أجرت اللقاء - سماح علام
أكد رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي د.عوده الجيوسي أن البحرين لديها عناصر الابتكار الوطني، أو الابتكار في الجزر الصغيرة، معتبراً أن المرونة والديناميكية متوفرة في البحرين لإدارة مشاريع ابتكارية نوعية.
وأبدى تفاؤله بوجود فرصة في العقل العربي لأن يعيد بناء منظومة الابتكار الوطني وأن يساهم في توطين الابتكار في العالم العربي والعالم.
وقال الجيوسي، إن البحرين تتميز برأس مال بشري ذكي وعملي يتميز بعراقة في الثقافة، فضلاً عن تميز البحرين بقدرتها على التحول لمجتمع المعرفة، وتوفر سياسات تدعم الابتكار مثل دعم "تمكين" ودعم البنوك والشركات إلى جانب المسؤولية الاجتماعية كواقع مترجم على أرض الواقع في ظل وجود مؤسسات دولية تدعم الابتكار.
وبين في لقاء خاص مع "الوطن"، بمناسبة يوم الابتكار والإبداع العالمي، أن المعرفة أصبحت تشكل أحد عناصر الإنتاج وتعتبر مكوناً هاماً لرأس المال المعرفي ومؤثراً على مستوى الثراء المعرفي.
واعتبر أن البحرين رائدة في عدة مجالات من تمويل وتبني تقنيات جديدة، فجامعة الخليج العربي أثبتت قدرتها على تخريج كفاءات وقيادات شبابية واعدة ضمن الرؤية 2030 في دول مجلس التعاون، لتعزيز ثقافة الابتكار وتمكين الابتكار حتى يكون جزءا من نسق التفكير في الحياة.
المشهد المحلي، وأهمية الابتكار، وطرق دعمه ومستقبله كان محل نقاش في هذا الحوار.. فإلى التفاصيل..
"الوطن": كيف ترى واقع الاهتمام بالابتكار والإبداع في مملكة البحرين؟
تتمثل خصوصية البحرين في كونها جزيرة، ففي البحرين يمكن لرائد الأعمال أن يتخيل، فنحن نؤمن في علم الابتكار أن الخيال أهم من المعرفة، وقدرة الإنسان على أن يدير مشروعه ضمن نطاق محدود وأن يتخيله وأن يجربه ويفحصه، لا بد من أن يكون في إطار محدود، لذا ننظر إلى البحرين كمختبر للابتكار، يمكن أن تقيس الابتكار وتديره وتتابعه وتجربه.
البحرين لديها عناصر ما يسمى بالابتكار الوطني، أو الابتكار في الجزر الصغيرة، فالمرونة والديناميكية متوفرة، وهناك رأس مال بشري ذكي وعملي يتميز بعراقة في الثقافة، في تحوله لمجتمع المعرفة، ودعم تمكين ودعم البنوك وتفعيل المسؤولية الاجتماعية في ظل وجود مؤسسات دولية تدعم الابتكار، في ظل إستراتيجية اقتصادية واعدة متمثلة في رؤية 2030.
"الوطن": أقمتم منتدى الابتكار الشهر الماضي.. فما دلالات هذا الاهتمام؟
يسعى منتدى الابتكار إلى تعزيز ثقافة الابتكار في مملكة البحرين خاصة وأن البحرين تمثل نموذجاً للابتكار على صعيد نموذج الأعمال والقدرة على التحول إلى اقتصاد المعرفة.
فالبحرين تحولت من صيد اللؤلؤ إلى اقتصاد النفط ثم إلى اقتصاد ما بعد النفط، إذا نتحدث عن الابتكار في التحول من نمط معين للإدارة إلى نمط آخر، قد يكون على صعيد تغيير المنتجات أو العمليات أو التسويق أو تغيير الإطار المؤسسي أو تغيير نموذج الأعمال.
ولأن البحرين رائدة في عدة مجالات من تمويل وتبني تقنيات جديدة، نحن نحرص على أن يكون للجامعة دور في تخريج كفاءات وقيادات شبابية واعدة ضمن الرؤية 2030 في دول مجلس التعاون، لتعزيز ثقافة الابتكار وتمكين الابتكار حتى يكون جزءاً من نسق التفكير في الحياة.
"الوطن": كيف ترون واقع التحديات في البحرين في ظل خصوصية المنطقة؟
التعليم الأساسي في المنطقة بحاجة إلى التطوير، إذ يجب أن ينمي التفكير النقدي مع الاستثمار في التعليم في الرأس مال البشري، لكي تكون هناك قدرة لدى الطالب الثانوي والجامعي بألا يبحث عن عمل في القطاع العام بل أن يكون قادراً على دخول سوق العمل وأن يكون رائد أعمال وأن يتمتع بالمخاطرة والمبادرة والرغبة والشغف في تأسيس عمله الخاص.
"الوطن": إذاً لا ابتكار دون مخاطرة؟
نعم فأساس الابتكار هو الرغبة والشغف والحرص على المخاطرة وتقبل الفشل، فمعظم المشاريع الريادية هي وسيلة للتعلم، وهي ليست علاقة خطية بل هي علاقة غير خطية، الحركة بين مد وجزر وصعود وهبوط ، فمن يتقن فن التعامل مع الابتكار بين الصعود والهبوط هو الذي ينجح.
من يريد الاستدامة في العمل لا بد من أن يأخذ المغامرة والمخاطرة وقبول الفشل.
الابتكار والمخاطرة
"الوطن": هل ثمة مفارقة بين الابتكار بصفته علم يدرس وبين شق المخاطرة والمجازفة؟
وفق نظرية الاحتمالات، ونظريات المخاطرة، فإن كل أمر يه مخاطرة، ولكن الأمر يتضمن مخاطرة مقبولة ومخاطرة غير مقبولة، فالخروج من البيت مخاطرة واستنشاق الهواء مخاطرة، إذا الأمر رهن المنطق واحتمال النجاح والفشل وفق قواعد وأسس منطقية.
الإبداع في علم النفس متعلق بتوليد الأفكار، أما في علم إدارة الأعمال فالابتكار هو متعلق بتنفيذ الأفكار والربح، وإيجاد منفعة وقيمة مضافة منها، إذا لدينا منطلقان في العلوم.
"الوطن": ما هي ثمرات قسم الابتكار والإبداع في جامعة الخليج العربي؟
لأكثر من عقدين هو عمر بدء البرنامج، وعلى مدى 25 سنة تحديداً هو عمر تخصص الماجستير والدبلوم، خرجنا أكثر من 200 طالب في برنامج الماجستير وأكثر من 40 طالباً يدرسون في برنامج الدكتورا ، ومتوقع أن يزيد العدد إلى فوق الـ50 العام المقبل.
ومن المميز أن الشباب اليوم لديهم مبادرات واعدة، على صعيد التقنية والتصميم والفن والأدب، ولدينا مبادرات ناجحة ومميزة، في كثير من النساء وبالتعاون مع اليونيدو، قدموا صناعات جديدة، ودخلوا مجالات جديدة مثل المواصلات، أيضاً التعليم والصحة وتطوير تقنية المعلومات، فضلاً عن تطور مؤشر الابتكار العالمي GII والحكومة الإلكترونية وريادة الأعمال والتنافسية.
الابتكار والتعليم
"الوطن": الرابط بين الابتكار والتعليم .. إلى أي مدى يعتبر مفتاح تغيير حقيقي وما توصيفك لهذا الواقع؟
على صعيد التعليم الأساسي ثمة استثمار واهتمام بالمبادرات، ومدارس التميز تملك ذلك وتضاهي بعض المدارس الخاصة، هي رؤية إن تحققت وتعززت ستسهم في تغيير الكثير، نريد أيضاً تعزيز الابتكار في القطاع العام، ومبادرة ولي العهد كانت تعزز هذا الأمر وتبين أهميته، فهي نظرة مستقبلة جادة ترسم ملامح جديدة للمستقبل، وتجدر الإشارة إلى مختبرات الابتكار التابعة لمعهد الإدارة العامة، إذاً هناك فكر جديد يتجذر في العمل. والبيئة مؤاتية للابتكار، وأنا متفائل أن هناك فرصة في العقل العربي أن يعيد بناء منظومة الابتكار الوطني وأن يساهم في توطين الابتكار في العالم العربي والعالم.
الابتكار والفجوة التكنولوجية
"الوطن": ما هو الرابط بين الابتكار والتكنولوجيا وسوق العمل؟
أصبحت المعرفة تشكل أحد عناصر الإنتاج وتعتبر مكوناً هاماً لرأس المال المعرفي ومؤثراً على مستوى الثراء المعرفي.
وارتبط مسار الحضارة الإنسانية عبر عدة مراحل كانت بدايتها التحول نحو الزراعة ثم الصناعة ثم مرحلة ما بعد الصناعة أو المجتمع المعرفي التقني ونتج عنه اقتصاد مبني على المعرفة.
ولعل من أهم سمات هذا التحول المعرفي هو قصر الفترة الزمنية بين الاكتشاف النظري ووضع هذا الاكتشاف موضع التطبيق.
مثلاً كانت الفترة الزمنية بين اختراع طاقة البخار واستخدامها حوالي ألفي سنة بينما كانت الفترة الزمنية للاستفادة من الكهرباء والهاتف 50 سنة والألياف الصناعية 9 سنوات، بينما في الوقت الحاضر تستغرق هذه الفترة "دورة حياة المنتج" بضعة أشهر أو أسابيع ما يؤدي إلى تسارع وتيرة الإنتاج والاستهلاك من أجل تلبية رغبات المستهلكين في ظل الاقتصاد الرقمي وعولمة السوق.
