بعد خمس سنوات من الآن وبسبب عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي نواكبه اليوم، أكثر من ثلث المهارات الوظيفية الهامة لدى القوى العاملة ستتغير، أي ما يعادل 35% من مهارات القوى العاملة حول العالم.

بحلول عام 2020، ستجلب لنا الحقبة الصناعية الرابعة الروبوتات المتقدمة، النقل الذاتي، الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، التكنولوجيا الحيوية والجينوميات، وغيرها. هذه التطورات ستُغير مجرى الحياة المهنية وبيئات العمل بالكامل. وما هو مؤكد بلاشك أن الموارد البشرية سيتحتم عليها صقل ومحاذاة مهاراتها لمواكبة هذا التطور، وإلا ستكون في مؤخرة الركب وسوف يتم استبدالها بكوادر أخرى قادرة على التكيف وتبني هذا التحول الحتمي.



ومن هنا تأتي أهمية عقد مؤتمرات وفعاليات هامة لتسليط الضوء حول أحدث وأهم الممارسات المتعلقة بهذا التطور. وعليه، تنطلق أعمال مؤتمر اتحاد منظمات التدريب والتطوير (IFTDO) في نسخته 48 في العاصمة البوسنية سراييفو والذي سيُعقد في الفترة من 24 – 26 يونيو 2019 تحت عنوان "تنمية الموارد البشرية في عصر التحول الرقمي – تمكين قادة المستقبل" بمشاركة أكثر من 300 مشارك من دول البلقان ومختلف دول العالم.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتطوير يضم في عضويته حوالي 25 عضًوا في مجلس الإدارة. وتفخر البحرين بأن رئيس مجلس إدارة هذا الاتحاد للدورة 2019 – 2020 هو الدكتور ابراهيم بن خليفة الدوسري – الرئيس الفخري لجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية. وبالنسبة لرئاسة المؤتمر حيث يتحتم أن تكون للدولة المضيفة، فسوف تترأس أعمال المؤتمر لهذه الدورة السيدة سانيا ميوجفيتج من البوسنة والهرسك.



سيُركز المؤتمر خلال أيام انعقاده على أربعة محاور رئيسية. وهي أهمية التحول الرقمي، تنمية القادة وصُناع القرار، المواهب المطلوبة لتحقيق الأهداف المؤسسية، وتسخير العقول المبدعة وأدوات الابتكار للنهوض بالمؤسسات.

وضمن هذه المحاور الهامة، سيتم تسليط الضوء على أهمية مهارة الإبداع في العمل وضرورة تواجدها في كل موظف. فحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي WEF بعنوان "مستقبل الوظائف" والذي يتمحور حول أهم المهارات المطلوب توافرها لدى الموظفين خلال السنوات الخمس القادمة. ستكون مهارة الإبداع هي الثالثة ضمن المهارات الأهم التي يبحث عنها كل صاحب عمل في موظفيه للمضي قدمًا بالمؤسسة نحو النجاح. ويترجم هذا التقرير مايبحث عنه كبار مسؤولي الموارد البشرية من مختلف المؤسسات الصاعدة في العالم من مهارات استراتيجية تواكب التحولات الحالية التي لا تحدها أي حدود جغرافية ولا تقتصر على أي قطاع مهني معين.



وسوف يُثري المؤتمر أكثر من 25 متحدثا وخبيرا دوليا بأوراق عمل متنوعة من مختلف دول العالم، كالبرتغال، الهند، نيوزيلندا، عُمان، أمريكا، تركيا، ألمانيا، البحرين، إيطاليا، السويد، ماليزيا، الإمارات، والدولة المضيفة البوسنة والهرسك.

ومن المؤمل أن يشارك في المؤتمر من خبراء ومتخصصين وأفراد من دول البلقان الجارة للبوسنة والهرسك ومن أوروبا بالإضافة إلى عدد من الوفود، كوفد مملكة البحرين وسلطنة عمان، بالإضافة لوفود أخرى من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأجنبية.



الجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتطوير قد تُأسس في العام 1972 في جنيف – سويسرا، وهو منظمة عالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية متعدد الجنسيات والثقافات مع مجلس إدارة متنوعة، ومنذ تأسيسه يعقد الاتحاد اجتماعه سنويا في مختلف دول العالم.