيما يلي نص الحوار..
"الوطن": حفرت اسمك في مجال الفن وتركت بصمة واضحة.. فمن هو الحايكي؟ وكيف كانت بداية مسيرتك الفنية؟
أزاول فن الرسم منذ الصغر أي منذ المرحلة الابتدائية إذ ورثت الموهبة عن والداي وخصوصاً أن والدتي تهوى النحت، بالإضافة إلى والدي الذي يعمل في مجال تصميم المباني ويمتلك موهبة الرسم.
الانطلاقة، بدأت من لوحة أعددتها حين كنت في المرحلة الابتدائية، فقد أثارت فضولي آنذاك لوحة معلقة في المدرسة وذهلت عندما تساءلت عنها وأخبروني أنها رسمت على قطعة قماش.
وبالطبع سارعت لتنفيذ تجربة الرسم على القماش وصنعت من قطع خشبية خبأها أبي في المستودع إطارا لتثبيت قطعة قماش كانت في الواقع "فانيلة" لي وبدأت بالرسم والتلوين بألوان مائية والتي لم تكن سهلة للغاية في التحكم بانتشارها على القماش، لم استسلم وأعددت الكرة حتى أنهيت اللوحة.
وشاركت بها في معرض المدرسة والذين بدورهم قاموا بتشجيعي عبر المشاركة بها بمسابقة على مستوى مدارس البحرين تمكنت فيها من الحصول على المركز الأول، وكان هذا الحافز الأول للاستمرار في المجال.
فخطوات المسيرة كانت من خلال مزاولة مهنة الرسم بمختلف أنواعه عبر السنين، وبعد فترة سعيت للتميز فبدأت منذ العام 2013 الرسم باستخدام القهوة، ومع مرور الوقت بات الأمر شائعا واعتياديا فقررت أن أتميز أيضا وبحلول منتصف عام 2014 دخلت رحلة مجال النحت نظرا لكثرة وجود الرسامين والذي جذبني كثيراً حيث أصبح ميولي تجاه النحت أكثر من الرسم حيث إن النحت يلامس الفنان ويكون أكثر قرباً له من اللوحة الفنية فهو يراقب القطعة الفنية يوماً بعد الآخر ويشعر بأنها قريبة وتجري حواراً معه بخلاف اللوحة التي تفتقر لهذه الميزة.
وكبداية، قمت بالنحت على أشياء بسيطة اعتيادية مثل الطين والرمال ووصولاً إلى النحت على الثلج والخشب والرخام والذين يختلفون باختلاف الأدوات والطرق، أما الآن أسعى للنحت على الحديد. وبشكل عام تستهويني الخامات الطبيعية فأميل للنحت عليها والرسم بالحرق على الخشب.
"الوطن": وما هي الإنجازات التي حققتها محلياً على مستوى البحرين؟
حصلت على المركز الثالث في مسابقة كانو السنوية للفن التشكيلي، إلى جانب مشاركتي في معظم المهرجانات والفعاليات التي تخص هيئة البحرين للسياحة والمعارض. فضلا عن مشاركاتي كعضو في جمعية الخالدية الشبابية والتي تنظم فعاليات تطوعية تمكن الفنانين من إبراز أنفسهم.
فقمت بالمشاركة في مبادرات "نسمو" و"البحرين أمانة" التي نظمتها الجمعية لتجميل الحدائق والمرافق العامة بتكاليف قليلة جدا، حيث نقوم باستخدام أدوات مستخدمة مسبقاً وألوان غير مكلفة لإنتاج فنضيف لمسة جمالية لهذه المرافق بالإضافة إلى حث المواطنين على المساهمة في هذه الفعاليات والمحافظة على المرافق العامة وعدم تخريبها كونهم جزءاً منها.
وجاءت هذه المشاركات في مناطق مختلفة في محافظة المحرق كعراد وسماهيج مع بعض زملائي الفنانين، ونحن بحاجة إلى مزيد من الدعم من الجهات لتحقيق ذلك.
