سماهر سيف اليزل
قدم مركز رعاية الطلبة الموهوبين -التابع لوزارة التربية والتعليم- حوالي 650 برنامجاً تدريبياً منذ التأسيس استفاد منها أكثر من 2900 طالب وطالبة من مدارس البحرين الحكومية والخاصة.
وقالت رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين د.بدور بوحجي في حوار مع "الوطن"، بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار، إن المركز يساعد على اكتشاف مواهب الطلبة بمختلف المراحل الدراسية واحتضان هؤلاء الموهوبين وصقل قدراتهم والوصول بهم إلى الإنتاج الإبداعي.. وفيما يلي نص اللقاء:
"الوطن": بين التأسيس واليوم ما الذي حققه المركز على أرض الواقع؟
انطلاقاً من قانون التعليم الصادر في 15/8/2005م (المادة 5) البند 10 والذي ينص على "تنويع الفرص التعليمية وفقاً للاحتياجات الفردية للطلبة ورعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وإثراء خبراتهم، والاهتمام بالمتأخرين دراسياً وذوي الاحتياجات الخاصة، بمتابعة تقدمهم، ودمج القادرين منهم في التعليم"، واستكمالاً للخدمات التربوية والتعليمية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم منذ انطلاق التعليم النظامي، تجسدت فكرة إنشاء مركز متخصص لرعاية الطلبة الموهوبين، والذي يعتبر الأول من نوعه في البحرين، وتم تشييد بناء المركز بجوار أول مدرسة نظامية حكومية في البحرين مدرسة الهداية الخليفية.
المركز، يعتبر تربوياً تعليمياً متخصصاً، يُعنى بتقديم خدمات الرعاية الشاملة للطلبة الموهوبين في جميع المراحل التعليمية ومن مختلف المواهب الأدائية والأكاديمية، بعد اكتشافهم منَ الميدان التربوي، ويقوم بتقديم برامج إثرائية متقدمة ومشروعات نوعية سواء في مقره أو خارجه بالتعاون مع أهل عدد من الجهات المتخصصة بصقل قدرات الطلبة الموهوبين والمبدعين والمبتكرين.
فمنذ الافتتاح الرسمي للمركز في شهر ديسمبر 2007 سعى المركز إلى تقديم الرعاية الشاملة للموهوبين وصقل قدراتهم الإبداعية وإبراز إنتاجاتهم الابتكارية على الصعيد المحلي والدولي، حيث إن تلك الخدمات تستهدف جميع فئات الطلبة الموهوبين ومنهم الموهوبون من ذوي العزيمة والهمم.
فبين التأسيس واليوم قدم المركز أكثر من 650 برنامجاً تدريبياً ودورة إثرائية لصالح الطلبة الموهوبين بمختلف المرحل الدراسية وبمختلف المجالات الإبداعية الأدائية والأكاديمية.
واحتوت قاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بالطلبة الموهوبين، أعداداً مميزة من المبدعين والمبتكرين الذين شاركوا في عدد من المسابقات المحلية والعالمية وحققوا مراكز متقدمة في عدد من المجالات أبرزها حفظ القرآن الكريم، الخطابة باللغة العربية، الكتابة الإبداعية بالغة العربية وباللغة الانجليزية، الرسم، الروبوتات، الاختراعات والابتكارات العلمية، الرياضيات من خلال مسابقات الحساب الذهني السريع، الموسيقي وغيرها.
كما يفتخر المركز، بالخريجين من الطلبة الذين استفادوا من الخدمات التربوية والإرشادية التي تم تقديمها لهم خلال مسيرتهم التعليمية بالمدرسة حتى تخرجوا وتميزوا في الجامعات التي ينتسبون لها حالياً "من أصحاب قصص النجاح د.سالم العثمان، د.سلمان السندي، الشاعرة سبيكة الشحي، الموسيقي عيسى نجم، الطالب في الهندسة أيوب ارحمه تقي، المدرب المعتمد في مجال الروبوت عبدالقادر خنجي"، تلك القصص الناجحة للطلبة والخريجين هي أحد الطموحات التي يسعى المركز دوماً لتحقيقه.
"الوطن": كيف تعملون على استمرارية الرعاية، بحيث تكون مستمرةً لا مؤقتة؟
من المهام المنوطة بالمركز، اكتشاف مواهب الطلبة بمختلف المراحل الدراسية واحتضان هؤلاء الموهوبين وصقل قدراتهم والوصول بهم إلى الإنتاج الإبداعي، ولا شك أن الاستمرارية في تقديم الخدمات التربوية والتعليمية الخاصة بتلك الشريحة من الطلبة أمر لا بد منه لضمان تأمين المنفعة لهم.
ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال عدد من الإجراءات التي يتخذها المركز منذ انطلاقه، حيث يطرح المركز برامج وورش تدريبية على مدار العام الدراسي وخلال عطلة منتصف العام الدراسي وعطلة الصيف في نهاية العام الدراسي ويشترك في تقديم تلك الخدمات مختلف قطاعات وزارة التربية والتعليم المعنية بالطلبة الموهوبين والكوادر التعليمية المتخصصة.
ويتواصل المركز بشكل مستمر مع مختلف إدارات التعليم بالوزارة لتنسيق تلك الورش والدورات الصباحية بالمدارس والمسائية، كما يتم تنظيم عدد من المسابقات والورش التدريبية، وتأهيل الطلبة للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.
