دعا الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة البروفيسور عبدالله الحواج، المختصين والعاملين في الحقل التربوي ورعاية الأطفال، إلى إبراز الدور الريادي في مبادرات رعاية الطفولة وتسليط الضوء على قصص النجاح المثيرة والملهمة وما أكثرها في المجتمع البحريني.

وأكد أن الجهد المبذول من الجهات الرسمية والأهلية في رعاية الطفولة في مملكة البحرين رائع ومشهود محلياً وعالمياً.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الثامن للجمعية البحرينية لتنمية الطفولة "رعاية الطفولة .. مستقبل وطن" بالنيابة عن راعي المؤتمر د.حسن فخرو مستشار جلالة الملك للشؤون الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع الجامعة الأهلية الثلاثاء.

وأكد الحواج أن القيادة الحكيمة تولي اهتماماً كبيراً بالأطفال بوصفهم الثروة الوطنية وذخيرة المستقبل، فوجهت إلى تنشئته التنشئة السليمة ليكون فرداً صالحاً ومنتجاً في المجتمع.

وذكر أن المؤتمر الزاخم بالكثير من البحوث والدراسات القيمة، يضيف إلى رصيد الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة التي نظمت فيما سبق 7 مؤتمرات على مستوى راقٍ جداً تهتم كلها بموضوعات الطفولة.

أما رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر البروفيسور فؤاد شهاب، دعا إلى بث ثقافة احترام الأطفال منتقداً الثقافة السائدة التي تقوم على تهميش الصغار ومعاملتهم بقليل من الاحترام والاكتفاء بمشاعر الحب اتجاههم.

وأكد أنه لا حب من دون احترام، وأن السمة الإبداعية لدى الأطفال كبيرة جداً، لذلك فإنه يجب احترام آرائهم وأفكارهم والاستماع لهم ومنحهم كل الثقة وكل التقدير والتشجيع.

وتضمنت فعاليات المؤتمر جلستين رئيسيتين، كانت الأولى برئاسة البروفيسور عبدالله الحواج، وتضمنت 5 أوراق علمية فيما كانت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور حسن إبراهيم كمال وتضمنت 4 أوراق علمية، أعقب كلاً من الجلستين مناقشات ثرية.

وكانت إحدى الأوراق المقدمة لـ د.أكبر محسن محمد تناول فيها تجربة البحرين في رعاية الأطفال مجهولى النسب، وتناولت تعريفاً بالتسلسل التاريخي لرعاية مجهولي الأبوين في الخمسينات والستينات على يد مستشفى الإرسالية الأمريكي وانتقال الرعاية لوزارة الصحة في السبعينات، ثم لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدءاً من الثمانينات، وصولاً لمرحلة الرعاية المتكاملة لهذه الفئة في منتصف الثمانينات.

وتطرق إلى التطور الملحوظ في نظرة المجتمع لهذه الفئة، حيث كانت دار الرعاية الخاصة بهم تفتقد من يبادر إلى احتضانهم ورعايتهم، وصولاً للمرحلة التي صار فيها بيت بتلكو لرعاية الطفولة يحتفظ بقائمة انتظار لأسر محرومة من الأطفال تنتظر فرصة رعاية أحد الأطفال.

وقدم القائم بأعمال عميد كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأهلية ورقة بعنوان "الطفولة الرقمية جدلية الابتكار والتنميط"، وناقشت دراسة ميدانية عن الإشباعات المتحققة لأطفال الروضة من استخدام الألعاب الإلكترونية، ودورها في التنشئة الاجتماعية ووسائل الإعلام وصياغة المفاهيم الحياتية لدى الأطفال والمراهقين.

وتناولت د.رنا الصيرفي في ورقتها التي جاءت بعنوان "وسائل الإعلام الحديثة وصياغة المفاهيم الحياتية لدى الأطفال والمراهقين" المفاهيم الحياتية وتغيرها واختلاف دلالاها في ظل هيمنة التكنولوجيا الرقمية، والمسؤولية الملقاة على الآباء والمربين في هذا المجال، مشددة على أن تغير المفاهيم أو دلالاتها في ذهنية الطفل تمثل تحديات كبيرة تواجهها الأسرة اليوم.

وفي طرح لافت أكد عدد من الخبراء المشاركين في فعاليات المؤتمر على أن الألعاب الإلكترونية ليست شراً مطلقاً، رغم أنها قد تؤثر بالسلب في نوعية الحياة لأطفالنا، حيث بالإمكان توظيفها من جانب المؤسسات الحكومية والمدنية، وخصوصاً الأسرة والمدرسة لتنشئة الطفل تربوياً وتعليمياً واجتماعياً .

وقالوا، إن "هذه الألعاب، وعلى عكس ما هو سائد من أنها تؤدي إلى إفساد أخلاق الطفل وشغل وقت فراغه في أمور ليست مفيدة على الإطلاق، يمكن استخدامها في تحسين نوعية حياة الطفل، خصوصاً وأننا أصبحنا في عصر الطفولة الرقمية، وإذا لم نحسن توظيف الهواتف والأجهزة اللوحية، فإنها سوف تغير المستقبل في اتجاه لا نرغبه أو نتمناه".

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تنويع الألعاب الإلكترونية في إطار متابعة الأطفال ومكافحة التأثيرات السلبية على أخلاقهم وسلوكياتهم وإحداث تغييرات إيجابية مطلوبة في شخصياتهم .

ودعوا إلى التركيز على الحوار الأسري الإيجابي وتغليب مفاهيم الإنصات والاستماع للطفل داخل الأسرة، وتحقيق الطفولة الآمنة وتنمية الشخصية الإيجابية في المدرسة، وتطوير سياسة إعلامية متعلقة بالطفولة تركز على تنمية القيم الاجتماعية الإيجابية.