مريم جوهر (أم إبراهيم) تبدأ حديثها عن رمضان بقول "الله على زمن لول"، وتتحدث عما تبقى في ذاكرتها قائلة: "كنا أطفالاً نستقبل رمضان راكضين حول الفتية الصغار والشباب الذين كانوا يجهزون الطبول من علب الصفيح مغلفة بالأكياس مثبتة بمادة النشا، ونغني مرردين "حياك الله يا رمضان يابو القرع والبيديان"، وهذه العبارة ترمز لوجبة الثريد التي كانت الطبق الأساسي لسفرة رمضان وكان القرع والباذنجان من أهم مكوناتها، وكانت هذه عادتنا في كل رمضان نستبشر بقدومه ونعلن فرحتنا به، حيث لم تكن هناك أي وسائل للإعلام فكانت هذه هي طريقتنا في تعميم الخبر في الحي والأحياء المجاورة، كان الزمن جميلاً ببساطة كل ما فيه، وكنا في فترة العصاري نخرج للعب مع بنات الجيران الألعاب مختلفة مثل "السكينة" و"الخبصة" و"تجهيز العروس" أو نجلس لنراقب الأولاد وهم يلعبون الصعقير والخشيشة ونشجعهم، وما أن تغيب الشمس حتى نعود لمنازلنا مستعدين للفطور.