حوراء الصباغ

يجمع العديد من الطلبة، على صعوبة تزامن الدوام والامتحانات النهائية مع حلول شهر رمضان المبارك نظرا لتأثير ذلك على نمط الدراسة الروتيني والاستعدادات، خاصة مع الإرهاق خلال فترة النهار نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وتجمعات الأهل والغبقات "المغرية" خلال فترة المساء ما يجعلهم يسهرون لفترات متأخرة من المساء.

"الوطن"، استطلعت آراء بعض الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين لرصد الخطط التي وضعوها لخلق التوازن بين الشهر الفضيل ومتابعة الامتحانات.

وحول ذلك، قالت الطالبة الجامعية تهاني عبد الجليل، إنها اعتادت على نظام الامتحانات خلال شهر رمضان فقد حدث التزامن في الأعوام السابقة ولكن حتى نصف الشهر فقط، إلا أن هذا العام يعد مختلفا وأكثر شدة وارهاقا لأنه غالبا ما تتزامن الامتحانات النهائية فقط أو نهاية الفصل مع الشهر الفضيل ولكن في هذا العام سيضطر الطلبة لتقديم امتحانات المنتصف وتسليم المشاريع، إلى جانب حضور المحاضرات، ولا يتوقف على ذلك فقط وإنما العيد الذي يجب أن يكون فترة راحة لقضاء أفضل الأوقات سيتحول إلى حالة طوارئ للطلاب للاستباق على الدراسة التي غالبا قد تكدست خلال فترة رمضان للامتحانات النهائية وتأتي بعد العيد مباشرة.

واتفق معها الطالب جلال جعفر، والذي أشار إلى أن تقديم الامتحانات خلال الصيام أمر طبيعي وسهل الاعتياد عليه، إلا أن المشكلة تكمن عند الدراسة والتخطيط وإيجاد الوقت الملائم للنوم، فنضطر للنوم في النهار والدراسة خلال الليل، وهذا لا يعطي الدراسة حقها قبل الامتحانات إلا أننا مجبرون على تغيير النمط ووضع جدول دراسي يتواكب مع ذلك.

وقالت الطالبة فاطمة عبد الرضا، إن الاستراتيجية المتبعة لديها في شهر رمضان والتي بدأتها منذ بداية الفصل هي توفير الغيابات المسموح بها والاستفادة منها خلال دوام شهر رمضان، حتى تستغل وقتها للدراسة والاستعدادات للامتحانات بصورة أكثر.

أما الطالبة بشاير عبدالله، أكدت خطتها المتبعة تكمن في تعويد نفسها على الصيام والدراسة خلال فترة الصيام قبل رمضان بالتدريج وذلك للتخلص من صداع أيام الأولى والذي يتزامن مع أوقات امتحانات مهمة لا مجال للدراسة ليلا فقط لها.

بدوره، قال الطالب طارق سمير أن التعود على السهر هو ما يخلق تشتت التركيز وليس الجوع والعطش، فقال إن خطته تكمن في تعديل نظام النوم وعدم السهر واستغلال الوقت بصورة جيدة وتوزيع المواد بصورة صحيحة، حيث يقوم بالدراسة المخففة للمواد الأسهل في فترتي الظهر والعصر ويترك المواد الصعبة حتى فترة ما بعد الإفطار.

إلى ذلك، قالت أمل علي إحدى أولياء الأمور إنه من الصعب خلق التوازن بين الشهر الفضيل والقيام بالواجبات الدينية وإعداد الإفطار إلى جانب متابعة وحث الأبناء على الدراسة، إلا أنها تسعى لخلق الأجواء الدراسية الملائمة عبر تحضير الوجبات الصحية التي لا تسبب التخمة وعدم السماح لهم بالسهر حتى فترات طويلة، فضلا عن نظام المكافآت عبر مكافئة كل من يقوم بإنجاز مهماته الدراسية والذي يشجعهم على الدراسة.ماذا قال المختصون؟

ومن جهتها، أشارت الأكاديمية وعضو التدريس في جامعة البحرين د. لمياء الكوهجي، إلى أنه لا يوجد أي سبب يمنع الطالب من تقديم الامتحانات خلال نهار رمضان، فالطالب الجامعي يجب أن يكون معتاد على وجود الامتحانات خلال الشهر الفضيل حيث أنه لا ضرر في ذلك ولا يتطلب الامتحان جهد بدني.

ولفتت إلى أن دور الكادر التعليمي يجب أن يكمن في مراعاة الطالب والتأكد من تهيئة البيئة المناسبة له، حيث أنه من الخطأ القيام بحذف المناهج أو إزالة شهر كامل من الفصل لأن ذلك سينتج عنه تقليل قيمة الشهادة الدراسية. أما الحل النموذجي فيكمن في تنسيق فترة بداية وانتهاء الفصل الدراسي وتوزيع الامتحانات إلا أن ذلك قد يكون صعبا في ظل وجود عدة مواد.

وفي ذات الشأن، وجهت المعلمة رؤيا أميري نصائح للطلبة تكمن في ضرورة المذاكرة المستمرة أولا بأول والاستعداد الجيد قبل فترة الامتحانات لتجنب تراكم المعلومات، وإعداد جدول مسبق لتنظيم المواد وأوقات الدراسة، بالإضافة إلى التركيز على النقاط المهمة بصورة أكبر ومذاكرتها في أوقات شدة التركيز إلى جانب ضرورة البقاء على تواصل مع المعلم في حال وجود أي استفسار.