ولضمان عدم محدودية الخدمات المقدمة تم ربط السجل الإلكتروني بالطلبة من مختلف المراحل الدراسية بالمدارس الحكومية بقاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بالطلبة الموهوبين بالمركز.
كما تم مؤخراً ربط تلك السجلات بالطلبة الموهوبين بالمدارس الخاصة كذلك؛ لضمان استفادة جميع الطلبة المنتسبين لكافة مدارس البحرين بالخدمات المقدمة للموهوبين، الأمر الذي سيضمن إلى حد كبير إتاحة الفرصة لجميع المدارس لترشيح الطلبة الموهوبين.
ومن الممكن توثيق إنجازاتهم ضمن قاعدة البيانات تلك، ويستطيع المركز تتبع جميع الطلبة المسجلين في قاعدة البيانات خلال مسيرة تعليمهم مما يتيح ضمان استمرارية تقديم الخدمات التربوية والإثرائية للطلبة والتعرف على التقدم الذي يحققه.
ويسعى المركز لربط الطلبة الموهوبين في السنوات الأخيرة بالمرحلة الثانوية بالجامعات المحلية لضمان الاستمرار في احتضان تلك المواهب خلال مراحل التعليم العالي، علماً أن الطلبة الموهوبين من ذوي الإنجازات المتميزة يتم إرشادهم لإعداد ملف إنجاز خاص بهم يوثق مراحل تطور مواهبهم ويوثق الخدمات التربوية التي ساهمة في صقل مواهبهم.
"الوطن": كيف يمكن تعزيز ثقافة الابتكار والإنتاجية؟
يسعى المركز إلى التوجه مع المجتمع أفراداً ومؤسسات، نحو الرعاية السليمة للطلبة الموهوبين؛ بغيةَ استثمار طاقاتهم الإبداعية الفائقة، ويتعاون مع كافة الجهات الرسمية والأهلية؛ منْ أجلِ صقل قدراتهم واستعداداتهم التي يمتلكونها وتحقيق إنتاجات ابتكاريه وإبرازها إعلامياً. كما يسعى المركز إلى تعزيز دور المدرسة والمجتمع المحلي لتأهيل الموهوبين للوصول للعالمية.
وسبيلنا إلى ذلك يكون من خلال التخطيط الإداري المُتقن، وجودة اختيار البرامج والمشروعات، والتواصل المُمنهج مع المدارس الحكومية والوطنية الخاصة والمؤسسات التربوية، والاستثمار الفعَّال للعلاقات المجتمعية في إطارٍ التكامل والشراكة المسئولة. ونؤكِّد بأنَّ ما يؤهلنا لبلوغ ذلك هو اهتمامنا بمواكبة المُستجدات، وتطوير نِظامنا الإداري، وحسن توظيف طاقات الموظفين لحمل رسالتنا باقتدار وتمكُّن.
ويطرح المركز أكثر من 25 برنامجاً إثرائياً، و منها البرامج المعززة لثقافة رعاية الموهوبين "ملتقى الخميس": حيث يلتقي الطلبة الموهوبين بأقرانهم الموهوبين بنفس المجال من مختلف المدارس بمملكة البحرين ويجتمعون بخبير ومتخصص في مجال معين "موهوبة في المجال الأكاديمي أو الأدائي"، فيتعرف الطلبة الموهوبين عن قرب عن الخبرات التي اكتسبها هذا الخبير المبدع ويتعرفون عن التجارب التي خاضها والدروس التي تعلمها وطرق الوصول للابتكار والإبداع.
كما يتطلع المركز، إلى إنشاء مكتبة متخصصة في مجال الموهبة والإبداع بهدف نشر ثقافة رعاية الموهوبين ورغبةً منَ المركز في تهيئة وتوفير كافة مستلزمات الرعاية الصحيحة والسليمة والعلمية للطلبة الموهوبين سواء كانوا بين أسرهم أو في مدارسهم أو في مجتمعهم، ومنْ تلك المُستلزمات وجود مكتبة متقدمة تحوي الكتب والمراجع والدوريات ذات العلاقة بالموهبة والإبداع، يحتضنها المركز بين أروقته، بحيث يستطيع من خلالها اختصاصيو المركز ومنفذو البرامج فيه وأولياء الأمور والمهتمين والمختصين بالموهوبين والموهوبين أنفسهم أنْ يستفيدوا منها.
ويطرح المركز بشكل مستمر عدداً من اللقاءات وورش العمل والمحاضرات للمعلمين وأولياء أمور الطلبة لنشر ثقافة رعاية الموهوبين وسبل التعرف عليهم واختصام مواهبهم وتسخيرها لتنمية قدراتهم والنهوض بمجتمع قادر على التميز في مختلف المجالات.
"الوطن": ما هي حاجات الموهوب اليوم؟ في ظل التحديات والعولمة؟
دوماً بحاجة إلى بيئة تحتضن طموحاتهم وتصقل قدراتهم وتبرز إنجازاتهم، ولن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال الشراكة بين ثلاثة أضلاع رئيسية، من الممكن أن نطلق عليه، مثلث رعاية الموهوبين، والذي يتكون من الأسرة والمدرسة والمجتمع.
