هدى حسين

أكد مبتكرون أن الشباب البحريني مفكر مبدع وطموح، موضحين أنهم تمكنوا من الوقوف في وجه التحديات لشقق طريقهم نحو النجاح والتميز، داعين إلى استحداث مؤسسات حاضنة لتعزز مفهوم براءة الاختراع بشكل أكبر والانطلاق بها نحو العالمية.

وأوضحوا لـ"الوطن"، أن الشباب البحريني حقق، عدداً من الإنجازات المتميزة والاختراعات المبتكرة على مدى أعوام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ورفعوا علم المملكة عالياً فوق المنصات داخل البحرين وخارجها.

المخترعة والمبدعة أمينة الحواج، أول مخترعة بحرينية في هذا المجال لديها 3 براءات اختراع مسجلة في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا، من مواليد 1989م، تعمل كأخصائية للعلاج الطبيعي، وطالبة دكتوراه في جامعة سنترال لانكشير في بريطانيا. كما استطاعت، انتزاع أهم الجوائز والميداليات والدروع العالمية في مجال الإبداع والابتكار.

وتقول الحواج "بداية لا أعتبر أن وجودي في عالم الابتكار والاختراع مجرد تجربة فقط، أنا لم أجرب أن أكون في يوم من الأيام مبتكرة أو مخترعة، إنما بحكم تخصصي الطبي وتواجدي في المستشفى ورؤيتي لأنواع مختلفة من المرضى".

وتضيف "كان هناك نوع من الدافع الإنساني بأن أحاول إيجاد حل إبداعي أو مبتكر لحل مشاكل من يعانون من أمراض قد تمنعهم من مزاولو حياتهم الطبيعية، فكان هناك حاجة، والحاجة أم الاختراع".

وتقول الحواج "وبالنسبة لي لا يكفي إيجاد الحاجة فقط، فإيجاد الحاجة سعي جاد للوصول للحل لا يعتبر قيمة بالنسبة لي، وحينها فضلت أن أكمل هذا الشق".

وتواصل "هناك حكمة أخرى قد أراها سببا لوجودي أو بصمتي في هذا المجال وهي مسؤولية بما أن الحاجة أم الاختراع إذن المسؤولية أب الاختراع".

وتضيف الحواج "استطعت اختراع جهاز متكامل يساعد نوعاً من الحالات المرضية والتأهيل بفترة زمنية قياسية، أما بالنسبة للابتكار اليوم في البحرين أصبح من أهم المواضيع التي يتداولها المجتمع البحريني والقيادة، وهذا دليل على نضوج والوعي باتجاه هذا المجال".

وزادت قائلة "تعتبر البحرين اليوم من أهم الدول التي تحاول ابتكار حلول بعضها خدماتي وبعضها جذري لحل المشاكل الواقعة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية".

وتضيف "شبابنا اليوم مكافحون ويسعون إلى تحقيق المراكز الأولى، ولكن لا يخفي على الجميع أننا بحاجة إلى تكاتف أكبر من القطاعين الحكومي والخاص ويجب أن نعزز من هذا المفهوم أكبر ويتم تطبيق تلك الاختراعات والابتكارات التي يتم استخلاصها من عقول شبابنا المنيرة إلى أرض الواقع".

أما الشابة المخترعة د.أبرار عمار، أخصائي علاج طبيعي بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وحاصلة على شهادة بكالوريوس علاج طبيعي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والخبيرة في مجال الإعاقة، والمهتمة في مجال الابتكارات، اخترعت المدرب البندولي "A.H.Biodynamic"، وهو عبارة عن جهاز يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية على الاستقلالية الحركية وتأدية أنشطتهم الحياتية دون الاعتماد على أحد.

ويعمل المدرب على تدريبهم على الحركات والأنماط السليمة للوقوف والمشي في المراحل المتقدمة، ويؤمل منه إحداث نقلة نوعية في الطب التأهيلي.

وتقول عمار "تجربتي في الاختراعات والابتكارات بدأت العام 2015، حيث كنت أبحث عن طرق تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على إحداث تغيير حقيقي وملموس يؤثر على واقع حياتهم اليومية، بعد أن تعايشت مع آلامهم ومعاناة ذويهم لفترة طويلة".

وتضيف "رسمت صور خيالية في مخيلتي لأكثر من فكرة، ثم نقلت الأفكار في مذكرتي، لتتحول فيما بعد إلى نموذج لمنتج عملت فيه مع شركة The Hive وشاركت به في برنامج Inventions التابع لوزارة شؤون الشباب والرياضة العام 2017 حصدت من خلاله على جائزة الإبداع".

