د.عبدالقادر المرزوقي
عطفاً على ما عرضته في العمود الأسبوعي في الأسبوع الماضي أعرض اليوم قضية نقدية هي مدار نقاش وبحث، تعرض إليها الكثير من النقاد الحداثيين، هذه القضية هي فكرة الرمزية والتأويل التي تعرض إليها تزفيتان تودروف في كتابه الرمزية والتأويل، فالخطاب نص يقوم على حمولة لغوية هي مؤشرات نصية تحفز المتلقي إلى تفكيك النص في محاولة لتأويل تلك العلامات في نسقها النصي، فعليه فإن النص لا يقع تحت مسؤولية المؤلف تحديداً، وذلك لأن المؤلف يبدع نصاً هو حصيلة تفاعلية مع كل المكونات الثقافية والفكرية التي تتخلق في فضائه الخاص، لتخلق فيما بعـد فضاء عقلياً حوارياً مشتركاً بين الخطاب النصي والمتلقي.
إن العلاقة المنجزة بين النص والمتلقي لا تتوقف عـند حدود التعرف على الملفوظ ورمزيته، بل تتجه إلى فضاء جديد وهو فضاء التأويل، يقول "بول ريكور" في صدد حديثه عـن تأويل التجربة الأدبية والتي يرى أنها تقدم معنى يختلف عن ذلك المعنى الذي يتوصل إليه التحليل البنيوي للنصوص انطلاقاً مما يستعيره من اللسانيات "فالنص هـو وساطة بين الإنسان والعالم، وبين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان ونفسه، والوساطة بين الإنسان والعالم هو ما ندعوه بالمرجعية، والوساطة بين الناس هي ما ندعوه بالاتصالية، والوساطة بين الإنسان ونفسه هـو مـا ندعوه بالفهم الـذاتي، فالعمل الأدبي يتضمن هذه العناصر الثلاثة: المرجعية والاتصالية والفهم الذاتي".
غير أن الجمالية لا تتحقق بصورة عبثية بل هـي صورة تنبع من بنية النص اللغوية والمضامين الدلالية المشكلة لهيكلة النص والتي تمثل معياراً ثابتاً لا يتغير، لهذا يفرق انجاردن بقوله "تفرقة حاسمة بين البنية الثابتة للعمل الأدبي وما يقوم به القارئ لتحقيق هذه البنية". وللحديث بقية في عرض بعض المصطلحات النقدية ...