فجميع تلك الأضلاع لها دور أساسي في توفير الدعم النفسي والاجتماعي والأكاديمي للطالب الموهوب، الأمر الذي سيحقق له الشعور بالأمن وبالسلام الداخلي وسيزيد من طموحه للتميز والإبداع، ويعينه على مواجهة التحديات المحيطة به ومواكبة تسارع المعلومات في مختلف المجالات.
كما يحتاج الموهوب والمبدع أن يكتسب مهارات القرن الـ21 مثل "التفكير الإبداعي، التفكير الناقد، المهارات الاجتماعية، التواصل، حل المشكلات، الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، التنظيم الذاتي"، لضمان تميزه وسط التحديات العالمية والتطور التكنولوجي المستمر.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم تسعى دوماً إلى ذلك من خلال مراجعة المناهج الدراسية بشكل مستمر لضمان تضمينها بتلك المهارات، ولا شك أن مشروع جلالة الملك حمد لتكنولوجيا التعليم ومشروع التمكين الرقمين كان ولايزال له دور أساسي في إكساب الطلبة هذه المهارات.
تلك المبادرات تصل إلى مركز رعاية الطلبة الموهوبين لضمان تضمين البرامج الإثرائية الصباحية والمسائية بمهارات القرن 21 من خلال أنشطة إثرائية لا صفية، كما يتم تطوير مختبر الحاسوب بالمركز بشكل مستمر وتزويده بالأدوات الرقمية المعتمدة من قبل مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل.
"الوطن": كيف تقيسون توطين خدمات رعاية الموهوبين بالمدارس الحكومية والخاصة؟
يسعى المركز، إلى نشر ثقافة الموهبة والإبداع في جميع المدارس الحكومية والخاصة من خلال تنفيذ جملة من الورش والمحاضرات الخاصة بميدان تربية الموهوبين للمعلمين والطلبة؛ لما تمثله البيئة المدرسية من حاضنة مهمة يمكن من خلاها تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين واكتشاف قدراتهم الكامنة وتنمية مواهبهم المختلفة.
وحيث إن العالم أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التطور التكنولوجي الهائل والثورة المعلوماتية الكبيرة، وبما أن تعليم التفكير أصبح ضرورة ملحة لتحقيق أهداف القرن الواحد والعشرين، حرص المركز على تدريب المعلمين على استراتيجيات تعليمية حديثة تساعدهم على تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلبتهم، من خلال إدخال هذه المهارات وتوظيفها في المنهج الدراسي، كما تنمي لديهم مهارات حل المشكلات الحياتية بطرق إبداعية.
ومن هذا المنطلق عمل المركز على توطين العلاقة مع المدارس الحكومية والمدارس الخاصة فيما يتعلق برعاية الطلبة الموهوبين والمبدعين داخل المدرسة من خلال وضع منهجية علمية عملية واضحة لرعاية هؤلاء الطلبة داخل المدرسة من خلال تنفيذ جملة من البرامج الإثرائية الصباحية في مختلف مجالات الموهبة.
ويتم ذلك من خلال وجود منسق للجنة الموهوبين في كل مدرسة حكومية وخاصة، مهمته التواصل مع المركز في كل ما يتعلق برعاية الطلبة الموهوبين ابتداءً من آلية التعرف والكشف عنهم إلى توفير الفرص والبرامج الإثرائية التي تنمي من مواهبهم.
كما أن المركز يقيم لقاءً مع المنسقين في مختلف المراحل الدراسية مع بداية كل عام لإطلاعهم على البرامج التي ينفذها المركز وآلية ترشيح الطلبة للاستفادة من هذه البرامج من خلال توفير مطويات ونشرات تربوية توعوية تختص بفئة الطلبة الموهوبين. ويتم تنسيق زيارات دورية للمدارس الحكومية والخاصة لتوفير الدعم المطلوب للجان رعاية الطلبة الموهوبين بالمدارس.
"الوطن": ما أهم نتائج الدراسات المحلية التي قمتم بها في البحرين؟
يسعى المركز إلى تعداد الدراسات بالتنسيق مع الجهات المعنية لذلك بوزارة التربية والتعليم، ويركز على تطبيق دراسات الشبه التجريبية و التي تسعى لدراسة اثر عدد من البرامج الإثرائية المقترحة من قبل منتسبي المركز، وعلى تنمية قدرات الطلبة الموهوبين.
يذكر أن الطلبة الموهوبين ومعلميهم قد استفادوا من تلك البرامج من خلال تدريب المعلمين ومنسقي لجان الموهوبين على دروس تلك البرامج الإثرائية وذلك بالتنسيق مع إدارة التدريب. وتم اعتماد ساعات تمهن للمعلمين، ما ساهم في رفع قدرات الكادر التعليمي بالمدارس الحكومية والخاصة بما يخص مجال رعاية الموهوبين وتحسين الخدمات الإثرائية المقدمة خلال حصص النشاط وحصص المعززة للمناهج المدرسية.
كما تم تطبيق دروس تلك البرامج الإثرائية على الطلبة الموهوبين، التي أثبتت الدراسات أنها تنمي قدرات الطلبة، وذلك خلال البرامج الإثرائية الصباحية بالمدارس والبرامج المسائية بالمركز.
"الوطن": مركز واحد هل يكفي لتغطية أبناء البحرين؟
يسعى المركز، إلى تقديم خدمات تربوية تصل إلى جميع الطلبة الموهوبين المنتسبين بالمدارس الحكومية والخاصة بمملكة البحرين، من خلال عدد من الإجراءات المتبعة، حيث يتم إرشاد إدارات المدارس إلى ضرورة توفير منسق للجنة رعاية الطلبة الموهوبين بالمدرسة، على أن يكون رئيس اللجنة مديرة المدرسة.
كما أن المركز يشرف بشكل مباشر على تطبيق برنامج شراكة لدعم الموهبة والإبداع في المدارس الحكومية والخاصة من مختلف محافظات المملكة، ويكمن الهدف الأساسي من هذا المشروع في التعاون المشترك بين المركز والهيئة الإدارية والتعليمية والطلبة المنتسبين لتلك المدارس، من أجل نشر ثقافة اكتشاف ورعاية الموهوبين.
ويتم تقديم حزمة من الورش والدورات والفعاليات التي تتعلق بفهم خصائص الطلبة الموهوبين، وكيفية التعامل معهم، إلى جانب إكساب المعلمين استراتيجيات تعليم الطلبة الموهوبين وإعداد وتنفيذ الأنشطة الإثرائية التي تنمي مجال الموهبة عند الطلبة؛ من أجل توفير بيئة تربوية ثرية ترعى الموهوبين في داخل المدرسة، بالإضافة إلى عقد دورات وورش تدريبية متخصصة للطلبة الموهوبين من قبل متخصصين في مجال من مجالات الموهبة.
كما يسعى مشروع شراكة على تفعيل دور لجنة رعاية الطلبة الموهوبين داخل المدرسة من خلال تأهيل منسقي هذه اللجان، وتدريبهم على مجموعة من الأدوات الخاصة بالكشف عن الطلبة الموهوبين مثل: قوائم سمات وخصائص الموهوبين، واختبارات الذكاء، واختبارات الإبداع.
وبدأ المشروع منذ العام الدراسي 2011/2012 بخمس مدارس حكومية وخاصة إلى أن وصل عدد المدارس التي استفادت من هذه المبادرة حتى هذا العام إلى 60 مدرسة، كما استفاد 500 معلم ومعلمة من هذا البرنامج طوال هذه الفترة.
كما تم خلال العامين الماضين منح 30 ساعة معتمدة من قبل إدارة التدريب والتطوير المهني بالوزارة للمعلمين المشاركين في البرنامج، وأيضاً قدم البرنامج ورش تدريبية متخصصة للطلبة الموهوبين في مدارس الشراكة حيث استفاد ما يقارب من 300 طالب موهوب من هذه الورش.
ويسعى المركز من خلال الخدمات المقدمة من لجان رعاية الطلبة الموهوبين بالمدارس وتفعيل برنامج شراكة إلى جعل المدرسة ذاتها مركزاً مصغراً لرعاية الطلبة الموهوبين وتوفر كافة الخدمات وجميع أنواع الدعم والمساندة للطلبة الموهوبين بالمدرس الحكومية والخاصة بمختلف مناطق مملكة البحرين.
"الوطن": ما أهمية احتضان المواهب وما التحديات التي تقف أمامكم؟
تعتبر البرامج الإثرائية المطروحة من قبل المركز في الفترتين الصباحية والمسائية بمثابة ترجمة لبرنامج عمل الحكومة وخريطة طريق لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030؛ وعليه فإن احتضان المواهب بمختلف المجالات يعتبر جزءاً أساسياً يُعتمد عليه لضمان تحقيق التقدم والازدهار، حيث لا شك أن الموهوبين والمبدعين المبتكرين هم من سيحمل راية التميز والتقدم الذي نسعى كلنا لها بمملكة البحرين، والذي يترجم من خلال الدعم الذي نلمسه لاحتواء تلك الطاقات والقدرات الطلابية الفتية.
لا شك أن هناك تحديات توجه كل متخصص يسعى لإبراز الموهوبين واحتضانهم من هذه التحديات الحاجة إلى زيادة وعي أولياء أمور الطلبة بأهمية تنمية مهارات أبنائهم من خلال تسجيلهم في البرامج الإثرائية المسائية علماً أن الوقت متاح لهؤلاء الطلبة خاصة بعد وقف الواجبات المنزلية أصبح متاحاً ومهيأ بكل يسر وسهولة. كذلك من التحديات التي قد تواجهنا وعي الطلاب الموهوب بأهمية إبراز قدراته من خلال خوض المنافسات والمسابقات المحلية والعالمية، حيث تعتبر تلك المنافسات بمثابة المقياس أو المؤشر الذي يعكس مستوى التميز الذي يمتلكه الطلبة والذي من خلاله سيسعى على تنمية تلك القدرات ورفع من مستواها على أقصى مدى ممكن.
إن الخدمات والرعاية المقدمة للطلبة الموهوبين منبثقة من برنامج عمل الحكومة 2019-2022 من خلال تنفيذ مشروعات تتناسب مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم تقديم برامج إثرائية للموهوبين (صباحية ومسائية)، وتأهيل الموهوبين للمشاركة في المسابقات المحلية والعالمية.
كما يتم توفير الوسائل المساندة لرعاية الطلبة الموهوبين والتوسع في الأنشطة المقدمة لهم من خلال تنظيم الزيارات الميدانية للمدارس الحكومية والخاصة وتقديم الإرشاد والدعم للجان رعاية الموهوبين بالمدارس، وتطبيق الورش والدورات الصباحية والمسائية للمعلمين وأولياء الأمور.