كما أمتلك مشاركات مع مجموعة "نلتقي نرتقي" الفنية وجمعية البحرين للفن المعاصر من خلال المعارض التي ينظمونها.
"الوطن": ماذا عن مشاركاتك خارج البحرين وعلى مستوى العالم؟
أقوم بالمشاركة سنوياً في مخيمات النحاتين الدولية في سلطنة عمان على مدى خمس سنوات منذ العام 2015، إذ يقام سنويا في وسط الجبال ونقوم بأخذ قطع الرخام من البر وتحويلها لعمل فني ومن ثم عرضها في الميادين والمتاحف في عمان.
كما شاركت خلال العام 2018 في المعرض العالمي للصناع maker and faire وحصلت على جائزة التميز والوسام الأزرق لما قدمته من فكرة النحت على الرمال بطريقة مبتكرة جديدة من خلال إتاحة الفرصة للجمهور وتحديدا الأطفال للمشاركة بهدف إبعادهم عن الأجهزة الإلكترونية وتفريغ طاقاتهم في نشاطات تجذبهم.
يذكر أن الوسام الأزرق لا يحصل عليه سوى القليلين من الفنانين المتميزين حول العالم، إذ يمنح حق الأولية للحائزين عليه للمشاركة في أي معرض من معارض "الأنتر فير". فضلاً عن مشاركتي في يوم الخشب العالمي إذ تمت دعوتي لتمثيل مملكة البحرين بصحبة زميلي الفنان علي رستم بمشاركة الفنانين من جميع أنحاء العالم وبدورنا تمكنا من أن نكون ضمن أفضل الأعمال العربية في المعرض.
كما تم اختياري مع 6 من زملائي النحاتين من أصل 500 نحات للسفر والمشاركة في معرض في لاوس وكمبوديا لعمل منحوتات.
وأحدث مشاركاتي في هذا العام هي رحلة النمسا في يوم الخشب العالمي عند اختياري من قبل منظمة world wood day ممثلاً لمملكة البحرين إلى جانب أكثر من 500 نحات وحرفي تحت عنوان التغير، والتي أنجزت فيها 3 منحوتات خشبية إحداها توضح الجانب الأثري في البحرين حيث كانت المنحوتة تبين الفروقات بين المباني قديماً وحديثاً إذ قمت بنحت وعمل حلقة وصل ما بين قلعة عراد والبيوت القديمة والمرفأ المالي والمباني الحديثة.
كما صممت منحوتة جماعية مشتركة مع 3 فنانين عرب طولها يقارب 3 أمتار وكانت على شكل سمكة توضح المباني القديمة والحديثة. وتلقيت الدعم من النائب خالد بوعنق وجمعية الخالدية الشبابية في الرحلة التي تكللت بالعديد من التحديات كبرودة الطقس الثلجي الشديدة والمشي مسافات طويلة في موقع العمل والذي كان عبارة عن غابة مقسمة.
وراودتني فكرة النحت على الثلج خلال الرحلة وقمت بتجربتها. وأهم ما جنيته من رحلة النمسا هو اختياري من قبل رئيس المنظمة ومنحي حق المشاركة باسم المعرض في البحرين مع استعداده لتحمل جميع التكلفة وتقديم الدعم اللازم.
"الوطن": إذاً، هل سنرى تجربة معرض اليوم الخشبي العالمي في البحرين؟
بإذن الله، فأنا أعمل على تنظيمه اعتماداً على الأجواء والتي يتوجب أن تكون معتدلة، فضلا عن توفر الخشب. وليس من الضروري أن أقيمه بشكل كبير وضخم ولكن الأهم أن يصل لمستوى الهدف الذي تسمو إليه المنظمة.
"الوطن": بالحديث عن هواية النحت.. هل تراها منتشرة بشكل كبير في البحرين؟
النحاتون في البحرين في ازدياد حيث يوجد حالياً ما لا يقل عن 15 نحاتاً وفي تزايد مستمر، مع وجود عدد كبير جداً من الرسامين، وكما ذكرت مسبقاً وجود العديد من الرسامين هو ما دفعني لخوض تجربة النحت لإتاحة المجال للتميز أكثر.
