أجرت اللقاء - حوراء الصباغ

أكدت استشاري الأمراض الجلدية الحاصلة على زمالة البورد العربي وزمالة نيويورك من مستشفى ماونت سياناي في طب الجلد وزمالة ماونتساناي في طب الجلد التجميلي والليزر ومسؤول التدريب في برنامج البورد العربي للجلدية في وزارة الصحة د. مريم أحمد باقي، أن منصات التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحاً ذا حدين في عالم الجلدية والتجميل، إذ استغلت بعض الجهات وجودها في الترويج لمنتجات ضارة بالصحة، فضلاً عن وجود "الفاشنستات" اللاتي يمارسن دور طبيب الجلدية في النصح والتسويق.

وأشارت في لقاء لها مع "الوطن" إلى أن اختصار الطريق المتعارف عليه في عالم الجلدية بالنسبة للأطباء يقلل من جودة الطبيب المتخرج، ووجهت نصائح للأطباء حديثي التخرج وطلبة الطب.

وتطرقت للحديث عن هوس التجميل الذي اجتاح الفتيات، وهوس التبييض وغيرها من الأخطاء الشائعة والاعتقادات الخاطئة في عالم الجلدية والتجميل.

ولفتت إلى أن المضاعفات محتملة وواردة في جميع الإجراءات الطبية وحتى لدى أمهر الأطباء، حيث إن هناك مضاعفات لا علاقة لها بالتقنية ومهارة الطبيب كالتحسس وانسداد الأوعية الدموية.

وفيما يلي نص الحوار..

"الوطن": حفرت اسمك بمجال الجمال الطبيعي وتركت بصمة شهيرة بك على مواقع التواصل.. فما دوافعك للتمسك بالجمال الطبيعي؟

شهادة طب الجلد التجميلي لا يحصل عليها الطبيب عبر الممارسة فقط وإنما خلال دراسة العلم وأصوله وفقاً لحسابات دقيقة ومجلدات طبية مكثفة، وهذا ما يمكن الطبيب من تمييز وجود ممارسات خاطئة خارج النسق الطبيعي والنسق العلمي للممارسة.

المصطلحات المتداولة بين الأشخاص عند وصف الإجراءات التجميلية "بالتنفيخ" أو "النفخ" أو التجميل هي مجرد تسطيح للعلم، فهو في الحقيقة إجراء طبي قبل أن يكون تجميلياً وفهم الحسابات والأصول وفهم وللمواد المحقونة وممارستها تكون وفقاً للأصول، وهذا هو الدافع الذي يجعلني أتمسك بالحدود الطبيعية الجمالية. وتوزيع المواد وحقنها هو فن وعلم يعتمد على علم التشريح الخاص لكل وجه.

كما أنه لا يوجد أجمل من الخلقة الطبيعية، فأنا أؤمن أن كل امرأه قد خلقت جميلة وقد تكون بحاجة إلى تحسين، فالهدف من إجراء حقن "البوتكس" و"الفلر" يجب أن يكون طبياً تجميلياً، وليس لغرض تغيير معالم وشكل الوجه و"تركيب رأس ثاني"!

ويجب الإشارة إلى أن طبيب التجميل يساعد في إبراز الجمال كتعديل سمات الوجه بعد خسارة الوزن أو إزالة مظاهر الإرهاق وإعادة الشكل الطبيعي، وبالطبع كل ذلك يأتي وفقاً لعلم يدرس وحسابات دقيقة، وقد رفضت عمل إجراءات تجميلية لكثير من المراجعات بسبب عدم حاجتهن لذلك وتمسكي لعدم الخروج عن إطار النسق الطبيعي والعلمي.

"الوطن" كيف كانت رحلة د.مريم باقي قبل وصولها لما هي عليه الآن؟

في الواقع كانت رحلة تتخللها الكثير من الصعوبات نظراً لكوني طبيبة وامرأة محجبة وربة منزل، فعند حصولي على القبول والقيام بخطوة السفر للولايات المتحدة الأمريكية لولاية نيويورك للحصول على الزمالة كان ابني حينها يبلغ من العمر 4 أشهر فقط، مما جعل عملية الموازنة صعبة بين الارتباطات الأسرية والدراسية والمادية أيضاً نظراً لكون نيويورك من أغلى المناطق للعيش في العالم. كما أن فترة الدوام المرهقة منذ الصباح وحتى الحادية عشرة مساء كانت على رأس التحديات التي تحول بين الموازنة بين العمل والمنزل، ولكن بالعمل الجاد والتوكل على الله ودعم زوجي وأسرتي وزميلاتي المبتعثات من المملكة العربية السعودية قد ساعدني للمضي قدماً واجتياز المرحلة.

