هدى حسين

العمل الخيري والتطوعي ركيزة أساسية لبناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، ولا يزال من أهم العوامل المؤثرة على الأجيال المستقبلية، حيث تتجلى القيم الاجتماعية وتتسامى بين أفراد المجتمع الواحد من خلال الأعمال التطوعية.

"الوطن" استطلعت آراء شباب وأعضاء فرق تطوعية، والذين أكدوا أن تقدم العمل التطوعي بكافة مجالاته وزيادة الوعي بالشعور بالمسؤولية المجتمعية.

وحول ذلك، قالت عضو فريق البحرين للإعلام التطوعي نور كويتان أن العمل التطوعي اليوم وصل لمراحل متقدمة وهذا يدل على وعي الناس بجميع مراحله وطياته المختلفة، بل وأصبح الكل يتسابق لتقديم ما هو متاح ضمن إمكانياته.

وأضافت: "عندما نشاهد الحملات المرخصة الداعمة مثلا لعلاج أحد المرضى فكل فرد يبادر ولو بالقليل وحتى يساهم بعملية نشر الإعلان أو حتى بالدعاء له، هذه الروح الجميلة ليست بغريبة على أهالي البحرين"

وأشارت كويتان أنها تدعمالتبرع الأمن الذي يتمثل بالتبرع عبر الجهات المرخصة تحت مظلة الجمعيات الخيرية والصناديق، لأنها الطريقة الأمثل لوصول الأموال لمستحقيها من الأسر المتعففة، لافتة إلى أن التبرع عن طريق الطرقات مخالفا للقانون مما يقود لصرف الأموال في غير وجهتها الصحيحة.

وأكدت كويتان وجوب غرس مفاهيم التبرع منذ الصغر، فعندما يشاهد الأبناء الوالدين يقدمون المال ويضعونه في الصناديق المخصصة للجمعيات أو الصناديق تتولد لديهم فكرة العطاء، فضلا عن تخصيص يوم في الأسبوع للصدقة، مشيرة أن ثقافة التطوع لا تقتصر على المال فقط

واتفق معها حسن الحمد الذي بدوره هو الآخر يرى أن العمل التطوعي اليوم في وضع متقدم من حيث الجهود التي يقدمها المتطوعين والشعور بالمسؤولية المجتمعية، فضلا عن الزيادة في وعي الجمهور بالمساهمة في المجتمع بتقديم الجهد بلا مقابل، مشيرا إلى وجود المتطوعين من يسخرون أنفسهم عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين.

وأشار إلى أن الأياد البيضاء تمتد في سائر الأيام وطول العام، إلا أن خلال شهر رمضان يزداد التبرع نظرا لتسابق الآخرين على فعل الخير والدعوات التي تسعى الجمعيات الخيرية للأعمال الخيرية.

وأضاف الحمد أن هناك عدة أفكار لتشجع الأبناء على العطاء وثقافة التبرع للأبناء ومنها صندوق الصدقة الموجود في أغلب البيوت، ما يشجع الأطفال على وضع صدقة فيه من مصروفهم بين فترة وأخرى..

من جانبه، قال علي السباع أن الشباب البحريني معطاء، وعاما بعد الآخر تزداد المبادرات الشبابية والفرق التطوعية، إلا أنه المقابل يرى عزوف غير متوقع من بعض الشباب عن العمل التطوعي لتوجههم للأعمال التجارية أكثر، وسعيهم لمتطلبات الحياة.

ويرى السباع أن التبرع يجب أن عن طريق الجمعيات الخيرية فقط كونها تمتلك شريحة الناس المحتاجة .

وأضاف أن ثقافة العطاء نابعة من الشخص من ذاته والتكوين المنتمي إليه - والإسلام حث على هذا العمل الخيّر ومن تعاليم الرسول الأكرم - ص - ونعلمّ الأبناء ونشجعهم حينما نشركهم في العمل حينه - حينما يرى الأبناء الكبار سباقين لمثل هذه الأعمال - لا بد أنهم سوف يمتثلون لمثل هذه العطاءات الحسنة - وحينما يرى الصغار الكبار على تكافل مجتمعي فعلاً سوف نرى هذا في الصغار، أي العمل الحسن يعكس صاحبه بصور حسنة وسليمة وتساهم في بناء مجتمع متعلم على العطاء وثقافة البذل دون أي مقابل..



.