دعا مؤتمر الألفية العربي للتكنولوجيا الحيوية، إلى تبنى الاستثمار في مجال التكنولوجيا الحيوية، ووضعها ضمن أولويات استراتيجيات التنمية في سياسات دول الخليج العربية لما لها من مردودات واسعة في التطور الشاملة في مجالات الطب، والبيئة، والزراعة.

جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي أقيم مؤخرا في المنامة بتنظيم مشترك بين جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين تحت شعار "كيف ستعيد علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية صياغة الألفية الثالثة"، بمشاركة 250 متخصصا ناقشوا 30 ورقة علمية قدمها أكاديميون وخبراء متخصصون في التقنية الحيوية الطبية والزراعية والبيئية يمثلون 10 دول من مختلف قارات العالم.

وقال رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله إن المؤتمر ناقش العديد من الملفات الحيوية التي يمكن للتقنية الحيوية التصدي لها، حيث جاءت أوراق العمل والنقاشات معبرة عن طموحات دول الخليج العربية في تحقيق اقتصاد مستدام ومتنوع وصديق للبيئة.

وناقش المؤتمر موضوع الأمن الغذائي حيث طرحت السيدة دنيا جميل من معهد ستيسيا انتروناشينال بتونس تقنية حيوية تسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية بما يشكل حلاً استراتيجياً لمعضلة الأمن الغذائي، وقالت إن هذا البرنامج الذي تم تطويره في العديد من بلدان العالم يسهم في تطوير جيل جديد من رواد الأعمال المواطنين المتمرسين بتقنيات جديدة وأكثر حساسية للزراعة الحديثة والمنتجة والمستدامة، مشيرة الى أن هذا المشروع يسهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي المعتمد على التكنولوجيا ويحسن من استخدام الثروات الطبيعية كالتربة، والمياه، والطاقة.

من جانبه طرح الدكتور جينواوي من فرنسا تقنية تساهم في تحرير الجينات خلال الاختبارات ما قبل السريرية، وهي تقنية مختبرية تسهم في تحرير الجينات من التعقيدات التي تظهر على الحالات التي لا يستجيب جهازها المناعي لعلاج السرطانات.

في الجانب البيئي ناقش الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد من المملكة المتحدة، استخدامات منشطات السطوح الحيوية واسهامها النوعي في عمليات تعبئة النفط واستخراج النفط بأسلوب ميكروبي محسن وتنظيف صهريج تخزين النفط ومعالجة التلوث النفطي وتحسين التوافر البيولوجي الهيدروكربوني إلى التحلل البيولوجي، الى جانب تطبيقات أخرى تشمل استخدام المخفضات في المنتجات المنزلية ومنتجات صناعية والمنتجات الزراعية، مبينا أن هذه التقنية تتميز بسميتها المنخفضة ومواصفاتها الصديقة للبيئة، علاوة على كفاءتها في الاستخدامات الطبية والصيدلانية والتي تشمل مستحضرات التجميل ومضادات الشيخوخة.

على صعيد متصل، طرح الدكتور أبهيجيت بورول من الولايات المتحدة الأمريكية منصة حيوية كهربائية حديثة لإنتاج الوقود الأخضر والمواد الكيميائية، تتضمن حلولا لإعادة تدوير النفايات والكتل الحيوية لاستخدامها من خلال الكترونات وسيطة لتوليد الوقود والمواد الكيميائية حيويا.

من ناحية أخرى اشتمل المؤتمر على ندوة خصصت لطرح ومناقشة آليات دمج التقنيات الحيوية في المنظومة الاقتصادية والاعتماد عليها لإرساء اقتصاد المعرفة حسب ما هو معمول به في الدول التقدمة، ووفقاً لما جاء في استراتيجيات دول مجلس التعاون الخليجي لسنة 2030.

واتفق المشاركون في المؤتمر على عدد من التوصيات أهمها تشجيع الدول على الاستثمار الشامل في التقنيات الحيوية، وتطوير منظومة التعليم بما يعزز تخريج كوادر بشرية مختصة ذات كفاءة عالية في مجالات التكنولوجيا الحيوية.

وعلى صعيد الاقتصاد دعا المؤتمر لتقديم التسهيلات والدعم لرؤوس الأموال المخاطرة التي تلعب دوراً أساسيا في إحداث نسيج صناعي واقتصادي عبر إنشاء الشركات الصغيرة أو متوسطة الحجم القائمة على تقنيات التكنولوجيا الحيوية المبتكرة.

وعلى المستوى الصناعي شدد المؤتمر على ضرورة وضع التشريعات والنظم التي تخلق المناخ الأمثل لتحقيق أهاف التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي رسمتها دول مجلس التعاون الخليج وتم إدراجها في خطط التنمية 2030.

وفي ختام المؤتمر ثمن الأستاذ الدكتور محمد الهماني رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد عبد الرحمن العوهلي، ورئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة في تنظيم هذا المؤتمر الهام الذي يعتبر حجر الأول الأساس لبناء صرح خليجي عامر تنمو فيه وتزدهر التقنيات الحيوية لتساهم في رقي شعوب المنطقة.