أباح الإسلام للمريض والحائض والنفساء والمسافر والمسن الإفطار وإعادة الصوم في وقت آخر إن كان ذلك ممكناً أو التصدق بإفطار صائم إن كان مريضاً بمرض لا يرجى شفاؤه ويعتبر مرض فقر الدم المنجلي أحد هذه الأمراض التي لا يمكن الشفاء منها.. فهل يستطيع مريض فقر الدم المنجلي الصوم؟

سؤال تجيب عنه د أمل الجودر قائلة:
"لا توجد إجابة واحدة نستطيع تعميمها على كل المرضى سواء كان بالصيام أو بعدمه"، فالمرض يتفاوت في شدته وحدته بين مريض وآخر. بل أنه مع المريض الواحد نفسه قد تتفاوت شدة وحدة الألم الذي يصاب به من نوبة لأخرى. وعليه نقول إن المريض وحده أقدر بالإجابة على هذا السؤال وهو يستطيع أن يحدد معيار الألم ويقارنه بين نوباته المختلفة واضعاً في اعتباره أمرين:الأول: أن الله رحيم بعباده ولا يكلف نفساً إلا وسعها وعليه يجب أن لا يجهد نفسه إن لم يكن قادراً على الصيام.، والثاني أن الله أعلم بما في نفوسنا وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء ويعلم بما توسوس به أنفسنا.

وتضيف د. أمل قائلة: "المهم إذا وجد المصاب بفقر الدم المنجلي في نفسه القدرة على الصيام وعزم على الصيام فيجب مراعاة النقاط التالية، مثل الإسراع في الفطور والتاخير في السحور حتى قبيل الفجر، والحرص على شرب الماء والعصائر والشوربة في وجبة الفطور، وتناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المعقدة والالياف كالحبوب (العدس – الحمص – الفول (إذا كان غير مصاب بنقص الخميرة في نفس الوقت) -الخبز الاسمر والفواكه والسلطة الخضراء في وجبتي الفطور والسحور وما بينها، والتقليل من تناول السكريات والموالح، والتقليل من المنبهات كالقهوة والشاي والامتناع عن المشروبات الغازية، والابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وأخذ قسط كاف من النوم والراحة في الظهيرة وفي الليل. وتقليل السهر قدر الامكان، وإذا ظهرت عليه اعراض النوبة فيجب عليه الفطر وتناول المسكنات وشرب السوائل وان لم يتحسن يستشير الطبيب.

وتختم د أمل قائلة: "لا يخفى على الجميع أن مقاومة مريض فقر الدم المنجلي محدودة والأمراض البسيطة والشائعة كالإنفلونزا قد تتضاعف وتتدهور بسرعة عنده ومن المعروف في رمضان كثرة الزيارات للمجالس والمساجد مما قد يعرض الفرد الى انتقال العدوى في هذه التجمعات".