براء ملحم
أجلت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى قضية شاب بحريني قتل عاملين آسيويين بمطرقة حديدية وحاول قتل ثالث دهسًا بسيارته، لجلسة 12 يونيو المقبل للمرافعة مرة أخرى بعد أن حجزتها للحكم في الجلسة الماضية، وقررت المحكمة الاستماع لشاهدي الإثبات الخامس والسادس، والاستعلام عما إذا كان الشاهد السادس متواجدا في البلاد من عدمه، وتكليف النيابة بذلك.
وتعود تفاصيل الواقعة حسب اعترافات المتهم أنه قرر سرقة الآسيويين الذين لا يوجد من يسأل عنهم أو يهتم لأمرهم، بعد فصله من وظيفة، إذ يسكن في منطقة جبلة حبشي مع والدته وأشقائه، ووالده متوفى منذ عام 2000، وبالفعل وفي فبراير 2018 توجه المتهم إلى ساحل البحر بمنطقة كرباباد، حيث توجه لأحد العمال الآسيويين ممن يقومون بجمع القمامة على الساحل، وطلب منه بطاقة هويته، وعندما أخرج المحفظة قام بسحبها منه وفر هاربًا بسيارته، وعثر بداخلها على 16 دينارًا.
ولم يكتف بهذا، بل قرر أن يزيد من عدد تلك العمليات، حيث إنه وفي 28 مارس2018، اتجه إلى منطقة القفول لأن بها الكثير من الأجانب وترصد أحد المارة، وعندما تجاوز سيارته، قام بالتحرك بالسيارة واصطدم به وحشره بين سيارته وسيارة أخرى، ثم ترجل وتوجه إليه وطلب منه محفظته، لكن المجني عليه كان يتألم ويشير إلى سكنه، فعثر معه على حقيبة قماشية أخذها، وتحرك بالسيارة تاركا المجني عليه يتألم، وفي المنزل لم يعثر في الحقيبة على أية نقود
ولم يقتصر الأمر على هذا بل قرر المتهم قتل آسيويين وسرقتهم، فترصد أحد العمال الذين يقومون بجمع الكراتين، في منطقة توبلي، وشاهد المجني عليه يجمع الكراتين، فأخرج المطرقة التي أحضرها معه من المنزل وضربه عدة ضربات على رأسه من الخلف بكل قوة ما أدى لتهشّم جمجمته وخروج كمية كبيرة من الدم، حتى تيقّن أنه فارق الحياة، فقام بتحريك الجثة وسرقة محفظة عثر بداخلها على 25 دينارًا.
ولم ترع الجريمة الأولى المتهم عن التوقف بل واصل في جرائمه، حيث شاهد آسيويًا يقود دراجة هوائية، فقرر قتله، في فجر يوم 13 أبريل 2018، حيث قام بجلب المطرقة ثم تحرك بسيارته إلى أن تجاوز المجني عليه وانتظره يمر بدراجته فانقض عليه وقام بضربه بالمطرقة من الخلف على رأسه، وسمع حشرجة تخرج منه أثناء تلقيه الضربات القاتلة، ثم شاهد الدماء تنزف من جمجمته بغزارة، والتي لطخت ثوب المتهم، فقام بتحريك الجثة وبحث عن محفظة نقوده، وعندما عثر عليها لم يجد فيها أي نقود.
وأكد تقرير الطب النفسي الصادر بشأن حالة المتهم أنه مسؤول عن تصرفاته، وكشف التقرير أنه دخل برنامجًا نهاريًا في فترة سابقة بسبب رفضه الذهاب للمدرسة، فيما أفادت والدته بأنه يتميز بـسلوك عدواني وانعزالي، لكن المتهم قرر في التحقيقات أن الدافع في بحثه عن آسيويين بسطاء وقتلهم هو السرقة، حيث اشتملت حصيلة جريمتي القتل والجريمة غير المكتملة الثالثة، على 41 دينارًا فقط.
وذكر تقرير الطب النفسي أن المتهم كان يتردد على المستشفى منذ سبتمبر 2005، وأدخل المستشفى مرة واحدة من نوفمبر 2007 وحتى فبراير 2008، كما أدخل برنامج الوحدة النهاري في فترة سابقة بسبب رفضه الذهاب إلى المدرسة في عام 2005.
وأشارت اللجنة الطبية إلى أنه تبين لها عدم وجود أعراض ذهانية حادة، وأن حالته النفسية عادية وكان مدركا لتصرفاته، لافتة أن والدة المتهم أفادت بأنه يتميز بسلوك عدواني وانعزالي، وخلصت اللجنة إلى أنه مسؤول عن تصرفاته.
وأسندت النيابة العامة للمتهم أنه في غضون شهري مارس وأبريل 2018 ليلاً، أولاً: ارتكب جناية القتل عمدًا مع سبق الإصرار، وذلك تسهيلاً لارتكاب جريمة أخرى بأن قتل عمدًا المجني عليه الأول مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله وأعد لذلك أداة الجريمة "مطرقة"، وتوجه إليه وضربه 7 إلى 8 ضربات بواسطة المطرقة تجاه رأسه قاصدًا من ذلك إزهاق روحه، وبلغ مقصده أن أحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته، وارتكبت هذه الجناية تسهيلاً لارتكاب جريمة سرقة، وذلك بأنه في ذات المكان والزمان سرق المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه.
كما أسندت للمتهم القتل عمدًا اللمجني عليه الثاني مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله وأعد لذلك أداة الجريمة "مطرقة"، وتوجه إليه وقام بضربه 8 ضربات بواسطة المطرقة تجاه رأسه قاصدًا من ذلك إزهاق روحه، وبلغ مقصده بأن أحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطب الشرعي والتي أودت بحياته، وقد ارتكبت هذه الجناية تسهيلاً لارتكاب جنحة سرقة، وذلك بأنه في ذات المكان والزمان سرق المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه.
كما وجهت النايبة للمتهم تهمة سرقة المنقولات المبينة بالأوراق والمملوكة للمجني عليه الثالث بطريق الإكراه الواقع عليه بأن اصطدم به بسيارته فاندفع المجني عليه محاصرًا بين تلك السيارة وأخرى مشلول الحركة والمقاومة، ما مكن المتهم من سرقة المنقولات والفرار به، اضافة الى حيازة وأحرز "فأسًا معدنيًا" كما هو مبين بالأوراق.