أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى "يطيب لنا بداية أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخينا خادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة واستضافة أعمال هذه القمة العربية الطارئة لبحث ما يستجد من أوضاع راهنة تشهدها المنطقة، والذي يأتي عقدها، في سياق السياسة الحكيمة التي طالما انتهجتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والرامية إلى حفظ وتعزيز الأمن القومي العربي، والمرتكزة على نهج التشاور والتنسيق بين دولنا العربية، بأهدافها الرفيعة والحريصة على حماية مصالحنا، والموحدة لمواقفنا، والمعززة لعملنا المشترك، مؤكدين أن هذه المبادرة ليست بغريبة على خادم الحرمين الشريفين السباق لكل ما فيه خير الدول والشعوب العربية، المعروف بحنكته وبرؤيته الرحبة والمتسامحة وباستشرافه الدقيق للأحداث، وهو ما يجعل المملكة العربية السعودية الوجهة المثلى لحل قضايانا العربية، بمساندتها الدائمة لأشقائها على مر التاريخ، وفي مختلف الظروف".

ووجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى كلمة إلى أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت هذا اليوم في قصر الصفا بمكة المكرمة، هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لنا بداية أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخينا خادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة واستضافة أعمال هذه القمة العربية الطارئة لبحث ما يستجد من أوضاع راهنة تشهدها المنطقة، والذي يأتي عقدها، في سياق السياسة الحكيمة التي طالما انتهجتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والرامية إلى حفظ وتعزيز الأمن القومي العربي، والمرتكزة على نهج التشاور والتنسيق بين دولنا العربية، بأهدافها الرفيعة والحريصة على حماية مصالحنا، والموحدة لمواقفنا، والمعززة لعملنا المشترك.

مؤكدين أن هذه المبادرة ليست بغريبة على خادم الحرمين الشريفين السبّاق لكل ما فيه خير الدول والشعوب العربية، المعروف بحنكته وبرؤيته الرحبة والمتسامحة وباستشرافه الدقيق للأحداث، وهو ما يجعل المملكة العربية السعودية الوجهة المثلى لحل قضايانا العربية، بمساندتها الدائمة لأشقائها على مر التاريخ، وفي مختلف الظروف.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

لقد أثبتت التطورات المتلاحقة في الفترة الأخيرة، والتي استدعت اجتماعنا اليوم، بأن الدول الراعية للإرهاب باتت تشكل خطراً كبيراً، ليس على الأمن والاستقرار في المنطقة فقط، بل على الأمن العالمي برمته، بالنظر إلى تماديها واستمرارها في انتهاك المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية، وفي ذلك تحدٍّ مرفوض لإرادة المجتمع الدولي.

ولقد تابع العالم أجمع الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي قامت بها مجموعات إرهابية مدعومة من إيران بحق المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما نتج عنها من تهديد خطير لأمن المنطقة، وقصد منها التعرض لسلامة حركة الملاحة وممرات الطاقة الدولية التي تعبر الخليج العربي، الأمر الذي وضع المنطقة على أعتاب حافة خطيرة من التوتر وعدم الاستقرار. ونجد بأن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة بعواقبها الوخيمة، تستدعي موقفاً حازماً لوضع حد لهذه الخروق المستمرة لأمننا الإقليمي وتهديدها المتكرر لعلاقات الجوار.

مؤكدين في هذا الصدد، ومن منطلق روابطنا الأخوية العريقة القائمة على وحدة الهدف والمصير المشترك، على دعمنا الثابت وتضامننا المطلق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في كل ما يحفظ أمنهما واستقرارهما، ووقوفنا في صفهما ضد كل المحاولات اليائسة التي تستهدف مصالحهما، وتعمل على إرباك مسيرة التنمية والازدهار في البلدين العزيزين.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،

إذا كان هناك من سبيل لمواجهة هذه التهديدات المحدقة، فإننا نجد بأن أنسب تلك السبل وأنجحها، يتجسد في تعزيز التعاون والتضامن بين دولنا بما يربطنا من علاقات أخوية تستند إلى أسس وطيدة من الثقة والاحترام المتبادل، وبالتوصل لرؤية متكاملة واستراتيجية شاملة تستديم الأمن القومي العربي، وتقوي أركانه في مواجهة الأخطار والتحديات المحيطة بدولنا.

وعلينا أن نواصل جهودنا في هذا الشأن، لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي بالتعاون والتنسيق والعمل المشترك مع حلفائنا وأصدقائنا الذين يشاركوننا ذات الأهداف النبيلة، حفظاً للأمن والاستقرار العالمي، من أجل أن تستمر مسيرتنا المشتركة نحو التنمية والرخاء لمستقبل زاهر ننشده لشعوب العالم أجمع.

متطلعين كذلك إلى تكثيف الجهود لتفعيل الدور العربي من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطيني الشقيق لحقه المشروع في قيام دولته المستقلة الكاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لمبادرة السلام العربية ولحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

ونؤكد بأننا كدول عربية كنا وسنظل قادة وصناع سلام، وننطلق في ذلك من واقع مسؤوليتنا وواجبنا، والذي يحتم علينا عدم ادخار أي جهد في سبيل حماية أوطاننا، وضمان استقرار مجتمعاتنا، وصون أمننا القومي والحفاظ عليه بكل قوة.

ولا يسعنا ختاماً، إلا أن نعرب عن ثقتنا الدائمة في صحة ورجاحة توجهات خادم الحرمين الشريفين، التي تأتي اليوم متمثلة في قيادة هذا التوجه العربي والإسلامي الواضح في رسائله والحاسم في موقفه وتطلعاته. ونجد في رعايته لهذا الاجتماع وحرصه المخلص على تقوية أركان العمل الجماعي العربي بكل جوانبه، الطريق الأمثل لنتجاوز هذه الأوضاع الصعبة، وأن نكون دعاة سلام من منطلق واجبنا الإنساني والشرعي في إعمار هذه الأرض وحماية البشرية.

بارك الله تلك الجهود الخيرة، وحفظ الله دولنا وشعوبنا من كل سوء ومكروه، وسدد الله خطانا ووفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، إنه سميع الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.