تقديم - سماهر سيف اليزل



"دقاقة الحب" ذكرى عطرة في ذاكرة جاسم ياسين، وعنها يقول: "أجمل المشاهد التي اذكرها من رمضان حين كنا صغارا هو مشهد " دقاقة الحب" وهم يدورون بين "الفرجان" في منتصف شعبان ، حاملين المنحاز والمدق ، ويقوم كل سكان الحي والأحياء المجاورة بإحضار ما لديهم من حب الهريس و الكباب وغيرها للقيام بطحنها وتجهيزها للشهر الكريم ، وكان يعتبر مظهر من مظاهر الاحتفال الجميلة ، حيث نلتف حولهم ونشاهدهم وهم يقومون بذلك ، وبمجرد اقتراب الشهر حتى يبدأ سكان الحي بالتعاون للترحيب بالشهر الفضيل".

ويضيف ياسين: "كانت هناك فرحة غريبة تعم على الجميع كباراً وصغاراً ، فكان الرجال وكبار السن يتشوقون لصلاة التراويح وتجمعات المجالس المسائية ، وكنا نفرح نحن الصغار ونترقبه للعب والسهر ، ومن أجمل الذكريات العالقة في ذهني عن هذا الشهر تتمثل في التفافنا حول مائدة الإفطار التي تضم الجد والأب والعم وأبناء العم والإخوة مستمعين لجدي وهو يحدثنا عن عظمة الصيام وقراءة القرآن ، متبادلين أطراف الحديث بقلوب محبة وجله ، حيث أن البيت الواحد كان يضم خمس وسبع عوائل ،" ويأكل كل واحد فينا المقسوم ويقوم".