قدم مركز رعاية الطلبة الموهوبين -التابع لوزارة التربية والتعليم- حوالي 650 برنامجاً تدريبياً منذ التأسيس استفاد منها أكثر من 2900 طالب وطالبة من مدارس البحرين الحكومية والخاصة.
وقالت رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين د.بدور بوحجي في حوار مع "الوطن"، بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار، إن المركز يساعد على اكتشاف مواهب الطلبة بمختلف المراحل الدراسية واحتضان هؤلاء الموهوبين وصقل قدراتهم والوصول بهم إلى الإنتاج الإبداعي.. وفيما يلي نص اللقاء:
"الوطن": بين التأسيس واليوم ما الذي حققه المركز على أرض الواقع؟
انطلاقاً من قانون التعليم الصادر في 15/8/2005م (المادة 5) البند 10 والذي ينص على "تنويع الفرص التعليمية وفقاً للاحتياجات الفردية للطلبة ورعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وإثراء خبراتهم، والاهتمام بالمتأخرين دراسياً وذوي الاحتياجات الخاصة، بمتابعة تقدمهم، ودمج القادرين منهم في التعليم"، واستكمالاً للخدمات التربوية والتعليمية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم منذ انطلاق التعليم النظامي، تجسدت فكرة إنشاء مركز متخصص لرعاية الطلبة الموهوبين، والذي يعتبر الأول من نوعه في البحرين، وتم تشييد بناء المركز بجوار أول مدرسة نظامية حكومية في البحرين مدرسة الهداية الخليفية.
المركز، يعتبر تربوياً تعليمياً متخصصاً، يُعنى بتقديم خدمات الرعاية الشاملة للطلبة الموهوبين في جميع المراحل التعليمية ومن مختلف المواهب الأدائية والأكاديمية، بعد اكتشافهم منَ الميدان التربوي، ويقوم بتقديم برامج إثرائية متقدمة ومشروعات نوعية سواء في مقره أو خارجه بالتعاون مع أهل عدد من الجهات المتخصصة بصقل قدرات الطلبة الموهوبين والمبدعين والمبتكرين.
فمنذ الافتتاح الرسمي للمركز في شهر ديسمبر 2007 سعى المركز إلى تقديم الرعاية الشاملة للموهوبين وصقل قدراتهم الإبداعية وإبراز إنتاجاتهم الابتكارية على الصعيد المحلي والدولي، حيث إن تلك الخدمات تستهدف جميع فئات الطلبة الموهوبين ومنهم الموهوبون من ذوي العزيمة والهمم.
فبين التأسيس واليوم قدم المركز أكثر من 650 برنامجاً تدريبياً ودورة إثرائية لصالح الطلبة الموهوبين بمختلف المرحل الدراسية وبمختلف المجالات الإبداعية الأدائية والأكاديمية.
واحتوت قاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بالطلبة الموهوبين، أعداداً مميزة من المبدعين والمبتكرين الذين شاركوا في عدد من المسابقات المحلية والعالمية وحققوا مراكز متقدمة في عدد من المجالات أبرزها حفظ القرآن الكريم، الخطابة باللغة العربية، الكتابة الإبداعية بالغة العربية وباللغة الانجليزية، الرسم، الروبوتات، الاختراعات والابتكارات العلمية، الرياضيات من خلال مسابقات الحساب الذهني السريع، الموسيقي وغيرها.
كما يفتخر المركز، بالخريجين من الطلبة الذين استفادوا من الخدمات التربوية والإرشادية التي تم تقديمها لهم خلال مسيرتهم التعليمية بالمدرسة حتى تخرجوا وتميزوا في الجامعات التي ينتسبون لها حالياً "من أصحاب قصص النجاح د.سالم العثمان، د.سلمان السندي، الشاعرة سبيكة الشحي، الموسيقي عيسى نجم، الطالب في الهندسة أيوب ارحمه تقي، المدرب المعتمد في مجال الروبوت عبدالقادر خنجي"، تلك القصص الناجحة للطلبة والخريجين هي أحد الطموحات التي يسعى المركز دوماً لتحقيقه.
"الوطن": كيف تعملون على استمرارية الرعاية، بحيث تكون مستمرةً لا مؤقتة؟
من المهام المنوطة بالمركز، اكتشاف مواهب الطلبة بمختلف المراحل الدراسية واحتضان هؤلاء الموهوبين وصقل قدراتهم والوصول بهم إلى الإنتاج الإبداعي، ولا شك أن الاستمرارية في تقديم الخدمات التربوية والتعليمية الخاصة بتلك الشريحة من الطلبة أمر لا بد منه لضمان تأمين المنفعة لهم.
ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال عدد من الإجراءات التي يتخذها المركز منذ انطلاقه، حيث يطرح المركز برامج وورش تدريبية على مدار العام الدراسي وخلال عطلة منتصف العام الدراسي وعطلة الصيف في نهاية العام الدراسي ويشترك في تقديم تلك الخدمات مختلف قطاعات وزارة التربية والتعليم المعنية بالطلبة الموهوبين والكوادر التعليمية المتخصصة.
ويتواصل المركز بشكل مستمر مع مختلف إدارات التعليم بالوزارة لتنسيق تلك الورش والدورات الصباحية بالمدارس والمسائية، كما يتم تنظيم عدد من المسابقات والورش التدريبية، وتأهيل الطلبة للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.
