تجاوز محمد جاسم ذو 27 ربيعاً القصور في قدرته الجسدية، و تجلد بهمة أصحاب الهمم التي يختلف عليها اثنان، بأن طوع ذلك القصور لصالحه بافتتاحه مشروع "كرابس أون ويلز" أي "القبقب ذو الكرسي المتحرك"، والذي يقدم المأكولات البحرية بنكهة مبتكرة.
يعد الشاب محمد جاسم قاطن مدينة حمد نموذجا يحتذى به لأصحاب الهمم، فلم يمنعه قصوره الجسدي، والذي يمنعه على المشي وملازمة الكرسي المتحرك له على فتح مشروع "كرابس أون ويلز"، إذ يقدم فيه المأكولات البحرية، ولم يقتصر نشاطه عند هذا الحد، فهو أيضا لاعب منتخب البحرين بالاتحاد البحريني لرياضة ذوي الإعاقة.
شارك محمد جاسم "الوطن" حكاية دخوله مجال المأكولات البحرية، وكيف يوافق بين مجال الرياضة ومجال الطبخ.
ما هي حكاية مشروع المأكولات البحرية؟
عندما كنت أذهب مع أصدقائي للبر، ويقوم أحد الأصدقاء بطهي المأكولات البحرية على الجمر، وهو محب للطهي وبارع فيه، فجاءت الفكرة حينها بفتح مشروع للمأكولات البحرية بالشراكة معه، وبعدها بدأنا بالتفكير بشكل جدي أكثر منذ شهر أكتوبر العام الماضي.
إذ رسمنا تصور شامل حول المشروع ومراحله وما سنقدمه وكيف ستكون البداية، و في يوم 17 فبراير عام 2019 أطلقنا المشروع على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
تضمن شعار المشروع الكرسي المتحرك، من أين جاءت الفكرة؟
أردت أن يحمل المشروع جزءا مني، وكنت حينها أبحث في الأيقونات المستخدمة في موقع التواصل الاجتماعي "سناب شات"، فوجدت أيقونه لقبقب يركض وكرسي متحرك، فأرسلته لأصدقائي الذين كنت أشاركهم الأفكار والعصف الذهني حول المشروع، وكتبت وهم "قريبا".
و بعد طرح العديد من الأفكار مع شريكي في المشروع وأصدقائي، قامت زوجة صديقي وشريكي بتصميم الشعار.
كيف كان أول يوم تلقيت فيه الطلبات؟
كنا نبحث في بادئ الأمر عن مورد للقباقب و"الصقوع" والربيان والسمك، وبعد رحلة بحث عثرنا على شخص يبيع في منطقة مدينة عيسى اتفقنا معه، وبعد ذلك ارتأينا زيارة سوق المنامة المركزي للاطلاع أكثر على الأصناف، وهناك كانت المفاجأة، بأن الأسعار كانت مختلفة تماماً إذ من كان يورد لنا المأكولات البحرية، أخذ منا ضعف السعر.
قررنا بعدها أن نشتري ما نحتاج بأنفسنا، إلا أن أول يوم لم نحصل على شيء، ففي تمام الساعة 5:30 صباحاً وصلنا إلى المركزي، وحينها كل ما في السوق تم بيعه والباعة يجمعون أغراضهم منصرفين، فأبكرنا في الذهاب في اليوم التالي، والآن أصبحنا على دراية كافية بالكمية المطلوبة والبائع الصح الذي نتعامل معه.
حدثنا حول نشاطك في مجال الرياضة؟
كنت ألعب كرة السلة على الكرسي المتحرك في طفولتي، وتوقف بعدها فترة من الزمن لظروف السفر لتلقي العلاج في الخارج، و في عام 2011 عاودة الالتحاق بالإتحاد البحريني لرياضة ذوي الإعاقة.
وشاركت 4 بطولات على مستوى الخليج، 3 بطولات في غرب آسيا، والعديد من الملتقيات الرياضية، والبطولات الداخلية، وحققت مع الفريق المركز الثالث في بطولة الخليج لكرة السلة للكرسي المتحرك لعام 2016 المقامة في أبو ظبي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والبطولات على المستوى الخليجي، والعربي.
هل تجد صعوبة في تنظيم الوقت بين تلقي طلبات المأكولات البحرية والإعداد للأولمبيات؟
المسألة تكمن في تنظيم الوقت بالشكل الجيد، نسعى أنا وشريكي لتوفيق العمل فيما بيننا، فهو أيضاً لديه عمل بنظام الفترات "الشفتات"، وأنا أذهب للتمرين من 9 صباحاً وحتى 11 صباحاً، وأعود للنادي مرة أخرى من الساعة 3 مساء وحتى ال6 مساء.
ما هي رأيتك المستقبلية للمشروع؟
أطمح أن أطور المشروع من مشروع منزلي إلى أن أفتح مطعم، فقد جاءتنا استفسارات من زبائن كثر من البحرين وحتى على مستوى الخليج من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة حول إذا كان باستطاعتهم زيارة المطعم، إلا أننا في المرحلة الأولى للمشروع ونستقبل الطلبات على حسابنا على "الإنستغرام" فقط.
