هدى حسين
يتميز شهر رمضان بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت معروفة في السابق، واستطاع الناس الاحتفاظ ببعض العادات والتقاليد المتوارثة. ولعل أكثر الموروثات التي مازالت مستمرة عادة التي تحدث في مناطق البحرين كلها، واستمر أهالي البحرين في إقامة هذه العادة في كل عام من نصف شهر رمضان المبارك، فالعادات والتقاليد في شهر رمضان لم تتغير بالكامل وإنما الحياة وأنماطها هي التي تغيرت.
الناشط في المجال التراثي والتاريخ والآثار جاسم حسين المختار يقول عن استمرارية عادة القرقاعون: "إن قرقيعان أو القرقاعون أو الكريكعان أو الناصفة أو القريقشون هو تقليد سنوي ومناسبة دينية يُحتفل بها في معظم بلدان الخليج العربي وغيرها من الدول الإسلامية بمنتصف شهر رمضان، وأرجح أن كلمة القرقيعان أتت من كلمة قُرْعٌ وقُرْعَانٌ وجمعها قرقعة وقرقيعان وتعني ضرب أو دق الباب أو الشيء والقَرَعُ أيضاً مصدر قولك قرع الفناء، والقرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى أو أنها مشتقة من القرقعة، أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني والسلال الحاوية للحلويات والمكسرات".
ويضيف المختار: "مع تعداد المسميات تعددت أصولها وجذورها اللغوية، فقيل إن القرقاعون أو القرقيعان هو مصطلح شعبي يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل والتي تُملأ بداخلها المكسرات ومن ثم تُوّزع على الأطفال.. يطوف ويجوب الأطفال المنطقة والأحياء الشعبية القديمة مرتدين أزياءً شعبية ويرددون الأهازيج وتوزع الحلوى عليهم وتختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافاً بسيطاً ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها".
ويواصل: "يتعمد الأطفال لبس الملابس الشعبية، فيلبس الأولاد الدشداشة وسترة بالإضافة إلى النعال الشعبية، وأما البنات يلبسن الدراعات والبخنق وهي قماش بألوان مختلفة مطرزة باللون الذهبي أو الفضي، ويحمل كل منهم كيساً لجمع المكسرات والحلوى، وعادةً ما تبدأ هذه الفعالية بعد صلاة المغرب مصحوبة بالأغاني الشعبية.. كما يأخذ الأطفال بعد إفطارهم بأذان المغرب في التجمع والسير حاملين حول أعناقهم أكياساً قماشية أو سلالاً من الخوص ويرددون الأهازيج والأناشيد الشعبية فيبدؤون بالمرور على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهل الأحياء الشعبية".
ويختم قائلاً: "من الأهازيج والأناشيد التي يرددونها: قرقاعون عادت عليكم يالصيام.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. سلم ولدهم يا ألله.. خليه لأمه يا الله.. يجيب المكده ويحطها.. بحضن إمه.. ياشفيع الأمة.. عسى البقعة ما إتخمه، ولا توازي على أمه، قرقيعان وقرقيعان.. بين اقصير ورميضان..عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام".
{{ article.visit_count }}
يتميز شهر رمضان بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت معروفة في السابق، واستطاع الناس الاحتفاظ ببعض العادات والتقاليد المتوارثة. ولعل أكثر الموروثات التي مازالت مستمرة عادة التي تحدث في مناطق البحرين كلها، واستمر أهالي البحرين في إقامة هذه العادة في كل عام من نصف شهر رمضان المبارك، فالعادات والتقاليد في شهر رمضان لم تتغير بالكامل وإنما الحياة وأنماطها هي التي تغيرت.
الناشط في المجال التراثي والتاريخ والآثار جاسم حسين المختار يقول عن استمرارية عادة القرقاعون: "إن قرقيعان أو القرقاعون أو الكريكعان أو الناصفة أو القريقشون هو تقليد سنوي ومناسبة دينية يُحتفل بها في معظم بلدان الخليج العربي وغيرها من الدول الإسلامية بمنتصف شهر رمضان، وأرجح أن كلمة القرقيعان أتت من كلمة قُرْعٌ وقُرْعَانٌ وجمعها قرقعة وقرقيعان وتعني ضرب أو دق الباب أو الشيء والقَرَعُ أيضاً مصدر قولك قرع الفناء، والقرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى أو أنها مشتقة من القرقعة، أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني والسلال الحاوية للحلويات والمكسرات".
ويضيف المختار: "مع تعداد المسميات تعددت أصولها وجذورها اللغوية، فقيل إن القرقاعون أو القرقيعان هو مصطلح شعبي يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل والتي تُملأ بداخلها المكسرات ومن ثم تُوّزع على الأطفال.. يطوف ويجوب الأطفال المنطقة والأحياء الشعبية القديمة مرتدين أزياءً شعبية ويرددون الأهازيج وتوزع الحلوى عليهم وتختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافاً بسيطاً ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها".
ويواصل: "يتعمد الأطفال لبس الملابس الشعبية، فيلبس الأولاد الدشداشة وسترة بالإضافة إلى النعال الشعبية، وأما البنات يلبسن الدراعات والبخنق وهي قماش بألوان مختلفة مطرزة باللون الذهبي أو الفضي، ويحمل كل منهم كيساً لجمع المكسرات والحلوى، وعادةً ما تبدأ هذه الفعالية بعد صلاة المغرب مصحوبة بالأغاني الشعبية.. كما يأخذ الأطفال بعد إفطارهم بأذان المغرب في التجمع والسير حاملين حول أعناقهم أكياساً قماشية أو سلالاً من الخوص ويرددون الأهازيج والأناشيد الشعبية فيبدؤون بالمرور على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهل الأحياء الشعبية".
ويختم قائلاً: "من الأهازيج والأناشيد التي يرددونها: قرقاعون عادت عليكم يالصيام.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. سلم ولدهم يا ألله.. خليه لأمه يا الله.. يجيب المكده ويحطها.. بحضن إمه.. ياشفيع الأمة.. عسى البقعة ما إتخمه، ولا توازي على أمه، قرقيعان وقرقيعان.. بين اقصير ورميضان..عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام".