فاطمة السليم
أكد رئيس مؤتمر الألفية العربي للتكنولوجيا الحيوية عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله، أن استراتيجية التنمية الشاملة العربية بعيدة المدى لدول مجلس التعاون الخليجي لأعوام (2000-2025) نصت على أن غايتها المحورية هي تحقيق مسيرة تنموية مستدامة ومتكاملة في كافة المجالات للارتقاء الدائم بجودة الحياة فيها، وتمكين الأفراد للتكيف مع مستجدات وتحديات الألفية الثالثة. جاء ذلك خلال انطلاق أعمال المؤتمر الذي أقامته جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين تحت شعار "كيف ستعيد علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية صياغة الألفية الثالثة"، برعاية وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، وبحضور رئيس جامعة البحرين د. رياض حمزة، ود.مريم الجلاهمة، ورئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد الدهماني والأكاديميين.
وتضمن الافتتاح العديد من أوراق العمل لعلماء بارزين من عدة دول حول العالم، من بينها المملكة المتحدة، بلجيكا، فرنسا، أيرلندا، الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وذلك في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج.
وقال د. الدهماني خلال كلمته أن التقنية الحيوية علم شهد الكثير من التطورات التي تخدم البشرية وتسهم في معالجة كثير من المعضلات سواء الصحية أو البيئية أو الاقتصادية وما يتعلق بقضايا الطاقة والأمن الغذائي، مشيراً إلى أن تعريف التقنية الحيوية توسع مؤخراً ليشمل إنتاج مواد بمساعدة كائنات حية كالأنزيمات والكتلة الحيوية، ثم تم تضييق التعريف ليركز على تقنيات جديدة بدلاً من عمليات الإنتاج التقليدية حيث أصبحت نظرية الزراعة هي الطريقة المثلى لإنتاج الطعام منذ ثورة العصر الحجري الحديث ومن خلال التقنيات الحيوية المبكرة تسنى للمزارعين اختيار وتوليد أفضل المحاصيل وبذلك أصبحت الغلة أعلى لإنتاج غذاء كافي لدعم تزايد السكان، لافتاً إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على التقدم الهائل الذي تشهده علوم الحياة، وبالأخص التقنيات الحيوية شأنها شأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القرن الماضي فالتقنيات الحيوية لها بالغ التأثير على حياة الإنسان الذي يمثل محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويتوقع لها أن تعيد تشكيل مجتمعاتنا بشكل جذري.
من جانبه، قال رئيس جامعة البحرين د. رياض حمزة "تكمن أهمية التقنيات الحيوية في تعدد أوجه تفاعلها، سواء من الجانب البحثي الأكاديمي، أم من خلال جانبها الإنتاجي، وكذلك في الجوانب الصحية والعلاجية وغيرها، فضلاً عن أثرها الاقتصادي الإيجابي، لذا فإن هذا الفرع من العلوم يعتبر واحداً مما تعول عليه البشرية في الكثير من الجوانب خاصة في الصحة العامة، وإنتاج الأدوية، والإنتاج الغذائي الزراعي والحيواني"
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في سياق تمهيد السبل من أجل توطين هذا العلم المتعدد الأوجه، ولفت الأنظار إلى أهمية التخصص فيه، وجلب الاستثمارات التي يمكنها الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية محلياً وعالمياً، وتحويلها إلى فرص استثمارية متعددة الجوانب. إنها فرصة واعدة وعظيمة جداً لرواد الأعمال والمستثمرين للدخول في الأبواب التي يفتحها علم التقنيات الحيوية، في مجالات غير تقليدية يمكنهم من خلالها ضخ أفكار جديدة في الجانب الاستثماري.
وأكد د. حمزة أن التعاون بين جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين يسهم في دعم النهوض بالتكامل العلمي والبحثي، لتستفيد كل جامعة من إمكانيات الطرف الآخر، مشيراً إلى أن الشراكة مع المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية تصبّ مباشرة في الخطة التطويرية لجامعة البحرين 2016-2021، المتوافقة مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
فيما أوضح رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي أن استراتيجية التنمية الشاملة بعيدة المدى لدول مجلس التعاون نصت على تحقيق مسيرة تنمية مستدامة ومتكاملة في كافة المجالات للارتقاء بجودة الحياة، وبالأخص التقنيات الحيوية شأنها شأن العلوم والتقنيات الأخرى الرائدة، فعلوم التقنيات الحيوية شهدت الكثير من التطورات التي تخدم البشرية ويتوقع لها أن تعيد تشكيل مجتمعاتنا بشكل جذري، وسوف تساهم في معالجة الكثير من المعضلات سواء الصحية أو البيئية أو الزراعية والأمن الغذائي.
ويتناول المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين أهم تطبيقات التكنولوجية الحيوية في مجالات الصحة والزراعة والبيئة، متضمناً أيضاً منتدى مخصصاً للابتكار، ويناقش فرص العمل التي تنبع من استخدام منتجات وخدمات التكنولوجيا الحيوية. إلى جانب هذه الجلسات العلمية يتناول المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام أحدث التقنيات الصناعية في مجال التكنولوجيا الحيوية على الصعيد العالمي.
ويتناول مجال التكنولوجيا الحيوية الصحية في المؤتمر ثلاثة موضوعات علمية مهمة، وهي تصحيح الجينات وعلاج الخلايا والجينات، العلاج البيولوجي وتصميم الأدوية والاكتشافات التطبيقية للجينوم، كما يتناول المؤتمر أيضاً تتبع مسار التكنولوجيا الحيوية الزراعية عبر مناقشة ثلاثة مواضيع علمية ذات صلة ببعض من أكثر القضايا المتوقع أن تواجه العالم العربي صعوبة في الألفية الجديدة، والتي يمكن أن تقدم التكنولوجيا الحيوية حلولاً مستدامة لها هي الأمن الغذائي والسلامة، الزراعة والتصحر، وتطبيقات علوم الجينوم في الزراعة، وعلى مستوى المسار البيئي يتناول المؤتمر القضايا الرئيسة المتعلقة بصناعة النفط والغاز، والطاقة الخضراء، والطاقة الحيوية والوقود الحيوي، والتكنولوجيا الحيوية البحرية.