فاطمة السليم

دعا الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة البروفيسور عبدالله الحواج المختصين والعاملين في الحقل التربوي ورعاية الأطفال إلى "إبراز الدور الريادي في مبادرات رعاية الطفولة وتسليط الضوء على قصص النجاح المثيرة والملهمة وما أكثرها في المجتمع البحريني"، مؤكداً أن الجهد المبذول من الجهات الرسمية والأهلية في رعاية الطفولة بالبحرين "رائع ومشهود محلياً وعالمياً".

وألقى الحواج الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الثامن للجمعية البحرينية لتنمية الطفولة "رعاية الطفولة .. مستقبل وطن" بالنيابة عن راعي المؤتمر مستشار جلالة الملك للشؤون الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة د.حسن عبدالله فخرو.

ونظمت الجمعية المؤتمر بالتعاون مع الجامعة الأهلية في قاعة أوال بفندق الخليج الثلاثاء.

وأكد الحواج أن القيادة الحكيمة تولي اهتماماً كبيراً بالأطفال بوصفهم الثروة الوطنية وذخيرة المستقبل، فوجهت إلى تنشئته التنشئة السليمة ليكون فرداً صالحاً ومنتجاً في المجتمع.

احترام الطفل

فيما دعا رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر البروفيسور فؤاد شهاب إلى بث ثقافة احترام الأطفال منتقداً الثقافة السائدة التي تقوم على تهميش الصغار ومعاملتهم بقليل من الاحترام والاكتفاء بمشاعر الحب تجاههم، مؤكداً أنه لا حب من دون احترام، وأن السمة الإبداعية لدى الأطفال كبيرة جداً، لذلك فإنه يجب احترام آرائهم وأفكارهم والاستماع لهم ومنحهم كل الثقة وكل التقدير والتشجيع.

وتضمنت فعاليات المؤتمر جلستين رئيسيتين، كانت الأولى برئاسة البروفيسور عبدالله الحواج، وتضمنت 5 أوراق علمية. فيما عقدت الثانية برئاسة د.حسن إبراهيم كمال وتضمنت 4 أوراق علمية.

وكانت إحدى الأوراق للدكتور أكبر محسن محمد تناول فيها تجربة البحرين في رعاية الأطفال مجهولي النسب. وقدمت الورقة تعريفاً بالتسلسل التاريخي لرعاية مجهولي الأبوين في الخمسينات والستينات على يد مستشفى الإرسالية الأمريكية وانتقال الرعاية لوزارة الصحة في السبعينات، ثم لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الثمانينات، وصولاً لمرحلة الرعاية المتكاملة لهذه الفئة في منتصف الثمانينات، متطرقاً إلى التطور الملحوظ في نظرة المجتمع لهذه الفئة، حيث كانت دار الرعاية الخاصة بهم تفتقد من يبادر إلى احتضانهم ورعايتهم، وصولاً للمرحلة التي صار فيها بيت بتلكو لرعاية الطفولة يحتفظ بقائمة انتظار لأسر محرومة من الأطفال تنتظر فرصة رعاية أحد الأطفال.

وتناولت د.رنا الصيرفي في ورقتها بعنوان "وسائل الإعلام الحديثة وصياغة المفاهيم الحياتية لدى الأطفال والمراهقين" المفاهيم الحياتية واختلاف دلالاتها في ظل هيمنة التكنولوجيا الرقمية، والمسؤولية الملقاة على الآباء والمربين في هذا المجال، مشددة على أن تغير المفاهيم أو دلالاتها في ذهنية الطفل تمثل تحديات كبيرة تواجهها الأسرة اليوم.

دور مهم للألعاب الإلكترونية

وفي طرح لافت، أكد عدد من الخبراء المشاركين في فعاليات المؤتمر أن الألعاب الإلكترونية ليست شراً مطلقاً، رغم أنها قد تؤثر بالسلب في نوعية الحياة لأطفالنا، حيث بالإمكان توظيفها من جانب المؤسسات الحكومية والمدنية، وخصوصاً الأسرة والمدرسة لتنشئة الطفل تربوياً وتعليمياً واجتماعياً.

وقالوا إن هذه الألعاب، وعلى عكس ما هو سائد من أنها تؤدي إلى إفساد أخلاق الطفل وشغل وقت فراغه في أمور ليست مفيدة على الإطلاق، يمكن استخدامها في تحسين نوعية حياة الطفل، خصوصاً أننا أصبحنا في عصر الطفولة الرقمية، وإذا لم نحسن توظيف الهواتف والأجهزة اللوحية، فإنها ستغير المستقبل في اتجاه لا نرغبه.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تنويع الألعاب الإلكترونية في إطار متابعة الأطفال ومكافحة التأثيرات السلبية على أخلاقهم وسلوكياتهم وأحداث تغييرات إيجابية مطلوبة في شخصياتهم.