تكتبها - منى الزايد:

"شهر العفو عما مضى"

شهر الخير والبركة شهر الرحمة والذي يعتبر فرصة ذهبية لفض الخلافات بين الآخرين والتقرب للأهل والأصدقاء من خلال الولائم، ولكن كل ذلك لابد من أن يتم بمنتهى الذوق والرقي تجنبا لأي إزعاج أو حرج. فشهر رمضان هو شهر ليس للصيام عن الأكل والشرب فقط بل أيضاً نصوم عن التصرفات الخاطئة.

وعلى الصائم اغتنام أجواء الصفاء والنور والإشراق في هذا الشهر الفضيل لمراجعة علاقاته بالآخرين، والتسامح معهم وزيادة الترابط والتواصل بهم والتجاوز عن الأخطاء التي قد تكون قد حصلت منه أو منهم، فشهر الصيام فرصة رائعة للصائم لترويض نفسه أخلاقياً والارتقاء بها.

الشهر الفضيل فرصة عظيمة لمحاولة التخلق بأخلاق رسولنا، صلى الله عليه وسلم، الذي جمع المكارم كلها فاستحق ثناء المولى تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم".

وعلى المسلم أن يتأسى بأخلاق الرسول وسلوكياته الإنسانية الرائعة، وبخاصة في تسامحه الإنساني حتى مع أشد أعدائه، ومن هنا فإن دراسة السيرة النبوية وما تضمنته من مشاهد إنسانية لتعامل الرسول، عليه الصلاة والسلام، تقدم دروساً أخلاقية وإنسانية نحن اليوم في حاجة ماسة إليها، وبخاصة أننا في عصر طغت فيه أطروحات الكراهية والتطرف والتعصب والعنف.