حوراء الصباغ

"قهوتي سر صباحي"..هذا ما يبدأ به أغلب عشاق القهوة نهارهم، إذ لا يستطيعون البدء بمهامهم اليومية إلا بوجود فنجان القهوة.. وعند قدوم شهر رمضان المبارك، وسر الصباح يتحول إلى سر صداع الرأس، وتعب شديد يصعب التغلب عليه.

أخصائي تعزيز الصحة والتغذية محمود الشواي أوضح لـ"الوطن"، مضار الإكثار من شرب القهوة وتحولها من سر سعادة إلى عدو للصائم في الشهر الفضيل.

وفيما يتعلق بتاريخ القهوة، أوضح الشواي، أن المعتقدات تنص على أن القهوة يعود تاريخها للقرن العاشر وربما قبل ذلك إذ يعتقد بأن أصلها يعود لدولة أثيوبيا، وبعض الأدلة المثبتة بينت أن شجرة البن يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر في اليمن، وفي القرن السادس عشر وصلت للشرق الأوسط وجنوب الهند وبلاد فارس وتركيا وانتشرت لأوروبا وآسيا وأمريكا.

وأصل تسمية القهوة في اللغة الإنجليزية عن طريق كوفيه الهولندي والذي استعار المسمى من الكافي التركي العثماني والذي بدوره اقترضها من القهوة العربية.

واشتقت كلمة القهوة بمعنى لعدم الجوع، في إشارة إلى أن هذا المشروب يسد الشهية. وتعتبر القهوة من المشروبات التقليدية التي تقدم للضيوف، فضلا عن تناولها بعد الوجبات الرئيسة وكمنبه للرياضيين وللأشخاص الذي يحبون زيادة نسبة التركيز لديهم وبشكل خاص خلال فترة الصباح.

وأشار الشواي، إلى أن للقهوة فوائد عديدة، منها تحسين مستوى التركيز، إلى جانب كونها من الممكن أن تساعد على زيادة معدل الحرق في الإنسان وتحسين الأداء الرياضي والبدني، فضلا عن كونها قد تقلل من احتمالية الإصابة بداء السكري والحماية من مرض الزهايمر وتحسين المزاج العام، بالإضافة إلى كونها تساعد على إدرار البول.

ولفت إلى أن القهوة تحت مكانة مميزة في الشهر الفضيل حيث أنها لا تغيب عن مائدة الإفطار وعن المجالس ولها ميزاتها، إلا أنه ينصح بالتقليل التدريجي من تناولها قبل البدء بالصيام في شهر رمضان تجنبا للإصابة بالصداع.

وقال الشواي، إن ضرورة تقليل تناول القهوة أو الكافيين بشكل عام في شهر رمضان الفضيل تكمن في الحماية من عدم الإصابة بالجفاف، لأن الكافيين المتواجد في القهوة يساعد على إدرار البول بشكل كبير.

ونتيجة لذلك فإن الفرد سيشعر بالجفاف والعطش مما يتحتم عليه تناول الماء لسد هذه الحاجة، إلا أنه مع فرض الصيام فإن ذلك سيشكل عائقا أمامه مما يتسبب في حدوث أعراض متمثلة في الدوار والتعب الشديد، فضلا عن احتمالية الإصابة بحالات متقدمة الإغماء.

ونصح بالتقليل من شرب المنبهات بشكل عام كالقهوة أو الشاي خلال فترة الإفطار، وإذا كان لابد من ذلك فيجب الحرص على شرب كميات أعلى من الماء، للتقليل من عملية إدرار البول والشعور بالعطش خلال نهار شهر رمضان الفضيل.