أقرت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب مقترحاً برغبة لإقرار برنامج تعويضي للمواطنين من ذوي الدخل المحدود للحد من تأثرهم بتطبيق ضريبة القيمة المضافة.
وكانت وزارة المالية والاقتصاد الوطني بينت أنه يتعذر الأخذ بمضمون الاقتراح برغبة المذكور وذلك كون قانون الضريبة جاء في إطار رؤية اقتصادية متكاملة تنفيذاً لالتزامات قانونية ودولية، وذلك بعد أن شرعت الدولة في إطلاق برنامج للإصلاح الاقتصادي المؤسسي، تماشياً مع أهداف الرؤية الاقتصادية 2030، مما أفضى إلى إعداد استراتيجية اقتصادية وطنية، التي كانت بمثابة خارطة طريق لتحقيق تلك الرؤية، معتبرة أن القيمة المضافة فرضت للتماشى مع تلك الرؤية وبرنامج الاصلاح الاقتصادي، التزاماً بالاتفاقية الموحدة للقيمة المضافة لدول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فإنها فرضت وفقاً لقانون ضريبة القيمة المضافة الصادر بالمرسوم بقانون 48 لسنة 2018، بعد موافقة مجلسي الشورى والنواب.
وأشارت الوزارة إلى أنه لا يمكن تمييز بعض الأفراد عن غيرهم بشأن تطبيق الضريبة، باعتبار أن الوعاء لها هو ثمن توريد السلعة أو الخدمة بغض النظر عن الشخص الخاضع للضريبة أو العميل، أي أن العبرة في فرضها أو الاعفاء منها هو بالنظر لطبيعة السلعة أو الخدمة المقدمة، وليس شخص البائع أو مقدم الخدمة أو المشتري أو المستفيد، ومن ثم لايمكن التمييز بشأنها على أساس الأشخاص أو مستوى مداخيلهم، وإلا ترتب على ذلك الإخلال بمبدأ المساواة المقرر دستورياً مبينة أن نصوص قانون الضريبة راعت الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تطبيق ضريبة القيمة المضافة بحيث لم تفرض على جميع السلع والخدمات بطريقة عشوائية، إنما في ضوء السياسة العامة للمملكة وتحقيقاً للأهداف الاجتماعية والاقتصادية لها وفي حدود التزام المملكة بالاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة، ومن بينها مراعاة مصلحة المواطنين، لذلك قسّم المشرع توريدات السلع والخدمات إلى 3 فئات خاضعة، أو خاضعة بنسبة الصفر بالمئة أو معفاة تماماً، وذلك بحسب أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة والمواطنين، حيث قرر إعفاء بعضها أو فرض القيمة المضافة عليها بالنسبة الصفرية، وذلك لمراعاة مصلحة المواطنين ودعمهم بمختلف القطاعات دون حصرها على ذوي الدخل المحدود من المواطنين.
كما تمت الإشارة في رد الوزارة على اللجنة، أن الاتفاقية الموحدة للضريبة، أعطت الحق لكل دولة عضو بإعفاء بعض القطاعات أوإخضاعها للقيمة المضافة بنسبة 0%، وهي قطاع التعليم والقطاع الصحي، القطاع العقاري، قطاع النقل المحلي، مع أحقية إخضاع قطاع النفط والمشتقات النفطية والغاز بنسبة 0%.
وكان نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بدر الدوسري، تقدم بالمقترح المذكور للحد من تأثر المواطنين ذوي الدخل المحدود بتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وذلك للمحافظة على بنان العدالة الاجتماعية والحد من ارتفاع أسعار المواد المعيشية والخدماتية، التي أثقلت كاهل ذوي الدخل المحدود بالأعباء المادية، إلى جانب تطبيق سياسة دول الجوار التي عوضت شريحة المواطنين من تلك الفئة بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة.