أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن دول الاعتدال العربي، هي صمام الأمان في مواجهة التدخلات الخارجية ومشاريع الهيمنة، بعد أن أخذت زمام المبادرة بإجراءات عملية ومؤثرة لمكافحة الإرهاب، والدفاع عن قضايا الأمة ووحدتها.

ولفت إلى الحاجة لمبادرات جديدة ورؤى واقعية، للتصدي للأخطار المحدقة بالمنطقة من خلال جهد مشترك يتقدمه البحث العلمي، وجوهره التفكير الاستراتيجي كعامل حاسم في تحديد خيارات المستقبل.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في منتدى دراسات 2019 الأحد، بعنوان "دور المراكز البحثية وتأثيرها على سياسات الشرق الأوسط".

وقال د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: "أثبتت الأحداث أن دول الاعتدال العربي، هي صمام الأمان في مواجهة التدخلات الخارجية ومشاريع الهيمنة، بعد أن أخذت زمام المبادرة، بإجراءات عملية ومؤثرة، لمكافحة الإرهاب، والدفاع عن قضايا الأمة ووحدتها، لذلك لم تكن الحملات الممنهجة العدائية غريبة بالنسبة لنا، التي استهدفت دولنا، وحاولت إشغالها عن تنفيذ خططها الإصلاحية، وجهودها الإقليمية. لاسيما أن هذه الدول قطعت شوطًا طويلاً في ترسيخ موقعها بمعادلة التقدم التي تشمل (الأمن والإصلاح والتنمية)".

وأوضح أن "دراسات" يسعى إلى أن تتحقق رسالتنا الوطنية من خلال المنتدى السنوي، إلى جانب الإسهام أيضا في رسم مسار جديد للتقدم والشراكة، انطلاقا من عدة اعتبارات، من ضمنها تسليط الضوء على الموقع الفريد والريادي الذي تتبوأه مملكة البحرين كمركز للحوار والتفاهم، ومنارة لتكريس السلام، وتعزيز الحريات والتعايش السلمي.

وأضاف د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة:"جسدت البحرين، على مدار تاريخها، القيم الإنسانية النبيلة، وساهمت بفعالية في القضايا العادلة. وتصبو المملكة إلى التعاون مع الجميع لإنهاء عوامل التوتر والمسببات التي تستنزف الكثير من مقدرات دولنا. كما أن الشرق الأوسط، يشهد تحديات عميقة وتحولات جذرية، وبات بؤرة مضطربة وغير مستقرة، ومسرحًا للنزاعات الداخلية، وتفشي وباء الإرهاب. وتحولت الفوضى والطائفية إلى صناعة ترعاها دول، وتجارة محرمة تقوم عليها أنظمة".

وقال "منطقتنا أمام ما يمكن أن نطلق عليه "متلازمة الفوضى والتخريب" والتي تتضمن 3 مراحل أولها اختراق المجتمعات، وتعقبها مرحلة الفوضى والإرهاب، وأخيرا إسقاط المؤسسات الوطنية".

وأشار إلى "أن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة قادت إلى إطلاق مركز "دراسات" مبادرة تأسيس اتحاد مراكز الدراسات العربية، ككيان فكري وبحثي يعبر عن هويتنا وقيمنا، وأن يكون الفكر في خدمة السلام والتنمية؛ عبر إقامة الفعاليات المشتركة، والتبادل المعرفي، والتعاون البحثي، وتسليط الضوء على دور المراكز البحثية، في دعم صناعة القرار، وتنوير وتوعية الرأي العام".

وأضاف: "أن مصيرنا واحد وهدفنا مشترك، وعلينا تطوير أنماط التفكير وآليات العمل، بشكل دوري لنتدارك حاضرنا، ونبني مستقبلنا. ولاشك أن هذه المرحلة الفاصلة، بحاجة إلى مبادرات جديدة، ورؤى واقعية؛ للتصدي للأخطار المحدقة بالمنطقة. حيث لم يعد ممكنا أن تتم بأمنيات أو تحركات فردية معزولة، بل من خلال جهد مشترك، يتقدمه البحث العلمي وجوهره التفكير الاستراتيجي، كعامل حاسم في تحديد خيارات المستقبل. وقطعًا، فإن مراكز الدراسات والبحوث، تتحمل جزءًا مهمًا من المواجهة الحالية، وعليها الاستثمار في الفكر والبحث، لاستدامة إنتاج الرؤى والمقاربات غير التقليدية، وتقديم قراءة استشرافية واضحة ومتكاملة للقضايا والأحداث".

وأردف: "أتشرف بأن أشير في هذا الصدد، إلى الرؤية الملكية السامية، لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حول أهمية تضافر جهود مراكز الدراسات العربية الفاعلة؛ لدعم عملية صناعة القرار، وتعزيز المعرفة القائمة على أسس ومناهج علمية وعملية. إلى جانب دعوة جلالته الكريمة، لإيجاد منظومة فكرية تدرس وتطرح استراتيجيات؛ لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه منطقتنا". ووواصل "نطمح أن يكون هذا المنتدى، منصة تقدم خيارات استراتيجية، ومبادرات خلاقة، وإسهامات بناءة، من شأنها صياغة مستقبل أفضل، وتعزيز فرص الوقاية من الأزمات، وصيانة الأمن الجماعي، ونعول كثيرا على مناقشاته والأفكار التي ستطرح فيه، لتحقيق هذه الغاية".