الأمراض الجلدية والسوشيل

"الوطن" برأيك ما دور منصات التواصل الاجتماعي في توعية الناس بالأمراض الجلدية تحديداً؟

تكمن حسنات مواقع التواصل عبر إتاحة المعلومة للجميع مجاناً وبسهولة ووجود حسابات مختلف الأطباء التوعوية التي ساهمت في نشر سبل التوعية، كما أن مواقع التواصل تتيح للجميع عرض التجارب والحديث عن الأخطار والمضاعفات والممارسات التي يجب أن يتجنبها المرضى مما ساهم في سهولة التواصل مع المريض وتقديم وسائل النصح، الآن مع وجود منصات التواصل يأتي المريض للعيادة وهو مثقف نفسه ويعلم بجميع الموانع والمضاعفات نتيجة سهولة الحصول على المعلومات مما سهل لغة التخاطب بينه وبينه الطبيب، علاوة على كونها ساهمت في نشر الكثير بما يتعلق بأمراض جلدية لم تكن معروفة مسبقاً -كالصدفية- على سبيل المثال، وأصبح الرجال بفضل مواقع التواصل أكثر تقبلاً للعلاجات كأهمية الترطيب ووضع واقي الشمس إلى جانب الخضوع للإجراءات التجميلية.

وكما توجد منصات تعمل بحرفية في نشر الثقافة والتوعية، هناك جانب سلبي يكمن في جهات استغلت مواقع التواصل عبر إنشاء حسابات تبيع مجموعة من الأدوية والمنتجات والأعشاب المضرة بالصحة كالحسابات المختصة في بيع حبوب ومنتجات التنحيف والتخسيس والتي حذرت منها الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وهذه المنتجات قد تتسبب في مضاعفات وأخطار للكثيرين قد تصل للوفاة، فضلاً عن وجود من يتدخلون في عمل طبيب الجلدية ويقدمون نصائح و"فتاوى" سواء كانوا "فاشنيسات" أو خبيرات تجميل أو حتى أطباء في مجال آخر وكأن طبيب الجلدية عمله مسطح فقط!.

"الوطن": إذاً أنت لست مؤيدة لفكرة تقديم طبيب في مجال آخر نصائح تتعلق بالجلدية؟

بالطبع، امتثالاً للمقولة الشهيرة "عط الخباز خبزه"، فطب الجلدية هو علم يدرس بكثافة على مدى سنوات عديدة، وأعتقد أن كل طبيب يجب أن يلتزم بمجاله احتراماً للوقت الذي بذله زملاؤه في التخصصات الأخرى في الدراسة، فجزء من مهنية الطبيب هي الالتزام بالجزء المتعلق بتخصصه فقط، وأنا شخصياً لم أقم بنشر أي "بوست" أو الظهور وتقديم نصائح تتعلق بأي مجال آخر سوى الجلدية والتجميل، والاكتفاء بالإشارة إلى الجزء المتعلق في اختصاصي إذا كان الموضوع متعلقاً بمرض خارج نطاق المجال كالسمنة على سبيل المثال.

كما أوجه نصيحة لجميع زملائي في قسم الجلدية الذين لم يحصلوا على شهادة الزمالة حتى الآن وطلاب الطب أو حديثي التخرج بعدم التعجل والظهور على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التوعية وتقديم النصائح، هناك وقت ملائم للظهور حيث إن وجود الطبيب وتواصله مع الأشخاص يحمله التزام ومسؤولية تتطلب الخبرة الكافية والتأكد من الدقة وصحة ومصداقية المعلومات. فضلاً عن كون عالم الجلدية مليئاً بالأمراض ذات الأعراض المتماثلة، فطبيب الجلدية الحاصل على البورد والزمالة يقوم بالبحث والاطلاع ويخضع لامتحانات متواصلة وتقييم دوري وإشراف مباشر من مشرف التدريب ليمتلك القدرة على التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب.

وبمناسبة هذا الحديث، أود أن أنوه أنه لا يوجد طريق مختصر في عالم الجلدية إذ يسعى بعض من طلبة الطب والامتياز لاختصار الطريق عند عدم قبولهم للبورد والحصول على شهادات أخرى للتعويض، ومن هذا المنطلق يجب التنبيه على أن اختصار الطريق المتعارف عليه يؤثر في جودة الطبيب المتخرج.

التجميل غير الجراحي

"الوطن": هل التجميل غير الجراحي أصبح يغني الآن عن التجميل الجراحي بوجود التطورات والتقنيات الحديثة؟

لا يوجد شيء يغني عن جراح التجميل، وهذا يقودنا لإجابة السؤال السابق إذ يجدر الإشارة بأن طبيب الجلدية لا يجب أن يتدخل في عمل جراح التجميل والعكس كذلك، أحياناً هناك مرضى وحالات لا تنتج معهم الإجراءات غير الجراحية فائدة مما يلزم طبيب الجلدية إخبار المريض بذلك ونصحه بالتوجه لجراح التجميل بدلاً من تجارب غير نافعة.

"الوطن" طبيب الجلدية "كنز" في محيط كل عائلة.. كيف تتعاملين مع الاستشارات خارج وقت العمل وبماذا تنصحين حول ذلك؟

نحن كأطباء ومشرفي تدريب نقضي نصف يومنا في حديث عن الطب وإجابة أسئلة الزملاء وتدريس مجموعات مختلفة من الطلبة والخوض في نقاشات، ما لا يعرفه الكثيرون ويتم تفسيره على أنه غرور هو أن الطبيب ينزعج من الاستشارات التي يتلقاها خلال المناسبات والتجمعات العائلية، واستغلال الحفلات أمر مزعج للطبيب، ولا أخفيك علماً بأنني تلقيت استشارات في حفلات زواج الأقارب وخلال قضائي وقت خاص بالعائلة وفي دور انتظار السينما والأماكن العامة بل وحتى خلال مجالس العزاء! وهذا ما يضعني في مواقف محرجة مع الآخرين، هناك وقت خاص يقضيه الطبيب بعيداً عن أجواء العمل يجب احترامه.

كما تجدر الإشارة بوجود مشكلة أخرى وهي المواعيد، طلبات حجز المواعيد المبكرة والمواعيد الإضافية وإضافة لائحة مرضى جدد زيادة عن الحد الأعلى الذي يجب استقباله من قبل الأقارب هو أمر شائع يحدث لجميع الأطباء والذين ينتهي بهم الأمر هم وأوقاتهم كضحايا ويبقون لفترات عمل إضافية، يجب الابتعاد عن مثل هذه الطلبات والاكتفاء بالموعد المحدد والتذكر أن الطبيب صاحب التزامات عائلية ولديه حياة يمارسها وهذه الأنواع من الطلبات تجعله يعيش في دوامة من الضغط، إلى جانب المريض الذي يدخل للاستشارة مصطحباً معه مريضاً آخر بحالة أخرى دون أخذ موعد وقد تكون الحالة سيئة ما يؤخر بقية المرضى ويؤدي لاضطراب ترتيب المواعيد.

"الوطن": هل مازالت مشكلة الحقن في الأماكن غير المرخصة شائعة أم أصبح الجميع على وعي كافٍ بعد تسليط الضوء على المشكلة والحالات المنشورة؟

الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية تقوم بدورها على أكمل وجه في ملاحقة جميع من يرتكب هذا النوع من الجرائم ويتم الأخذ بالإجراءات القانونية، ومازلت أرى وأستقبل رسائل من حالات تشوهات وحروق وتكتلات حقنت بمواد دائمة وغير مرخصة، وأستغرب ذلك رغم وجود شتى وسائل التوعية والحديث المتواصل عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، وما يدفعني للاستغراب بصورة أكبر أن من يقدمن على ذلك هن بنات مثقفات وحاملات شهادات جامعية ومن المفترض أن يكن على قدر كافٍ من الوعي. ولكن للأسف موضوع الحقن بات هوساً لدى الكثيرات ممن هن على استعداد للمجازفة والتعرض لمضاعفات مميتة في سبيل رخص الأسعار، حيث إن الإجراء الطبي التجميلي الذي تستخدم فيه مواد مصرحة وممتازة وبخبرات طبية من الطبيعي أن يكون غير رخيص الثمن.

"الوطن": ماذا عن حقن "الفلر" و"البوتكس" المقلدة والرخيصة التي أعلن عنها مؤخراً في مواقع التواصل؟ وكيف تؤثر على المريض عند حقنها؟

هناك مواد طبية معتمدة ومصرحة من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية ذات سعر أرخص بسبب كون نقاء المادة أقل، وهذه المنتجات من الممكن استخدامها وهي آمنة تماماً لأنها خاضعة للمعايير ومصرحة، وهذا ما يجيب عن بعض تساؤلات المرضى عن اختلاف أسعار المواد.

