أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن المواقع الأثرية والتراثية في عدد من الدول العربية تواجه أوضاعاً كارثية على الصعيد المحلي وعلى صعيد ذاكرتها الثقافية "التي تفقد رويداً رويداً جزءاً مهماً من ملامحها".

وشاركت الشيخة مي بنت محمد في "المنتدى العالمي لثقافة السلام" والذي أقيم الخميس في قصر السلام بمحكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي في مملكة هولندا بتنظيم من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية وتعاون مع جامعة ليدن، مؤسسة كارنيجي، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسة الدولية للسلام.

وشهد المنتدى مشاركة وحضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية رفيعة المستوى من حول العالم من رؤساء دول ورؤساء حكومات وبرلمانات ومدراء منظمات عالمية معنية بالتراث الثقافي العالمي وأكاديميين.

ومن بين الشخصيات التي حضرت المنتدى رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، و رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية عبدالعزيز البابطين.

واختارت مؤسسة "البابطين" محورين رئيسيين للمنتدى هما: تدريس ثقافة السلام وحماية التراث الثقافي العالمي، حيث جاء هذان العنوانان في صدارة أعمال المنتدى، حيث بحث المشاركون عبر جلسات شارك فيها نخبة من ممثلي عدد من الدول سبل حماية الثقافي وتنمية ثقافة السلام.

وقدمت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مداخلة في الجلسة الثانية من برنامج المنتدى بعنوان "حماية التراث الثقافي في العراق واليمن" ترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الأسبق الشيخ محمد صباح السالم الصباح وشارك فيها ممثل رئيس جمهورية العراق علي الشكري، وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجمهورية اليمن عبدالله لملس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي لحكومة إقليم كردستان العراق یوسف كوران.

ووجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الشكر إلى مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية لمبادرتها بتنظيم المنتدى بالتعاون مع كافة الشركاء والمهتمين.

وقالت: "في مملكة البحرين، أولينا أقصى درجات الاهتمام للتراث الثقافي والطبيعي، ولا يقتصر ذلك على الصعيد المحلي حيث تلتزم مملكة البحرين بجميع الاتفاقيات الموقعة مع منظمة اليونسكو لحماية وحفظ التراث الثقافي المنقول وغير المنقول، المادي وغير المادي، بل تهتم البحرين بالتراث المادي والثقافي العالمي وبالأخص المتواجد في العالم العربي".

وأوضحت الشيخة مي بنت محمد أن التعاون ما بين البحرين واليونسكو والهيئات الاستشارية التابعة لها، أدى إلى إنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي التابع لليونسكو عام 2012، والذي يحاول اتخاذ كل الإجراءات المهمّة بشأن تقديم المعونات اللازمة للمواقع المتضررة بفعل الصراعات القائمة في المنطقة.

وأضافت، أن المركز ساهم في إعداد مشروع حماية لمدينة زبيد القديمة في اليمن، المدرجة في قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر، علاوة على استضافة المملكة للمؤتمر الدولي لجزيرة سقطرى في متحف البحرين الوطني عام 2018، بهدف الحفاظ على موقع الأرخبيل اليمني الذي يضم أعداداً كبيرة من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة في العالم.

وفي سياقٍ متصل حول جهود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في العراق، أشارت إلى أن المركز أقام عدداً من التدريبات لمدراء المواقع والخبراء لدعم جهود ترشيح وحماية موقع الأهوار العراقية ومدينة بابل وذلك بالتعاون مع صندوق الآثار العالمي.

ونوّهت الشيخة مي بنت محمد، إلى أن مملكة البحرين استطاعت كسب الثقة الدولية وهو ما أدى إلى انتخابها مرتين كعضو في لجنة التراث العالمي واستضافتها وترؤسها عام 2018 للدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي بمشاركة أكثر من 2500 شخص من جميع أنحاء العالم حيث احتل وضع التراث الثقافي في العراق وليبيا وسوريا واليمن مكانة مهمة في النقاش الذي دار في اجتماع وجلسات اللجنة.

وعبرت عن أمها، في أن يثمر المنتدى مبادرات فعالة على أرض الواقع في كل البلدان التي تواجه مواقعها الثقافية خطراً حقيقياً، مؤكدة على أهمية نشر ثقافة السلام من أجل حماية التراث الثقافي.

وتطرق المنتدى إلى مختلف الموضوعات المتعلقة بنشر ثقافة السلام وسبل استثمارها في حماية التراث الثقافي عبر أربع جلسات، ألقت الأولى الضوء على التعليم وحماية التراث الثقافي.

فيما تناولت الجلسة الثانية حماية التراث الثقافي في العراق واليمن. وناقشت الجلسة الثالثة تنمية ثقافة السلام من خلال التعليم، أما الجلسة الختامية فجاءت بعنوان "خطوة إلى أمام - مناهج ثقافة السلام".