"الوطن": هل تواجه صعوبات وتحديات في مسيرتك كنحات وفنان؟
التحدي الوحيد والذي يشكل عائقاً كبيراً لتحقيق المزيد من الإنجازات هو قلة وجود الدعم، وخاصة عند تلقي دعوات لتمثيل البحرين في الخارج.
فحبذا لو تكون هناك مساهمات أكبر من الدولة في دعم الفنانين عند تلقيهم الدعوات وتحفيزهم للمشاركة، والشكر موصول للجهات الأهلية التي تبنت دعمي في العديد من المشاركات.
"الوطن": ما هي أبرز الأعمال القريبة لقلبك؟
التراث من أكثر الأعمال التي تلامس قلبي مهما تعددت وسيلة الفن، سواء كان نحت أم رسمبالرمال أو القهوة. وحالياً أعمل على تنظيم معرض فكرته تتمثل في كيفية المحافظة على التراث من الاندثار والاستفادة من الأجداد من حيث حرفهم وأعمالهم ومنها يعتبر الفن كوسيلة ورسالة للحفاظ على تراث مملكتنا الغالية.
صناعة السفن وصناعة التحف أبرز حرف تشارف على الاندثار، فمن خلال المعرض أبين للآخرين أهمية الحفاظ عليها وتعليمها للأجيال القادمة.
وبدوري أقوم بتعليم ابني مهدي ذي الثلاثة أعوام النحت برغبة منه، إذ أتحت له الفرصة لمشاركتي في عملي الفني وخصصت له قسماً في المنزل للتعلم. إلى جانب فاطمة ابنتي التي تبلغ من العمر 5 سنوات واكتسبت هواية الرسم.
"الوطن": ماذا عن مشاركتك في معرض حرفنا؟ وهل ترى أن موقع المعرض يجذب الأجانب بصورة أكبر؟
لا يخفى الدور الكبير التي تقوم به هيئة البحرين للسياحة والمعارض حيث قامت بتخصيص ما يقارب 8 محلات للحرفيين البحريين ما يساهم في تشجيع الحرفيين وتنمية السياحة في البحرين في موقع ممتاز لجذب السياح وهو باب البحرين، حيث إن السياح يشكلون نسبة 80% تقريباً، خاصة أن الهيئة تحرص على مرور السياح لموقع المعرض والذين يحرصون على اقتناء قطع ترمز لمملكة البحرين.
"الوطن": ما هي أكثر القطع الفنية التي تجذب الزبائن؟ وهل يعتبرون أسعار القطع مبالغاً بها؟
القطع الفنية المتعلقة بالمناسبات وشهر رمضان على وجه الخصوص كالمباخر والأواني، إلى جانب المنحوتات المتعلقة بتنسيقات الحدائق.
في الواقع أكثر الزوار يعتقدون أن أسعار القطع مبالغ بها، إلا أن الناس الذين يمتلكون حساً فنياً وتذوقاً للفن يطلبون القطع دون السؤال عن قيمتها، فالأمر في النهاية يعتمد على اهتمام المشتري بالأعمال الفنية.
"الوطن": إلى أي مدى يمتد الإقبال على العروض والدورات التي تقدمها؟
العروض الفنية هي أكثر ما يجذب الآخرين، ولكن مع الأسف الكثيرون لا يصدقون أن من يقوم بالعرض هو مواطن بحريني وإنما يعتقدون أن المواهب تكون حصراً على الأجانب فقط، فغالباً أراهم يندهشون عندما يسمعونني أتحدث باللهجة البحرينية.
وبالنسبة للدورات، فأحرص على تنظيمها بين فترة وأخرى بالتعاون مع الجهات الرسمية لاستهداف مختلف الفئات العمرية والمهارات، وأستمتع بتعليم فن الرسم "بالسبراي" كونه رسماً سهلاً وبخطوات سهلة يجعل المتدربين يتفاعلون ويصلون لنتائج مبهرة بسرعة.