هذه السمات لاقتصاد ما بعد العصر الصناعي تتمثل في هيمنة عالم الأشياء على عالم الأفكار وعالم الأشخاص في ظل التواصل الرقمي الواقع الافتراضي، وهذا بدوره يشكل موجة اقتصادية حسب تعبير الاقتصادي كونراتيف الذي اعتبر أن الدول تحتاج لحوالي 60 عاماً لاستيعاب التقنيات الجديدة.
لقد بلغ إنفاق أمريكا على البحث العلمي 433 مليار دولار عام 2013 ثم تلتها الصين 318 ملياراً ثم تلتها اليابان 150 ملياراً، وإذا نظرنا إلى نسبة الإنفاق على البحث والتطوير إلى الناتج المحلي الإجمالي نجد النسبة في كوريا 4.1% ثم اليابان 3.5%، وهذه النسب أضعاف ما ينفق في العالم العربي، وهذا ينعكس على القدرة على إنتاج براءات الاختراع.
ويبقى التساؤل كيف نفسر الدافع إلى تحقيق الابتكارات ولماذا تكون بعض الدول منتجة للابتكار في حين تبقى دول أخرى مستهلكة للتقنية ، وهنا أود التأكيد على أهمية تطوير وتوطين التقنية والابتكار فهي عملية إستراتيجية وموجهه ضمن خطط التنمية الاقتصادية والتحول الاقتصادي.
أيضاً هناك ارتباط وثيق بين الإنفاق على البحث العلمي ومؤشرات الأداء للبحث والتطوير التي تعتمد على البنى المؤسسية وجاهزيتها للسوق ونظام حاضنات الأعمال والابتكار ورعايتها ضمن الخطة الوطنية لتوطين الابتكار وتجاوز الفجوة التكنولوجية.
مشروع عربي للابتكار
"الوطن": إذا نتحدث عن صناعة المعرفة وصناعة ابتكار في عالم متسارع ومنافس.. فهل نقف على أرضية صلبة؟
التحول نحو توطين الابتكار واللحاق في ركب الصناعة وما بعد عصر الصناعة واقتصاد المعرفة يتطلب صياغة مشروع عربي إقليمي للتقنية والابتكار يؤكد على زيادة المحتوى المحلي من الصناعات التقنية والإستراتيجية مثل تحلية المياه، صناعة السيارات والطائرات والبرمجيات والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة.
إن تجاوز الفجوة التكنولوجية في الوطن العربي يرتكز على تطوير بنية تحتية للصناعة وإستراتيجية للأمن الغذائي والاقتصادي تتضمن تحلية المياه، صناعة السيارات والطائرات والبرمجيات والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة.
كما أن تجاوز الفجوة الإلكترونية في الوطن العربي يرتكز على تطوير بنية للصناعة وإستراتيجية للتجارة الدولية في ضوء المزايا النسبية للوطن العربي، وهذا من الضروري أن يرتبط في منظومة الابتكار الإقليمي وبالقدرة الاستيعابية على نقل وتضمين المعارف ونتائج البحث والتطوير.
خلاصة القول، حتى يكون الوطن العربي مؤهلاً للابتكار لا بد أن يكون البحث أو التطوير هو المحرك لدفة المستقبل في عالم متغير ومبني على المعرفة.
إن منظومة الابتكار الوطني ترتكز على مدخلات وعمليات ومخرجات للمعرفة، حيث تسهم مراكز البحث والجامعات والقطاع العام والخاص في توثيق ونقل المعرفة ضمن تفاعل حيوي يحاكي الأنظمة الطبيعية في الحياة وينمو ويتجدد حسب قوانين محكمة.
مهن المستقبل
"الوطن": ما هي ملامح المستقبل في ظل وجود مفاهيم ومتغيرات جديدة؟
تشكل التقنيات الحديثة هاجساً حول فرص العمل في المستقبل والخوف من ازدياد البطالة نتيجة دخول الروبوت والذكاء الصناعي إلى ميدان العمل.
وأشارت دراسة في جامعة أكسفورد إلى أن حوالي 47% من الوظائف في أمريكا و54% من الوظائف في أوروبا قد تكون مهددة بأن تحل محلها الآلة.
مما لا شك فيه أن هذا الخوف ليس جديداً بل بدأ منذ بزوغ الثورة الصناعية من أكثر من 200 عام، لكن المتأمل لتاريخ التقنية والزراعة في أمريكا يلاحظ أن الزراعة كانت تمثل حوالي 74% من الوظائف عام 1800، لكن هذه تناقصت إلى حوالي 31% عام 1900 ثم وصلت 3% فقط عام 2000.
لكن على الرغم من هذا التناقض الكبير في حجم الأيدي العاملة في قطاع الزراعة في أمريكا إلا أن ذلك لم يؤدي إلى البطالة بل قاد إلى توليد فرص عمل جديدة ومبتكرة مثل المعلوماتية والبرمجية والذكاء الصناعي والطاقة المتجددة والتعليم عن بعد.
وستبقى المهن التي تحتاج إلى تفاعل إنساني مثل التعليم والتمريض لها قيمة اجتماعية واقتصادية في مجتمع متغير. لكن هناك حاجة ملحة للتفكير بمعنى العمل وقيمته في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاستدامة.. وهناك جملة من الحلول المقترحة للتصدي لحالة الخوف من البطالة لدور التقنية في وظائف المستقبل، منها إعادة التفكير في منظومة التعليم، لأنه في ظل تحدي دخول الآلة والروبورت لمكان العمل وعالم الإنترنت والنقل الذكي، وتطوير مهارات جديدة للموظف بحيث تكون متعدد المواهب وقادر على التكييف والتعلم المستمر، حيث يعاني الموظف في الدول الصناعية من إشكالية التقدم التقني في ظل العولمة والاستهلاك وتطوير نماذج مبتكرة لأسلوب العمل وثقافة المؤسسة، أننا مما نواجه تقنيات جديدة ستحدث إرباكاً لنموذج الأعمال وثقافة المؤسسة مما يستدعي مرونة في أوقات وأسلوب العمل والسماح للموظف في العمل من المنزل أو ضمن مجموعات عمل خارج المؤسسة.
تطوير الابتكار في الخليج
"الوطن": طرحت في محاضرو أن دول الخليج أصبحت محط أنظار العالم للاستثمار في الابتكار، فكيف ترى ملامح هذا الواقع الجديد؟
دول الخليج العربي أصبحت محط أنظار العالم للاستثمار في الابتكار في قطاع تقنية المعلومات، والتقنيات الخضراء، وتقنيات البناء الأخضر، وأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل المساحة المشرقة للابتكار في المنطقة.. فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتبر محركاً لعجلة التنمية والاقتصاد الوطني، حيث تشير التجربة في الولايات المتحدة الأمريكية إن حوالي 50% من كل الابتكارات و94% من الابتكارات الجذرية (Radical Innovation) منذ الحرب العالمية نشأت من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
إذاً الابتكار يتمثل في تحويل الأفكار الجديدة إلى منتجات وخدمات ذات عوائد ربحية، وهو أمر ضروري لكافة القطاعات بما فيها التعليم والخدمات والصحة والتقنية والصناعة، وهنا موضع التحول الحقيقي.
"الوطن": ما هو طموحك لواقع هذا الملف؟
يتمثل طموحي في أن أساهم في إضافة نور، والعمل على تنوير العقل العربي للاعتماد على نفسه وأن يكون قيمة مضافة في المجتمع العربي، وليكون الفرد قيمة مضافة في مجتمعه.
قال عن الابتكار..
* قبل 4 قرون من التقويم الميلادي أبدى سقراط قلقه من أن تدمر الكتابة القدرة الإبداعية للبشر، وهذا القلق نفسه يعاود الظهور في عصر الإنترنت. ولعل مهنة التعليم الجامعي من أكثر المهن تحدياً نظراً لتطور طرق التعليم وتقنياته..
* الابتكار رحلة لا مقصد، إن إدراك وفهم عملية الابتكار تقتضي فهمنا للمتعلم وحاجات المجتمع لإيجاد حل لمشكلة ما، ولكن عملية تعليم الابتكار يجب أن تتجاوز تقديم طرق حل بمعزل عن فهم السياق المتغير للمشكلة وتعدد الحلول باختلاف الجهة المستهدفة أو المؤسسة.
* تدريب الدماغ على التفكير الناقد والتفكير التصميمي أمر هام لتجذير تعليم الابتكار في التعليم الجامعي.
في ظل عالم التقنية والابتكار في الاتصالات والمعلوماتية لا بد من تطوير أدوار جديدة مبتكرة للتعليم، فالطالب من الجيل الحالي أصبح متمركزاً حول الهاتف الذكي والآيباد والحاسوب المحمول، وأدى ذلك إلى تغيير في مصدر المعلومات وتحول في الهوية الثقافية التي باتت تخطف حياتنا مما نطلق عليه "حرائق الغابات الرقمية".
* ثمة فقدان للتواصل الإنساني وبروز ظاهرة ما يسمى «المواطن الرقمي» وما يقابله مصطلح «المهاجرون الرقميون» وفجوة الأجيال الرقمية والتي تسهم في حالة من التشتت والسلبية والعزلة، رغم الضجيج الذي نراه في عالم المدونات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من ناحية أخرى، تسهم التقنية في ديمقراطية المعرفة والانتقال في الحضارة من حالة العزلة إلى التفاعل ثم التكامل عبر الشبكات الاجتماعية والتي تزيد من الوعي الاجتماعي والتنوع الثقافي والابتكار.
