تقديم - منى الزايد:

"لا تكون كريطة من بني تميم"

بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه، إن فراق شهر رمضان المبارك لمن أصعب الأمور على النفس المؤمنة، فله قواعد يجب احترام فترة الصيام وعدم التذمر من هذا الشهر ولا أن تتذكر بأنه حر أو أنه طويل أو أنه أطول فترة، فيجب ذكره بأحلى العبارات الرائعة التي تمجد أهميته للمسلمين وأن تستشهد ببعض العبادات أو الزيارات أو اللحظات الجميلة فيه.

وكما حافظتَ على الصلاةِ بركوعها وسجودها وخشوعها وخضوعها، وذرفتَ الدمعَ بين يدي ربك ، فهلاّ بَقِيْتَ على هذه الحالة بقيةَ عمرك وفي سائر عملك فالصلاةُ عمودُ الإسلام. تودع رمضان بمثل ما استقبلته بالطاعة والإيمان والبر والإحسان، ولا تكن كالتي قال الله تعالى فيها : "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) سورة النحل.

قال أهل التفسير: "المرأة المقصودة في الآية الكريمة هي امرأة عاشت في زمن ما قبل الإسلام (الجاهلية)، واسمها رابطة أو رايطة أو ريطة من بني تميم، وكانت امرأة تلقب بالجعراء أو الجعرانة، وإليها ينتسب الموضع المسمى بالجعرانة بين مكة المكرمة والطائف، وهو ميقات للإحرام.

وإلى جانب ذلك كانت تسمى بخرقاء مكة، ويضرب بها المثل في الحمق، فكانت تجتمع كل يوم، هي ومجموعة من الجواري والعاملات لديها، فتأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار وانتهين من أداء عملهن في الغزل؛ أمرتهن بنقضه على أن يقمن بغزله مجدداً في اليوم التالي، وهكذا، تجهد هذه المرأة نفسها وعاملاتها بالعمل ثم تفسده بحمقها وخراقتها.