"الوطن": كيف ترى مستقبل الفن في البحرين؟
مستقبل الفن مبشر في البحرين، إلا أنه يجب أن تتوافر مراكز خاصة يتم فيها نقل وتبادل الخبرات بين الفنانين إلى جانب إمكانية تدريب الناس على هذه الفنون وإتاحة الفرصة لمن يريد تنمية موهبته.
في بداية مسيرتي لم يكن هناك وسائل سهلة للوصول للمعلومات كالإنترنت الذي يجيب عن جميع التساؤلات التي وجدتها صعبة. أما الآن فسبل الوصول سهلة مع ظهور أساليب جديدة وكثيرة في الفن.
"الوطن": ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أطمح لأن أتمكن من إنشاء متحف يحتوي على جميع القطع التراثية التي ترمز للبحرين والمباني الموجودة فيها عبر التقاط صور بجميع الأبعاد وصنع منحوتات منها لتكون رمزاً تذكارياً للمملكة قبل اندثارها، بالإضافة إلى وجود معهد تدريبي مرفق في المتحف يشجع المواطنين لمزاولة فن النحت والمحافظة على التراث. وبداية الخطوات ستكون عبر تنظيم المعارض بالتدريج وصولاً للمتحف.
استطاع أن ينقل تراث مملكة البحرين إلى دول أوروبا بأسلوبه الخاص.. وتميز بأساليبه المختلفة والخارجة عن نطاق المعتاد إذ مكنته من تحقيق إنجازات دولية وتمثيل البحرين وإيصال رسالته الفنية رغم صغر سنه..
"الوطن" حاورت عضو جمعية الخالدية الشبابية الشاب والفنان التشكيلي والنحات عبدالله الحايكي الذي لم يجاوز الـ"26 عاماً"، حيث أكد أن التراث من أكثر الأعمال التي تلامس قلبه في الفن ويجد نفسه فيها.
وأشار إلى أنه يخطط لتنظيم معارض فنية تهدف للحفاظ على التراث والمهن الحرفية القديمة عبر استخدام الفن التشكيلي والنحت كوسيلة لذلك ويطمح لإنشاء متحف متكامل يحوي منحوتات لجميع المباني والقطع الأثرية والتراثية في البحرين.
ولفت الحايكي إلى ضرورة التفات الجهات الرسمية لدعم الفنانين عند تمثيلهم البحرين في المحافل الدولية، إلى جانب أهمية توفر مراكز خاصة يتم فيها نقل وتبادل الخبرات بين الفنانين في البحرين.
واستعرض الحايكي بداية انطلاقاته وأبرز إنجازاته في المجال الفني وتحدث عن واقع الفن في مملكة البحرين.
وفيما يلي نص الحوار..
"الوطن": حفرت اسمك في مجال الفن وتركت بصمة واضحة.. فمن هو الحايكي؟ وكيف كانت بداية مسيرتك الفنية؟
أزاول فن الرسم منذ الصغر أي منذ المرحلة الابتدائية إذ ورثت الموهبة عن والداي وخصوصاً أن والدتي تهوى النحت، بالإضافة إلى والدي الذي يعمل في مجال تصميم المباني ويمتلك موهبة الرسم.
الانطلاقة، بدأت من لوحة أعددتها حين كنت في المرحلة الابتدائية، فقد أثارت فضولي آنذاك لوحة معلقة في المدرسة وذهلت عندما تساءلت عنها وأخبروني أنها رسمت على قطعة قماش.
وبالطبع سارعت لتنفيذ تجربة الرسم على القماش وصنعت من قطع خشبية خبأها أبي في المستودع إطارا لتثبيت قطعة قماش كانت في الواقع "فانيلة" لي وبدأت بالرسم والتلوين بألوان مائية والتي لم تكن سهلة للغاية في التحكم بانتشارها على القماش، لم استسلم وأعددت الكرة حتى أنهيت اللوحة.
