سماهر سيف اليزل

شرع الإسلام الفرحة بالعيد وجعلها يوم أكل وشرب وفرحة وسرورا، بل وحرم صيامه ليتشارك الجميع في إظهار البهجة لإتمام العبادات وقبولها.

وتناول الفقهاء هذا اليوم بالبحث في أحكامه وسننه وآدابه، لا سيّما خروج المرأة لصلاة العيد، التي تعد من سنة مستحبة يحسن بالمسلمين معرفتها واتباعها اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحرصاً على عدم الوقوع في البدع، والمحرّمات من الأفعال والتّصرفات التي تجري بحكم الأعراف والعادات. فخروج المرأة لأداء صلاة العيد ليست واجبة عليها ولكنها سنة في حقها، وتصليها في المصلى مع المسلمين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن بذلك، يقول موسى : "لقد جاء عن أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ . قَالَ : لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وقال الإمام الشوكاني رحمه الله : الْحَدِيثُ قَاضِيَا بِمَشْرُوعِيَّةِ خُرُوجِ النِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ إلَى الْمُصَلَّى مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ وَالشَّابَّةِ وَالْعَجُوزِ وَالْحَائِضِ وَغَيْرِهَا مَا لَمْ تَكُنْ مُعْتَدَّةً أَوْ كَانَ خُرُوجُهَا فِتْنَةً أَوْ كَانَ لَهَا عُذْرٌ .

ويضيف الطارقي أن في مشاركة المرأة في صلاة العيد أهداف منها:أولاً المشاركة في طاعة التي دعا إليها الإسلام بل وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن في تنفيذ أوامر النبي صلى الله عليه وسلم أجر يناله في نفذه، وثانيا: تشملهن دعوة المسلمين: ففي صلاة العيد يدعوا الإمام أثناء خطبته فيؤمن من حضر على دعائه فتنال بركة الدعاء وشهود الخير مع المسلمين، وثالثاً: شهود المرأة لصلاة العيد يتيح الفرصة للأبناء والبنات والأطفال الحضور إلى طاعة: فيتربون فيها على تطبيق سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وهذه قيمة تربوية عظيمة، تغرس في الناشئة حب الطاعة، والفرح بها. قال الله تعالى: ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)

وبناء عليه يتضح أن خروج النساء لصلاة العيد سنة مؤكدة، لكن بشرط أن يخرجن متسترات، لا متبرجات كما يعلم ذلك من الأدلة الأخرى.

أما عما يستحب القيام به في صلاة العيد عموما، فتحدث موسى عمر عضو الهيئة الإدارية بمعهد عيسى بن سلمان للدراسات الإسلامية قائلا إن لصلاة العيد سننا عديدة يستحب القيام بها، وعلى كل مسلم الإطلاع عليها ومعرفتها من أجل أن يحيي سنة العيد الصحيحة، ومنها أن يغتسل قبل ذهابه لمصلى العيد والتزين في اللباس ، كما يسن له أكل تمرات أو غيره قبل الخروج للصلاة لتأكيد على أهمية تعجيل الفطر ،ومن المستحب أيضا الذهاب مشيا إلى مصلى العيد ، والذهاب من طريق والعودة من أخر.