مع حلول عيد الفطر المبارك، تبدأ الكثير من العائلات بالبحث عن أفضل وجهات السفر والسياحة للاستمتاع بقضاء أروع الأوقات، بينما هناك أسر لاتزال في تجاذبات شتى أهمها الامتحانات النهائية لأبنائها وما تستوجبه من مراجعة مكثفة، ومتطلبات العيد وما يحتاجه من مصروفات، حيث تكون فريسة ضغوطات نفسية وتشتتات ذهنية يمنعها في الغالب من مجالس الأنس في رمضان.
وللخروج من دائرة الضغوطات والتشتتات يدعو الأخصائي النفسي د. محمد القاضي إلى إدارة الوقت والتخطيط المسبق، وإلى ترتيب الأولويات من الأهم إلى الأقل أهمية من خلال تقديم الدعم والمساندة لهم. مشيرا أن الأطفال الأصغر سننا لا يشكل لهم الأمر فارقا كونهم ليسوا مقيدين بأي التزامات في العيد، إلا أن المشكلة تكون لدى الأطفال الأكبر سننا والمراهقين وطلاب المدارس الثانوية والجامعات نظرا للالتزامات والمسؤوليات الاجتماعية التي سيقومون بها تجاه المواسم أو الأحداث هذه مثل العيد، ما يخلق لهم ضغطا نفسيا وتشتتا، وقد يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي والأداء.
وأشار أنه يجب على أولياء الأمور متابعة الطلاب ومحاسبتهم على الأداء والجهد وليس على النتيجة والمحصول الدراسي، لأن الموازين تتغير بوجود الضغط النفسي.
"الوطن" استطلعت آراء أولياء الأمور لرصد خططهم المتبعة في قضاء العيد، وحول ذلك قال حسين أحمد: تنهي بناتي اثنتان في المرحلة الثانوية والثالثة في المرحلة الإعدادي بالمدارس الحكومية الامتحانات قبل العيد بحوالي 4 أيام، فيكن في مزاج سيء جدا بسبب عدم استطاعتهن الخروج والاستمتاع في شهر رمضان، بالإضافة إلى عدم استطاعتهن شراء ما يشتهين للعيد من ملابس وحاجيات أخرى، خاصة أن العيد في أسبوع يكثر الازدحام ويصعب الخروج للتبضع والشراء، مع ارتفاع الأسعار وفوضى التسوق، ما يثير توترا مستمرا للعائلة.
وترى فاطمة الهاشم أن الامتحانات في فترة العيد ألغت جميع خططها هذا العام، حيث إن أبنائها يدرسون في مدارس خاصة، وتسائلت: أي استمتاع لأطفالنا في ظل تزامن الامتحانات مع العيد؟
واتفقت معها زهرة هلال، وقالت: أبنائي يدرسون في مدارس خاصة، وفترة امتحاناتهم تتزامن وأيام العيد، وللأسف لن يستطيعوا الخروج والاستمتاع بالعيد كما جرت العادة، وإن خرجوا فقط سيخرجون صباح العيد وسيعودون بعد ذلك للمذاكرة، إلا أني سأقوم بتهيئة الجو المناسب لهم للمذاكرة من غير ملل.
ولكن لعبدالله حسن رأي آخر، فقد قرر التوجه مع أبنائه إلى البوسنة والهرسك لقضاء عيد الفطر، والاستمتاع بتجربة فريدة وفرص ترفيهية عديدة والجمال الطبيعي والمشاهد الخضراء الغنية و المعالم السياحية المتنوعة، وبرر هذا القرار قائلا: لأغير الجو لأبنائي بعد الامتحانات والضغط النفسي طوال شهر رمضان المبارك.
وأشارت خديجة المنامي إلى أنها ستعوض أبنائها بعد الجهد الذي بذلوه خلال شهر رمضان المبارك، وبعد ثالث أيام العيد بسفرة للعمرة ليرتاحوا نفسيا في بيت الله الحرام.