أكد رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي د.عوده الجيوسي أن البحرين لديها عناصر الابتكار الوطني، أو الابتكار في الجزر الصغيرة، معتبراً أن المرونة والديناميكية متوفرة في البحرين لإدارة مشاريع ابتكارية نوعية.
وأبدى تفاؤله بوجود فرصة في العقل العربي لأن يعيد بناء منظومة الابتكار الوطني وأن يساهم في توطين الابتكار في العالم العربي والعالم.
وقال الجيوسي، إن البحرين تتميز برأس مال بشري ذكي وعملي يتميز بعراقة في الثقافة، فضلاً عن تميز البحرين بقدرتها على التحول لمجتمع المعرفة، وتوفر سياسات تدعم الابتكار مثل دعم "تمكين" ودعم البنوك والشركات إلى جانب المسؤولية الاجتماعية كواقع مترجم على أرض الواقع في ظل وجود مؤسسات دولية تدعم الابتكار.
وبين في لقاء خاص مع "الوطن"، بمناسبة يوم الابتكار والإبداع العالمي، أن المعرفة أصبحت تشكل أحد عناصر الإنتاج وتعتبر مكوناً هاماً لرأس المال المعرفي ومؤثراً على مستوى الثراء المعرفي.
واعتبر أن البحرين رائدة في عدة مجالات من تمويل وتبني تقنيات جديدة، فجامعة الخليج العربي أثبتت قدرتها على تخريج كفاءات وقيادات شبابية واعدة ضمن الرؤية 2030 في دول مجلس التعاون، لتعزيز ثقافة الابتكار وتمكين الابتكار حتى يكون جزءا من نسق التفكير في الحياة.
المشهد المحلي، وأهمية الابتكار، وطرق دعمه ومستقبله كان محل نقاش في هذا الحوار.. فإلى التفاصيل..
"الوطن": كيف ترى واقع الاهتمام بالابتكار والإبداع في مملكة البحرين؟
تتمثل خصوصية البحرين في كونها جزيرة، ففي البحرين يمكن لرائد الأعمال أن يتخيل، فنحن نؤمن في علم الابتكار أن الخيال أهم من المعرفة، وقدرة الإنسان على أن يدير مشروعه ضمن نطاق محدود وأن يتخيله وأن يجربه ويفحصه، لا بد من أن يكون في إطار محدود، لذا ننظر إلى البحرين كمختبر للابتكار، يمكن أن تقيس الابتكار وتديره وتتابعه وتجربه.
البحرين لديها عناصر ما يسمى بالابتكار الوطني، أو الابتكار في الجزر الصغيرة، فالمرونة والديناميكية متوفرة، وهناك رأس مال بشري ذكي وعملي يتميز بعراقة في الثقافة، في تحوله لمجتمع المعرفة، ودعم تمكين ودعم البنوك وتفعيل المسؤولية الاجتماعية في ظل وجود مؤسسات دولية تدعم الابتكار، في ظل إستراتيجية اقتصادية واعدة متمثلة في رؤية 2030.
"الوطن": أقمتم منتدى الابتكار الشهر الماضي.. فما دلالات هذا الاهتمام؟
يسعى منتدى الابتكار إلى تعزيز ثقافة الابتكار في مملكة البحرين خاصة وأن البحرين تمثل نموذجاً للابتكار على صعيد نموذج الأعمال والقدرة على التحول إلى اقتصاد المعرفة.
فالبحرين تحولت من صيد اللؤلؤ إلى اقتصاد النفط ثم إلى اقتصاد ما بعد النفط، إذا نتحدث عن الابتكار في التحول من نمط معين للإدارة إلى نمط آخر، قد يكون على صعيد تغيير المنتجات أو العمليات أو التسويق أو تغيير الإطار المؤسسي أو تغيير نموذج الأعمال.
ولأن البحرين رائدة في عدة مجالات من تمويل وتبني تقنيات جديدة، نحن نحرص على أن يكون للجامعة دور في تخريج كفاءات وقيادات شبابية واعدة ضمن الرؤية 2030 في دول مجلس التعاون، لتعزيز ثقافة الابتكار وتمكين الابتكار حتى يكون جزءاً من نسق التفكير في الحياة.
"الوطن": كيف ترون واقع التحديات في البحرين في ظل خصوصية المنطقة؟
التعليم الأساسي في المنطقة بحاجة إلى التطوير، إذ يجب أن ينمي التفكير النقدي مع الاستثمار في التعليم في الرأس مال البشري، لكي تكون هناك قدرة لدى الطالب الثانوي والجامعي بألا يبحث عن عمل في القطاع العام بل أن يكون قادراً على دخول سوق العمل وأن يكون رائد أعمال وأن يتمتع بالمخاطرة والمبادرة والرغبة والشغف في تأسيس عمله الخاص.
"الوطن": إذاً لا ابتكار دون مخاطرة؟
نعم فأساس الابتكار هو الرغبة والشغف والحرص على المخاطرة وتقبل الفشل، فمعظم المشاريع الريادية هي وسيلة للتعلم، وهي ليست علاقة خطية بل هي علاقة غير خطية، الحركة بين مد وجزر وصعود وهبوط ، فمن يتقن فن التعامل مع الابتكار بين الصعود والهبوط هو الذي ينجح.
من يريد الاستدامة في العمل لا بد من أن يأخذ المغامرة والمخاطرة وقبول الفشل.
الابتكار والمخاطرة
"الوطن": هل ثمة مفارقة بين الابتكار بصفته علم يدرس وبين شق المخاطرة والمجازفة؟
وفق نظرية الاحتمالات، ونظريات المخاطرة، فإن كل أمر يه مخاطرة، ولكن الأمر يتضمن مخاطرة مقبولة ومخاطرة غير مقبولة، فالخروج من البيت مخاطرة واستنشاق الهواء مخاطرة، إذا الأمر رهن المنطق واحتمال النجاح والفشل وفق قواعد وأسس منطقية.
الإبداع في علم النفس متعلق بتوليد الأفكار، أما في علم إدارة الأعمال فالابتكار هو متعلق بتنفيذ الأفكار والربح، وإيجاد منفعة وقيمة مضافة منها، إذا لدينا منطلقان في العلوم.
"الوطن": ما هي ثمرات قسم الابتكار والإبداع في جامعة الخليج العربي؟
لأكثر من عقدين هو عمر بدء البرنامج، وعلى مدى 25 سنة تحديداً هو عمر تخصص الماجستير والدبلوم، خرجنا أكثر من 200 طالب في برنامج الماجستير وأكثر من 40 طالباً يدرسون في برنامج الدكتورا ، ومتوقع أن يزيد العدد إلى فوق الـ50 العام المقبل.
ومن المميز أن الشباب اليوم لديهم مبادرات واعدة، على صعيد التقنية والتصميم والفن والأدب، ولدينا مبادرات ناجحة ومميزة، في كثير من النساء وبالتعاون مع اليونيدو، قدموا صناعات جديدة، ودخلوا مجالات جديدة مثل المواصلات، أيضاً التعليم والصحة وتطوير تقنية المعلومات، فضلاً عن تطور مؤشر الابتكار العالمي GII والحكومة الإلكترونية وريادة الأعمال والتنافسية.
الابتكار والتعليم
"الوطن": الرابط بين الابتكار والتعليم .. إلى أي مدى يعتبر مفتاح تغيير حقيقي وما توصيفك لهذا الواقع؟
على صعيد التعليم الأساسي ثمة استثمار واهتمام بالمبادرات، ومدارس التميز تملك ذلك وتضاهي بعض المدارس الخاصة، هي رؤية إن تحققت وتعززت ستسهم في تغيير الكثير، نريد أيضاً تعزيز الابتكار في القطاع العام، ومبادرة ولي العهد كانت تعزز هذا الأمر وتبين أهميته، فهي نظرة مستقبلة جادة ترسم ملامح جديدة للمستقبل، وتجدر الإشارة إلى مختبرات الابتكار التابعة لمعهد الإدارة العامة، إذاً هناك فكر جديد يتجذر في العمل. والبيئة مؤاتية للابتكار، وأنا متفائل أن هناك فرصة في العقل العربي أن يعيد بناء منظومة الابتكار الوطني وأن يساهم في توطين الابتكار في العالم العربي والعالم.
الابتكار والفجوة التكنولوجية
"الوطن": ما هو الرابط بين الابتكار والتكنولوجيا وسوق العمل؟
أصبحت المعرفة تشكل أحد عناصر الإنتاج وتعتبر مكوناً هاماً لرأس المال المعرفي ومؤثراً على مستوى الثراء المعرفي.
وارتبط مسار الحضارة الإنسانية عبر عدة مراحل كانت بدايتها التحول نحو الزراعة ثم الصناعة ثم مرحلة ما بعد الصناعة أو المجتمع المعرفي التقني ونتج عنه اقتصاد مبني على المعرفة.
ولعل من أهم سمات هذا التحول المعرفي هو قصر الفترة الزمنية بين الاكتشاف النظري ووضع هذا الاكتشاف موضع التطبيق.
مثلاً كانت الفترة الزمنية بين اختراع طاقة البخار واستخدامها حوالي ألفي سنة بينما كانت الفترة الزمنية للاستفادة من الكهرباء والهاتف 50 سنة والألياف الصناعية 9 سنوات، بينما في الوقت الحاضر تستغرق هذه الفترة "دورة حياة المنتج" بضعة أشهر أو أسابيع ما يؤدي إلى تسارع وتيرة الإنتاج والاستهلاك من أجل تلبية رغبات المستهلكين في ظل الاقتصاد الرقمي وعولمة السوق.