أما فيما يتعلق بالمواد المقلدة فهي بالطبع ليست مرخصة وليست آمنة وتتسبب في حدوث مضاعفات خطرة تكمن في التسمم وتناخر في الجلد والتهابات، فضلاً عن التشوهات والتكتلات ويجب الحذر منها تماماً.

بين الأصلي والتقليد

"الوطن" إذاً كيف يستطيع المريض أن يعرف "الفلر" أو "البوتكس" الصحيح وغير المقلد؟

جميع مراكز البحرين التجميلية مرخصة وتقدم خدمات طبية على أيدي أطباء جلدية مرخصين بمواد معتمدة ومصرحة.

تحديد وتمييز المواد المحقونة تتعلق بمسألة الثقة بالطبيب والمركز، والمتلقي أصبح على قدر من الوعي والذكاء ويمكنه التمييز بين المركز التسويقي والطبي والهدف من المركز إذا كان يسوق لخدمة طبية أم لإجراءات تجميلية بحتة وهذا ما توضحه طريقة التسويق والممارسة إذا كانت مبنية على دعاية فقط أم لا، ومعظم الأطباء والمراكز الآن يملكون حسابات على موقع "الإنسغقرام" يعرض فيه الطبيب خبراته وشهاداته الحاصل عليها وقد يعرض الطبيب في سيرته الذاتية على موقع الإنستغرام ديباجة طويلة من الشهادات والتي قد تكون "كورسات" عن بعد أو أسماء لبورد خيالي لا وجود له مما يوجب على المتلقي أن يكون واعياً ويتأكد، ومن الممكن للمريض الرجوع لقسم التراخيص لدى الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية.

"الوطن" ماذا عن المضاعفات الواردة لدى الحقن؟

مسألة المضاعفات ترشدنا لإحدى الخدع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي المتمثلة في "إجراء آمن سريع وعجيب 100%!" خاصة مع تسويق مؤثري ومشاهير مواقع التواصل لها بطريقة مغرية. كل إجراء ينظر له كعملية طبية لها أصولها، ومن باب الأمانة الطبية هناك إذن طبي مكتوب وشفهي يوقع عليه المريض مما يتحتم على الطبيب وجوب إخبار المريض باحتمالية حدوث المضاعفات حتى لدى أمهر الأطباء، إذ لا يوجد إجراء مضمون 100%.

ويمكن تقسيم المضاعفات الجانبية إلى نوعين، النوع الأول الذي لا علاقة له بمهارة الطبيب وتقنية الحقن وتتعلق بجسم المريض وقد يحدث في جميع ويتلخص في حدوث تحسس، تكتلات أو انسداد الأوعية الدموية والذي يعد أخطر المضاعفات.

أما النوع الآخر من المضاعفات فهي تتعلق بمهارة الطبيب وتقنية الحقن، وتشمل سوء توزيع المادة واختيارها الذي يسبب عدم تناسق وتناسب، كما أن بعض الإجراءات من الأفضل إجراؤها بالأنبوبة مثلاً بدلاً من الإبرة لتقليل خطر المضاعفات، وهذا يعتمد على علم وخبرة الطبيب، والتقنية الصحيحة تلعب دوراً في التقليل من حدوث المضاعفات.

هوس الحقن

"الوطن" ما رأيك في ظاهرة هوس الحقن لدى الفتيات والدوافع الكامنة خلف ذلك؟

هذا ما أطلق عليه "وجه المخدة" أو "شكل الوجه الفضائي" ونسميه في عالم الحقن التجميلي متلازمة الحقن المبالغ، جميع الفتيات بشتى أشكال الوجه يجرين سعياً وراء الحصول على خدود مبالغة بالانتفاخ والاستدارة تصل لمنتصف الوجه، أنف دقيق، وشفاه مماثلة "للبطة" وفك عريض.

كل هذا الهوس و"الترند" ناجم عن دافع واحد وهو تقليد واتباع المشاهير ومن واقع انخداع الكثير من الفتيات من الصور المليئة برتوش الفلاتر والفوتوشوب وهوس الاستعراض الذي أفسد عقول الفتيات، هناك تحليل وخصوصية لكل وجه وعند تطبيق الحقن بغرض التقليد المحصلة تكون فيلم رعب!