ولضمان عدم محدودية الخدمات المقدمة تم ربط السجل الإلكتروني بالطلبة من مختلف المراحل الدراسية بالمدارس الحكومية بقاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بالطلبة الموهوبين بالمركز.
كما تم مؤخراً ربط تلك السجلات بالطلبة الموهوبين بالمدارس الخاصة كذلك؛ لضمان استفادة جميع الطلبة المنتسبين لكافة مدارس البحرين بالخدمات المقدمة للموهوبين، الأمر الذي سيضمن إلى حد كبير إتاحة الفرصة لجميع المدارس لترشيح الطلبة الموهوبين.
ومن الممكن توثيق إنجازاتهم ضمن قاعدة البيانات تلك، ويستطيع المركز تتبع جميع الطلبة المسجلين في قاعدة البيانات خلال مسيرة تعليمهم مما يتيح ضمان استمرارية تقديم الخدمات التربوية والإثرائية للطلبة والتعرف على التقدم الذي يحققه.
ويسعى المركز لربط الطلبة الموهوبين في السنوات الأخيرة بالمرحلة الثانوية بالجامعات المحلية لضمان الاستمرار في احتضان تلك المواهب خلال مراحل التعليم العالي، علماً أن الطلبة الموهوبين من ذوي الإنجازات المتميزة يتم إرشادهم لإعداد ملف إنجاز خاص بهم يوثق مراحل تطور مواهبهم ويوثق الخدمات التربوية التي ساهمة في صقل مواهبهم.
"الوطن": كيف يمكن تعزيز ثقافة الابتكار والإنتاجية؟
يسعى المركز إلى التوجه مع المجتمع أفراداً ومؤسسات، نحو الرعاية السليمة للطلبة الموهوبين؛ بغيةَ استثمار طاقاتهم الإبداعية الفائقة، ويتعاون مع كافة الجهات الرسمية والأهلية؛ منْ أجلِ صقل قدراتهم واستعداداتهم التي يمتلكونها وتحقيق إنتاجات ابتكاريه وإبرازها إعلامياً. كما يسعى المركز إلى تعزيز دور المدرسة والمجتمع المحلي لتأهيل الموهوبين للوصول للعالمية.
وسبيلنا إلى ذلك يكون من خلال التخطيط الإداري المُتقن، وجودة اختيار البرامج والمشروعات، والتواصل المُمنهج مع المدارس الحكومية والوطنية الخاصة والمؤسسات التربوية، والاستثمار الفعَّال للعلاقات المجتمعية في إطارٍ التكامل والشراكة المسئولة. ونؤكِّد بأنَّ ما يؤهلنا لبلوغ ذلك هو اهتمامنا بمواكبة المُستجدات، وتطوير نِظامنا الإداري، وحسن توظيف طاقات الموظفين لحمل رسالتنا باقتدار وتمكُّن.
ويطرح المركز أكثر من 25 برنامجاً إثرائياً، و منها البرامج المعززة لثقافة رعاية الموهوبين "ملتقى الخميس": حيث يلتقي الطلبة الموهوبين بأقرانهم الموهوبين بنفس المجال من مختلف المدارس بمملكة البحرين ويجتمعون بخبير ومتخصص في مجال معين "موهوبة في المجال الأكاديمي أو الأدائي"، فيتعرف الطلبة الموهوبين عن قرب عن الخبرات التي اكتسبها هذا الخبير المبدع ويتعرفون عن التجارب التي خاضها والدروس التي تعلمها وطرق الوصول للابتكار والإبداع.
كما يتطلع المركز، إلى إنشاء مكتبة متخصصة في مجال الموهبة والإبداع بهدف نشر ثقافة رعاية الموهوبين ورغبةً منَ المركز في تهيئة وتوفير كافة مستلزمات الرعاية الصحيحة والسليمة والعلمية للطلبة الموهوبين سواء كانوا بين أسرهم أو في مدارسهم أو في مجتمعهم، ومنْ تلك المُستلزمات وجود مكتبة متقدمة تحوي الكتب والمراجع والدوريات ذات العلاقة بالموهبة والإبداع، يحتضنها المركز بين أروقته، بحيث يستطيع من خلالها اختصاصيو المركز ومنفذو البرامج فيه وأولياء الأمور والمهتمين والمختصين بالموهوبين والموهوبين أنفسهم أنْ يستفيدوا منها.
ويطرح المركز بشكل مستمر عدداً من اللقاءات وورش العمل والمحاضرات للمعلمين وأولياء أمور الطلبة لنشر ثقافة رعاية الموهوبين وسبل التعرف عليهم واختصام مواهبهم وتسخيرها لتنمية قدراتهم والنهوض بمجتمع قادر على التميز في مختلف المجالات.
"الوطن": ما هي حاجات الموهوب اليوم؟ في ظل التحديات والعولمة؟
دوماً بحاجة إلى بيئة تحتضن طموحاتهم وتصقل قدراتهم وتبرز إنجازاتهم، ولن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال الشراكة بين ثلاثة أضلاع رئيسية، من الممكن أن نطلق عليه، مثلث رعاية الموهوبين، والذي يتكون من الأسرة والمدرسة والمجتمع.
