يعتبر العيد من أبرز المناسبات التي تحمل طابعاً اجتماعياً، وتتعدد مظاهر الاحتفال به وتختلف من زمن إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، ولكن تبقى الفرحة بحلول هذا العيد قاسما مشتركا بين مختلف الأجيال، حيث يلتقي الناس ببعضهم البعض في صلاة العيد ويتبادلون التهاني والزيارات، ويرتادون أماكن الترفيه والمطاعم ويتوافدون على المجمعات والمتنزهات، وفي اعتقادهم أنها أماكن تدخل الفرح في النفوس وتحقق شعورا بالسعادة. ولكن هناك أسر تلتزم البقاء في المنزل أيام العيد، وأفرادها في ذلك مكرهون، لاسيما أن الخروج صار مكلفا، لعائلة عدد أبنائها كبير، ودخلها محدود مع الارتفاع الجنوني للأسعار.
تسعيرة مضاعفة
يقول عبدالله حسين إن الألعاب التي كنا نلعبها سابقا بـ200 فلس أصبحت اليوم بدينار ودينارين، يعني ضعف أضعاف سعرها القديم، وخاصة الأماكن الغالية التي ندفع على اللعبة 8 دينار لكل شخص، متسائلا إذا كان لدي 5 أطفال ماشاء الله ، فكيف لي أن أذهب للألعاب فترة العيد والأسعار غالية جدا ، يعني لو افترضنا كل طفل لدي يريد أن يلعب من 3 إلى 5 ألعاب في مكان رخيص، فمعناه لكل طفل 15 دينارا تقريبا بالإضافة إلى الأكل، هذا أول يوم عيد وثاني يوم وثالث يوم وطول الشهر، ماذا أفعل وراتبي محدود؟ الحل الأفضل، أني خيرت الجلوس في بيتي وبعد العيد أخرج بهم مكان يناسب ميزانيتي .
استغلال ورفع الأسعار
أما فضيلة الشيخ فتقول أفضل الجلوس في المنزل فترة العيد لأن جميع المحلات تستغل الزبائن في العيد وترفع أسعارها بشكل مبالغ فيه ، فاستمتع أنا وأولادي بزيارة الأهل في 3 أيام العيد ، وبعد العيد أعوضهم بشيء بسيط ، كذلك يجب أن يتعلم الطفل أن هذه المبالغ أو العيدية التي يحصل عليها في فترة العيد هي مبالغ يجب الاستفادة منها في شيء مفيد مثل شراء الكتب للاطلاع والإفادة أو شراء الذهب للبنت ، أو للسفر أو لشراء شيء يحبه ويستمر معه وأنا أساعده كذلك إذا نقص لديه المبلغ .
تقشف وتعقل
وتقول زهراء عبد الكريم أخرج أنا وبناتي إلى أماكن أسعارها مقبولة على حسب ميزانية الأسرة ، ولا أستطيع أن أبالغ في الخروج معهم إلى أماكن غالية الثمن لأن لدي أمور أخرى ، وكذلك في بعض الأحيان أفضل عدم الخروح لأستغل ميزانية العيد للسفر بعد العيد مباشرة ، فهذا ما يجعلني أنا وبناتي أكون سعيدة أفضل من الخروج في البحرين بأسعار غالية جدا .
ميزانية للترفيه
يقول الخبير الاقتصادي عارف خليفة: نعم فترة العيد تحتاج كل أسرة إلى وضع ميزاينة على الأقل ٣٠ دولار أو ١٢ دينارا للشخص الواحد للأكل وعوامل الترفية ، لأن العيد من ضمن السلوك او الموروثات التي ورثناها أن العيد ترفيه وفرحة ولعب للأطفال ، الحل يكون الترفيه بشكل شراء هدايا وتوزع في البيت على العائلة وبالتالي التخفيف من قضاء أيام العيد خارج المنزل والاكتفاء بتوزيع الهدايا من قبل ولي الأمر وتوزيعها على الأولاد من الميزانية التي وضعت سابقا للعيد .
ويشير خليفة إلى أن الأسعار غالية في العيد لأن هناك من يستغل أوقات العيد لرفع الأسعار ، أيضا كذلك ضغط على الأماكن الرخيصة في فترة العيد ، فتتجه العوائل الى الأماكن الغالية لأن أولا ليست زحمة ثانيا هناك قوة شرائية في مبالغ موجودة من خلال الميزانية المخصصة للعيد أو العيدية الموجودة عند الأطفال ، مضيفا أن معظم المحلات والمطاعم والألعاب الآن عليها قيمة مضافة ومطبقة 5% زيادة على الأسعار .
بدائل للترفيه العائلي
وقال الطبيب النفسي دكتور طارق الشهابي إن لكل مكان زبائنه بغض النظر عن الأسعار ، ولا أستطيع أن أطالب بتخفيض الأسعار في العيد ، ولكن يجب أن أخلق لي مكانا بديلا لي ولأسرتي وأطفالي لكي أسعدهم في العيد ولا أسبب لهم الكبت والحزن وبالتالي يتأثر الطفل مقارنة بأقرانه، هناك بدائل ترفيهية كثيرة ، منها خلق أجواء العيد في المنزل مع كعكة العيد مع كوفي واجلس خارج البيت في "الحوش" ، أخلق لي جوا من سينما في المنزل ومشاهدة الأفلام مع عائلتي ، عيد ميلاد أحد الأطفال نؤجله إلى فترة العيد ونعمله في المنزل ونخلق جو من الفرح ، كذلك إذا كانت عائلة كبيرة ممكن حجز بركة وسيكون المبلغ مشترك للتخفيف على الأهل والاستمتاع بأجواء البركة ، ممكن ذلك عمل غذاء العيد أو عشاء العيد في المنزل والذهاب مع العائلة حديقة بسيطة ويوجد بها العاب مثل ممشى سترة أو الكورنيش أو حديقة خليفة والجلوس على العشب الأخضر والأكل واللعب والاستمتاع وهكذا .