د.عبدالقادر المرزوقي
تبدو فكرة استنطاق الشباب المبدع واستنهاض فكره للمساهمة في رفد المشهد الثقافي في مجتمعنا البحريني، فكرة رائدة لإثبات أن تطوراً تنقيحياً لا بد وأن يتسيد فضاء الإبداع لتنتج كفاءة لغوية وأدبية، تلقي بظلالها على الحس الفني في جميع مفاصله الشعرية والسردية والنقدية.
ومما لا شك فيه أن الساحة الثقافية تعج بالكثير من المواهب الشابة التي ما فتئت تتلمس الطريق في تعبيرها عن الهم الثقافي وتوظيفها في خطابات نصية تحاورية بين النص والنفس، وهو ما يجعل دائرة الحركة التفاعلية، حركة إيجابية في عطائها المتجدد.
من هنا نرى أن الفعل الثقافي يشكل محوراً أساساً في البنية الفكرية لأي مجتمع ويرسم في الوقـت ذاته شبكة قنوات التواصل الروحي بين أطياف الفكر المجتمعي، وهذا ما يـؤجج شعلة الإبداع والاندماج في مكونات الصورة الأدبية من أجل جذب ذات الفرد إلى مركز الوجود الإنساني، ولعل هذا يلقي على الشباب المبدع ومتلقي هذا المنجز الإبداعي هما تنظيرياً تتشكل صورته في حركة ما تسمى نقدياً بالعمل المفتوح الذي يترك فضاء مفتوحاً للمشاركة في إنضاج الصـورة الجمالية للمنتج من خلال شحذ المتخيل الثقافي بما يحمل من فهم وتذوق وتأويل، ولا بد هنا من الإشارة إلى أن المقصود بالعمل المفتوح هو ليس ذلك العمل العبثي دون وجود علاقة تبادلية بين النص الفني وما يخلفه من أثر يؤثر على آلية التذوق والتأويل.
يقول إمبرتو أيكو"وكل أثر فني وإن كان مكتملاً ومغلقاً من خلال اكتمال بنيته المضبوطة بدقة هـو أثر مفتوح على الأقل من خلال كونه يؤول بطرق مختلفة دون أن تتأثر خصوصيته التي لا يمكن أن تختزل".