تقدمها - سماهر سيف اليزل:

يحكي حسن عبد الله خلف الحوسني ذكرياته الرمضانية بحب كبير.. فرمضان لول عند الحوسني له مذاق ونكهة تختلف عن ما نعيشه اليوم، وعنه يقول: أذكر أننا كنا نستبشر بحلول الشهر عند سماعنا "حياك الله يا رمضان... يابو القرع والبيديان" التي كان يرددها أطفال الحي وهم يقرعون الطبول ويدورون في الأزقة و الطرقات، مغنين هذه الأزاهيج الرمضانية معبرين بها عن فرحتهم بحلول الشهر الكريم ، مستقبلين له بقلب منشرح ونفس محبة .

ويضيف
رمضاننا كان بسيطا غير مكلف ، يذهب والدي قبل فترة من قدومه لإحضار أنواع الحب والأرز ، وتقوم الوالدة مع حمواتها الذين يسكنون في بيت واحد بتنظيفه وتقشيره وتجهيزيه "للدق" ، كان رمضاننا هو الشهر الاميز في السنة حيث أن الحركة تعم كل أرجاء المنزل ، وكان الكبير والصغير يتشاركون في التجهيز لاستقباله ، فالنساء يوزعن مهام التنظيف والترتيب وإعداد مكونات الطبخ ، والفتية و الآباء يتولون مهمة تجهيز المجلس ، ومكان الفطور وإحضار كل ما ينقص من "ماجلة " أو أدوات ومواعين للطبخ وتقديم الطعام ، كان هذا المنظر يشعرني بالفرحة حيث أنه يزرع حس المسؤولية والمشاركة بين جميع أفراد الأسرة والجيران كذلك ، فلم تقتصر مساعدتنا لأفراد أسرتنا فقط بل كان الوالد والوالدة يوصياننا أنا وأخي بالذهاب للجيران وسؤالهم عما إذا كانوا يحتاجون لمساعدة في أي عمل وتقديمه لهم ، وكذلك يفعل كل أبناء الحي .