أكد رئيس جامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية، د. محمد الحرصاوي، حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، على الحفاظ على هوية مملكة البحرين والعبور بها إلى بر الأمان في ظل أزمات كبيرة عاشتها المنطقة العربية، ما يؤكد رؤية جلالته الثاقبة وما يحمله من حرص على وحدة الأرض والهوية والإنسان.
جاء ذلك على هامش حفل تدشين كتاب "عقدان مزهران"، والصادر عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، والذي أقيم برعاية من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، قائد الحرس الملكي، وبحضور نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية البحرينية والعربية.
وأضاف الحرصاوي أنه طالما وجد الإيمان والحب فلا بد أن يوجد العطاء وبلا حدود، حيث إن جلالة الملك المفدى حريص على الوطن وعلى مصلحة شعبه ومستقبل اجياله، لذلك فقد عمل جلالته على المحافظة عليها، وسبق كثيرون في الحفاظ على هذا البلد والمرور به من أزمات كثيرة وقعت فيها بلدان أخرى بسبب مصالح شخصية أو تدخلات خارجية، كون أن الحفاظ على هوية هذه المملكة نابع من حب وانتماء نتج عنه عطاء، وعطاء بلا حدود.
وأكد جهود جلالة الملك المفدى في نشر ثقافة قبول الآخر والتعايش الإيجابي والاندماج بين جميع مكونات المجتمع، منوها أنها لم تنطلق من دعوات خارجية أو مسايرة لاتجاهات حديثة في الحفاظ على حقوق الإنسان، وإنما دعوة انطلقت من صميم الإسلام الصحيح، حيث قال الله تعالى "لا إكراه في الدين"، ويقول "فمن شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر"، وهذه حرية العقيدة التي علمنا إياها ديننا الحنيف، أما احترام عقيدة الآخر فتتمثل في قوله تعالى "لكم دينكم ولي دين"، بمعنى أننا مطالبون جميعاً باحترام عقيدة الآخرين، مثلما هم مطالبون باحترام عقيدتنا، وكل منا لا يجبر الآخر على الاعتقاد بما يعتقد به.
وقال إن "التعايش بين مكونات المجتمع متمثل في قوله تعالى "يا أيها الناس"، وهي دعوة للناس أجمعين بغض النظر عن عقيدتهم وألوانهم وأجناسهم وأعراقهم ولغاتهم، "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، أي ليحدث بينكم تعايش وإندماج إيجابي".
وأكد الحرصاوي أن ما يقوم به جلالة الملك من مشاريع إصلاحية طالت كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ينبع في الدرجة الأولى من أصل الإسلام وعقديته الثابتة، ويعكس احترام جلالته للثقافة الإسلامية والعربية التي أكدت هذه الثوابت وعززتها على مدى قرون طويلة.