تحت رعاية أ. د. رياض يوسف حمزة رئيس جامعة البحرين، نظم قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة البحرين صباح اليوم المؤتمر العلمي الثاني تحت عنوان "المفاهيم والنصوص، قراءات تطبيقية في ضوء تضاف العلوم"، في قاعة مركز زين للتعلم الإلكتروني.
وفي مستهل المؤتمر أكد د. عبدالعزيز محمد بوليلة عميد كلية الآداب في كلمة ألقاها في بداية حفل الافتتاح أن المؤتمر يأتي ضمن سياسة كلية الآداب في الجامعة وإستراتيجياتها في تعزيز التلاقح العلمي، وتبادل الخبرات الفكرية بين أعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى أن المؤتمر يتمثل إيجابا في تنشيط الجانب العلمي، وتحفيز الأساتذة على تكثيف البحث العلمي، مما ينهض بالدور الأكاديمي في عموم الجامعة.
وقال: "كم هو مبهج أن نقف ثانية لنلتقي في ضفاف المؤتمر العلمي الثاني لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ، الذي يقدم لنا اليوم محورا حيويا وعنوانا مهما وهو (المفاهيم والنصوص ، قراءات تطبيقية في ضوء تضايف العلوم)"، موضحا أن أهمية المؤتمر تكمن في أنه يصب بشكل مباشر في عصرنا الحالي، والذي يتسم بذلك الانفتاح الداخل والتلاقح بين الثقافات والمفاهيم والأفكار، في ظل الفضاء المفتوح الذي انتج التطور المعلوماتي المعاصر .
وأشار إلى أن الجامعة استطاعت أن تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية مراكز متقدمة في عدة تصنيفات عربية عالمية، حيث أحرزت المرتبة الأولى محليا، والـ25 عربيا على مقياس تصنيف الـQS العالمي والـ411 عالميا في مؤشر سمعة الخريجين على نفس المقياس، كما حققت المركز الـ311 ضمن 500 جامعة دولية منافسة، وذلك على مقياس مؤسسة التايمز للتعليم العالي في قوة التأثير وأهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أن هذه الانجازات تعد ضمن تطوير مسيرة التعليم في البلاد، خصوصا اننا نحتفل هذه السنة بمرور 100 عام على التعليم النظامي فيها.
من جانبه قال د. خليفة ياسين بن عربي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ورئيس المؤتمر إن موضوع المؤتمر يوجه البحوث وجهة تطبيقية إجرائية متمثلة في دراسة المفاهيم، متنقلة بين مجالات المعرفة، متغيرة في ارتحالها الاكتساب الجديد من المفاهيم، موضحا انه استنادا الى مصطلح تضايف العلوم، تم استصفاء 25 مداخلة على مدار المؤتمر في جلساته العلمية الست، جال أصحاب هذه المداخلات في قديم العلوم وحديثها، عربيها وغربها.
وحول تفاصيل الأوراق العلمية التي تناولها 13 متحدثا في 3 جلسات عقدت في اليوم الاول، ناقش الدكتور منذر عياشي الورقة العلمية الرئيسية للمؤتمر عن التحليل النفسي الى التحليل اللساني والسيميائي للغة للعالم جاك لاكان، فيما تحدث الدكتور خليفة بن عربي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية عن النقد الشعري بين التأويلي والاجتماعي، كما تطرق الدكتور احمد محمد ويس استاذ النقد ونظرية الادب عن تلقي الفتنة / فتنة التلقي، واستعرض د. عبدالله محمد البهلول أستاذ البلاغة والنقد المشارك، العلاقة بين الخطابة والفلسفة في وقائع محاكمة سقراط، فيما ناقش د. محمد عبدالرزاق أستاذ الأدب المقارن المساعد، الاستقطاب الادب العالمي والنظام الادبي والنظام الاقتصادي.
وتناولت الجلسة الثانية تلاقح المفهوم وتكامل العلوم في أصول، قدمها د. أحمد عبدالعزيز السيد أستاذ اصول الفقه، وقدم د. يحيى محمد ربيع أستاذ العقيدة وفلسفة الأديان نماذج تطبيقية عن علم الأخلاق الإسلامي وصلته بالفلسفة. فيما شرحت الدكتورة رقية طه العلواني أستاذة الفقه وأصوله عن تعزيز السلوك الأخلاقي مستعينة بدراسة تطبيقية في السيرة النبوية والتقويم التربوي، بينما ناقش د. أحمد بخيا أستاذ الفقه المقارن المشارك عن فقه ابن رشد وحكمته والتأثير المتبادل.
وتطرق المتحدثون في الجلسة الثالثة الى التضايف بين علمي الفهرسة وتصنيف كتب الحديث، فهرسة ابن خير الإشبيلي قدمها د. خليل ابراهيم الكبيسي أستاذ التاريخ الاسلامي، وتحدث د. عبدالستار إبراهيم أستاذ الفقه المقارن المشارك، عن الأشاعرة ومنهج الوسطية في العقيدة بين أهل الحديث وأهل الكلام.
كما ناقش د. شعيب الغباشي أستاذ الإعلام المشارك عن الخطاب الإقناعي القرائي بين علمي التفسير والاعلام، وتناول د. سمير محمد عبيد ورقة علمية عن علاقة غريب الحديث بمتن اللغة ومعاجمها.
يذكر أن المؤتمر سيعقد الخميس 3 جلسات حيث سيقدم 12 متحدثا اوراقا علمية تختص باللغة العربية والدراسات الإسلامية.