هذه السمات لاقتصاد ما بعد العصر الصناعي تتمثل في هيمنة عالم الأشياء على عالم الأفكار وعالم الأشخاص في ظل التواصل الرقمي الواقع الافتراضي، وهذا بدوره يشكل موجة اقتصادية حسب تعبير الاقتصادي كونراتيف الذي اعتبر أن الدول تحتاج لحوالي 60 عاماً لاستيعاب التقنيات الجديدة.
لقد بلغ إنفاق أمريكا على البحث العلمي 433 مليار دولار عام 2013 ثم تلتها الصين 318 ملياراً ثم تلتها اليابان 150 ملياراً، وإذا نظرنا إلى نسبة الإنفاق على البحث والتطوير إلى الناتج المحلي الإجمالي نجد النسبة في كوريا 4.1% ثم اليابان 3.5%، وهذه النسب أضعاف ما ينفق في العالم العربي، وهذا ينعكس على القدرة على إنتاج براءات الاختراع.
ويبقى التساؤل كيف نفسر الدافع إلى تحقيق الابتكارات ولماذا تكون بعض الدول منتجة للابتكار في حين تبقى دول أخرى مستهلكة للتقنية ، وهنا أود التأكيد على أهمية تطوير وتوطين التقنية والابتكار فهي عملية إستراتيجية وموجهه ضمن خطط التنمية الاقتصادية والتحول الاقتصادي.
أيضاً هناك ارتباط وثيق بين الإنفاق على البحث العلمي ومؤشرات الأداء للبحث والتطوير التي تعتمد على البنى المؤسسية وجاهزيتها للسوق ونظام حاضنات الأعمال والابتكار ورعايتها ضمن الخطة الوطنية لتوطين الابتكار وتجاوز الفجوة التكنولوجية.
مشروع عربي للابتكار
"الوطن": إذا نتحدث عن صناعة المعرفة وصناعة ابتكار في عالم متسارع ومنافس.. فهل نقف على أرضية صلبة؟
التحول نحو توطين الابتكار واللحاق في ركب الصناعة وما بعد عصر الصناعة واقتصاد المعرفة يتطلب صياغة مشروع عربي إقليمي للتقنية والابتكار يؤكد على زيادة المحتوى المحلي من الصناعات التقنية والإستراتيجية مثل تحلية المياه، صناعة السيارات والطائرات والبرمجيات والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة.
إن تجاوز الفجوة التكنولوجية في الوطن العربي يرتكز على تطوير بنية تحتية للصناعة وإستراتيجية للأمن الغذائي والاقتصادي تتضمن تحلية المياه، صناعة السيارات والطائرات والبرمجيات والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة.
كما أن تجاوز الفجوة الإلكترونية في الوطن العربي يرتكز على تطوير بنية للصناعة وإستراتيجية للتجارة الدولية في ضوء المزايا النسبية للوطن العربي، وهذا من الضروري أن يرتبط في منظومة الابتكار الإقليمي وبالقدرة الاستيعابية على نقل وتضمين المعارف ونتائج البحث والتطوير.
خلاصة القول، حتى يكون الوطن العربي مؤهلاً للابتكار لا بد أن يكون البحث أو التطوير هو المحرك لدفة المستقبل في عالم متغير ومبني على المعرفة.
إن منظومة الابتكار الوطني ترتكز على مدخلات وعمليات ومخرجات للمعرفة، حيث تسهم مراكز البحث والجامعات والقطاع العام والخاص في توثيق ونقل المعرفة ضمن تفاعل حيوي يحاكي الأنظمة الطبيعية في الحياة وينمو ويتجدد حسب قوانين محكمة.
مهن المستقبل
"الوطن": ما هي ملامح المستقبل في ظل وجود مفاهيم ومتغيرات جديدة؟
تشكل التقنيات الحديثة هاجساً حول فرص العمل في المستقبل والخوف من ازدياد البطالة نتيجة دخول الروبوت والذكاء الصناعي إلى ميدان العمل.
وأشارت دراسة في جامعة أكسفورد إلى أن حوالي 47% من الوظائف في أمريكا و54% من الوظائف في أوروبا قد تكون مهددة بأن تحل محلها الآلة.
مما لا شك فيه أن هذا الخوف ليس جديداً بل بدأ منذ بزوغ الثورة الصناعية من أكثر من 200 عام، لكن المتأمل لتاريخ التقنية والزراعة في أمريكا يلاحظ أن الزراعة كانت تمثل حوالي 74% من الوظائف عام 1800، لكن هذه تناقصت إلى حوالي 31% عام 1900 ثم وصلت 3% فقط عام 2000.
