يستضيف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على مدى يومين متتاليين الاجتماع التنسيقي السنوي السابع لمعاهد ومراكز الفئة الثانية تحت رعاية اليونيسكو ذات العلاقة بالتراث العالمي، حيث انطلقت أعمال الاجتماع صباح الاثنين، بحضور ممثلي عدد من المراكز والمؤسسات المعنية بالتراث العالمي من دول من حول العالم كالصين، المكسيك، فرنسا، إيطاليا، جنوب أفريقيا، الهند، إسبانيا والبرازيل.

وقبيل انطلاق جلسات الاجتماع، قالت مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، د.شادية طوقان: "شكراً لحضوركم إلى هذا الاجتماع الذي نأمل في نهايته أن نكون قد ساهمنا في تعزيز تعاوننا ومشاريعنا في الحفاظ على التراث الإنساني"، مؤكدة أهمية التواصل والتعاون ما بين منظمة اليونيسكو المراكز الإقليمية في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.

وأضافت أن مثل هذه اللقاءات من شأنها صناعة شبكة من الخبراء الدوليين المتخصصين في شؤون التراث العالمي، مشيرة إلى أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وضع استراتيجياته لتلائم متطلبات العمل على صون التراث في الوطن العربي، ومن بينها تعزيز شبكة الخبراء في المنطقة. وقالت إن المركز من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية عمل خلال عامي 2017م و2018م على استضافة اجتماعات ولقاءات مختلفة تم تنظيمها بالتنسيق مع الهيئات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمي (ICCROM ، ICOMOS ، IUCN ) ومركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو.

من جانبها، توجّهت ممثلة مركز التراث العالمي مي الشاعر، بالشكر إلى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على استضافته للاجتماع هذا العام، منوّهة بدور المركز في مساعدة الدول العربية في الحفاظ على مواقعها التراثية عبر الدعم التقني والفني.

وأكدت أهمية الشراكة ما بين مركز التراث العالمي ومراكز الفئة الثانية الواقعة تحت رعاية منظمة اليونيسكو، مشيرة إلى أن مركز التراث العالمي ينفذ العديد من البرامج بتعاون كبير مع هذه المراكز.

وقالت الشاعر، إن اجتماع مراكز الفئة الثانية السنوي يمثل فرصة لمراجعة ومناقشة العديد من الاستراتيجيات التي تساعد في تنفيذ مشاريع الحفاظ على التراث العالمي، إضافة إلى أن هذه اللقاءات تساعد في بناء علاقات ما بين الخبراء وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في إدارة وصون المواقع التراثية حول العالم.

وفي يومه الأول، ألقى الاجتماع الضوء على مخرجات الاجتماع السنوي السادس الذي عقد في مقر صندوق التراث العالمي الأفريقي (AWHF )، حيث ناقش الحضور تنفيذ كل مركز من المراكز لتوصيات الاجتماع السادس في ظل متطلبات اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.

كذلك تطرق الاجتماع التنسيقي السابع لمراكز الفئة الثانية إلى "الدورة الثالثة لتمرين التقارير الدورية" والتي تشارك في تنفيذها مراكز الفئة الثانية بشكل كبير، حيث قدّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي عرضاً تناول فيه خبرته في تنفيذ الدورة الحالية في المنطقة العربية من خلال استضافة وتنظيم عدة اللقاءات التي حضرها خبرا التراث العالمي ومدراء المواقع في الدول العربية.

يذكر أن هذه التقارير الدورية تعد أداة هامة بالنسبة لمنظمة اليونيسكو للتأكد من مدى فاعلية تنفيذ اتفاقية التراث العالمي على المستويات الإقليمية وكذلك سلامة ممتلكات التراث العالمي في جميع أنحاء العالم. وفي ثالث جلساته، ناقش الاجتماع إمكانيات تعزيز التعاون ما بين كافة مراكز الفئة الثانية حول العالم وسبل مشاركة المعلومات والخبرات في مجال حفظ التراث العالمي.

وتوجد حالياً 10 مراكز ومعاهد من الفئة الثانية تحت رعاية منظمة اليونسكو حول العالم، وهي تعمل على توسيع نطاق أنشطة وبرامج المنظمة في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي. وكان المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قد تأسس عام 2010 في مملكة البحرين، وهو الوحيد من فئته في الوطن العربي، حيث يوفر الخبرة إلى جانب الأساليب والتقنيات العالمية، بهدف قيادة جهود الحفاظ على التراث العالمي العربي المادي وغير المادي.

كما يشتغل المركز على حصر المواقع التراثية الثقافية والطبيعية في الدول العربّية للمساعدة في إدراجها على لائحة التراث العالمي، وتوفير الدعم الفني لتحقيق هذا الهدَف من خلال القيام بالدراسات اللازمَة والوفَاء بالاشتراطات التي تطلبها منظمة اليونسكو. ويعمل المركز كذلك على بناء قدرات خبراء التراث العرب عبر تنفيذ البرامج التدريبية وورش العمل في شتى المواضيع المتعلقة، إضافة إلى تعزيز علاقات التعاون ما بينه وبين مختلف المنظمات الدولية المعنية بالتراث عبر الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم.