براء ملحم

أيدت محكمة الاستئناف العليا الجنائية، الثلاثاء، حكم الإعدام الصادر بحق المدان الأول في قضية تأسيس جماعة إرهابية وقتل شرطي وشخص مدني، بإحداث تفجيرين في دمستان وكرزكان العام 2014، إضافة لجمع أموال لجماعة إرهابية، والتجمهر والشغب واستعمال وحيازة المتفجرات والأسلحة، تنفيذاً لأغراض إرهابية. كما أيدت المحكمة إسقاط الجنسية عنه.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى ورود بلاغ بزرع أشخاص مجهولين في 8 ديسمبر 2014 جسماً متفجراً قرب المعسكر التابع لقوات الأمن الخاصه في دمستان، إضافة لاستدراج أفراد الشرطة لمكان زراعة الجسم بأعمال الشغب ثم تفجيره بهم ومهاجمتهم بزجاجات المولوتوف، متسبيين في قتل شرطي.

كما ورد بلاغ عن انفجار جسم غريب قرب مسجد زين العابدين بمنطقة كرزكان، الأمر الذي أدى لوفاة مواطن بحريني كبير في السن نتيجة إصابات بالغة. كما أصيب آسيوي في الانفجار ونقل إلى المستشفى. وبعد التحريات وجمع المعلومات، تبين أن المدانين هم ذاتهم من ارتكبوا الواقعتين، إذ شكلوا خلية ارهابية تخصصت في تصنيع المتفجرات محلية الصنع لاستهداف رجال الشرطة.

وشارك المدانون في تأسيس الخلية الإرهابية من أجل استهداف رجال الأمن بالدرجة الأولى، وإحداث أكبر قدر من الخسائر بهم وبمركابتهم. وجمع أحد أفراد الخلية التبرعات لدعم نشاطها من خلال استغلال المناسبات الدينية. كما عملوا على تجنيد أشخاص للانضمام إلى الخلية ومعاونتهم في نشاطهم الإرهابي.

وكانت المحكمة حكمت على 23 مداناً في القضية، وعاقبت المدان الأول بالإعدام، وبقية المدانين بالسجن المؤبد، وإسقاط الجنسية عن جميع المدانين، إضافة لتغريم الثالث والرابع 200 ألف دينار، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم، لكن عند نظر الدعوى أمام محكمة التمييز بشأن المدان المحكوم بالإعدام، قضت المحكمة بنقض الحكم وإعادة القضية إلى محكمة أول درجة للفصل فيها من جديد، فحكمت عليه بالإعدام مجدداً، وطعن مرة أخرى أما الاستئناف التي أيدت الحكم.

وكانت التحريات في دمستان وكرزكان كشفت أن المدانين اتفقوا وخططوا لعملية قتل أفراد شرطة في دمستان، إذ صنع مدانان قواذف محلية الصنع يتم تفجيرها عن بعد باستخدام هواتف نقالة، من أجل زراعتها قرب معسكر الشرطة والاستعانة بالبقية الذين تم تجنيدهم لإحداث اعمال شغب بالمنطقة، ومهاجمة معسكر الشرطة بمنطقة دمستان بزجاجات المولوتوف المعدة مسبقاً.

وقضت خطة الإرهابيين بأن تهاجم مجموعة من المتجمهرين برج المراقبة في المعسكر بواسطة المولوتوف، وتستكمل المجموعة الأخرى مهاجمة أفراد الشرطة لاستدراجهم لمكان زراعة القاذف، وتراقب المجموعة الثالثة الطريق وتعاون المجموعات على مهاجمة الشرطة ثم يتم تفجير القاذف عند اقتراب أفراد الشرطة منه. وأدى تنفيذ الخطة إلى وفاة شرطي بعد تعرضة لإصابات بالغة نتيجة تفجير القاذف الذي زرعة المدان الأول قرب المعسكر.

ودلت التحريات على أن أعضاء الخلية خططوا بذات الأسلوب لزراعة قاذف آخر مصنوع مسبقاً في كرزكان. وزرعه المدان الأول قرب مسجد زين العابدين وكان من المفترض تفجيره بعد انتهاء الإرهابيين من العملية الأولى، لكن بعد تفجير القاذف الأول ووفاة شرطي طوقت قوات الأمن المنطقة، فأخر الإرهابيون تنفيذ العملية الثانية لكنهم لم يزيلوا القاذف المتفجر من المنطقة. وفي صباح اليوم التالي انفجر القاذف نتيجة ورود رسالة من شركة الاتصال على الهاتف المثبت عليه، وأدى الانفجار إلى مقتل أحد الاشخاص المدنيين كما أصيب آسيوي إصابات بالغة.