لكن على الرغم من هذا التناقض الكبير في حجم الأيدي العاملة في قطاع الزراعة في أمريكا إلا أن ذلك لم يؤدي إلى البطالة بل قاد إلى توليد فرص عمل جديدة ومبتكرة مثل المعلوماتية والبرمجية والذكاء الصناعي والطاقة المتجددة والتعليم عن بعد.
وستبقى المهن التي تحتاج إلى تفاعل إنساني مثل التعليم والتمريض لها قيمة اجتماعية واقتصادية في مجتمع متغير. لكن هناك حاجة ملحة للتفكير بمعنى العمل وقيمته في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاستدامة.. وهناك جملة من الحلول المقترحة للتصدي لحالة الخوف من البطالة لدور التقنية في وظائف المستقبل، منها إعادة التفكير في منظومة التعليم، لأنه في ظل تحدي دخول الآلة والروبورت لمكان العمل وعالم الإنترنت والنقل الذكي، وتطوير مهارات جديدة للموظف بحيث تكون متعدد المواهب وقادر على التكييف والتعلم المستمر، حيث يعاني الموظف في الدول الصناعية من إشكالية التقدم التقني في ظل العولمة والاستهلاك وتطوير نماذج مبتكرة لأسلوب العمل وثقافة المؤسسة، أننا مما نواجه تقنيات جديدة ستحدث إرباكاً لنموذج الأعمال وثقافة المؤسسة مما يستدعي مرونة في أوقات وأسلوب العمل والسماح للموظف في العمل من المنزل أو ضمن مجموعات عمل خارج المؤسسة.
تطوير الابتكار في الخليج
"الوطن": طرحت في محاضرو أن دول الخليج أصبحت محط أنظار العالم للاستثمار في الابتكار، فكيف ترى ملامح هذا الواقع الجديد؟
دول الخليج العربي أصبحت محط أنظار العالم للاستثمار في الابتكار في قطاع تقنية المعلومات، والتقنيات الخضراء، وتقنيات البناء الأخضر، وأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل المساحة المشرقة للابتكار في المنطقة.. فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتبر محركاً لعجلة التنمية والاقتصاد الوطني، حيث تشير التجربة في الولايات المتحدة الأمريكية إن حوالي 50% من كل الابتكارات و94% من الابتكارات الجذرية (Radical Innovation) منذ الحرب العالمية نشأت من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
إذاً الابتكار يتمثل في تحويل الأفكار الجديدة إلى منتجات وخدمات ذات عوائد ربحية، وهو أمر ضروري لكافة القطاعات بما فيها التعليم والخدمات والصحة والتقنية والصناعة، وهنا موضع التحول الحقيقي.
"الوطن": ما هو طموحك لواقع هذا الملف؟
يتمثل طموحي في أن أساهم في إضافة نور، والعمل على تنوير العقل العربي للاعتماد على نفسه وأن يكون قيمة مضافة في المجتمع العربي، وليكون الفرد قيمة مضافة في مجتمعه.
قال عن الابتكار..
* قبل 4 قرون من التقويم الميلادي أبدى سقراط قلقه من أن تدمر الكتابة القدرة الإبداعية للبشر، وهذا القلق نفسه يعاود الظهور في عصر الإنترنت. ولعل مهنة التعليم الجامعي من أكثر المهن تحدياً نظراً لتطور طرق التعليم وتقنياته..
* الابتكار رحلة لا مقصد، إن إدراك وفهم عملية الابتكار تقتضي فهمنا للمتعلم وحاجات المجتمع لإيجاد حل لمشكلة ما، ولكن عملية تعليم الابتكار يجب أن تتجاوز تقديم طرق حل بمعزل عن فهم السياق المتغير للمشكلة وتعدد الحلول باختلاف الجهة المستهدفة أو المؤسسة.
* تدريب الدماغ على التفكير الناقد والتفكير التصميمي أمر هام لتجذير تعليم الابتكار في التعليم الجامعي.
في ظل عالم التقنية والابتكار في الاتصالات والمعلوماتية لا بد من تطوير أدوار جديدة مبتكرة للتعليم، فالطالب من الجيل الحالي أصبح متمركزاً حول الهاتف الذكي والآيباد والحاسوب المحمول، وأدى ذلك إلى تغيير في مصدر المعلومات وتحول في الهوية الثقافية التي باتت تخطف حياتنا مما نطلق عليه "حرائق الغابات الرقمية".
* ثمة فقدان للتواصل الإنساني وبروز ظاهرة ما يسمى «المواطن الرقمي» وما يقابله مصطلح «المهاجرون الرقميون» وفجوة الأجيال الرقمية والتي تسهم في حالة من التشتت والسلبية والعزلة، رغم الضجيج الذي نراه في عالم المدونات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من ناحية أخرى، تسهم التقنية في ديمقراطية المعرفة والانتقال في الحضارة من حالة العزلة إلى التفاعل ثم التكامل عبر الشبكات الاجتماعية والتي تزيد من الوعي الاجتماعي والتنوع الثقافي والابتكار.