فجميع تلك الأضلاع لها دور أساسي في توفير الدعم النفسي والاجتماعي والأكاديمي للطالب الموهوب، الأمر الذي سيحقق له الشعور بالأمن وبالسلام الداخلي وسيزيد من طموحه للتميز والإبداع، ويعينه على مواجهة التحديات المحيطة به ومواكبة تسارع المعلومات في مختلف المجالات.
كما يحتاج الموهوب والمبدع أن يكتسب مهارات القرن الـ21 مثل "التفكير الإبداعي، التفكير الناقد، المهارات الاجتماعية، التواصل، حل المشكلات، الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، التنظيم الذاتي"، لضمان تميزه وسط التحديات العالمية والتطور التكنولوجي المستمر.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم تسعى دوماً إلى ذلك من خلال مراجعة المناهج الدراسية بشكل مستمر لضمان تضمينها بتلك المهارات، ولا شك أن مشروع جلالة الملك حمد لتكنولوجيا التعليم ومشروع التمكين الرقمين كان ولايزال له دور أساسي في إكساب الطلبة هذه المهارات.
تلك المبادرات تصل إلى مركز رعاية الطلبة الموهوبين لضمان تضمين البرامج الإثرائية الصباحية والمسائية بمهارات القرن 21 من خلال أنشطة إثرائية لا صفية، كما يتم تطوير مختبر الحاسوب بالمركز بشكل مستمر وتزويده بالأدوات الرقمية المعتمدة من قبل مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل.
"الوطن": كيف تقيسون توطين خدمات رعاية الموهوبين بالمدارس الحكومية والخاصة؟
يسعى المركز، إلى نشر ثقافة الموهبة والإبداع في جميع المدارس الحكومية والخاصة من خلال تنفيذ جملة من الورش والمحاضرات الخاصة بميدان تربية الموهوبين للمعلمين والطلبة؛ لما تمثله البيئة المدرسية من حاضنة مهمة يمكن من خلاها تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين واكتشاف قدراتهم الكامنة وتنمية مواهبهم المختلفة.
وحيث إن العالم أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التطور التكنولوجي الهائل والثورة المعلوماتية الكبيرة، وبما أن تعليم التفكير أصبح ضرورة ملحة لتحقيق أهداف القرن الواحد والعشرين، حرص المركز على تدريب المعلمين على استراتيجيات تعليمية حديثة تساعدهم على تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلبتهم، من خلال إدخال هذه المهارات وتوظيفها في المنهج الدراسي، كما تنمي لديهم مهارات حل المشكلات الحياتية بطرق إبداعية.
ومن هذا المنطلق عمل المركز على توطين العلاقة مع المدارس الحكومية والمدارس الخاصة فيما يتعلق برعاية الطلبة الموهوبين والمبدعين داخل المدرسة من خلال وضع منهجية علمية عملية واضحة لرعاية هؤلاء الطلبة داخل المدرسة من خلال تنفيذ جملة من البرامج الإثرائية الصباحية في مختلف مجالات الموهبة.
ويتم ذلك من خلال وجود منسق للجنة الموهوبين في كل مدرسة حكومية وخاصة، مهمته التواصل مع المركز في كل ما يتعلق برعاية الطلبة الموهوبين ابتداءً من آلية التعرف والكشف عنهم إلى توفير الفرص والبرامج الإثرائية التي تنمي من مواهبهم.
كما أن المركز يقيم لقاءً مع المنسقين في مختلف المراحل الدراسية مع بداية كل عام لإطلاعهم على البرامج التي ينفذها المركز وآلية ترشيح الطلبة للاستفادة من هذه البرامج من خلال توفير مطويات ونشرات تربوية توعوية تختص بفئة الطلبة الموهوبين. ويتم تنسيق زيارات دورية للمدارس الحكومية والخاصة لتوفير الدعم المطلوب للجان رعاية الطلبة الموهوبين بالمدارس.
"الوطن": ما أهم نتائج الدراسات المحلية التي قمتم بها في البحرين؟
يسعى المركز إلى تعداد الدراسات بالتنسيق مع الجهات المعنية لذلك بوزارة التربية والتعليم، ويركز على تطبيق دراسات الشبه التجريبية و التي تسعى لدراسة اثر عدد من البرامج الإثرائية المقترحة من قبل منتسبي المركز، وعلى تنمية قدرات الطلبة الموهوبين.
يذكر أن الطلبة الموهوبين ومعلميهم قد استفادوا من تلك البرامج من خلال تدريب المعلمين ومنسقي لجان الموهوبين على دروس تلك البرامج الإثرائية وذلك بالتنسيق مع إدارة التدريب. وتم اعتماد ساعات تمهن للمعلمين، ما ساهم في رفع قدرات الكادر التعليمي بالمدارس الحكومية والخاصة بما يخص مجال رعاية الموهوبين وتحسين الخدمات الإثرائية المقدمة خلال حصص النشاط وحصص المعززة للمناهج المدرسية.
كما تم تطبيق دروس تلك البرامج الإثرائية على الطلبة الموهوبين، التي أثبتت الدراسات أنها تنمي قدرات الطلبة، وذلك خلال البرامج الإثرائية الصباحية بالمدارس والبرامج المسائية بالمركز.
"الوطن": مركز واحد هل يكفي لتغطية أبناء البحرين؟
يسعى المركز، إلى تقديم خدمات تربوية تصل إلى جميع الطلبة الموهوبين المنتسبين بالمدارس الحكومية والخاصة بمملكة البحرين، من خلال عدد من الإجراءات المتبعة، حيث يتم إرشاد إدارات المدارس إلى ضرورة توفير منسق للجنة رعاية الطلبة الموهوبين بالمدرسة، على أن يكون رئيس اللجنة مديرة المدرسة.