"الوطن" ماذا عن هوس التفتيح؟

من الممكن تقسيم الهوس الذي يصيب الفتيات في منطقة الخليج إلى فريقين، فريق هوس الاسمرار "التان" والذي يعد ممارسة خاطئة مضرة للجلد ومسببة لتجاعيد مبكرة وسرطانات.

وفريق هوس التفتيح و"بياض الثلج" والذي يعد حلماً غير موجود، حيث إن طبيعة البشرات الخليجية أو ما يطلق عليه الميزة الجينية العرقية في منطقة الخليج هي امتلاك كمية كبيرة من مادة "الميلانين" أو صبغة الجلد أكثر من بقية الأعراق، والميلانين يتركز في ثنيات الجلد أي في المناطق الحساسة، تحت الإبط، الأكواع، الركب وتحت العينين فتصبح المنطقة أغمق بسبب العامل الجيني، إزالة الاسمرار يعني إزالة الجينات وهذا أمر يستحيل حدوثه.

في حالة إذا كانت التصبغات ناتجة عن حالة مرضية أو سبب عضوي من الممكن تفتيحه من درجة إلى درجتين وتخفيفه. أما في حالة عدم وجود أي مشكلة فأي إجراء سيكون بلا فائدة، الليزر والتقشير حل مؤقت ومن الممكن أن يسبب نتيجة عكس وزيادة تصبغات لدى البعض ويفضل تجنبه إلا لحالات خاصة مناسبة، فإذا كانت البشرة غير مهيئة للتقشير أو كانت نسبة التقشير أكثر من اللازم أو في حالة عدم اعتناء المريض بالبشرة بعد التقشير من الممكن أن يؤدي ذلك لتصبغات دائمة، ولا أنصح أبداً بإجراء التقشير لتصبغات المناطق الحساسة والركب والأكواع وجل ما أنصح به هو الترطيب فقط.

"الوطن": هل هناك إجراءات ومنتجات أخرى قد يؤدي استخدامها لنتائج عكسية؟

نعم، أي منتج طبي لو أسيء استخدامه قد يؤدي لحدوث نتائج عكسية، حقن البوتكس والفلر بجرعات قليلة ولمسات طبية مدروسة مناسقة لعلم التشريح تعطي نتائج ممتازة ولكن زيادتها تؤدي لـ"وجه فضائي"، "الليزر الكربوني" على وجه المثال هو إجراء طبي آمن ولكنه غير ملائم بشكل عام للبشرات الخليجية الدهنية والمعرضة للبثور وحب الشباب ومن الممكن أن يتسبب في زيادتها، ولذلك يجب اختيار المريض الصحيح والملائم لنجاح الإجراء.

بين العلاجات ومعضلة الترويج

"الوطن": كيف هي فعالية العلاجات التقليدية والمنتجات والإجراءات الترويجية التي تهدف للإعلان؟

من المهم معرفة أن العلاجات التقليدية والعشبية قد يحتوي بعضها على مواد فعالة كالثوم على سبيل المثال، إذ يحتوي على مادة أثبتت علمياً وصنفت أنها مادة محسسة وقد تؤدي لتحسس تلامسي وتليف في فروة الرأس إذا استخدمت كعلاج لتساقط العلاج كما هو متعارف عليه، فالمواد الطبيعية قد تؤثر مناعياً ما يستدعي التعامل معها بحذر عبر استشارة طبيب متخصص في الطب البديل أو اللجوء للمنتجات المرخصة طبياً.

أما فيما يتعلق بالمنتجات والإجراءات الترويجية، فهي تشمل جميع الأمور غير المصرحة، إبر التفتيح تتصدر القائمة، حيث حذرت منها منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA وأيضاً الهيئة السعودية للدواء والغذاء والهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية إذ أثبت أنها تتسبب في حدوث مرض تناخر الجلد وسرطان الكبد، فضلاً عن حبوب ومنتجات التخسيس واللف الحراري لتنزيل الوزن وجميع الدراسات تثبت خطورتها.

"الوطن": ما الدافع خلف اهتمامك بالحديث المكثف عن مرض الصدفية في مواقع التواصل الاجتماعي؟

حصولي على زمالة نيويورك في أمراض الصدفية، وزيادة الوعي بسبب ارتباط المعتقدات والممارسات الخاطئة به، قبل 15 عاماً عندما يتم إخبار المريض بأنه يعاني من الصدفية تظهر على وجهه علامات الاستفهام ويتساءل ما هو هذا المرض الغريب، أما الآن نتيجة زيادة الوعي ونشر الثقافة المرتبطة بالمرض أصبح المرضى على وعي تام وهذا ما قد يفسر زيادة حالات الصدفية في الآونة الأخيرة بسبب زيادة الوعي والإقبال لتلقي العلاج، حيث إن تشخيص الصدفية والتي تمتد لأكثر من 13 نوعاً يتطلب وجود طبيب ذي خبرة ومتمرس في الكشف عن الحالات وتمييز المرض عن الفطريات يعتمد على خلفية وخبرة الطبيب والفحص الإكلينيكي، وقد يخطئ الطبيب العام في التشخيص، وهذا ما كنت أسعى للتركيز عليه بأن يلجأ المريض لطبيب الجلدية المتخصص للكشف.

