هدى حسين
قبل سنوات طويلة، وقبل طفرة الأجهزة الذكية، كان مفهوم "رقم السر" أو "كلمة المرور" Password ، يقتصر على جوانب قليلة جداً في حياتنا اليومية، فنادراً ما نسمع عنها أو نراها أمام أعيننا، وقليلاً ما نتعامل معها أو نحتاج إليها، كان الباسوورد يقتصر على الرقم على فتح الإيميل الموجود في الحاسوب، أو عند دخول الموقع أو منتدى المشتركين به، أو وضع الباسوورد عند سحب مبلغ معين من الصراف الآلي وهكذا أما الآن فنعيش في زمن أصبح الكل مستقلاً بذاته وخصوصيته ولا يريد أحداً أن يطلع عليها، واليوم أصبح الهاتف الذكي يحمل الكثير من أسرارنا، ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها بفضل رموز الحماية المتوافرة فيها.قامت "الوطن" باستطلاع رأي لسؤال "هل من الضروري وضع رقم سري على هواتف الزوجين؟ ولماذا أصبحت ضرورية؟ "، فأجابه 58% بلا، مقابل 42% أجابوا بنعم لصالح وضع رقم سري على هواتف الزوجيين.
"من الماضي"
قالت زهراء آدم تبلغ من العمر 48 سنة كنا قديماً لا نعرف معنى كلمة الخصوصية إلا على أغراضنا الشخصية مثل الملابس الداخلية وحاجاتنا الخاصة، أما غير ذلك فلا توجد خصوصية لا على أمهاتنا وأبائنا ولا على أزواجنا أبداً، والرقم السري ورموز الحماية لم أعرفها أبداً إلا عندما قمت باستخدام الهاتف الذكي الذي كلفنا الكثير من علاقاتنا ومجتمعاتنا.
وقال حسين علي الذي يبلغ من العمر 54 سنة حياتنا قديماً كانت أجمل وأحلى من غير أرقام سرية ولا هواتف ذكية، وليس هناك شيء يختبئ قديماً بين الأهل والجيران، كان كل شيء يحدث أو يقال أو يقبل عليه الآخرون ينتشر بين الأهل والجيران ولا نعرف شيء اسمه الخصوصية أبداً لأننا كنا جميعنا أهل في "الفريج".
معارضون
ويرى أحمد خالد أن الرقم السري موضوع بعيد كل البعد عن الحياة الزوجية ولا يتعلق بها، ولكن الأفضل أن الزوجيين يعرفون الرقم السري لبعضهم البعض على أساس تقوية الثقة بينهم.
وقال حسن الصيرفي ليس من الضروري وضع رقم سري للهواتف ما دام هناك ثقة بين الطرفين، وبين سيد حمزة الساكن أنه يضع رقماً سرياً على الهاتف لأن قد يصله من مسجات حسابه البنكي ولا يريد أحد أن يطلع عليها، إلا أن حسن مهدي أوضح أن ما دامت الثقة موجودة بين الاثنين فلا داعي لوضع أرقام سرية على الهواتف، في حين نفى محمد منصور الرأي السابق إذ قال لا ليس ضرورياً لتتعزز الثقة بين الزوجين.
ويعتقد محمد مصطفى أنه ليس من الضروري وضع رموز للحماية على الهاتف، لأن في اعتقادي أن وضع رقم سري عن زوجتي هو دليل واضح على أن هنالك خللاً ما في العلاقة الزوجية .. ولكن نحن غالباً نضع أرقاماً سرية على هواتفنا للأمن والسلامة فقط لا غير. ومن جانبه مانع علي التيتون وضع رقم سري إذا كانت هناك ثقة فيما بينهم وعلاقتهم لا يسودها الغموض والرقم السري يثير الشك أو الفضول.
"مؤيدون"
أكد عمار العالي أن الرقم ضروري لحمايته من السرقة، فعند وضع رقم سري على الهاتف لا يستطيع أحد أن يرى ما بداخله إلا أنا، لكن في نفس الوقت يجب أن تكون زوجتي على معرفة بهذا الرقم لتعزيز الثقة.
ويتفق معه عباس متروك ضروري من جهة تعرض الهاتف للضياع أو السرقة.
وأوضح محمود القلاف نعم من الضروري لأن إن لم تتعبث به الزوجة بحكم العلاقة فقد يتعبث به غير الزوجة لو تم نسيان الهاتف في مكان ما.
قال أحمد عبسول، نعم من الضروري وضع رقم سري على الهاتف، لأن هناك خصوصية رجالية وهناك خصوصية نسائية، وهناك أمور لا يحب أن يفصح أو تصفح عنها.
وبينت زهراء فاضل أنه لابد من وجود خصوصية لكل شخص منهم، فمن الضروري وضع رموز الحماية على الهاتف، وأنا عن نفسي أضعه من أجل أبنائي وليس زوجي.
أما حسن علي قال نعم أؤيد وضع رمز حماية للهاتف لأن الرقم السري يحمي من التجسس الذي هي بالأساس صفة سيئة.
وأشارت فاطمة العلوي إلى ضرورة وضع رقم سري على الهاتف لحفظ خصوصية الطرفين لأن من الممكن تكون عندي صور تجمعني مع صديقاتي أو ممكن تكون إحدى صديقاتي مكلمتني عن مشكلة وما تريد أحد أياً كان يعرفها وهكذا .ليلى علوي .. من الضروري بالنسبه لي، لأني أشارك صديقاتي صورنا الشخصية وأسرارنا، حيث باتت الهواتف الآن صندوقاً سرياً للأغلبية خصوصاً الفتيات من الضروري وضع رقم سري، ناهيك عن نسيان البعض الهاتف في أماكن عامة وعند عدم وضع رقم سري، سيتمكن أي أحد من الوصول للمعلومات الشخصية والصور.
وقال حسين الصافي إن المسألة هي مسألة فقهية ولا يجوز لأي طرف تفتيش خصوصيات الآخر، هذا وتعتبر مريم بوجيري وجود رقم سري حرية شخصية للطرفين، وفي جميع الأحوال الثقه بين الزوجين هي التي تحكم هذا الموضوع.