وشاركت بها في معرض المدرسة والذين بدورهم قاموا بتشجيعي عبر المشاركة بها بمسابقة على مستوى مدارس البحرين تمكنت فيها من الحصول على المركز الأول، وكان هذا الحافز الأول للاستمرار في المجال.
فخطوات المسيرة كانت من خلال مزاولة مهنة الرسم بمختلف أنواعه عبر السنين، وبعد فترة سعيت للتميز فبدأت منذ العام 2013 الرسم باستخدام القهوة، ومع مرور الوقت بات الأمر شائعا واعتياديا فقررت أن أتميز أيضا وبحلول منتصف عام 2014 دخلت رحلة مجال النحت نظرا لكثرة وجود الرسامين والذي جذبني كثيراً حيث أصبح ميولي تجاه النحت أكثر من الرسم حيث إن النحت يلامس الفنان ويكون أكثر قرباً له من اللوحة الفنية فهو يراقب القطعة الفنية يوماً بعد الآخر ويشعر بأنها قريبة وتجري حواراً معه بخلاف اللوحة التي تفتقر لهذه الميزة.
وكبداية، قمت بالنحت على أشياء بسيطة اعتيادية مثل الطين والرمال ووصولاً إلى النحت على الثلج والخشب والرخام والذين يختلفون باختلاف الأدوات والطرق، أما الآن أسعى للنحت على الحديد. وبشكل عام تستهويني الخامات الطبيعية فأميل للنحت عليها والرسم بالحرق على الخشب.
"الوطن": وما هي الإنجازات التي حققتها محلياً على مستوى البحرين؟
حصلت على المركز الثالث في مسابقة كانو السنوية للفن التشكيلي، إلى جانب مشاركتي في معظم المهرجانات والفعاليات التي تخص هيئة البحرين للسياحة والمعارض. فضلا عن مشاركاتي كعضو في جمعية الخالدية الشبابية والتي تنظم فعاليات تطوعية تمكن الفنانين من إبراز أنفسهم.
فقمت بالمشاركة في مبادرات "نسمو" و"البحرين أمانة" التي نظمتها الجمعية لتجميل الحدائق والمرافق العامة بتكاليف قليلة جدا، حيث نقوم باستخدام أدوات مستخدمة مسبقاً وألوان غير مكلفة لإنتاج فنضيف لمسة جمالية لهذه المرافق بالإضافة إلى حث المواطنين على المساهمة في هذه الفعاليات والمحافظة على المرافق العامة وعدم تخريبها كونهم جزءاً منها.
وجاءت هذه المشاركات في مناطق مختلفة في محافظة المحرق كعراد وسماهيج مع بعض زملائي الفنانين، ونحن بحاجة إلى مزيد من الدعم من الجهات لتحقيق ذلك.
كما أمتلك مشاركات مع مجموعة "نلتقي نرتقي" الفنية وجمعية البحرين للفن المعاصر من خلال المعارض التي ينظمونها.
"الوطن": ماذا عن مشاركاتك خارج البحرين وعلى مستوى العالم؟
أقوم بالمشاركة سنوياً في مخيمات النحاتين الدولية في سلطنة عمان على مدى خمس سنوات منذ العام 2015، إذ يقام سنويا في وسط الجبال ونقوم بأخذ قطع الرخام من البر وتحويلها لعمل فني ومن ثم عرضها في الميادين والمتاحف في عمان.
كما شاركت خلال العام 2018 في المعرض العالمي للصناع maker and faire وحصلت على جائزة التميز والوسام الأزرق لما قدمته من فكرة النحت على الرمال بطريقة مبتكرة جديدة من خلال إتاحة الفرصة للجمهور وتحديدا الأطفال للمشاركة بهدف إبعادهم عن الأجهزة الإلكترونية وتفريغ طاقاتهم في نشاطات تجذبهم.
