عيسى جراغ
"النقصة الرمضانية" عادة بحرينية وخليجية قديمة طرأت عليها في الآونة الأخيرة تغييرات طالت شكلها ومحتواها، وباتت تهدى بلمسة جمالية عصرية رأى البعض أنها أفقدت النقصة بساطتها وأخلت بجوهر هذه العادة التي تعتمد على البعد عن التكلف في الشكل والتقديم.
والنقصة عبارة عن تبادل الطعام بين أهالي الحي قبيل أذان المغرب.
وعن المقارنة بين النقصة التقليدية والتغييرات المستحدثة، قال محمد النصف "أتذكر حينا في الماضي حين كان يعج بالأطفال الذين يتنقلون قبيل أذان المغرب بين البيوت ليتبادلوا الصحون الخزفية الصغيرة، كانت لذة هذه العادة تكمن في بساطتها، تلك البساطة التي كانت تشعر أهل الحي بأنهم قريبين من بعضهم مترفعين بسلوكهم عن التكلف الذي تظهره النقصة الرمضانية اليوم التي أضحت وسيلة للزهو والتباهي".
وأضاف "أعتقد بأن تقليعات النقصة الرمضانية ستكون الأداة التي تنهي هذه العادة، فتكاليف النقصة بحلتها الجديدة وما تتركه من أعباء مادية تثقل كاهل الأسر سيجعل العديد من الناس يعزفون عن تأدية هذه العادة الاجتماعية الأصيلة".
وقالت خولة العلي "ما ظهرت عليه النقصة في الفترة الأخيرة هو خلاف مسماها الحقيقي حيث أن كلمة نقصة تأتي بمعنى استنقاص أو استقطاع جزء من وجبتك الرمضانية ومشاركتها مع آخر تعزه وتقدره، أما اليوم فلم تعد النقصة بسيطة كما قدر لها في الماضي، وعندها تنتفي صفة النقصة عما يتم تداوله في الآونة الأخيرة".
في حين قالت منى الصبيح المصممة في أحد محلات التغليف والزهور "أصبحت النقصة تقدم بطريقة فنية مزينة بتصاميم مبتكرة تتضمن نمطاً عصرياً في العرض وتكتنفها أساليب إبداعية سواء في الشكل أو المحتوى. حيث دخلت في الآونة الأخيرة على النقصة الهدايا الروحانية كالمسابح والمباخر وسجادات الصلاة والمصاحف وغيرها من لوازم الشهر الفضيل".
وعبرت علياء عبدالرضا عن استحسانها للنقصة بحلتها الجديدة. وقالت "النقصة حالها حال أي عادة أو تقليد اجتماعي من شأنها أن تتطور وتتجدد، وهذا في نظري عامل إيجابي من خلاله يمكن المحافظة على جوهر هذه العادة المتمثلة بالعطاء والتواصل الاجتماعي بين الأهل أو الجيران".
وأضافت "من الجميل الاعتناء بمظهر النقصة حسب مقدرة الشخص المادية، فالنقصة عبارة عن إهداء لشخص عزيز، ومن تعزه من الطبيعي أن تسعى بجهد لإظهار نقصته بأبهى صورة".
وأكدت سلمى حسين ضرورة خضوع النقصة للتحديث والتجديد. وقالت "لا بأس في تطوير مفهوم النقصة سواء من ناحية الشكل أو المحتوى، ففي النهاية العادات بمظهرها الخارجي خاضعة على مر الزمان للتبدل والتحول فهي ليست مقدسة".
{{ article.visit_count }}
"النقصة الرمضانية" عادة بحرينية وخليجية قديمة طرأت عليها في الآونة الأخيرة تغييرات طالت شكلها ومحتواها، وباتت تهدى بلمسة جمالية عصرية رأى البعض أنها أفقدت النقصة بساطتها وأخلت بجوهر هذه العادة التي تعتمد على البعد عن التكلف في الشكل والتقديم.
والنقصة عبارة عن تبادل الطعام بين أهالي الحي قبيل أذان المغرب.
وعن المقارنة بين النقصة التقليدية والتغييرات المستحدثة، قال محمد النصف "أتذكر حينا في الماضي حين كان يعج بالأطفال الذين يتنقلون قبيل أذان المغرب بين البيوت ليتبادلوا الصحون الخزفية الصغيرة، كانت لذة هذه العادة تكمن في بساطتها، تلك البساطة التي كانت تشعر أهل الحي بأنهم قريبين من بعضهم مترفعين بسلوكهم عن التكلف الذي تظهره النقصة الرمضانية اليوم التي أضحت وسيلة للزهو والتباهي".
وأضاف "أعتقد بأن تقليعات النقصة الرمضانية ستكون الأداة التي تنهي هذه العادة، فتكاليف النقصة بحلتها الجديدة وما تتركه من أعباء مادية تثقل كاهل الأسر سيجعل العديد من الناس يعزفون عن تأدية هذه العادة الاجتماعية الأصيلة".
وقالت خولة العلي "ما ظهرت عليه النقصة في الفترة الأخيرة هو خلاف مسماها الحقيقي حيث أن كلمة نقصة تأتي بمعنى استنقاص أو استقطاع جزء من وجبتك الرمضانية ومشاركتها مع آخر تعزه وتقدره، أما اليوم فلم تعد النقصة بسيطة كما قدر لها في الماضي، وعندها تنتفي صفة النقصة عما يتم تداوله في الآونة الأخيرة".
في حين قالت منى الصبيح المصممة في أحد محلات التغليف والزهور "أصبحت النقصة تقدم بطريقة فنية مزينة بتصاميم مبتكرة تتضمن نمطاً عصرياً في العرض وتكتنفها أساليب إبداعية سواء في الشكل أو المحتوى. حيث دخلت في الآونة الأخيرة على النقصة الهدايا الروحانية كالمسابح والمباخر وسجادات الصلاة والمصاحف وغيرها من لوازم الشهر الفضيل".
وعبرت علياء عبدالرضا عن استحسانها للنقصة بحلتها الجديدة. وقالت "النقصة حالها حال أي عادة أو تقليد اجتماعي من شأنها أن تتطور وتتجدد، وهذا في نظري عامل إيجابي من خلاله يمكن المحافظة على جوهر هذه العادة المتمثلة بالعطاء والتواصل الاجتماعي بين الأهل أو الجيران".
وأضافت "من الجميل الاعتناء بمظهر النقصة حسب مقدرة الشخص المادية، فالنقصة عبارة عن إهداء لشخص عزيز، ومن تعزه من الطبيعي أن تسعى بجهد لإظهار نقصته بأبهى صورة".
وأكدت سلمى حسين ضرورة خضوع النقصة للتحديث والتجديد. وقالت "لا بأس في تطوير مفهوم النقصة سواء من ناحية الشكل أو المحتوى، ففي النهاية العادات بمظهرها الخارجي خاضعة على مر الزمان للتبدل والتحول فهي ليست مقدسة".