فاطمة الشيخأن تتعامل مع جسم طري، مراعياً درجة الحرارة في الغرفة وطريقة حمله وإجلاسه أو وضع الأقمشة عليه، والانتباه لكل التفاصيل الصغيرة، أمر يحتاج إلى مهارات خاصة.لطالما احتكرت الإناث تصوير حديثي الولادة مدفوعات بغريزة الأمومة ربما، غير أن المصور حسين خلف من قرية كرزكان خاض المجال وصور أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة أيام، وبدأ مشواره الفني مع تلك الأنامل الناعمة.يقول حسين إن شغفه بكاميرا التصوير، أو"العكاسة" كما يسميها أهالي البحرين قديماً، بدأ عندما ضغط اين عمه زر الكاميرا وخرجت ومضة لتلتقط صورة تذكارية في أول يوم مدرسي له، فبدأ بعدها ادخار مصروفه الشهري إلى أن امتلك كاميرا متواضعة من شركة "كونيكا". واستمر في الادخار ليتمكن من تحميض الأفلام، التي احترق كثير منها للأسف.ويضيف حسين لـ"الوطن" "بعدها امتلكت عدة كاميرات، لصقل وتطوير هوايتي، إلى أن وصلت لكاميرات التصوير "الديجيتال"، وهو شكل من أشكال التصوير الضوئي الذي تستخدم التكنولوجيا الرقمية، وكانت أول كاميرا ديجيتال امتلكتها من شركة "سوني"، وبدأت توثيق حفلات الزواج العائلية واحتفالات ومناسبات أهالي كرزكان (..) سنوات من تنمية مهاراتي في التصوير، وخوض المنافسات والمسابقات ونيل الجوائز، تكللت بافتتاح استوديو خاص بي بتاريخ 8/5/2018 مجهز بكافة معدات التصوير المتطورة التي تلزمني، أمارس فيه هوايتي في التصوير، التي أصبحت رسمياً وبعد جهد جهيد وظيفتي، ومصدر دخلي".لم يكن الطريق سهلاًوعن تصوير حديثي الولادة، يقول حسين "الأطفال هبة الله لنا وهم أجمل هدية يمكن للإنسان أن يحصل عليها، فما أجمل أن نوثق خطواتهم الأولى. دفعني حبي للأطفال لدخول مجال تصوير حديثي الولادة والتخصص فيه، إضافة إلى دعم زوجتي وتشجيعي لدخول المجال فزوجتي تعمل معي في الاستوديو وتساعدني في تجهيز الأطفال والاهتمام بالزبائن. أستقبل لتصوير حديثي الولادة من عمر 3 ايام ولغاية 3 أسابيع كحد أقصى، فبعد هذا العمر يكون الطفل أكثر حساسية للمس وكثير البكاء والاستيقاظ، ما يشكل عائقاً أمامي كمصور، إلا أني أستمتع في التقاط صور الأطفال عندما يبدؤون الجلوس ويكملون سنتهم الأولى".ويضيف حسين "ترددت كثيراً في دخول المجال كوني رجلاً وكل من فيه نساء، فالزبائن يفضلون عادة الذهاب إلى نساء لتصوير أطفالهم باعتبارهن أكثر دراية بالتعامل مع المخلوقات اللطيفة هشة البنية ناعمة الأطراف سريعة التأثر. لكن إصراري على دخول المجال دفعني للمضي فيه، مزوداً بخبرة كبيرة في التصوير. وتطلب مني ذلك كثيراً من الدراسة وحضور دورات على الإنترنت لمصورات عالميات، للإلمام بأسرار هذا المجال، والحمد الله يوماً بعد يوم أرى نتاج إصراري عبر ازدياد عدد من يحجزون لتصوير أطفالهم، كما ازداد عدد من يتابع أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعليقات الإيجابية التي يكتبها زبائني".تكلفة باهظة للمعداتوعن ارتفاع اسعار جلسات تصوير حديثي الولادة، يوضح حسين "كثيرون ينتقدون ارتفاع الأسعار مقارنة بأسعار جلسات التصوير الأخرى لكن المنتقدين لا يعرفون أن السبب هو التكلفة الباهظة للعدسات والفلاتر والإضاءة الحديثة والآمنة على عيني الرضيع، وكلفة شراء الأجهزة والإكسسوارات والملابس التي تختار بعناية لتناسب طبيعة بشرته الناعمة، كما تستغرق مدة جلسة التصوير الواحدة ساعتين، إضافة إلى جهد المصور. فأنا أوفر ملابس خاصة للطفل، وأحرص على تعقيم الأغراض والملابس بعد كل جلسة، و أحرص على وجود معقمات الأيدي لعدم لمس الطفل إلا بعد تعقيم الأيدي جيداً، كما أن الاستوديو مجهز بأجهزة التدفئة التي تتلائم مع درجة حرارة الطفل، وأجهزة صوتية لتهدئة الطفل في حال بكائه وجعله يغط في النوم، كما أوفر في استيديو حسين خلف مكاناً خاص لرضاعة الطفل".الاستعداد للقطة الاولىويشرح حسين آليات جلسة التصوير بالقول "أحرص في تصوير حديثي الولادة على عدد من الأشياء منها معرفة ما يطمح الزبون في الحصول عليه، فأحدد معهم الألوان والثيمات التي تفضلونها وإن كانوا يرغبون في أفكار معينة (الإعدادات و الوضعيات)، أو في في طباعة صور مع إطار للتعليق على الجدار أو إنشاء ألبوم للصور. وأقدم بعض المعلومات والنصائح للأهل قبل الجلسة، كالوقت الكافي لفترة التصوير وعدد الصور التي يرغبون فيها، وسعر الجلسة.وأنصح الزبائن بالحضور قبل الوقت المحدد بربع ساعة لتجهيز الطفل، إضافة لتجنب وضع كريمات الترطيب الدهنية على الطفل لأنها تعكس الضوء، وإحضار مايلزم لتهدئة الطفل وأدوات تغيير الحفاض في حال اتساخه، والتوقف عن إرضاع الطفل قبل جلسة التصوير بفترة بسيطة لكي يتم إرضاعه في الاستوديو قبل التصوير مباشرة.الضجيج الأبيضويضيف حسن "استخدم في جلساتي الضجيج الأبيض فله مفعول سحري في تهدئة غالبية الأطفال، وهو مجموعة من الأصوات من كافة الترددات السمعية التي يستطيع الإنسان سماعها والمدموجة معاً، ويشبه الضجيج الأبيض صوت مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية أو أمواج البحر أو صوت التلفاز والراديو عند انتهاء البث. تأتي الضوضاء البيضاء بتأثير كبير على حديثي الولادة كونها تنتج صوتاً يشبه الصوت الذي يسمعه الجنين في رحم أمه والناتج عن دقات قلبها و جريان الدم في الأوعية الدموية والتقلصات العضلية، ما يمنحه شعوراً بالهدوء و الأمان ناهيك عن تأثيرها المشتت للأصوات الأخرى التي من يمكن أن تزعج الطفل".