يذكر أن الوسام الأزرق لا يحصل عليه سوى القليلين من الفنانين المتميزين حول العالم، إذ يمنح حق الأولية للحائزين عليه للمشاركة في أي معرض من معارض "الأنتر فير". فضلاً عن مشاركتي في يوم الخشب العالمي إذ تمت دعوتي لتمثيل مملكة البحرين بصحبة زميلي الفنان علي رستم بمشاركة الفنانين من جميع أنحاء العالم وبدورنا تمكنا من أن نكون ضمن أفضل الأعمال العربية في المعرض.
كما تم اختياري مع 6 من زملائي النحاتين من أصل 500 نحات للسفر والمشاركة في معرض في لاوس وكمبوديا لعمل منحوتات.
وأحدث مشاركاتي في هذا العام هي رحلة النمسا في يوم الخشب العالمي عند اختياري من قبل منظمة world wood day ممثلاً لمملكة البحرين إلى جانب أكثر من 500 نحات وحرفي تحت عنوان التغير، والتي أنجزت فيها 3 منحوتات خشبية إحداها توضح الجانب الأثري في البحرين حيث كانت المنحوتة تبين الفروقات بين المباني قديماً وحديثاً إذ قمت بنحت وعمل حلقة وصل ما بين قلعة عراد والبيوت القديمة والمرفأ المالي والمباني الحديثة.
كما صممت منحوتة جماعية مشتركة مع 3 فنانين عرب طولها يقارب 3 أمتار وكانت على شكل سمكة توضح المباني القديمة والحديثة. وتلقيت الدعم من النائب خالد بوعنق وجمعية الخالدية الشبابية في الرحلة التي تكللت بالعديد من التحديات كبرودة الطقس الثلجي الشديدة والمشي مسافات طويلة في موقع العمل والذي كان عبارة عن غابة مقسمة.
وراودتني فكرة النحت على الثلج خلال الرحلة وقمت بتجربتها. وأهم ما جنيته من رحلة النمسا هو اختياري من قبل رئيس المنظمة ومنحي حق المشاركة باسم المعرض في البحرين مع استعداده لتحمل جميع التكلفة وتقديم الدعم اللازم.
"الوطن": إذاً، هل سنرى تجربة معرض اليوم الخشبي العالمي في البحرين؟
بإذن الله، فأنا أعمل على تنظيمه اعتماداً على الأجواء والتي يتوجب أن تكون معتدلة، فضلا عن توفر الخشب. وليس من الضروري أن أقيمه بشكل كبير وضخم ولكن الأهم أن يصل لمستوى الهدف الذي تسمو إليه المنظمة.
"الوطن": بالحديث عن هواية النحت.. هل تراها منتشرة بشكل كبير في البحرين؟
النحاتون في البحرين في ازدياد حيث يوجد حالياً ما لا يقل عن 15 نحاتاً وفي تزايد مستمر، مع وجود عدد كبير جداً من الرسامين، وكما ذكرت مسبقاً وجود العديد من الرسامين هو ما دفعني لخوض تجربة النحت لإتاحة المجال للتميز أكثر.
"الوطن": هل تواجه صعوبات وتحديات في مسيرتك كنحات وفنان؟
التحدي الوحيد والذي يشكل عائقاً كبيراً لتحقيق المزيد من الإنجازات هو قلة وجود الدعم، وخاصة عند تلقي دعوات لتمثيل البحرين في الخارج.
فحبذا لو تكون هناك مساهمات أكبر من الدولة في دعم الفنانين عند تلقيهم الدعوات وتحفيزهم للمشاركة، والشكر موصول للجهات الأهلية التي تبنت دعمي في العديد من المشاركات.
"الوطن": ما هي أبرز الأعمال القريبة لقلبك؟
التراث من أكثر الأعمال التي تلامس قلبي مهما تعددت وسيلة الفن، سواء كان نحت أم رسمبالرمال أو القهوة. وحالياً أعمل على تنظيم معرض فكرته تتمثل في كيفية المحافظة على التراث من الاندثار والاستفادة من الأجداد من حيث حرفهم وأعمالهم ومنها يعتبر الفن كوسيلة ورسالة للحفاظ على تراث مملكتنا الغالية.