وتقول "مثلت البحرين العام 2018 في المعرض الدولي العاشر للاختراعات في الشرق الأوسط وحصدت الميدالية الفضية بفئة الاختراعات الطبية..وفيما بعد بذلت قصارى جهدي لتطوير تصميم النموذج الثاني، وتم ذلك بمساعدة صندوق العمل "تمكين" وشركة "آرجيتايب فوندري" أثناء مشاركتي في مسابقة مشروعي، حيث نال الفريق أثناء المسابقة الدعم والإرشاد والتوجيه بالإضافة لحصولهم على جائزة حاضنة الأعمال Brinc Batelco.

وعن واقع الاختراع والابتكار في البحرين، تقول عمار "إنه ليس بالأمر اليسير، نحن كمبتكرين ومخترعين ونحمل على عاتقنا مسؤولية كبيرة جداً، مع عدم وجود حاضنة حقيقة (متخصصة ومستمرة) يمكنها أن تمد لنا يد المساعدة، لكنني كلي إيمان وثقة بنفسي وبزملائي بأننا نستطيع التغلب على هذه الصعاب ورفع علم بلادنا في كل المحافل العلمية.

المخترعة زينب أبو سهيل، من مواليد 1994م، حاصلة على بكالوريوس تمريض/ دبلوم لغة فرنسية، فتقول إن "اختراعي عبارة عن جهاز لتجبير الكسور "يقوم بآلية رش مواد تتحول من السائل للصلب لتجبير الكسور".

وتضيف "إنها كانت تجربه جميلة، وصعبة بعض الشيء لا تخلو من الفشل والمحاولات، حيث ترى الشباب البحريني مفكر، مبدع وطموح ويوجد الكثير من الابتكارات والاختراعات والانجازات له، كما أن الطريق للعالمين مفتوح أمامه وليس بالصعب عليه خاصة في البحرين.

المخترع علي السباع، من مواليد 1992م، حاصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، والمخترع علي إسماعيل من مواليد 1994، حاصل على شهادة هندسة حاسب آلي واتصالات والمخترعة جنان المرزوق من مواليد 1996 تخصص هندسة، أكدوا أن تجربتهم في عالم الابتكار منذ مشاركته في مسابقة التصميم الصناعي بمدينة شباب 2030 وهي المدينة التي تتبنى فكرتها وتنفيذها وزارة الشباب والرياضة.

وقالوا "حصلنا على المركز الثاني في البرنامج وأهلنا للمشاركة في مسابقة الاختراعات على مستوى البحرين باختراع - نظام الإنقاذ في المسابح وهو نظام يقوم على عمليات الإنقاذ من الغرق بتصميم حديث وتقني".

وأضافوا "هناك الكثير من المتميزين في البحرين وكثيرا ما نرى تمثيل الشباب البحريني الواعد في المحافل الدولية ولكن واقعاً نحتاج لمظلة خاصة حتى يتسنى لنا مواصلة الإبداع والرقي بالمملكة".

وأكدو أن جهود وزارة الشباب والرياضة، تتابع وباستمرار مثل تلك الابتكارات العملية والتقنية، لكنهم رأوا أنهم يفتقدون لتسليط الضوء على تلك الاختراعات.

وتقول المخترعة زينب الأنصاري من مواليد فبراير 1990، حاصلة على شهادة هندسة تقنية المعلومات، ومخترعة كرسي متحرك يتحرك بالصوت، إن تجربة الاختراع في بداية أمرها صعبة ونهايتها متميزة، حيث يعتبر ذلك إنجاز وتشريف لمملكة البحرين.

وتضيف "أن الابتكار في البحرين أصبح في تزايد ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، والأهم من ذلك أنها اختراعات متطورة ومفيدة ومشرفة، وأتمنى إعطاء هذا المجال حقه بكل المقاييس".

زينب حمادي، الحاصلة على شهادة بكالوريوس كيمياء من جامعة الكويت سنة 2009، تؤكد أن اختراعها عبارة عن حذاء مزود بحساسات خاصة يخدم الأشخاص الكفيفين، عن طريق استشعار البيئة المحيطة والحواجز المحيطة بهم على بعد متر ونصف.

وتقول "يقوم الحذاء عند الاقتراب من الحاجز بإصدار صوت واهتزاز وتزداد شدة الصوت والاهتزاز كلما اقتربنا من الحاجز وتعمل الحساسات بنظام الأوردوينو وببطارية يمكن تبديلها في حالة نفاذها، مؤكدة أن هناك حاجة ماسة إلى مؤسسات حاضنة لتعزز مفهوم براءة الاختراع بشكل أكبر.