قالت مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إن العلاقة التي تجمع الهيئة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تعكس عمق التزام الهيئة نحو الحراك الثقافي العالمي والتعاون مع مختلف الدول لترويج الثقافات التي تعتبر اختلافاتها غنى للمنظومة الثقافية العالمية. وقدمت الشيخة هلا شرحاً مفصلاً عن حضور البحرين اللافت في مقر اليونسكو بمناسبات مهمة.

واستضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الخميس، ندوة وطنية حول علاقة (اليونسكو) بالبحرين. ونظمت الندوة لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع المركز الإقليمي.

وبحثت الندوة علاقة منظمة اليونسكو بالبحرين في خمسة محاور: سبل تعزيز الشراكة بين المملكة والمنظمة، التعاون في المجالات التربوية، التعاون في المجالات الثقافية، التعاون في العلوم والبيئة والرياضة، التعاون في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

البحرين حاضرة في قلب اليونسكو

وفي محور التعاون الثقافي، أشارت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إلى حضور البحرين في مقر منظمة اليونسكو بباريس خلال مناسبات عدة، كان آخرها تنظيم الحفل الموسيقي "العودة - روح البحرين" خلال أبريل الحالي للمايسترو وحيد الخان بمصاحبة فرقة "سيمفونيا بوب أوركسترا" الفرنسية، والمايسترو الفرنسي قسطنطين روي. كما حضرت الهيئة في مقر اليونسكو خلال سبتمبر 2018 في احتفالية دعت خلالها إلى إقرار مبادرة البحرين باعتماد يوم عالمي للفن الإسلامي.

وعن حضور الفنون التشكيلية البحرينية في اليونسكو، قالت الشيخة هلا إن مقر المنظمة شهد خلال سبتمبر 2017 حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لافتتاح معرض "نساء بعيون فنانات بحرينيات" برفقة المديرة العامة السابقة لليونسكو، إيرينا بوكوفا. كما شاركت الفنانة بلقيس فخرو بأعمالها في معرض منظمة اليونسكو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة خلال مارس 2016.

وفي جانب التراث العالمي، أشارت الشيخة هيا إلى تدشين وزارة الثقافة البحرينية خلال مايو 2011 كتاب "التراث العالمي في البلدان العربية" خلال حفل أقيم في مقر اليونسكو. ويوثق الكتاب لـ66 موقعاً مدرجاً على قائمة التراث العالمي في 16 بلداً عربياً. وفي العام نفسه ترأست البحرين جلسات المؤتمر الـ35 للجنة التراث العالمي في الفترة بين مايو ويونيو 2011. كما شاركت الفرقة الموسيقية البحرينية في حفل موسيقي بمقر اليونسكو خلال فترة انعقاد المؤتمر بمشاركة فنانة اليونسكو من أجل السلام ميسا جونوشي.

وعن حضور منظمة اليونسكو في البحرين، لفتت الشيخة هلا إلى استضافة البحرين خلال مايو 2017 المديرة العامة السابقة للمنظمة إيرينا بوكوفا، حيث تعرفت على عدد من ملامح الحراك الثقافي البحريني، في تأكيد على متانة العلاقة بين المنظمة والمملكة. وكان آخر حضور لليونسكو في المملكة خلال استضافة وترؤس البحرين اجتماع لجنة التراث العالمي الـ42 خلال الفترة من 24 يونيو إلى 4 يوليو 2018، برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبرئاسة الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة.

اتفاقات لحماية التراث

وتحدث مدير إدارة المتاحف والآثار في هيئة الثقافة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عن عدد من الاتفاقات الدولية المنبثقة عن منظمة اليونيسكو وصادقت عليها البحرين، كاتفاقية حماية التراث المغمور بالمياه، مشيراً إلى أن أكثر ما يهدد هذا النوع من التراث في المملكة هو عمليات استصلاح الأراضي الساحلية. وأكد أنه لا يمكن تنفيذ أي أعمال تجريف لقاع المياه الإقليمية في البحرين حالياً دون استشارة هيئة الثقافة، بغية التأكد من خلو القاع من أية ممتلكات ثقافية أو تراثية. وأوضح أن هيئة الثقافة ستقدم خطة لإجراء تنقيبات بحرية في المستقبل القريب.

وذكر الشيخ خليفة اتفاقية مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، مشيراً إلى جهود البحرين في هذا المجال، حيث تتعاون هيئة الثقافة مع الجمارك والهيئات الدولية المعنية في سبيل تنفيذ الاتفاقية على أكمل وجه. كما تطرق إلى اتفاقية التراث غير المادي التي صادقت عليها البحرين مؤخراً، مبيناً أن الثقافة تعمل على تنفيذ عملية جرد دورية لعناصر التراث غير المادي من أجل صونها والحفاظ عليها ومحاولة ترشيحها لدخول القائمة التمثيلية لمنظمة اليونسكو للتراث غير المادي.

وشرح خبير التراث العالمي في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي محمد بوزيان أهمية اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، مبيناً دور المركز في بناء قدرات الخبراء العرب عبر عدد من ورش العمل والدورات التدريبية، إضافة إلى عمله على تحسين مستوى تمثيل الدول العربية في قائمة التراث العالمي.