وأوضحت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن الهدف من هذا المنتدى لإحاطة وزارات ومؤسسات الدولة بنتائج تقييم الخطة الوطنية من بعد مرور خمسة أعوام على تنفيذها وخصوصاً ما تعلق منها بما تم إدماجه في برنامج عمل الحكومة.

ويأتي المنتدى لعرض طبيعة التوجهات القادمة للخطة للفترة المتبقية منها، مع إلقاء الضوء على جهود مؤسسات الدولة في إدارة محاور النموذج الوطني المسؤول عن حوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص وقياس الجهود الوطنية في مجال تقليص الفجوات على صعيد مشاركة المرأة، وهو ما يعزز مركز البحرين كبيت خبرة في مجال التوازن بين الجنسين
.

وأكدت الأنصاري حرص المجلس الأعلى للمرأة على تحقيق مبدأ الشراكة في المسؤوليات والمهام وفق التخصص النوعي للجهات في تنفيذ الخطة الوطنية وتحقيق مؤشراتها من خلال إدماج الخطة الوطنية في برامج عمل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية.



تنافسية البحرينية

وتحدثت الأمين العام عما ينهض به المجلس من مسؤوليات كآلية وطنية معنية بمتابعة تقدم المرأة البحرينية، لافتة إلى أن المجلس يعمل على صناعة وإدارة المصادر المعرفية، وتأسيس قواعد البيانات النوعية، ويشرف على عملية إعداد ونشر الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمرأة، وهو ما نتج عنه تأسيس «مرصد نوعي» لمؤشرات تقيس تنافسية المرأة محلياً ودوليا.

واستهل المنتدى أعماله بعرض قدمته الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة مدير عام السياسات والتطوير في المجلس الأعلى للمرأة وعز الدين خليل المؤيد مدير عام الشؤون الإدارية والإعلامية بالمجلس حول نتائج تقييم الخطة الاستراتيجية (2013-2018)، إضافة إلى أهم الإنجازات وخلاصة توجهات الخطة الاستراتيجية 2019-2022.

احتياجات وتحديات

وتبع العرض المقدم جلستين نقاشيتين، الأولى حملت عنوان "آليات النموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة، هل حققت هدفها؟" أدارتها رانيا الجرف مدير مركز التوازن بين الجنسين في المجلس الأعلى للمرأة، وتحدث فيها رائد شمس مدير عام معهد الإدارة العامة عن دور المعهد في إدارة المعرفة على مستوى القطاع العام، والمبادرات التي تم تنفيذها لتنمية القدرات ونشر ثقافة إدماج احتياجات المرأة في التنمية وتحقيق التوازن بين الجنسين، مؤكدا عمل المعهد الدائم على مواجهة التحدي المستمر المتمثل بمواكبة اهم التطورات الوطنية والعالمية المتعلقة بمفاهيم النموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة، والدور المتوقع من الجهات المستهدفة لمساندة جهود المعهد في ذلك.

من جانبها تحدثت رنا فقيهي الوكيل المساعد لتنمية الإيرادات العامة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني عن مدى مساهمة التطورات الوطنية والمؤسسية الجديدة (مثل نقل مدراء المالية إلى الوزارة) في تطوير أوجه تطبيق نظام الموازنات المستجيبة لاحتياجات المرأة ورفع نسب التطبيق وتنمية قدرات المعنيين، مستعرضة الفرص والتحديات أمام التوجه لتطوير السياسات والقوانين لضمان إلزامية الجهات بها، إضافة إلى دور الوزارة في توثيق وإبراز تجربة نظام الموازنات المستجيبة لاحتياجات المرأة نظام يحتذى به على مستوى العالم.



تطلعات مستقبلية

كما تحدث خلال الجلسة الأولى سعد مبارك النفيعي مدير إدارة السياسات وشؤون اللوائح بديوان الخدمة المدنية عن أهمية صدور تعليمات ديوان الخدمة المدنية بخصوص لجان تكافؤ الفرص، ومدى تحقيق تلك التعليمات لما هو متوقع منها على صعيد تفعيل دور وعمل هذه اللجان في الجهات الحكومية، والدور الرقابي لديوان الخدمة المدنية للتأكد من سلامة تنفيذ التعليمات، مؤكداً سعي ديوان الخدمة المدنية لتطوير تعليماته ذات الصلة لتواكب التطور في النموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة في التنمية.

وخلال الجلسة النقاشية الثانية التي عقدت بعنوان "حوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص .. التطلعات المستقبلية"، التي أدارها محمد الحمادي مدير المركز الإعلامي بالمجلس الأعلى للمرأة تحدث الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، عن أهمية إبراز منجزات مملكة البحرين على صعيد تقدم المرأة في التقارير الدولية ذات الصلة، مشيداً بالجهود التي يقوم بها المجلس الأعلى للمرأة في هذا الصدد.

وأكد أهمية التقارير الدولية ذات العلاقة بالمرأة، مستعرضا عدداً من الاشكاليات المرصودة في هذا المجال، مشدداً بدوره على أهمية دور الجهات الوطنية في رفع تنافسية البحرين في التقارير الدولية، كما تناول في هذا الصدد تجربة البحرين في تقرير التنمية المستدامة، ومدى تفاعل وتعاون تلك الجهات مع هذا التقرير، وأين تكمن فرص التطوير
.



حوكمة "تكافؤ الفرص"

فيما استعرضت دنيا أحمد مستشار التخطيط والتطوير الاستراتيجي في المجلس الأعلى للمرأة الأدوات النوعية ضمن آليات النموذج الوطني، لافتة إلى أهم ما يميز التقرير الوطني للتوازن بين الجنسين، والحلول التي يمكن أن تعالج الاشكاليات في المؤشرات والتقارير الدولية، مستعرضة انعكاسات ذلك على قياس تقدم المرأة البحرينية في رصد المؤشرات والتقارير الدولية، كما تحدثت عن التطلعات المستقبلية للوصول إلى حوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص.

وقد خلص المنتدى لضرورة الاستمرار في تفعيل النموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة البحرينية في التنمية الوطنية من خلال مراجعة عدد من التشريعات ذات العلاقة بمحاور النموذج وتطوير بعض القرارات، وكيفية الاستفادة من أدوات الرقابة والتقييم والنشر والقياس وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى منها كالتقرير والمرصد الوطني للتوازن بين الجنسين وما يستدعيه ذلك من تفعيل حقيقي لتلك الأدوات لتكون مملكة البحرين مسئولة عن قياس أوجه تقدم المرأة البحرينية ومساهماتها في الاقتصاد الوطني.