سماهر سيف اليزليستمتع الكثير بأجواء شهر رمضان الكريم في عموم الوطن العربي ، لكنها تكون عصيبة على مدمني الشاي والقهوة والسجائر وغيرها ، وتكون المعاناة في ذروتها في بداية الشهر بسبب حاجة الجسم لكمية الكافيين التي تعود عليها خلال فترة النهار كما الأيام العادية ، ويعاني المدمنون من عدة أعراض مختلفة بسبب إدمانهم هذا ، ويلجأ أغلبهم إلى ترويض النفس قبل فترة من حلول الشهر بتقليل نسب القهوة والشاي والتبغ، أو يقوم البعض الآخر بشرب الكمية مضاعفة كتخزين القهوة عند السحور والإفطار وحتى بين هاتين الوجبتين خوفاً من أن ينفد منهم المخزون .يقول مازن إبراهيم : أنا من المعتادين على شرب فنجان قهوة سادة صباح كل يوم حتى أتمكن من بدء يومي بنشاط وذهن صافٍ، لذلك فأنا أعاني جداً في رمضان من الصداع وفتور الجسم ، ويستمر هذا الشعور معي حتى منتصف الشهر رغم محاولتي لشرب فنجان القهوة قبل الإمساك لكن دون جدوى .ومن جهتها تقول لمياء علي : أشرب القهوة عدة مرات خلال اليوم، وهي عادة صعب التخلي عنها خصوصاً في شهر رمضان ، لكني أبدأ بالتقليل تدريجياً حتى قدوم الشهر، وبالرغم من ذلك تكون الأيام الأولى للصيام صعبة بسبب الصداع المزمن الذي يصيبني ، لذلك فأنا أقوم بشربها بعد الفطور مباشرة وعدة أكواب حتى موعد السحور .تقول الطبيبة العامة إشارقة إسماعيل برقو : أكثر الأعراض الظاهرة على مدمني الشاي والقهوة والتبغ تكون بإحساسهم بصداع شديد يستمر لساعات طويلة حيث إن الكافيين يساهم في ضيق الأوعية الدموية الموجودة في الرأس مما يبطئ جريان الدم، وبمجرد التوقف عن شربه أو تقليل كميته فجأة تتوسع الأوعية الدموية مما يسبب جريان الدم بشكل أسرع ومفاجئ وهذا ما يسبب الصداع الشديد ، ومن الأعراض المصاحبة كذلك الشعور بالكسل وفتور الجسم وتقلب حاد في المزاج والحالة النفسية وقد يفقد البعض منهم القدرة على التركيز حتى وقت الإفطار .مضيفة : من غير المحبذ شرب القهوة خلال شهر رمضان كونها تسبب الجفاف، لافتة إلى أن هناك أصنافاً مختلفة يمكن التعويض بها أو استخدامها كبديل لا يسبب جفاف الجسم منها الشاي الأخضر والأسود والقهوة سريعة الذوبان، مشيرة إلى أنه من المستحب ترويض الجسم قبل أسبوعين بالامتناع عن شرب القهوة تدريجياً، وإذا لم يستطع الفرد الامتناع التام فيمكنه شرب الحليب مع قليل من الشكولاته ليعطي مفعول القهوة بكمية كافيين أقل، كما يمكن للصائم شرب العصائر الخالية من السكر أو التي تحوي على فيتامين " سي" والذي يعطي مفعول الكافيين كذلك وتبقي الصائم صاحياً وتعطيه قدراً من الطاقة ، كما أنها تعوض كمية السوائل المطلوبة للجسم .ولتجنب الأعراض التي تتضمن اضطرابات في النوم أو التعب والتوتر والتي يعتبرها الأطباء أعراضاً طبيعية تزول تدريجياً بعد الأسبوع الأول من الصيام والتي يمكن علاجها باستخدام المسكنات في حالة الصداع الشديد، كما يمكن للرياضة والحركة أن تقللا منها ، وتنصح برقو بمزاولة هوايات وعادات جديدة لينشغل الفرد ويبعد تفكيره عن الآلام أو الضيقة أو أي شعور غير مرغوب به خلال نهار رمضان .وتقول دكتورة إشراقة برقو : يمكن للفرد شرب فنجان قهوة مع كوب من الماء قبل الإمساك، أو تناول كوب قهوة بعد الفطور بساعة حيث يجب ترطيب الجسم بشرب الشوربة أو الحليب ولتتم عملية الهضم بشكلها الصحيح ، ومن الواجب تعديل كمية المياه وزيادتها مقابل كل كوب يحوي على الكافيين .