كما أن المركز يشرف بشكل مباشر على تطبيق برنامج شراكة لدعم الموهبة والإبداع في المدارس الحكومية والخاصة من مختلف محافظات المملكة، ويكمن الهدف الأساسي من هذا المشروع في التعاون المشترك بين المركز والهيئة الإدارية والتعليمية والطلبة المنتسبين لتلك المدارس، من أجل نشر ثقافة اكتشاف ورعاية الموهوبين.
ويتم تقديم حزمة من الورش والدورات والفعاليات التي تتعلق بفهم خصائص الطلبة الموهوبين، وكيفية التعامل معهم، إلى جانب إكساب المعلمين استراتيجيات تعليم الطلبة الموهوبين وإعداد وتنفيذ الأنشطة الإثرائية التي تنمي مجال الموهبة عند الطلبة؛ من أجل توفير بيئة تربوية ثرية ترعى الموهوبين في داخل المدرسة، بالإضافة إلى عقد دورات وورش تدريبية متخصصة للطلبة الموهوبين من قبل متخصصين في مجال من مجالات الموهبة.
كما يسعى مشروع شراكة على تفعيل دور لجنة رعاية الطلبة الموهوبين داخل المدرسة من خلال تأهيل منسقي هذه اللجان، وتدريبهم على مجموعة من الأدوات الخاصة بالكشف عن الطلبة الموهوبين مثل: قوائم سمات وخصائص الموهوبين، واختبارات الذكاء، واختبارات الإبداع.
وبدأ المشروع منذ العام الدراسي 2011/2012 بخمس مدارس حكومية وخاصة إلى أن وصل عدد المدارس التي استفادت من هذه المبادرة حتى هذا العام إلى 60 مدرسة، كما استفاد 500 معلم ومعلمة من هذا البرنامج طوال هذه الفترة.
كما تم خلال العامين الماضين منح 30 ساعة معتمدة من قبل إدارة التدريب والتطوير المهني بالوزارة للمعلمين المشاركين في البرنامج، وأيضاً قدم البرنامج ورش تدريبية متخصصة للطلبة الموهوبين في مدارس الشراكة حيث استفاد ما يقارب من 300 طالب موهوب من هذه الورش.
ويسعى المركز من خلال الخدمات المقدمة من لجان رعاية الطلبة الموهوبين بالمدارس وتفعيل برنامج شراكة إلى جعل المدرسة ذاتها مركزاً مصغراً لرعاية الطلبة الموهوبين وتوفر كافة الخدمات وجميع أنواع الدعم والمساندة للطلبة الموهوبين بالمدرس الحكومية والخاصة بمختلف مناطق مملكة البحرين.
"الوطن": ما أهمية احتضان المواهب وما التحديات التي تقف أمامكم؟
تعتبر البرامج الإثرائية المطروحة من قبل المركز في الفترتين الصباحية والمسائية بمثابة ترجمة لبرنامج عمل الحكومة وخريطة طريق لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030؛ وعليه فإن احتضان المواهب بمختلف المجالات يعتبر جزءاً أساسياً يُعتمد عليه لضمان تحقيق التقدم والازدهار، حيث لا شك أن الموهوبين والمبدعين المبتكرين هم من سيحمل راية التميز والتقدم الذي نسعى كلنا لها بمملكة البحرين، والذي يترجم من خلال الدعم الذي نلمسه لاحتواء تلك الطاقات والقدرات الطلابية الفتية.
لا شك أن هناك تحديات توجه كل متخصص يسعى لإبراز الموهوبين واحتضانهم من هذه التحديات الحاجة إلى زيادة وعي أولياء أمور الطلبة بأهمية تنمية مهارات أبنائهم من خلال تسجيلهم في البرامج الإثرائية المسائية علماً أن الوقت متاح لهؤلاء الطلبة خاصة بعد وقف الواجبات المنزلية أصبح متاحاً ومهيأ بكل يسر وسهولة. كذلك من التحديات التي قد تواجهنا وعي الطلاب الموهوب بأهمية إبراز قدراته من خلال خوض المنافسات والمسابقات المحلية والعالمية، حيث تعتبر تلك المنافسات بمثابة المقياس أو المؤشر الذي يعكس مستوى التميز الذي يمتلكه الطلبة والذي من خلاله سيسعى على تنمية تلك القدرات ورفع من مستواها على أقصى مدى ممكن.
إن الخدمات والرعاية المقدمة للطلبة الموهوبين منبثقة من برنامج عمل الحكومة 2019-2022 من خلال تنفيذ مشروعات تتناسب مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم تقديم برامج إثرائية للموهوبين (صباحية ومسائية)، وتأهيل الموهوبين للمشاركة في المسابقات المحلية والعالمية.
كما يتم توفير الوسائل المساندة لرعاية الطلبة الموهوبين والتوسع في الأنشطة المقدمة لهم من خلال تنظيم الزيارات الميدانية للمدارس الحكومية والخاصة وتقديم الإرشاد والدعم للجان رعاية الموهوبين بالمدارس، وتطبيق الورش والدورات الصباحية والمسائية للمعلمين وأولياء الأمور.