"الوطن": حدثينا عن الاعتقادات الخيالية والخاطئة التي يمتلكها المرضى؟

الاعتقاد الدائم لدى الكثيرات بأن طبيب الجلدية يملك عصا سحرية وبجلسة واحدة وإبرة واحدة قد تحل جميع المشاكل، بينما الواقع يتجسد في أن جميع الأمراض الجلدية والتجميلية بحاجة للصبر والالتزام في خط العلاج وأكثر من جلسة وأكثر من إبرة.

كما أن هناك توقعات تتعلق بالمدة المتوقعة لبقاء المادة المحقونة في الجسم بأنها قد تستمر لعام أو أكثر وقد تبتئس المريضة في حال اختفائها بسرعة وتتهم العيادة بالنصب، في حين أن الواقع هو مدة بقاء المادة تعتمد على طبيعة الجسم وقد تبقى حتى لمدة 3 أسابيع فقط وتختفي، بشكل عام هناك قاعدة تشير إلى أن الحقن المستمر قد يؤدي لبقاء المادة بصورة أطول ولكن هناك استثناءات فالقاعدة لا تُطبق على الجميع وإنما الغالبية.

الأخطاء الشائعة

"الوطن": ما الأخطاء الشائعة المرتكبة الآن؟

أكثر الأخطاء ارتكاباً هي إساءة التقدير وزيادة الحقن والإصرار على الإجراء الطبي حتى عند تأكيد الطبيب المختص بعدم الحاجة، إلى جانب المفاوضة في السعر على حساب الجودة والصحة وملاحقة الأسعار والتي قد تؤدي بالمريض للجوء إلى أماكن غير مرخصة.

كما أن الأخطاء التي ممكن وصفها بالشنيعة المرتكبة هي قيام صاحبات الوجه المدور والعريض بتعريض الفكين وعظمة الحنك، المبالغة في حقن الشفاه والسعي للحصول على وجه "متحنط" خالٍ من التعابير بسبب زيادة حقن البوتكس.

"الوطن": الأخطاء قد تحدث بناء على طلب المراجعين.. فما هي أغرب الطلبات؟

في الواقع هناك العديد من الطلبات الغريبة التي تشعرنا كأطباء بأننا خياطون أو نجارون!

فأحياناً تأتي مراجعة وتطلب رفع أنفها أو عينها بمقدار 1 أو 2 سم، أو تطلب شكلاً محدداً وكأنها تفصل "فستاناً"، كما أنه يوجد الكثير من المراجعات اللاتي لا يتقبلن فكرة أنهن دون حاجة لإجراء تجميلي ويباشرن بالإصرار، وعند تلقي الرفض تخرج من العيادة وهي "بقمة العصبية".

وهناك نوع آخر يطغي عليه وسواس الكمال ويتخيل أموراً غير موجودة إطلاقاً ومن واقع الخيال ويطلب علاجات بناء على ذلك.

"الوطن": وكيف هي أحدث التطورات في عالم الجلدية؟

هناك اكتشافات لأجهزة حديثة ومطورة بجودة عالية في كل فترة تؤدي لنتائج أفضل بمضاعفات أقل، كما أن فترة النقاهة للمريض أصبحت أقل، فمن الممكن أن يمارس حياته بشكل طبيعي مباشرة بعد الإجراءات، كما أن علاجات البلازما من أحدث التطورات، كما أن حقن الفلر والبوتكس الآن لا يعتمد عليها كأدوات تجميلية فقط وإنما تستخدم لأغراض علاجية كاستخدامات البوتكس للتعرق المفرط ولعلاج الوردية والصداع النفسي وتساقط الشعر، حالياً تجرى دراسات على فعالية الخلايا الجذعية في مقاومة الشيخوخة وغيرها ولكن لا يوجد أي شيء مرخص للاستخدام حتى الآن ولكن نأمل بوجود ذلك مستقبلاً.