صناعة السفن وصناعة التحف أبرز حرف تشارف على الاندثار، فمن خلال المعرض أبين للآخرين أهمية الحفاظ عليها وتعليمها للأجيال القادمة.
وبدوري أقوم بتعليم ابني مهدي ذي الثلاثة أعوام النحت برغبة منه، إذ أتحت له الفرصة لمشاركتي في عملي الفني وخصصت له قسماً في المنزل للتعلم. إلى جانب فاطمة ابنتي التي تبلغ من العمر 5 سنوات واكتسبت هواية الرسم.
"الوطن": ماذا عن مشاركتك في معرض حرفنا؟ وهل ترى أن موقع المعرض يجذب الأجانب بصورة أكبر؟
لا يخفى الدور الكبير التي تقوم به هيئة البحرين للسياحة والمعارض حيث قامت بتخصيص ما يقارب 8 محلات للحرفيين البحريين ما يساهم في تشجيع الحرفيين وتنمية السياحة في البحرين في موقع ممتاز لجذب السياح وهو باب البحرين، حيث إن السياح يشكلون نسبة 80% تقريباً، خاصة أن الهيئة تحرص على مرور السياح لموقع المعرض والذين يحرصون على اقتناء قطع ترمز لمملكة البحرين.
"الوطن": ما هي أكثر القطع الفنية التي تجذب الزبائن؟ وهل يعتبرون أسعار القطع مبالغاً بها؟
القطع الفنية المتعلقة بالمناسبات وشهر رمضان على وجه الخصوص كالمباخر والأواني، إلى جانب المنحوتات المتعلقة بتنسيقات الحدائق.
في الواقع أكثر الزوار يعتقدون أن أسعار القطع مبالغ بها، إلا أن الناس الذين يمتلكون حساً فنياً وتذوقاً للفن يطلبون القطع دون السؤال عن قيمتها، فالأمر في النهاية يعتمد على اهتمام المشتري بالأعمال الفنية.
"الوطن": إلى أي مدى يمتد الإقبال على العروض والدورات التي تقدمها؟
العروض الفنية هي أكثر ما يجذب الآخرين، ولكن مع الأسف الكثيرون لا يصدقون أن من يقوم بالعرض هو مواطن بحريني وإنما يعتقدون أن المواهب تكون حصراً على الأجانب فقط، فغالباً أراهم يندهشون عندما يسمعونني أتحدث باللهجة البحرينية.
وبالنسبة للدورات، فأحرص على تنظيمها بين فترة وأخرى بالتعاون مع الجهات الرسمية لاستهداف مختلف الفئات العمرية والمهارات، وأستمتع بتعليم فن الرسم "بالسبراي" كونه رسماً سهلاً وبخطوات سهلة يجعل المتدربين يتفاعلون ويصلون لنتائج مبهرة بسرعة.
"الوطن": كيف ترى مستقبل الفن في البحرين؟
مستقبل الفن مبشر في البحرين، إلا أنه يجب أن تتوافر مراكز خاصة يتم فيها نقل وتبادل الخبرات بين الفنانين إلى جانب إمكانية تدريب الناس على هذه الفنون وإتاحة الفرصة لمن يريد تنمية موهبته.
في بداية مسيرتي لم يكن هناك وسائل سهلة للوصول للمعلومات كالإنترنت الذي يجيب عن جميع التساؤلات التي وجدتها صعبة. أما الآن فسبل الوصول سهلة مع ظهور أساليب جديدة وكثيرة في الفن.
"الوطن": ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أطمح لأن أتمكن من إنشاء متحف يحتوي على جميع القطع التراثية التي ترمز للبحرين والمباني الموجودة فيها عبر التقاط صور بجميع الأبعاد وصنع منحوتات منها لتكون رمزاً تذكارياً للمملكة قبل اندثارها، بالإضافة إلى وجود معهد تدريبي مرفق في المتحف يشجع المواطنين لمزاولة فن النحت والمحافظة على التراث. وبداية الخطوات ستكون عبر تنظيم المعارض بالتدريج وصولاً للمتحف.